Wednesday, October 19, 2011

وأخيرا أسدل الستار على مسرحية جلعاد شاليط

وأخيرا أسدل الستار على مسرحية جلعاد شاليط
علي زبيدات – سخنين

التاريخ لا يتطور حسب أمنيات وتطلعات أي شخص مهما كان موقعه أو دوره. والتاريخ لا يصنع في ظروف تؤدي دائما إلى النجاح أو الانتصار. وأخيرا وليس آخرا وللأسف الشديد لا يتطور التاريخ حسب القيم الأخلاقية ومعايير العدالة والكرامة الإنسانية. ولكن هذا لا يعني أن الأمنيات والتطلعات خصوصا من قبل الشعوب المظلومة لا تلعب دورا حاسما في تطور التاريخ، ولا تنفي أن يصبو الجميع إلى النجاح والانتصار، ولا يقلل من أهمية القيم الأخلاقية مهما غابت عن الأنظار ومهما تم تشويهها.
هذا الأسبوع أسدل الستار على الفصل الأخير من مسرحية غلعاد شاليط وسط تصفيق الجمهور من جميع الأطراف. هذه المسرحية التي تنتمي إلى مسرح اللامعقول شغلتنا وشغلت العالم في السنوات الخمس الأخيرة حتى وصلت ذروتها هذا الأسبوع.
في الجانب الفلسطيني يوجد من يرفض أصلا اللجوء إلى خطف الجنود الاسرائيليين كوسيلة لتحرير الأسرى . ويعتبر عمليات الخطف عمليات إرهابية بحتة أو في أحسن الحالات عمليات عبثية تلحق الأضرار بالقضية الوطنية وتعرقل ما يسمى بالعملية السلمية ونهج المفاوضات. هذا لا يمنع، في حالة نجاح عملية خطف وتبادل، أن نراه يزاحم من أجل الحصول على بعض الانجازات. بالمقابل يوجد هناك من يؤمن بأن عملية خطف الجنود هي الوسيلة الوحيدة لإطلاق سراح الأسرى ولكن عند نجاح إحدى هذه العمليات نراه يعبر عن سخطه وخيبة أمله لأنها لم تحقق مآربه الخاصة.
في الجانب الإسرائيلي، وبالرغم من انعكاس الأدوار لا يختلف الأمر كثيرا: فمنهم من يؤيد عملية التبادل على اعتبار أن واجب الدولة التي ترسل جنودها للجبهة أن تعيدهم مهما كان الثمن، ومنهم من يرفض ذلك جملة وتفصيلا لأن ذلك يعتبر خضوعا للإرهاب على حد تعبيرهم وتشجيعا له.
في هذه العجالة، كفلسطيني منحاز كليا للقضية الوطنية الفلسطينية بكافة جوانبها، أريد أن ألقي الضوء على بعض الجوانب الخفية التي تتجاوز فرحة عائلات الأسرى بإطلاق سراح أبنائهم وتتجاوز خيبة أمل من بقي قابعا في سجون الاحتلال، ومن الجهة الأخرى تتجاوز فرحة عائلة شاليط والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام بعودة الجندي المخطوف. قد تبدو هذه الجوانب للوهلة الأولى ليست ذات أهمية ومهملة بالرغم من الكم الهائل من التحليلات والتعليقات والانتقادات التي فاضت بها وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إلا أنها حسب رأيي ذات أهمية بالغة على تطور القضية الوطنية برمتها.
