Thursday, July 28, 2016

مرة اخرى لندن مربط خيلنا



مرة اخرى لندن مربط خيلنا
علىي زبيدات – سخنين
اتفق المراقيون على أن مؤتمر القمة العربية الاخير في نواكشط عاصمة موريتنانيا هو الأسوأ منذ سنوات طويلة. ليس فقط لأن ستة زعماء عرب (من ٢٢) حضروا هذه القمة بينما اكتفى الاخرون بارسال ممثلين أقل اهمية عنهم، بل ايضا، وبالرغم من وفرة المواضيع الساخنة والمتفجرة التي تجتاح العالم العربي من الصحراء الغربية غربا إلى العراق شرقا ومن سوريا شمالا إلى اليمن جنوبا، لم يناقش اي من هذه المواضيع بشكل جدي ولم تتخذ أية قرارات حتى من الصنف التي كنا نصفها بالقرارات الهزيلة. لقد اثبتت هذه المؤسسة، ولا ادري للمرة الكم، انها ولدت مشوهة وتعاني من مرض بل امراض مزمنة وها هي اليوم تغط في حالة من الموت السريري حتى يقوم زعيم عربي حي ويعلن عن وفاتها بشكل رسمي.
في هذه الاجواء قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممثلا بوزير خارجيته رياض المالكي بخطف الاضواء والفوز بالعناوين الرئيسية عندما طالبا الزعماء العرب "بفتح ملف الجرائم الدولية والمساعدة لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لاصدارها وعد بلفور ما تسبب بنكبة فلسطين". ما هذا الاستهبال والاستخفاف بعقولنا؟ والمصيبة ان عددا من ابواق السلطة بدأت تروج لهذه السخافات وتعتبرها فكرة رائدة ومتميزة وكل ما هنالك ينبغي وضعها في موضع المتابعة والتنفيذ. ويطالبوننا بتصديق هذا الكلام. صحيح، اننا نعاني على المستوى الفردي والجماعي، من ضعف الذاكرة ولكننا لم نصل بعد الى درجة فقدان الذاكرة نهائيا. اليس هذا الثنائي، عباس -المالكي، من قام بعرقلة عرض تقرير غولدستون على الامم المتحدة؟ هذا التقرير الذي اعترف بخجل ببعض جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي اقترفتها اسرائيل في حرب الابادة التي شنتها على غزة في عامي ٢٠٠٨/٢٠٠٩ حتى تخلت عنه نهائيا مما دفع غولدستون نفسه للتراجع عن تقريره، مما اتاح لاسرائيل تحقيق نجاح سياسي مرموق عجزت عن تحقيقه على ارض المعركة. ألم يكن هذا الثنائي السبب في فلتان اسرائيل من المسؤوليه بعد الحربين التاليتين في ٢٠١٢ و٢٠١٤ ؟ وحتى عندما بادرت المحكمة الجنائية بتقديم اسرائيل للمحاكمة ألم يرفض المالكي بتوجيه من عباس التوقيع على نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية؟ وفيما بعد عندما انضمت سلطة اوسلو إلى هذه المحكمة وبعض المؤسسسات الدولية الاخرى ألم تتعهد هذه السلطة بعدم الشكوى على اسرائيل مهما كانت الظروف والاسباب؟ والا لماذا لم تقدم حتى الآن شكوى واحدة ضد الاعدامات بدم بارد التي تجري يوميا تقريبا؟ ولماذا لم ترفع حتى ولا قضية واحدة ضد البؤر الاستيطانية التي تنتشر في الضفة الغربية؟
اصلا كيف يعقل أن ترفع قضية ضد الحكومة البريطانية لاصدارها وعد بلفور قبل قرن من الزمن وانت توافق على ما هو العن واسوأ من وعد بلفور؟ ألم يكن قرار التفسيم اسوأ من وعد بلفور؟ أليست اتفاقيات اوسلو أسوأ من وعد بلفور؟ ومفاوضات "السلام" في ربع القرن الاخير وفي افضل حالاتها الا تطرح حلولا اسوأ بما لا يقاس مما نص عليه وعد بلفور؟
اذن ما الهدف من اطلاق فقاعات الصابون هذه من على افشل منصة في العالم العربي؟ اولا وقبل كل شيء: الهاء الشعب الفلسطيني المنكوب بزعامته قبل ان يكون منكوبا من قبل الكيان الصهيوني ومن اوجدوه،بمواضيع تدغدغ عواطفه وتعمل على تخديره ولكنها تبعده عن النضالات الحقيقية. وثانيا، التستر على الافلاس الشامل الذي وصلت اليه هذه السلطة. وثالثا وليس اخيرا، القيام بالدور الذي كلفت به هذه السلطة من قبل اسرائيل وما يسمى بالمجتمع الدولي على أحسن وجه للحفاظ على امن الدولة الصهيونية وفي الوقت نفسه الحفاظ على الفساد المستشري في هذه السلطة والذي تستفيد منه بعض شرائح المجتمع وتبديل النضال الحقيقي بنضال وهمي.
هذا لا يعني ان الحكومة البريطانية لا تستحق المحاكمة اولا، على اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت العالم العربي وثانيا، على وعد بلفور الذي انتزع فلسطين من قلب الامة العربية وثالثا، على سنوات الاحتلال تحت اسم الانتداب لتمكين العصابات الصهيونية من اقامة دولتها ورابعا، على سياستها المعادية لاحلام وطموحات شعبنا حتى هذا اليوم. مثل هذه المحاكمة قادمة لا محالة ولكن من سيرفعها هو الشعب الفلسطيني من خلال نضاله لتحرير ارضه وعودة اللاجئين وليس من خلال سلطة عاجزة، سقيمة وفاسدة.
الخطوة الاولى لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية وضد جميع الحكومات التي ساهمت في هضم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تبدأ بالتخلص من حكومة أوسلو.

