Wednesday, December 29, 2010

متى يبدأ التطبيع وينتهي التواصل

متى يبدأ التطبيع وينتهي التواصل؟
علي زبيدات – سخنين

النقاش حول التطبيع، المقصود هنا علاقة طبيعية بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وحول التواصل، والمقصود هنا العلاقة التي تربط أهالي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وبين باقي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، مستمر بدون توقف. يهدأ تارة ويعلو تارة أخرى. وقد كتب الكثير حول هذا الموضوع وسوف يكتب حوله أكثر. النظرة السائدة في هذا النقاش هي من غير شك إدانة التطبيع بكافة أشكاله، رفضه ومقاومته من جهة والدفاع عن التواصل وتشجيعه من جهة أخرى. ولكن هذه النظرة السائدة لم تحل المشكلة بل زادتها تعقيدا وجعلت الموضوع برمته محفوفا بالمخاطر وكأنه حقلا مزروعا بالألغام. فالمسالة ليست إذا كان التطبيع مرفوض أم لا بل إذا ما كان هذا العمل أم ذاك، هذه السياسة أم تلك تطبيعا أم لا. وإذا ما كان ما نسميه تواصلا لا يصب في مصب التطبيع أم لا.
عاد هذا الموضوع مؤخرا وطفا على السطح واحتل واجهة الأخبار في أعقاب منع وفد لجنة المتابعة العليا من دخول الجزائر للمشاركة بمؤتمر لنصرة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وذلك بإيعاز شخصي ومباشر من قبل الرئيس الجزائري. فقد رأى الجزائريون بهذه المشاركة تطبيعا بينما أعتبر الوفد مشاركته تواصلا. وقد وعد رئيس لجنة المتابعة برفع شكوى حول هذا الموضوع إلى جامعة الدول العربية والى القمة العربية. لا أدري كيف ستبت جامعة الدول العربية أو القمة العربية بهذا الشأن وهي نفسها متهمة بالتطبيع.
حسب رأيي يوجد هناك نظرتان إلى قضية التطبيع والتواصل، الأولى: هي نظرة ميتافيزيقية، ميكانيكية، أحادية الجانب تنظر إلى الأمور وكأنها منعزلة عن بعضها البعض فإما أن يكون أمرا معينا تطبيعيا وإما أن يكون تواصلا. والثانية: نظرة جدلية ترى في هذين المصطلحين تناقضا تربط فيما بينهما وحدة وصراع. قد يتحول الأول إلى الثاني وبالعكس. فقد يكون هناك تواصل نتيجته تطبيعية وقد يكون هناك تطبيع يفرز نوعا من التواصل. أنا شخصيا أومن بالنظرة الجدلية لهذه المعضلة لأنها هي الوحيدة القادرة على نقد تحليل المعطيات بشكل علمي وواقعي واستخلاص العبر منها.
ليس المقصود من هذه المقالة توزيع شهادات وطنية على هذا الشخص أو ذاك أو على هذه الجهة أو تلك أو سحبها منهم إن كانوا يمتلكونها. فلا أحد يملك الصلاحية لمنح أو سحب مثل هذه الشهادات، ولكني لا أنكر الهدف النقدي منها وذلك لأيماني أن النقد هو المقدمة الأولى للحفاظ على الثوابت.
زيارة وفد لجنة المتابعة المفترضة إلى الجزائر قد تكون تواصلا كما كانت الزيارة من قبل إلى ليبيا. ولكن هذا لا ينفي أنها كانت في الوقت نفسه تطبيعا. أعضاء الوفد، بحسن نية أو بغيرها، يرون جانب التواصل فقط ويعمون عن رؤية جانب التطبيع بالرغم من أن هذا الجانب هو الطاغي. إسرائيل قادرة، لو أرادت، على منع الوفد من مغادرة البلاد، ولكنها لم تفعل ذلك لأنها تعرف أن ذلك هو جوهر التطبيع من وجهة نظرها. فماذا يعطي انطباعا على أن الأمور "طبيعية" بين إسرائيل والدول العربية أكثر من مثل هذه الزيارات. على فكرة يجب