لقد نجحت دولة إسرائيل عن طريق إعلامها المتطور والمجند والمدعوم غربيا أن تستغل قضية الجندي المخطوف لقلب الموازين المقلوبة أصلا وتظهر للعالم على صورة الضحية البريئة التي تدافع عن نفسها. حتى أصبح اسم شاليط على كل لسان وتم تصويره كأنه حمل وديعا وليس جنديا تم اختطافه من قلب دبابته التي كانت تقصف المدنيين في غزة وفرد في جيش ارتكب جرائم حرب في حق مدنيين عزل. الأسوأ والأخطر من ذلك أنها نجحت بتحويل قضية الجندي المخطوف إلى وسيلة ناجعة لبلورة نوع من الانتماء الوطني الإسرائيلي مما ساهم في وقف عملية التفكك الذي يعاني منه المجتمع الإسرائيلي المصطنع. من خلال الدعاية المكثفة عن الدولة التي لا تترك جنودها في المعركة وأنه لا يوجد ثمن لإعادة جندي إلى بيته استطاعت دولة إسرائيل أن تنجز نجاحا وتقدما ملحوظا في صهر مركباتها المتنافرة بصورة تفوق جميع الأساطير التوراتية والصهيونية. لقد مر المواطن اليهودي الإسرائيلي خلال سنوات الاختطاف الخمسة وبشكل مكثف خلال الأسبوع الأخير بعملية مسح دماغ لم يسبق لها مثيل. تمم هذا الأمر بشكل واع ومدروس حيث تعرف السلطات الإسرائيلية حق المعرفة وتشعر بأن كيانها في مهب الرياح ومهدد بخطر الاندثار وأن التركيز على قضية الجندي وإعادته إلى البيت مهما كان الثمن يبقى ثمنا بخسا أمام إقناع الشباب اليهود بالبقاء مخلصين للدولة. يعاني الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة وباعتراف من قيادته العليا من ظاهرة تهرب وتملص هؤلاء الشباب من التجنيد. من هذا المنطلق عملت السلطات الإسرائيلية كل ما تستطيعه لجعل الجندي البسيط التافه المختطف أيقونة تقف الدولة بأسرها من ورائه كضمان لهم.
في المقابل فشل الإعلام الفلسطيني والعربي بإظهار الجانب الإنساني لآلاف الأسرى الذين ضحوا بحريتهم من أجل قضية عادلة. فبقوا مجرد أرقام. وقد انعكس ذلك بشكل مأساوي في الخطأ الذي تم بسببه استثناء بعض الأسيرات من عملية التبادل. فقد تم تصديق الرقم 27 بدون فحص أو تمحيص، ألا يوجد لهؤلاء الأسيرات أسماء كان من المفروض على المفاوض الفلسطيني معرفتها بحذافيرها؟
يجب ألا تصبح عملية اسر الجنود الإسرائيليين بهدف تبديلهم بالأسرى هدفا بحد ذاته يستحوذ على حركات المقاومة ويأتي على حساب النضال الواعي والهادف من أجل تحرير الأرض والإنسان. سمعت أحد الزملاء يقول: "خطف جندي واحد أسفر عن تحرير ألف أسير فيكفي أن يتم اختطاف 5 جنود لإفراغ السجون من الأسرى"، هذه العقلية الساذجة والمبسطة تستحوذ على معظمنا. إغلاق السجون الإسرائيلية بعد إفراغها من الأسرى لن يتم إلا بعد التحرير. وأخشى أن يكون الحلم بخطف الجنود وتبادل الأسرى تعبيرا عن العجز واليأس وليس وسيلة من وسائل النضال تخدم إستراتيجية التحرير وتكون خاضعة لها.
إسدال الستار على مسرحية شاليط يجب أن يكون حافزا ومؤشرا للعمل على إضعاف الكيان الصهيوني وليس على تقويته وفي الوقت نفسه حافزا لتنقية النضال الثوري الفلسطيني من الشوائب التي علقت به.

