ماذا
اريد في السنة الجديدة؟
علي
زبيدات – سخنين
في
السنة الجديدة وفي السنوات الجديدة
القادمة أربد الكثير الكثير.
لن ارضى بعد اليوم
بالنزر القليل، ولن اقنع بالفتات الذي
يتساقط عن موائد اللئام.
وداعا للقناعة.
سوف أركل المثل
الذي يقول: القناعة
كنز لا يفنى في مؤخرتة حتى يرحل من غير
رجعة فقد عمل بما فيه الكفاية على تخليد
تخلفنا وفقرنا.
اولا
وقبل كل شيء اريد أن أرى البلدان العربية
نظيفة من كل تدخل اجنبي ومن جميع القواعد
العسكرية الاجنبية. فليرحل
كل إلى بلده. ليعود
الامريكي إلى شوارع شيكاغو وحقول تكساس
وليطلق النيران هناك كما يشاء وحسب
التقاليد العريقة للمافيا ولرعاة البقر.
وليرجع الروسي الى
صقيع سيبيريا وليرافقه من يعشق احتضان
الدببة. وليرحل
الفارسي والتركي والاوروبي وكل من دنس
بقدميه الاراضي العربية.
اريد في السنة
الجديدة تكنيس القواعد العسكرية في قطر
والكويت والامارات والبحرين وعمان
والسعودية والاردن ومصر وجيبوتي والمغرب
والعراق وسوريا وفي كل مكان من المحيط
إلى الخليج. هل
يوجد هناك من يدعي وجود دول عربية مستقلة؟
لقد اصبحت هذه الدول كالعاهرات ينتهك كل
من تسول له نفسه من قوادي العالم ويستبيح
حرمتها بل اسوأ من ذالك فالعاهرات على
الاقل يملكن حرية اختيار زبائنهن.
لنبدأ بتوزيع
المكانس على الجماهير لتباشر بحملة
التنظيف.
وبعد
ذلك اريد اسقاط كافة الانظمة التي جلبت
هذه القواعد وادخلت الجيوش الاجنبية من
اجل حمايتها. والسؤال
الذي يطرح نفسه هنا: حمايتها
من من؟ والجواب، من شعوبها المسحوقة طبعا.
فلو كانت هذه
الانظمة تستحق الحياة لحمتها شعوبها ولم
تكن بحاجة إلى قوات اجنبية من أجل حمايتها.
اريد في السنة
الجديدة وفي السنوات الجديدة القادمة أن
يكون الشعار السائد: الشعب
يريد اسقاط النظام. واذا
قام نظام متعفن آخر مكان النظام الذي سقط
فليسقط هو الاخر حتى القضاء على كل الانظمة
القمعية الاستبدادية وحتى تنال الشعوب
حريتها وكرامتها كاملتبن.
فمن يريد نظاما
يقتل شعبه؟ ومن يريد نظاما يسرق القوت من
افواه اطفال شعبه؟ ومن يريد نظاما لا
يتعامل مع شعبه الا بالعصا؟ وبواسطة اجهزة
قمعية من مخابرات وشرطة وسجون وغيرها؟
لا احد.
في
السنة الجديدة وفي السنوات الجديدة
القادمة اريد أن ارى فلسطين نظيفة من رجس
الكيان الصهيوني الكولنيالي العنصري
وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم
وتعمير قراهم ومدنهم المدمرة.
لن اتمنى في السنة
الجديدة قيام "الدولة
الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"
لاني لا اريد أن
ارى دولة معوقة ومشوهة تسمى مجازا دولة
فلسطين. لن
اصفق ولن احتفل عندما تقوم احدى الدول أو
احدى المنظمات الدولية بالاعتراف بهذه
الدولة. ولن
اتمنى كما يفعل الاخرون بأن يعم السلام
(الامريكي
– الاسرائيلي – العربي الرجعي)
في المنطقة لأن
من مثل هذا السلام ستفوح رائحة النفط
والبارود إلى سنوات طويلة قادمة.
سوف ارجئ تمنياتي
بالسلام حتى يعود الحق لاصحابه وتتحقق
العدالة.
في
السنة الجديدة وفي السنوات الجديدة
القادمة اريد أن ارى البلدان العربية
نظيفة من الحركات الطائفية والتكقيرية
على اشكالها. اريد
ان ارى هذه البلدان خالية من الافكار
والمعتقدات والايدولوجيات الرجعية
والعنصرية التي تنمو عليها وتترعرع مثل
هذه الحركات. اريد
ان ارى هذه البلدان نبراسا للفكر الحر،
لحرية المعتقدات، للتسامح، ولقبول الاخر
المختلف.
في
السنة الجديدة وفي السنوات الجديدة
القادمة اريد أن ارى شعوب العالم تنتفض
ضد النظام الرأسمالي العالمي الذي جلب
للعالم الحروب والامراض والجوع.
اريد ان ارى هذه
الشعوب حرة ومستقلة وفي الوقت نفسه متحدة
لا حدود تفرقها ولا صراعات تمزقها ولا
حروب تدمرها.
قد
يقول البعض هذه احلام بل هي اضغاث احلام.
ربما.
ولكني انصح من يقول
ذلك أن يستمع أولا إلى اغنية جون لنون
"تخيل"”
Imagine” ويتذكر
الكلمات التي تقول: “قد
تقول انا حالم. ولكني
لست الوحيد. اتمنى
في احد الايام أن تنضم الينا.
وسيعيش العالم
وكأنه واحد".