أن نوضح هنا أن دولة إسرائيل لا تريد علاقات طبيعية مع الدول العربية، وعندما نتكلم عن التطبيع بالمفهوم الإسرائيلي للكلمة هذا يعني قبول الدول العربية لدولة إسرائيل كما هي. أي أن التطبيع هو الاعتراف بالرواية والسيادة الإسرائيليتين. وفد لجنة المتابعة لا يذهب إلى الجزائر أو إلى أية دولة عربية على انه وفد فلسطيني محض بل على انه وفد فلسطيني من مواطني دولة اسرائيل. أي انه يحمل معه المواطنة الإسرائيلية إلى كل مكان يذهب إليه. ويجب هنا ألا ننسى الاسم الكامل للجنة المتابعة:" لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل". لاحظوا أن هذا الاسم الرسمي يشطب كلمة فلسطينية بينما يؤكد على كلمة إسرائيلية. لا يمكن أن تكون في النهار إسرائيليا وفي الليل فلسطينيا وفي الوقت نفسه تتباكى لماذا يرفضون دخولك إلى الجزائر!
التطبيع يتداخل مع التواصل في كافة المجالات وليس فقط في الزيارات من هذا النوع والمشاركة في المؤتمرات. خذوا مثلا الرحلات السياحية إلى مصر من طابا وشرم الشيخ إلى القاهرة أليس تطبيعا بين إسرائيل وأكبر دولة عربية على قاعدة اتفاقية كامب ديفيد؟ أم أنها مجرد تواصل بريء؟ وهل يغير من الحقيقة شيء أن يلجأ بعض الوطنيين إلى زيارة المرحوم الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم هربا من تأنيب ضمائرهم؟
مثل آخر، طلابنا في الأردن الذين يعدون بالآلاف، لا يمكن نفي جانب التواصل في هذه القضية والفوائد الأخرى ولكن ماذا عن جانب التطبيع؟ أليس تواجد هؤلاء الطلاب يشكل دعما للتطبيع بين النظام الأردني ودولة إسرائيل؟ هل يمكن أن نكون ضد معاهدة السلام بين الدولتين وفي الوقت نفسه نقبل ببعض نتائجها؟
زيارات "التواصل" التي بدأها عزمي بشارة إلى سوريا والتي جمعت أقارب طال فراقهم عشرات السنين الم يكن لها أيضا جانبا تطبيعيا؟ ألم تخدم هذه الزيارات دولة إسرائيل وتجمل وجها البشع وتضفي عليه مسحة من الإنسانية؟ هذه الزيارات التي اتسعت وشملت دول أخرى من الخليج إلى اليمن إلى المغرب العربي والتي انضم إليها أشخاص لا يتلفعون بعباءة القومية العربية ألم تكن أفضل وسيلة لتغلغل إسرائيل في العالم العربي؟
زيارات الشاعر سميح القاسم المتكررة إلى دول الخليج وغيرها، وهو شاعر المقاومة الذي يملك رصيدا وطنيا لا يمكن أن ينكره أحد والذي يقول أن جوازه الحقيقي هو بيت الشعر وليس جواز السفر الإسرائيلي الذي يحمله والذي يقول لو طبع كل العرب يبقى شخص واحد في الجليل اسمه سميح القاسم لن يطبع، والذي ينعت الدول العربية بحظائر سايكس – بيكو، ألا يوجد موضوعيا لهذه الزيارات نتائج تطبيعية توازي إن كانت لا تفوق نتائجها التواصلية؟
هذه فقط بعض الأمثلة على إشكالية وحدة التناقض بين التطبيع والتواصل.وهي إشكالية عملية وليست نظرية فحسب.
سوف يبقى التناقض بين التطبيع والتواصل قائما ما دام التناقض الأوسع والاشمل بين دولة إسرائيل والعالم العربي قائما. لذلك يجب إخضاع هذا التناقض الثانوي مهما بلغت أهميته إلى التناقض الرئيسي بين الكيانين العربي والإسرائيلي. التواصل الحقيقي هو ذلك التواصل الذي يواجه التطبيع ويقاومه وليس ذلك الذي يتعايش معه. يجب التضحية بالتواصل الذي يخدم التطبيع بالرغم من كل الاعتبارات العاطفية.