Wednesday, October 12, 2011

آلام كبيرة وآمال أكبر

آلام كبيرة وآمال أكبر

علي زبيدات – سخنين

أثناء كتابة هذه السطور تم الإعلان عن التوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى بين الحكومة الإسرائيلية وفصائل المقاومة التي تحتجز الجندي جلعاد شليط. من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تختلط مشاعر الألم والغضب من جراء معاناة الأسرى مع مشاعر الفرح بقرب تحرر عدد كبير من المناضلين من السجون الإسرائيلية رغما عن أنف الحكومة الإسرائيلية. لا أريد هنا أن أتطرق الى صفقة التبادل، فما زال المخفي فيها أكثر من المكشوف. بالرغم من أن الأنباء عن الصفقة قد غطت بعض الشيء على الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه الأسرى قبل أسبوعين وعلى نشاطات التضامن معهم وعلى الموقف الذي اتخذته الجماهير الفلسطينية وقياداتها من أحزاب ومؤسسات، إلا أن نضال الحركة الأسيرة ما زال هو الأساس.
عمليات التبادل جرت في الماضي وتجري حاليا ومن المؤكد أنها سوف تجري في المستقبل أيضا. صحيح أن السجون الإسرائيلية لن تغلق أبوابها نهائيا على أحد ولكنها في الوقت نفسه سوف تبقى عامرة بالأسرى الفلسطينيين ما دام هناك احتلال وتشريد وما دامت هناك مقاومة. سوف يتحرر بعض المضربين عن الطعام قريبا ولكنهم كانوا مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل أن يحظى من سيبقى في السجون الإسرائيلية ومن سوف يدخلها بظروف إنسانية. فمن المعروف أن الانجازات التي حققتها الحركة الأسيرة على مر السنين والتي تحاول الحكومة الإسرائيلية حاليا سلبها جاءت نتيجة لتراكمات نضالية طويلة من الإضرابات ومن المناضلين من دفع حياته ثمنا لها.
الإضراب المفتوح عن الطعام ليس لعبة يلجأ إليها الأسرى كلما طالبوا بمطلب ما، بل هو سلاح خطير لا يستعمل إلا في حالات الضرورة القصوى. إن اللجوء إلى هذا السلاح الآن يعكس مدى وحشية ولا إنسانية السلطات الإسرائيلية. يصبح سلاح الإضراب المفتوح عن الطعام فعالا من خلال امتداده إلى الخارج، من خلال العمل الجماهيري والرسمي الداعم والمتضامن والمتفاعل معه. السؤال الذي أطرحه هنا: هل كان هذا الامتداد على المستوى المطلوب جماهيريا ورسميا؟ جوابي هو بكل بساطة: لا.
لا أريد أن أتكلم هنا عن التعتيم الإعلامي الدولي والعربي وحتى الفلسطيني بكل ما يتعلق بالإضراب وعن الجهات التي تقف وراء هذا التعتيم، ولا أريد هنا أن أتطرق إلى مواقف السلطة الفلسطينية المزدوج من القضية برمتها، ومواقف العديد من الفصائل الفلسطينية، ليس بسبب عدم أهميتها ولكن لأن كل موضوع من هذه المواضيع يستحق التوقف عنده ومعالجته تفصيليا وهنا لست بصدد مثل هذه المعالجة.
أريد هنا أن أقتصر على موقف الجماهير الفلسطينية وقيادتها في المناطق المحتلة عام 1948. مرة أخرى، حسب رأيي رسبنا في الامتحان: لجنة المتابعة العليا التي تعتبر نفسها الجسم القيادي الأول للجماهير الفلسطينية في هذه المنطقة اجتمعت لأول مرة لمناقشة هذه القضية يوم الاثنين 10/10/2011 أي بعد أسبوعين من بداية الإضراب. وبعد نقاش مستفيض دام عدة ساعات، عما تمخض هذا الاجتماع؟ عن لا شيء، سوى كلام عام عن نية اللجنة:" تبني أي نشاط تضامني يدعم الأسرى بغض النظر عن الجهة المبادرة". طبعا، وعلى ذمة المواقع الإخبارية التي نقلت الخبر، كان هناك العديد من الاقتراحات مثل الإعلان عن يوم أو يومين إضراب عن الطعام، مظاهرات مستمرة أمام السجون، تنظيم مظاهرة قطرية، التوجه للسفارات الأجنبية، ولكن المهم لا قرارات. من طبيعي أن يكون هناك فجوة بين الكلام، الشعارات، النظرية وبين التطبيق، الممارسة، العمل ولكن أن تكون هناك قطيعة شبه مطلقة بينها فهذا أمر غير طبيعي.
الأحزاب السياسية رسبت في الامتحان في مكان آخر. لم تستطيع أن تتخلص من عصبيتها الحزبية وتصل إلى درجة أساسية من التنسيق فيما بينها. وهكذا جاءت معظم نشاطاتها تعيسة مقتصرة على بعض كوادرها في بعض المفارق والساحات. وكنا نحن، الغالبية الصامتة التي لا تنتمي لحزب معين، نستثنى من هذه النشاطات ولا نعلم بها أو نعلم بها بعد انتهائها. حالة اللجان المدنية التي قامت من أجل رعاية حقوق الأسرى والمعتقلين وحقوق الإنسان لم تكن أفضل من حالة الأحزاب السياسية. سؤال أخير في هذا المجال: لماذا فضل الشيخ رائد صلاح أن يبقى في لندن حيث الضباب على أن يعود ويأخذ مكانه الطبيعي في قيادة النشاطات المتضامنة مع الأسرى، وأين اختفت الحركة الإسلامية الشمالية؟
نقطة الضوء الوحيدة جاءت من قبل بعض التحركات الشبابية التي حاولت جاهدة التخلص من قيود ووصاية الأحزاب واللجان وقامت بمحاولات جادة لنقل الإضراب المفتوح عن الطعام من السجون إلى الشارع.
الأسرى، بعد الشهداء، هم الذين يحملون القضية الوطنية ويجعلون من أجسادهم شعلة تضيء طريق الحرية الشائك والطويل وهم يستحقون أن نشاركهم في آلامهم وآمالهم.