Thursday, July 21, 2016

ضد الجيش والشرطة



ضد الجيش و الشرطة
علي زبيدات – سخنين

تقوم المجتمعات الطبقية القديمة والحديثة، بغض النظر عن انظمتها وبغض النظر عن درجة تطور هاهذه، على تقديس مؤسستين اجراميتين لا مكان لهما في عالم يحلم بالحرية والسلام وهما الجيش والشرطة. تدعي الايديولوجية المهيمنة والتي استطاعت مسح ادمغة الغالبية العظمى من البشر بأنه لا بد من الجيش لحماية الاوطان من الاعداء الخارجيين ولا بد من الشرطة لحماية المواطن والحفاظ على الامن الداخلي. هذه الكذبة التي تتكرر كل يوم منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا اصبحت حقيقة عند الغالبية العظمى من الناس. فالدعاية التي تبثها هذه الايديولوجية تقول: لو لم يكن هناك جيوش لافترست الشعوب بعضها البعض وكدليل على ذلك تشير إلى تاريخ الحروب منذ غابر الازمنة وحتى عصرنا الراهن، هذا بالرغم من ان هذه الكذبة مكشوفة سلفا، إذ لو لم تكن هناك جيوش لما كانت هناك حروب اصلا ولما هاجم شعب شعبا آخرا. وتتابع هذه الدعاية القول: ولولا وجود الشرطة لقتل المواطنون بعضهم البعض كالحيوانات المفترسة، بينما يؤكد الواقع العكس من ذلك تماما فالشرطة هي المسؤول الاول عن ارهاب وقتل المواطنين.
يوجد للجيش، منذ أن اصبح مؤسسة قائمة بذاتها، وظيفة مزدوجة: الدفاع عن مصالح الطبقات الحاكمة امام اعدائها الخارجيين من جهة وتوسيع هذه المصالح على حساب هؤلاء الاعداء عن طريق شن الحروب العدوانية من جهة اخرى. اما وظيفة الشرطة الازلية فهي الدفاع عن مصالح الطبقة الحاكمة امام باقي الطبقات التي تركب المجتمع. ومن هنا تأتي ضرورة التنسيق والتعاون بين هاتين المؤسستين وفي الوقت نفسه حتمية الصراع فيما بينهما. لم يطرأ أي تغيير جذري على وظيفة الجيش هذه منذ ايام اسبارطة ومكدونيا وروما وفارس والمغول والتتر والهون وحتى ايامنا هذه حيث الجيوش المهنية الحديثة. واذا كان هناك ثمة تغيير فهو في نوعية وكمية الاسلحة التي يدجج كل جيش نقسه بها. فالاسلجة القديمة كالسيف والرمح والدرع والمنجانيق وغيرها من الاسلحة البدائية قد انقرضت وان وجدت فهي موجودة في المتاحف وحلت محلها الصواريخ المتطورة والقنابل الذكية والطائرات الحربية واسلحة الدمار الشامل من بيولوجية وكيماوية ونووية، الكفيلة بتدمير الكرة الارضية عدة مرات.
محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا مؤخرا اعادت هذه القضية من جديد ووضعتها في واجهة الاحداث والاخبار وعلى طاولة النقد والتحليل. مرة اخرى وقع الجميع في فخ الايديولوجية الطبقية، فخ الفصل بين المؤسسة العسكرية والسياسية. رأينا الصراع الظاهري بين المؤسستين غابت عنا الوحدة العضوية بينهما. الصراع السياسي داخل الطبقة الحاكمة له انعكاس و امتداد طبيعي في المؤسسة العسكرية. هناك اوساط عسكرية ايدت هذا الطرف السياسي واوساط اخرى ايدت ذاك الطرف. في الانظمة الرأسمالية الحديثة، كذبة الفصل بين المؤسسة السياسية والعسكرية مثلها مثل كذبة الفصل بين ما يسمى بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. جميعها اجتهادات الهدف منها واحد وهو: ايجاد انجع الطرق للحفاظ على النظام الطبقي.