Wednesday, December 22, 2010

رسالة مفتوحة إلى "جيراننا" في عتصمون

رسالة مفتوحة إلى "جيراننا" في عتصمون
علي زبيدات - سخنين

أولا وقبل كل شيْ، أرجو المعذرة لأني لم أستهل رسالتي هذه بالتحية والسلام كما هو مألوف. يبدو أن دوركم قد جاء لكي تدلوا بدلوكم في موضوع العنصرية التي دنست كل بقعة نقية في هذه البلاد، ولكي تشيدوا مدماكا جديدا في صرح العنصرية الذي أصبح يناطح السحاب. فبعد القوانين العنصرية التي اجتاحت الكنيست مؤخرا، من قانون الجنسية وحتى قانون الولاء للدولة اليهودية الديمقراطية، مرورا بباقي القوانين ومشاريع القوانين العنصرية، وبعد الفتوى سيئة الصيت التي بادر إليها 50 حاخاما، جاء دوركم يا جيراننا في مستوطنة عتصمون لكي تنضموا إلى زملائكم وشركائكم في مستوطنات مانوف ويوفيليم ومتسبي أفيف، لكي تستبقوا الأحداث وتعالجوا كوابيسكم ومخاوفكم الوهمية بمنع العرب من السكنى بينكم. فقد تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرا مفاده أن اللجنة المحلية قد تبنت نظما جديدة لقبول سكان جدد في المستوطنة تشترط "الحفاظ على الطابع اليهودي الصهيوني" للمستوطنة. لا أدري إذا كنتم بحاجة لمن يذكركم بأنكم نهبتم الأرض التي تسكنون عليها من أهالي ميعار المهجرين في القرى المحيطة بكم، في سخنين وشعب وكابول وغيرها. وأظنكم تشاهدون كل صباح من شبابيك بيوتكم قبور أهالي ميعار والتي لم تستطع الأحراش التي غرسها "الصندوق القومي اليهودي" من حولكم إخفائها تماما الأمر الذي كما يبدوا يسبب لكم الأرق والهلع.
أريد أن أذكركم، أنتم وباقي المستوطنين في المجلس الإقليمي مسغاف، إنكم قد نهبتم معظم أراضينا وتمارسون سياسة عنصرية لخنق القرى العربية في المنطقة تسمونها سياسة تهويد الجليل. ولكن لا تقلقوا، بل تستطيعون أن تطمئنوا تماما، بأننا لن نترك مدننا وقرانا ونأتي لنسكن بينكم. فالمشاعر بيننا متبادلة. حتى وإن حاول بعض الأفراد ذلك من خلال اللجوء إلى محاكمكم "العادلة" فهؤلاء شواذ وليسوا القاعدة. ولكن ينبغي ألا تنسوا القاعدة أبدا وهي أننا منحناكم الأرض التي تقيمون عليها، وبنينا لكم بيوتكم، قصرنا جدرانها وطليناها بالدهان، بلطنا مصاطبها، زرعنا لكم الجنائن وما زلنا نقلم لكم الأشجار ونروي العشب ونقصه عندما يطول. وعندما تتعطل سياراتكم تسرعون إلى كراجاتنا فنصلحها لكم بتكلفة زهيدة بالمقارنة بكراجاتكم. وعندما تجوعون تأتون إلى مطاعمنا وتتناولون أشهى المأكولات بأرخص الأسعار، أو تأتون للتبضع في أسواقنا الشعبية الرخيصة هربا من الغلاء في مراكزكم التجارية. وغير ذلك الكثير. وعندما تعودون في المساء إلى بيوتكم تظنون إنكم مجبولون من طينة غير طينتنا، تتكبرون علينا وتقرفون منا. ترددون على مسامعنا من غير خجل بأنكم سوف تحافظون على:" القيم الصهيونية" وعلى الدولة كدولة يهودية ديمقراطية. لا أدري ماذا تعنون بالقيم الصهيونية. بالنسبة لنا، نحن سكان هذا البلد الأصليون، فإن هذه القيم لا تعني سوى النهب والتمييز والظلم والعنصرية.
وبكل وقاحة تتكلمون في النظام الجديد الذي تبنته لجنتكم عن التسامح وعن كرامة الإنسان. أي تسامح هذا وأنتم تفرضون حصارا على قرانا العربية أشبه بالحصار الذي تفرضه دولتكم على قطاع غزة؟ وأية كرامة إنسان هذه وانتم تنكرون إنسانيتنا أصلا؟
لقد استغليتم طيبة قلبنا التي وصلت إلى حد الغباء حتى النهاية، فتراثنا العربي يقول: الجار قبل الدار. وقد راقكم قول نبينا العربي الساذج عندما قال:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه". ولكن ماذا يعني الجار عندما يقوم بهدم الدار؟ أو عندما يقتل جاره ثم يرثه؟
أنا شخصيا تحررت من هذا التراث. بالنسبة لي أنتم لستم أكثر من مغتصبين لا تمتون للجيرة بأية صلة. بالنسبة لي تستطيع جميع المستوطنات في المجلس الإقليمي مسغاف أن تحذو حذوكم. أوليس ما تقومون به هو ما يبرر وجودكم على هذه الأرض؟ لم تعد كذبة التعايش المشترك تنطلي علي. أما حسن الجوار فهو مصطلح لا أفهمه. لا المدرسة ثنائية اللغة ولا المشاريع الحكومية التي تستقطب بعض المنتفعين تستطيع أن تغير هذا الواقع.
العنصريون على كافة أشكالهم سوف يحملون عنصريتهم ويرحلوا.