Wednesday, October 05, 2011

نستنكر بشدة !! وماذا بعد؟

نستنكر بشدة !! وماذا بعد؟
علي زبيدات – سخنين

بعد جريمة إحراق مسجد النور في طوبا الزنغرية انهالت الاستنكارات من حدب وصوب كل حسب أسلوبه وطريقته وكلماته الإنشائية. من رئيس الدولة الذي هرول لزيارة المسجد طالبا من مسلمي العالم السماح، إلى رئيس الحكومة الذي عبر عن صدمته، إلى وزير التربية والتعليم والراب الرئيسي لدولة إسرائيل وباقي زعماء الطوائف الدينية وحتى لجنة المتابعة العليا وأعضاء الكنيست العرب والأحزاب السياسية وباقي مؤسسات المجتمع المدني، والقائمة تطول. سيل جارف من الاستنكارات شديدة اللهجة منها من يحمل الحكومة والشرطة والعنصرية المتفشية مسؤولية ما يحصل.
كل هذا جيد. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: وماذا بعد الاستنكار؟ قريبا سوف تهدأ الأمور وتعود المياه إلى مجاريها لنغط في سبات عميق حتى نستفيق على عملية الحرق القادمة.
في الحقيقة، ما يهم في هذه الحادثة ويتجاهله جميع المستنكرين العرب مع علمهم واستيعابهم لهذا الواقع الخطير هو أن دولة إسرائيل قد نجحت في تمزيق وتفريق مجتمعنا الفلسطيني إلى طوائف، قد تلتقي في عملية استنكار ولكنها تختلف في باقي الأمور. انه لمن المحزن حقا بل من المخجل أن نقرأ، في وسائل الإعلام العربية وكأن الأمر طبيعي جدا، بيانا صادرا عن اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية في إسرائيل وآخر عن منتدى مجالس القرى البدوية وآخر عن منتدى مجالس القرى الدرزية. وكأن القرى البدوية والقرى الدرزية ليست عربية أو أن عروبتها ناقصة.
لم تقم دولة إسرائيل باختراع سياسة "فرق تسد". وقد تكون قد تعلمتها وورثتها من الاستعمار الانجليزي الذي زرع بذور النزاع في كل مكان كان يستعمره ورحل عنه: في الهند والباكستان والعالم العربي ومعظم دول أفريقيا. هذه السياسة الاستعمارية الانجليزية معروفة جدا حتى أصبحت نموذجا كلاسيكيا. حتى جاءت دولة إسرائيل وطورت هذه السياسة إلى أقصى درجة: أولا فرقت بين اليهود وباقي الأغيار في العالم. شعب الله المختار من جهة مقابل جميع شعوب العالم "الغوييم" من جهة أخرى. ولم تكتف بذلك فبعد إقامة الدولة قامت بالتمييز بين الشعب اليهودي وبين أبناء الأقليات "بني ميعوطيم". ومن ثم قامت بتمزيق الشعب الفلسطيني الممزق أصلا إلى طوائف متنافرة. لا يوجد هنا بقايا شعب عربي فلسطيني تم تشريده قسر اعن وطنه بل يوجد بعض الطوائف من مسلمين ومسيحيين ودروز وشركس وبدو لا تربطهم أية هوية وطنية مشتركة. وقد استفردت مؤسسات الدولة بكل طائفة على حدة بينما نقف نحن وقفة المتفرج ومن حين لآخر نقول كلمة استنكار ردا على جريمة مقترفة.