لا نستطيع ان ننكر ان التاريخ البشري، في بعض محطاته التي شكلت نقاط انعطاف تاريخي اسفرت عن تغيير جذري في طبيعة النظام، عرف جيوشا وقفت امام مهام تختلف عن مهامها التقليدية، اذكر على سبيل المثال لا الحصر من التاريخ الحديث: الجيش الاحمر السوفياتي الذي قام بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية للدفاع عنها ضد فلول جيش القيصر والتدخلات الامبريالية، ومن ثم حربه ضد الوحش النازي، والجيش الاحمر الصيني الذي حارب ضد الاقطاع والاحتلال الياباني حتى انتزع استقلال الصين الشعبية، وجيش الشعب الفيتنامي الذي خاض حربا متواصلة لاكثر من ثلاثين سنة ضد الاستعمارين الفرنسي والامريكي. ولكن مثل هذه الامثلة كانت مؤقتة ونسبية وسرعان ما تحولت إلى نقيضها. اليوم، يرزح العالم باسره تحت نير نظام رأسمالي عالمي واحد بالرغم من تعدد اشكاله ودرجات تطوره من مكان لآخر. لا تصدقوا كذبة وجود جيوش وطنية هدفها حماية الاوطان، لانه لم يعد هناك انظمة وطنية اصلا. لم يبق سوى شعارات ديماغوغية. الجيش جهاز قمعي فتاك يسعى إلى احتكار العنف ويستخدم مجرد اداة في ايدي الطبقات الحاكمة للدفاع عن مصالحها وسلطتها. نقطة. الانظمة التي تدعي الوطنية ستكون اول من يستدعي الجيوش الاجنبيه لاجتياح بلادها اذا لزم الامر لذلك.
خلاصة هذا القول لا يعني انني اصبحت "مسالما" أي "باسيفست"، ادعو إلى نبذ كافة اشكال العنف. ما زال العنف الثوري الذي تخوضه الشعوب والطبقات المضطهدة من اجل استقلالها وتحررها ضرورة موضوعية وهو حق تكفله وتعترف به كافة الاعراف والقوانين الدولية. ولكن من أجل ذلك لا حاجة لهذا لجهاز المتوحش المدجج بأعتى الاسلحة واشدها دمارا المسمى بالجيش. الشعب المسلح بالوعي اولا وبالتنظيم ثانيا ومن ثم باسلحة دفاعية قادر على انتزاع حريته والدفاع عن نفسه. على النضال في المرحلة الراهنة ان يركز أولا، على نزع الاسلحة النووية وكافة اانواع اسلحة الدمار الشامل والاسلحة التقليدية المتطورة ذات القدرة على الدمار، جمعها وحجزها حتى تصبح اكواما معدنية يعلوها الصدأ تباع في سوق الخرداوات. ثانيا، دعوة الشباب في جميع ارجاء العالم الى رفض الخدمة العسكرية في اي جيش مهما كان. ثالثا، دعوة المجندين إلى ترك الجيش فورا.لكي لا يكونوا قاتلين أو مقتولين. واخيرا رفع شعار: حل وتفكيك اجهزة الجيش والشرطة الآن وفي كل مكان.