Wednesday, December 15, 2010

أين مصدر العنصرية الاسرائيلية؟

أين مصدر العنصرية الإسرائيلية؟
علي زبيدات – سخنين

دعونا نبدأ من النهاية. عندما يقول حاخام أشدود المدعو يوسي شاينن، وهو أحد 50 حاخاما وقعوا على عريضة تدعو إلى عدم بيع أو تأجير البيوت للعرب أن مصدر العنصرية هو التوراة (هآرتس 7/12/2010) فقد أجاب على هذا السؤال، فلماذا لا نصدقه؟ بصفته "حاخاما" يعرف كل كلمة مكتوبة في التوراة؟ عندما قال جملته هذه فهو يعرف مصدرها بالضبط: يعرف في أي سفر من التوراة وردت وفي أي إصحاح أيضا. فإذا أصرت الصهيونية بكافة تياراتها على أن تربط نفسها باليهودية، وآخر تقليعة هوسها بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فلماذا نصر نحن على الفصل بين اليهودية والصهيونية؟ ونصرح بكرة وأصيلا بأننا ضد الصهيونية كأيديولوجية وممارسة ولكننا لسنا ضد اليهودية كدين. إذا كان التوراة مصدرا للعنصرية فيجب علينا بكل بساطة أن نكون ضد التوراة. هذا إذا أردنا مناهضة العنصرية مهما كان شكلها ومهما كان مصدرها.
أنا كنت ولا أزال وبدون تحفظ مع حرية العبادة وحرية المعتقدات . حتى عندما لا أومن بكلمة واحدة بهذه العبادة أو ذلك المعتقد. عالمنا يعج بالديانات والمذاهب والملل والنحل والمدارس اللاهوتية. وقد كنت أظن أنه في ظل الثورة المعلوماتية التي يتميز بها عصرنا فإن عصر الإكراه الديني قد ولى من غير رجعة. فكل المعلومات عن جميع الأديان والمعتقدات أصبحت على مرمى كبسة أو كبستين على الحاسوب. لم يعد هناك ضرورة للحروب الدينية والفتوحات والحملات التبشيرية. في عصر الثورة المعلوماتية أصبح من غير المعقول بل من الجنون حرق الفيلسوف الايطالي جيوردانو برونو أو محاكمة جاليليو أو فرض المقاطعة والحرمان على سبينوزا وذلك بسبب مواقفهم من الأديان والمعتقدات السائدة.
عندما التقي بشخص قادم من الهند لا أسأله، ولا يهمني أصلا أن كان ينتمي إلى الديانة الهندوسية أو البوذية أو السخية أو إلى المسيحية أو الإسلام، بل يهمني أن أعرف موقفه من الفقر في الهند، من الفساد والعنصرية والاضطهاد، الخ. لا يهمني إذا كان الصيني ما زال يدين بالكونفوشيوسية أو البوذية أو الإلحاد، بل يهمني ما هو موقفه من النظام السياسي والاقتصادي القائم في الصين وأوضاع الشعب الصيني في ظل هذا النظام، الخ. ولا يهمني إذا كان الياباني يدين بالشنتو أم بالبوذية وما هي الفوارق فيما بينها. بل يهمني أكثر أن أفهم ماذا يجري في اليابان وما هو دورها في العالم الحديث. ولكن إذا كنت مهتما بالأديان والمعتقدات، وأنا أعترف بأني مهتم بها، عندها ألجأ إلى طريقة الكبسة أو الكبستين على الحاسوب.