لقد استفردت الدولة أولا بالطائفة الدرزية وفرضت على الشباب الدروز التجنيد الإجباري وبدأت تروج لهوية قومية درزية وتراث درزي وحلف دم وهمي يربط هذه الطائفة بالدولة. وقد تمت التضحية بحقيقة أن الدروز هم من صلب العروبة قلبا وقالبا على مذبح المصالح الشخصية. فإذا كان دروز هذه البلاد ليسوا عربا فلا وجود لعروبة في هذه البلاد. الدولة التي استفردت بهذه الطائفة وبشكل متناقض هي أول من تؤكد هذه الحقيقة من خلال معاملتها لهذه الطائفة على أرض الواقع: التمييز العنصري، مصادرة الأراضي، طمس الهوية والانتماء.
الأمر نفسه قامت به على مر السنين مع البدو. وبقدرة قادر فقد البدو عروبتهم وتم سلخهم بشكل منهجي عن تاريخهم وتراثهم. بينما من ناحية الأخرى يعاملون من قبل الدولة ومؤسساتها معاملة العبيد. ما يجري في النقب حاليا خير دليل على ذلك.
طبعا لدولة إسرائيل مصلحة في التفريق الطائفي لكي تسود. ولكن ما هي مصلحتنا نحن كشعب فلسطيني للرضوخ وقبول هذه السياسة الغاشمة؟
لماذا لا تقوم اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية بحل نفسها فورا وتعلن: لن تكون هناك لجنة قطرية للسلطات المحلية العربية بدون القرى البدوية والدرزية؟. متى قامت هذه اللجنة أصلا بحراك جدي تتحدى به السياسة الإسرائيلية وتوحد الصفوف؟ لماذا لا تقوم لجنة المتابعة العليا وباقي المؤسسات المدنية بعملية تواصل جدية لرأب التصدع القومي الذي سببته سياسة "فرق تسد". ماذا يفيدنا الاستنكار شريد اللهجة؟ ماذا تفيدنا زيارات المجاملات والنفاق؟ لا شيء.
وأين دور الأحزاب الوطنية والقومية والدينية والتقدمية في التصدي لهذه السياسة الغاشمة؟ لماذا لا يتم مثلا تنظيم يوم الأرض ولو لمرة واحدة في عسفيا أو بيت جن أو في النقب؟ أليست أراضي هذه القرى هي أراضي عربية؟ لماذا لا يكون هناك تحرك جماهيري لنصرة طوبا الزنغرية والقرى البدوية المهددة بالاقتلاع في النقب والاكتفاء بالزيارات النخبوية لبعض الزعامات والاستنكارات شديدة اللهجة؟ يناشدون الجماهير للوقوف إلى جانب إخواننا البدو في النقب ولكنهم يعجزون عن تنظيم حافلة واحدة تنقل المتضامنين من الجليل والمثلث، بينما يتنقلون هم بسياراتهم الفخمة الممولة من الكنيست الصهيوني أو من قبل أحزابهم وجمعياتهم.
لنجعل من جريمة حرق المسجد في طوبا الزنغرية حافزا للقيام بتواصل حقيقي يعيد اللحمة إلى الجسم الفلسطيني الواحد الممزق

Tuesday, October 04, 2011

Dina Zbidat, my daughter, a student in Colombia university wrote this article about the September bid for Palestinian statehood. I wrote about the same subject but in Arabic. I leave it for the readers to see the differences and the similarities.