Thursday, July 14, 2016

نفط وقطران



نفط وقطران
علي زبيدات – سخنين

لا ادري مدى الصحة التاريخية للرواية المنسوبة إلى عمر بن لخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، عندما مر باعرابي يدعو ربه لشفاء بعيره الذي اصابه الجرب فقال له:" اجعل مع دعائك قليلا من القطران". ما يهمنا هنا أن هذه الرواية اصبحت تراثا شعبيا نرويها منذ قرون طويلة لكل من يحب سماعها، ندونها في كتب الصغار والكبار، نعلمها في المدارس والجامعات وكل جيل يورثها للجيل الذي يليه. ولكن على ما يبدو انقطع القطران من بلادنا الغنية بالنفط حتى اصابنا الجرب الذي لم يترك بقعة واحدة من جسدنا سليمة. ولكننا في الوقت نفسه تفوقنا على انفسنا في اجادة الادعية والتفنن بها، اقصد بالتفوق المعنى الحرفي والمجازي لهذه الكلمة وذلك بدون التطرق إلى اي نقاش عقائدي. خذوا مثلا في شهر رمضان الاخير تعرضنا إلى كم هائل من الادعية وصلت ذروتها في ليلة القدر، حيث الادعية "مستجابة" واستمر هذا الطوفان من الادعية ايام العيد ولا اظن انه سوف يتوقف مع انه عاد الان إلى حجمه الطبيعي.
دعوني اتوقف عند بعض هذه الادعية التي من شأنها ان تفقد كل شخص عاقل الصواب اذا ما فكر فيها للحظة واحدة: "اللهم انصر الاسلام والمسلمين”، ينصرهم على من؟ وهل يخوض المسلمون حربا ضد الكفر والكافرين؟ أم انهم يشنون حرب ابادة ضد بعضهم البعض؟. ومن هم المسلمون الذين ينبغي ان ينصرهم الله؟ هل هم المسلمون السنة ام الشيعة؟ تنظيم الدولة ام جبهة النصرة؟ الحشد الشعبي ام حزب الله؟ ام جيش الاسلام؟هل تظنون الله مقاول يشتغل عندكم أو عند ابوكم؟ فلو استجاب الله لأدعيتكم جميعا لفنيتم عن بكرة ابيكم.
هناك ادعية اخرى لا تعد ولا تحصى اصبحت تستفز السامعين تختص بالشهداء. المصيبة هنا اننا لم نعد ندري من هم هؤلاء الشهداء بالضبط؟ هل هم الذين يقتلون منكم أم الذين تقتلونهم انتم؟ وان نسيت فلن انسى ادعيتكم في الماضي، وبعضها ما زال مستمرا حتى اليوم، على الصهاينة والدولة الصهيونية والتي حسب رأيي لم ترتفع اكثر من شبر واحد فوق رؤوسكم. لان نفاقكم الذي كان مبطنا اصبح اليوم مكشوفا، فمن لا يتمرمغ تحت اقدام هذه الدولة علنا يمارس ذلك خلسة. فبينما كانت الصواريخ الصهيونية تدك غزة ومن قبل بيروت وبغداد كنتم انتم تدكونها بادعيتكم المزيفة التي اشبه بالبالونات الجوفاء التي تطلق صوتا مبحوحا في حالة انفجارها.