لكن حاخامات إسرائيل، الذين وقعوا على العريضة والذين لأسبابهم لم يوقعوا عليها، يصرون على العودة إلى ظلمات العصور الوسطى إلى عصور ما قبل الوسطى ويستعملون التوراة مصدرا لا ينضب لعنصريتهم. فألاه التوراة لا شغل لديه ولا عمل سوى الاهتمام بشعبه المختار، كالأب الذي لا عمل لديه سوى إرضاء طفله المدلل: يغفر له خطاياه كل سنة، ويتجاوز عن جرائمه بل في كثير من الأحيان يشجعه على ارتكابها. وحتى عندما يعاقبه لا يتخلى عنه أبدا، وهو كنسخة قديمة من اللورد بلفور: يعد من لا يستحق بما لا يملك. فعندما يقول حاخام أشدود وغيره من الحاخامات: أن الله وعد شعب إسرائيل بأرض إسرائيل، مثل هذا القول، والممارسة الناتجة عنه لم يعدا مجرد معتقد ديني، بل أصبحا موقفا سياسيا يمسنا جميعا. وأنا أدعو هؤلاء الحاخامات إن كانوا صادقين أن يجدد الله وعده المزعوم هذا أمام أية مؤسسة يختارونها: الأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، أو حتى أمام أية محكمة صلح إسرائيلية بشرط وجود 3 شهود حياديين. وعلى هؤلاء الحاخامات أن يعرفوا لنا ماذا يقصدون ب"شعب إسرائيل" وأن يثبتوا انتمائهم لهذا الشعب وأخيرا أن يعرفوا لنا ما هي حدود "أرض إسرائيل" هذه.
قد يفسر البعض دعوتي هذه بالكفر بكافة الديانات السماوية، فليكن، فالنقاش ليس لاهوتيا ولا فقهيا، وأنا لست بصدد دخول أي نقاش ديني، بل هو سياسي بحت.
حسب رأيي جميع الأديان، وهذا ليس حصرا على الديانة اليهودية، تحمل في أحشائها بذرة عنصرية. فكل معتقد يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ويعتمد على نصوص أزلية لا يمكن تغييرها، في أحسن الحالات يمكن تفسيرها وفهمها بشكل مختلف تحمل مثل هذه البذرة. هذا بحد ذاته أمر طبيعي. فالمعتقدات في نهاية المطاف هي قناعة ذاتية، ولو لم يكن الشخص مؤمنا بصحتها لما آمن بها أصلا. يمكن تحمل مثل هذه العنصرية ما دامت على المستوى الشخصي أو مستوى مجموعة المؤمنين، ولكن لا يمكن تحملها إذا تجاوزت ذلك. من حق اليهودي أن يؤمن بأن الله اختاره من بين الأمم، كما من حق المسلم أن يؤمن بأن الله فضله على العالمين، ولكن ليس من حقهما أن يفرضا هذا الاعتقاد على أحد. والأهم من ذلك لا يحق لهما استعمال هذا الاعتقاد للمس بشخص آخر بأي شكل من الأشكال. حرية الاعتقادات تتطلب بالضرورة حرية اللا اعتقاد أو الاعتقاد المضاد.
لا يمكن فصل عريضة الحاخامات المذكورة عن الجو العام السائد في البلاد. ليس من باب الصدفة أن تحظى بتأييد 55% من السكان اليهود. لا يمكن فصلها عن سياسة هدم البيوت ومنع تصاريح البناء وإغلاق البلدات اليهودية في وجه العرب ولا يمكن فصلها عن القوانين العنصرية التي تسن مؤخرا بالجملة حول المواطنة ولم شمل العائلات والولاء وغيرها. لذلك فإن المعارضين لفظيا لهذه العريضة من داخل المؤسسة الإسرائيلية، ابتداء من الحاخام عوباديا يوسف مرورا برئيس الكنيست وحتى رئيس الدولة ليسوا أكثر من منافقين وديماغوغيين.
النضال من أجل تجفيف مستنقع العنصرية يجب أن يبدأ من مصدرها.