There is still a disagreement among Palestinians whether to support president Abbas in his initiative or not. On one hand, there is the belief that the recognition of a Palestinian state will give the Palestinians a louder voice in the international arena, and that this step will be a step closer towards Palestinian self-determination. On the other hand, many Palestinian refugees and Palestinian citizens of Israel do not feel represented by Abbas in this move. Other Palestinians think the recognition of a state is useless since Israel will still be in control of most of the land, air, and water.


Opinions vary, and that is ok, but after hearing the speeches at the United Nations I had a lot to think about.


I first got angry after hearing Netanyahu’s speech. Netanyahu repeatedly mentioned the holocaust and the suffering of the Jewish people under Nazism, a subject that always comes up when discussing the question of Palestine. We should never forget the victims of that dark era, never. But what makes me angry is that I feel that those victims are being killed over and over again whenever they are being used by a state for legitimizing the oppression of a whole people in their name. And all I can think about to myself is: why can’t people see this?


In addition, Palestine solidarity movements have learned never to compare Israeli policies and strategies against Palestinians with the Nazi regime, because they are almost always accused of anti-Semitism. Yet, we hear over and over again comparisons made by Israelis between the Nazi regime and the Palestinians or other Arab regimes. The most recent example was in this same UN speech when Netenyahu said:

“...after eight years of this unremitting assault, Israel was finally forced to respond. But how should we have responded? Well, there is only one example in history of thousands of rockets being fired on a country's civilian population. It happened when the Nazis rocketed British cities during World War II. During that war, the allies leveled German cities, causing hundreds of thousands of casualties. Israel chose to respond differently. Faced with an enemy committing a double war crime of firing on civilians while hiding behind civilians ? Israel sought to conduct surgical strikes against the rocket launchers.”

So... hand made rockets fired from people under siege is compared to Nazi rockets fired during World War 2. Is Hamas, or the Palestinians, compared to Nazi germany here? Really? 1.5 million on a small piece of land are compared to the state of Nazi Germany. How Ironic. And wait Mr. Netanyahu, what would you compare the white phosphorus with, and all other weapons you have used against the Palestinian people?

Then I had to think about this whole notion of nation-states and the legitimacy this form of state has in our world these days. What is a nation? What is a state? Will a Palestinian state still be a state when recognized as a member to the UN but with a wall dividing its land, checkpoints all around, settlers burning mosques and trees, and no control over natural resources? And, why do Palestinians need a state in order to be recognized in the first place?

Why does there have to be a ‘Jewish’ state, supposedly the state of all the Jews around the world, for the Jewish people to feel ‘safe’? Why does the existence of one state have to come on the account of others? Why should the existence of a ‘Jewish’ state be based on systematic racism and discrimination against non-Jewish citizens, confiscation of lands, and continuous wars? Something is not right.


A couple of days ago Hillel (a student group with Zionism in its mission statement) put out a tent on Columbia campus with a banner saying “Talk Israel: Join the Conversation”. Some SJP members entered the tent to join other students in their discussions. One discussion point was titled “my love affair with Israel” and people were asked to say two words that came to their mind when hearing the word “Israel”. As most Jewish-Americans said “home”, my Palestinian friends felt pain. They felt pain because it was also their home, but as any Jewish person could go to the “home” they have never been to before because of the Israeli “law of return”1, my Palestinian friends were not allowed to go there, and see the houses where their parents were born in Yafa, Haifa, and Akka, despite their “right of return”2.


History and reality are never objective; we know that. But what I do want Columbia students to take away from the United Nations conference is this:

Always remember that Palestine and Israel are not two equal powers. We should be aware of this unbalanced power when discussing Palestine and Israel, and rethink the arguments and words we continuously hear when talking about this region


It is still unknown what the results of the Palestinian bid to the UN will be. But at least one positive thing came out of it; Palestine is being discussed again, and for that I am thankful.