لقد جبنتم أن تضيفوا حتى ولو نقطة قطران واحدة الى ادعيتكم هذه. من يدري لربما صنعت هذه النقطة الفرق. حتى النبي محمد، الذي تتخذونه قدوة، لم يكتف بالدعاء بالرغم من ايمانه المطلق باستجابة الله لدعائه وبنصرته له. فعندما تفاقمت مضايقات عشيرته له هاجر من بلده مكة إلى المدينة ولم يقل سأبقى هنا لأني دعوت الله ان ينصرني على القوم الظالمين، وكان قبل ذلك قد اشار إلى اتباعه بالهجرة إلى الحبشة لكي يتجنبوا ظلم ذوي القربى من المشركين. وعند وصوله إلى المدينة لم يجلس مكتوف اليدين بل باشر برص صفوفه ليكون جاهزا للمواجهة التي سرعان ما جاءت في غزوة بدر وما تلاها من غزوات. لم يتوقف النبي عن الدعاء ولكنه عرف كيف ومتى يستعمل القطران.
قد يظن البعض أن المقصود بهذا الكلام حصرا الانظمة التي تتخذ من الدين قناعا لها بالاضافة للحركات والاحزاب التي تطلق على نقسها أو يطلق عليها الاخرون بالاسلام السياسي. ولكن لا، هذا الكلام يشمل ايضا انظمة الاستبداد "القومية" و"الوطنية" والتي فتحت بلادها على مصراعيها للتدخل الاجنبي وعملت على تدميرها بحجة محاربة الارهاب ولكن في الحقيقة للمحافظة على كراسيها. او تلك التي اعادت النفوذ الاستعماري الى سابق عهده. والاحزاب والحركات القومية التي تدور في فلك هذه الانظمة. قد تستبدل هذه الانظمة والحركات السياسية الادعية بالخطابات الرنانة ولكن هدفها واحد، وكان الاحري بها هي الاخرى اضافة القليل من الفطران إلى خطاباتها. وان انسى لن انسى دعاة الاشتراكية في وطننا العربي، فمن يذكر انه كان لدينا بلد اشتراكي واحد في اليمن الجنوبي؟ سرعان ما بدأ الثوار "الاشتراكيون" بصفون بعضهم البعض حتى اصبحوا لقمة سائغة ابتلعها اليمن الشمالي الاقطاعي. ويظن البعض ان العراق وسوريا تحت حكم شقي حزب البعث -الاخوة الاعداء- انظمة اشتراكية وكذلك في مصر زمن عبد الناصر حتى جاء السادات واعادها إلى احضان الرأسمالية، واليوم يلتف معظم الناصريين حول السيسي الذي بز السادات ومبارك في ولائه لامريكا واسرائيل. هذا بالاضافة للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى التي كان يديرها القذافي كمزرعة خاصة حتى اطاح به حلف الناتو وحلفائه العرب. واخيرا الجزائر واسمها الكامل: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على طريقة تشاوشيسكو وباقي "الديمقراطيات الشعبية" المنهارة في اوروبا الشرقية. ولكي لا انسى احدا لا بد من ذكر الاحزاب والحركات الاشتراكية والشيوعية المنتشرة في كافة ارجاء الوطن العربي تحت شعار: يا عمال العالم اتحدوا.. بينما هم في الحقيقة ليسوا اكثر من سماسرة يتاجرون بقضايا العمال في السوق الرأسمالية "الحرة".
ليذهب النفط العربي في ستين داهية وليباع بثمن بخس لدول العالم المتحضرة، ولكن على الاقل اتركوا لنا القطران لعله يشفينا من الجرب الذي ينهش اجسادنا.