Wednesday, December 08, 2010

الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بين الحماية الوهمية والتفريط العملي

الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بين الحماية الوهمية والتفريط العملي.
علي زبيدات – سخنين

من المتفق عليه أن نهج التفريط على الساحة الفلسطينية ليس جديدا. وأن اتفاقيات أوسلو ليست سببا لهذا النهج بقدر كونها نتيجة وتتويجا له. هناك اتفاق واسع على أن نهج التسوية والتفريط أخذ شكلا واضحا ورسميا في عام 1974 عندما تبنت منظمة التحرير الفلسطينية ما يسمى بالبرنامج المرحلي الذي أصبح حجر الأساس لهذا النهج داخل المنظمة ومن ثم السلطة الفلسطينية والذي نص في خطوطه العريضة على التخلي عن مشروع التحرير لصالح مشروع الدولة.
بالطبع لم يترعرع هذا النهج ويتطور حتى وصوله إلى هذه الدرجة المأساوية من غير مقاومة. العكس هو الصحيح. فبعد تبني البرنامج المرحلي قامت التنظيمات الفلسطينية المعارضة بتشكيل ما يسمى بجبهة الرفض. وبالرغم من النوايا الحسنة لبعض هذه التنظيمات ومن مواقفها المبدئية إلا أن هذه المحاولة قد باءت بالفشل. ولعل أهم أسباب هذا الفشل هو غياب الرؤية الواضحة،العجز عن تقديم بديل ثوري جذري لنهج التسوية، عدم مصداقية بعض الإطراف التي كانت تغير مواقفها بين عشية وضحاها، وفقدان الجرأة لقطع العلاقات السياسية مع رموز نهج التسوية، بالإضافة إلى أسباب عديدة أخرى لا مجال للخوض فيها هنا. أذكر في هذه المناسبة، على سبيل المثال لا الحصر، الموقف الوسطي الذي اتخذته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الفصيل الأكبر في منظمة التحرير بعد منظمة فتح، بالاكتفاء بتجميد عضويتها في اللجنة التنفيذية وتابعت نشاطها في المجلس المركزي والمجلس الوطني مما منح القيادة المتنفذة التي تقود نهج التفريط غطاء وطنيا.
عندما قررت نهج التسوية لانتقال إلى مرحلة جديدة من تطورها من خلال الاعتراف بقرار 242 وإدانة الإرهاب ومن ثم الاعتراف بدولة إسرائيل، وتغطية انتقالها هذا بالإعلان عن قيام "الدولة المستقلة" في الجزائر والترويج لوثيقة الاستقلال في محاولة بائسة لتقليد وثيقة الاستقلال الصهيونية، قامت هذه التنظيمات مرة أخرى بمحاولة جديد للجم نهج التسوية. إلا أن هذه المحاولة للأسباب نفسها ولأسباب جديدة أخرى باءت بالفشل الذر يع. وهكذا نضجت الظروف لاتفاقيات أوسلو التي كانت بمثابة الانتصار شبه النهائي لنهج التفريط داخل منظمة التحرير الفلسطينية. منذ ذلك الحين وحتى اليوم أصبح باقي القصة معروفا للجميع.
مؤخرا زفت لنا وسائل الإعلام بشرى جديدة عن تحرك جديد على الساحة الفلسطينية يحمل اسما طويلا بعنوان:" الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني" وككل فلسطيني يهتم بالقضية الفلسطينية تابعت بعض نشاطاتها التي نشرت في وسائل الإعلام الفلسطينية. ويبدو أن هذه المبادرة منذ البداية لم تستطع تخطي الدائرة الفلسطينية ومن هنا غابت تقريبا عن الإعلام العربي والدولي. وحالا بعد قراءتي لبعض البيانات الصادرة عن هذه الهيئة تذكرت المحاولات السابقة لمواجهة نهج التسوية والتفريط. لم أفاجأ هذه المرة بأننا لم نتعلم شيئا من التاريخ وقد بدت الصورة واضحة: فشل هذه المبادرة يبرز من بين السطور والكلمات والشعارات. ما عدا الشعارات المألوفة ضد التفريط بالثوابت، ضد المفاوضات ومع حق العودة وإقامة الدولة المستقلة، لم ألمس أية رؤيا جديدة، أية انطلاقة ثورية جديدة. مجرد كلام يلف ويدور حتى يبدو المبادرون أنفسهم وكأنهم ضائعون تائهون: هل هم بصدد تنظيم سياسي جديد أم هم بصدد إطار شعبي لا علاقة تنظيمية له بالفصائل القائمة.
لم يعد التباكي على منظمة التحرير الفلسطينية يجدي فتيلا. لا يوجد هناك منظمة تحرير أخرى سوى تلك التي يسيطر عليها تيار التسوية في السلطة. الكلام عن تحرير المنظمة من قبضة هؤلاء وإعادة ترميمها ليس أكثر من وهم. الميثاق الوطني الفلسطيني تم تغييره ودفنه والدعوة إلى إعادته لم تعد سوى مفارقة. الكلام المجرد عن المقاومة والاكتفاء بالتنظير لم يعد كافيا لمواجهة نهج التسوية والتفريط. إننا بحاجة إلى انطلاقة جديدة، إلى هيئة تأسيسية تقيم تجربة النضال الفلسطيني منذ عام النكبة وحتى اليوم وتجرؤ على اتخاذ قرارات حاسمة بما فيها ضرورة قيام منظمة تحرير جديدة وميثاق وطني جديد.
لم ألمس من المبادرين بإقامة "الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني" المقدرة أو حتى الرغبة بالقيام بهذه المهمة. وجاء التأكيد على بأسرع مما كنت أتوقع، حيث دب الخلاف بين المبادرين فمنهم من أعلن انسحابه ومنهم من غاب عن الساحة لأسباب لا يعلمها أحد. هذا بالإضافة إلى عدم مصداقية بعض المشاركين والممارسات التنافسية الأنانية والخاطئة وخدمة أجندات شخصية. لا أدري كيف يمكن حماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني من بلد يصرح بأن خيار السلام مع إسرائيل هو خيار استراتيجي ويحافظ على حدود آمنة بينهما. ولا أدري كيف يمكن حماية هذه الحقوق من خلال الدعوة إلى إسقاط اتفاقيات أوسلو وفي الوقت نفسه التشبث بسلطة أوسلو؟ ولا أدري كيف يمكن الحفاظ على هذه الحقوق الثابتة من خلال الكنيست الإسرائيلي كعضو سابق أو حزب راهن؟
هذه المحاولات البائسة ليس فقط أنها أعجز من لجم نهج التسوية والتفريط بل تزيد من شراسته، وليس فقط أنها أعجز من حماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بل تساهم في ضياعها.
حماية "الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني" هي مهمة الجماهير العربية جميعا من خلال حركة تحررية ثورية على صعيد العالم العربي.



Saturday, December 04, 2010

The king is naked

The king is naked
by Ali Zbeidat – Sakhnin

Israel considered to be a regional super power and even in eyes of others is a super power on world level. Now one can ignore or deny the military power of Israel. During its short life it engaged in many wars against the Palestinians and the surrounding Arab states mostly achieved big victories. It's long hand arrived to Bagdad in 1981 destroying a nuclear central. Before that this hand arrived to Entebbe in Uganda, and many places around the world. Now a days Israel declares openly to everybody who likes to listen that it can attack Iran without any help and burry under the ground all the Iranian nuclear project. This small country talks and behave as a superpower indeed.
But how such a super power stands stands so weak and powerless in front of the fire on the Carmel mountain? And shameless it asks the help of small and poor countries such as Cyprus and Greece? Unbelievable, isn't it?
Israel owns the strongest air force in the whole region, it has 620 F15 and F16 and F35 war planes and unknown number of other war planes. But it has only 7 mall and old fire planes. It has thousands tons of all kind of bombs and missiles and other explosive materials, some of it forbidden according international law and it was used recently in Lebanon and Gaza. but it has only 200 tons of extinguishing fire material which was finished after 7 hours. Although Israel is a small country but it has a huge army of 400,000 soldiers, and in times of emergency almost the whole population can became an army, but it has only 1500 firemen.
In this situation became understandable how this superpower stood powerless and helpless in front of the fire on the Carmel. But this is not all. Corruption and bureaucracy played also an important role. The Fire Service received the first warning at 11:15 AM when the fire was still limited to small area, but the fighting against the fire began only 2 and a half hours later. With small group of firemen only. Because of the bureaucracy it took more hours to bring more firemen from other stations. But it was too late: the wind and the fire were in hurry.
The next step was taken by the politicians. Prime minister Netenyahu, president Peres, interior minister Yeshay, other ministers and members of the Knesset came all of them to praise the spirit of sacrifice and the divine heroism of the firemen. But actually they came to find alibi for their guilt and look for excuses to get rid of responsibility.
Interior minister, Yeshay, who's the direct responsible for the fire service was busy all his time with bringing new racist laws to the Knesset how to stop unifications of Palestinian families, and how to be faithful to Israel as “democratic Jewish” state, how to deport children of foreign workers and how to get more money for his party Shas institution. Fire service was neglected.
More and more voices accuse these politicians with this criminal failure. But no one of them, who's ready to burn gaza strip or burn the whole region with a war dare to take the responsibility for this crime.
As usual they used their super racist attitude to find the guilty somewhere else. The media, the police, the political parties, began to talk about Palestinian terrorist who could set the fire for so called “nationalistic” reasons. What a shame. They forgot that the Carmel mountains are for us, there we have history, life and culture. The Carmel like the Galilee, the Triangle, the Negev are all parts of palestine. The Jewish National Fund (JNF) stole them from us and we demand them back, but we want them back green and beautiful as always they been.
The Israeli leaders play in fire not only in Carmel mountains put also in war fire in the region. If we don't stop them the will burn not only their own hands but all of us.

Wednesday, December 01, 2010

متى سيكون لدينا "ويكيليكس" عربي؟

متى سيكون لدينا " ويكيليكس" عربي؟

علي زبيدات – سخنين

شهد الأسبوع الأخير ثلاثة أحداث ألقت بظلالها الثقيلة على منطقتنا: الانتخابات البرلمانية المصرية، يوم "التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني" ونشر تسريبات مئات آلاف البرقيات الأمريكية المصنفة سريا في موقع ويكيليكس. للوهلة الأولى تبدو هذه الإحداث الثلاثة منفصلة، لا تربطها أية صلة مع بعضها البعض فكل منها يتعلق بجانب يبدو بعيدا عن الآخر. قد يكون ذلك صحيحا نسبيا إذا حكمنا على مظاهرها الخارجية. ولكن حقيقة الأمر تبدو عكس ذلك تماما إذا ما سبرنا عمق العلاقة التي تربط هذه الإحداث مع بعضها البعض. إنها جميعها إفرازات للنظام الامبريالي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والذي وصل إلى أوج تعفنه وفساده وجعل من مهمة تغييره مسألة عملية.

أبدأ بما يسمى بيوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني الذي أحيته مؤخرا الأمم المتحدة وبعض الفعاليات الفلسطينية والعربية والدولية. في 29 نوفمبر 1947 أصدرت الأمم المتحدة قرارها الشهير المعروف بقرار التقسيم، قرار 181. وبذلك جردت الشعب الفلسطيني من وطنه ومنحته هدية لحركة كولونيالية رجعية أقامت عليه دولة إسرائيل. هذه الجريمة التي ارتكبتها الأمم المتحدة بتركيبتها التي لم تتغير جذريا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم لا مثيل لها في التاريخ البشري. لأول مرة تقوم هيئة تدعي أنها جاءت للحفاظ على السلام العالمي بتجريد شعب من وطنه وتقيم على أنقاضه دولة لا يمكن أن تعيش إلا من خلال الحروب. معظم جماهير الشعب الفلسطيني رفضت هذا القرار الجائر وقاومته بإمكانياتها المحدودة جدا وخسرت المعركة. لا يغير من هذه الحقيقة قيد أنملة وجود فئة ضئيلة قبلت بهذا القرار وادعت فيما بعد إنها تنبأت بالمستقبل وإنها هي حاملة شعلة الوطنية، حتى عندما تبنت نظرتها أغلبية الأحزاب والمنظمات الفلسطينية التي تفتقد للعمق الجماهيري. ذرا للرماد في عيون الفلسطينيين أصدرت الأمم المتحدة المسيطر عليها امبرياليا وصهيونيا في عام 1977 وفي تاريخ قرار التقسيم نفسه: 29 نوفمبر قرارا بجعل هذا اليوم يوم تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني. وكان الهدف من إصداره في ذلك الوقت بالذات أمرين: الأول، محو ذكرى قرار التقسيم من الذاكرة الجمعية الفلسطينية بعد تحويله إلى يوم "تضامن" أجوف فارغ من أي محتوى. والثاني، هو تمهيد الطريق أمام منظمة التحرير الفلسطينية للانخراط بمشاريع التسوية التي قامت على قدم وساق في حينه. صورت معظم التنظيمات "الفدائية" هذا القرار بأنه انتصار للحقوق الفلسطينية الثابتة والغير قابلة للتصرف. من غير الدخول في جدالات عقيمة أتساءل فقط: ماذا حققت 33 سنة من "التضامن الدولي" غير التفريط بالمزيد من الثوابت الوطنية واعتبار مثل هذه الترهات والقرارات الجوفاء شرعية دولية؟

في الأسبوع الماضي كتبت أن مصر وليس فلسطين هي الساحة الحقيقية للتغيير الثوري في المنطقة. لأن مصر هي البلد الوحيد الذي يمتلك من الطاقات الكمية والكيفية ما تجعله المناسب لقيادة النضال ضد الامبريالية والصهيونية. في الوقت نفسه قلت أيضا أن الانتخابات المزورة ليست هي الطريق لمثل هذا التحول الثوري. وقد رأينا جميعا مهزلة الانتخابات "الديمقراطية" وما أفرزته من نتائج. مصر تستحق أكثر من أن تبقى رهينة الصراع بين الحزب "الوطني" الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين وتحت الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية. تاريخ الشعب المصري الثوري لا يخفى على أحد، يكفي أن نذكر هنا النضال الطويل الذي خاضه الشعب المصري ضد الاستعمار الانجليزي والفرنسي والصهيوني. لقد أوضحت تسريبات البرقيات الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تكن أي احترام لحلفائها وعملائها في المنطقة، تتعامل معهم بمعياريين وتتكلم معهم بلغتين. وعندما تهتز الأرض تحت أقدامهم سوف تكون عاجزة حتى عن حمايتهم كما عجزت عن حماية شاه إيران.

التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس في غاية الأهمية بلا شك. ولكنها في الواقع لم تأت بشيء جديد. من منا يستطيع أن ينكر تواطؤ سلطة رام الله مع إسرائيل في حربها الأخيرة في غزة؟ ومن منا لا يعلم بالحلف "المعتدل" من الأنظمة العربية التي تقف مع أمريكا وإسرائيل ليس بخصوص النزاع مع إيران فحسب بل في لبنان وفلسطين أيضا. أهمية هذه التسريبات تتلخص بمقولة: من فمك أدينك. لم تعد القضية قضية تحليلات سياسية ومواقف لقوى معارضة لها علاقة بما يسمى بالإرهاب الدولي. إنها وثائق رسمية صادرة عن متخذي القرارات. بالرغم من الكم الهائل للبرقيات المتسربة فإن الكم الأكثر ما زال يقبع في أقبية وحواسيب المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة دفاعها وخارجيتها. وهي تمس كل واحد منا مهما وأينما كان موقعه. اليوم حتى المواطن الأمريكي العادي يحتج على انتهاك خصوصيته وكرامته الإنسانية في المطارات الأمريكية وغيرها من المواقع. ما ينقصنا في الوطن العربي هو موقع مشابه يتحلى بالشجاعة يقوم بتسريب بعض أسرار الملوك والرؤساء العرب خصوصا أولئك الذين يتسربلون بعباءات الوطنية والسهر على مصلحة شعوبهم.

دحر هذا النظام العالمي هو مهمة إنسانية شاملة، وهذا ليس مجرد شعار للاستهلاك، بل هو حقيقة يؤكده تنامي النضال التحرري في جميع أرجاء العالم.