Wednesday, March 30, 2011

سوريا أكبر من حزب البعث وأكبر من حركة الإخوان المسلمين

سوريا أكبر من حزب البعث وأكبر من حركة الإخوان المسلمين علي زبيدات – سخنين وصل قطار الثورة مؤخرا إلى سوريا. هذا القطار الذي إذا ركبته الشعوب يختزل مسافات التغيير الاجتماعي والسياسي في فترة قصيرة نسبيا من الزمن. عندما يبطئ التغيير التدريجي، الذي يسمى في القاموس السياسي بالإصلاحات، أو يدخل في مرحلة من الركود أو التقهقر، عندما لا تستطيع الطبقة الحاكمة أن تواصل حكمها بالطرق والأساليب التي اتبعتها وعندما لا تستطيع الطبقات المحكومة أن تحمل هذه الطرق والأساليب أكثر تهب أعاصير الثورة الهوجاء التي يعرف الجميع متى تهب ولكن لا يعرف أحد متى وكيف تركد. نقف أمام نموذجين من الثورة العربية: النموذج التونسي – المصري، حيث نجحت الجماهير الشعبية الغفيرة التي خرجت إلى الشارع في لجم شراسة الأنظمة البائدة واستطاعت بأقل ما يمكن من الخسائر والتضحيات إسقاط هذه الأنظمة. هناك طبعا أسباب تاريخية لظهور هذا النموذج في هذين البلدين بالذات لعبت دورا حاسما في نجاح الثورة ولكن ليس هنا المجال لتحليلها ودراستها. وهناك النموذج الليبي – اليمني: حيث لم تستطع الجماهير الشعبية شل حركة النظام وإحباط قدراته على قمع الجماهير. في ليبيا، على وجه التحديد، أخذ هذا النموذج طابعا عنيفا أعتبره مأساويا، فقد استطاع النظام إيقاع الجماهير المنتفضة في فخ التخلي عن التحرك الشعبي لصالح الرد العسكري المشكوك فيه خصوصا وأن من قاد هذا الرد هم شخصيات نمت وترعرعت في أحضان نظام القذافي وانشقت عنه لأسباب خاصة ولمصالح فئوية ضيقة. هذا الأمر فتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي المباشر بمباركة الرجعية العربية والقيادة الدخيلة على الجماهير الليبية. اليوم ما يجري في ليبيا لا يمت بأية صلة بالثورة لا من قريب ولا من بعيد. ما يحدث ليس بأكثر من صراع شرس على السلطة والثورة من كافة الأطراف المتورطة. لا يمكن أن نتحدث عن ثورة حقيقية في ظل التدخل العسكري الغاشم للحلف الأطلسي. وجميعنا يعرف لماذا تأسس هذا الحلف وما هي مهماته وما هو تاريخه. كما إننا لا نستطيع التحدث عن ثورة حقيقية في ظل غياب أي خطاب سياسي تحرري. قد يتغير النظام في ليبيا في نهاية الأمر نتيجة هذا الصراع ويأتي نظام آخر. ولكنه لن يكون مختلفا في طبيعته عن النظام المدحور من حيث قبوله بالهيمنة الامبريالية وحفاظه على التركيبة العشائرية للمجتمع بكل ما تحمله من فساد وامتيازات. في سوريا، يبدو أننا أمام نسخة جديدة من النموذج الليبي – اليمني. حوالي نصف قرن من سيطرة حزب البعث أوصلت البلاد إلى شفا هاوية رهيبة. هذا الحزب الذي نقش على رايته الشعارات الثلاثة: وحدة، حرية، اشتراكية وجد نفسه بعد نصف قرن من الحكم يطبق العكس تماما. فالوحدة: أصبحت انشقاقا وشرذمة فعندما استولى الحزب على السلطة في سوريا والعراق انشق الحزب على نفسه وأصبح كلا الشقين من ألد الأعداء. حتى داخل الحزب الواحد لم تكن هناك وحدة بل صراع دائم غالبا ما كان صراعا داميا. الحرية: ماذا تعني الحرية في ظل قوانين الطوارئ التي فرضت منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير، إذا لم تكن تعني حرية أجهزة الأمن والمخابرات في كتم وكبت كل صوت معارض مهما كان خافتا؟ حتى الأحزاب التي شكلت الجبهة الوطنية التقدمية تحت كنف حزب البعث تتوق إلى حرية التنظيم والاجتماع في ابسط صوره. الاشتراكية: هي أيضا كان لها مفهوم فريد من نوعه، وهذا المفهوم أبعد ما يكون عن تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الاقتصادية بين مجموعات الشعب في مدن والأرياف ومن الطوائف والقوميات المختلفة. الاشتراكية كانت تعني الفساد والمزيد من الفساد، وإفقار الجماهير الشعبية إلى حد المجاعة. حاول نظام البعث جاهدا أن يخفي هذا الواقع المرير وراء قناع معاداة أمريكا وحشد كافة طاقات البلد للمواجهة القومية المصيرية من أجل تحرير الجولان من نير الاحتلال الإسرائيلي. ونصب نفسه قائدا لما سماه محور الممانعة. هذا القناع بدأ يهترئ ويتساقط رويدا رويدا. من لا يعرف مواقف النظام السوري المتقلبة والانتهازية في لبنان؟ وشارك في الحرب التي شنتها أمريكا وحلف الناتو على العراق. أما الموقف من إسرائيل فهي عجيب غريب. ليس سرا أن الجبهة السورية أكثر هدوءا وأمنا لإسرائيل من كافة الجبهات. قد أتفهم أن النظام لا يستطيع تحرير الجولان عسكريا في الظروف الراهنة لذلك هو بحاجة لفترة طويلة من الاستعدادات، ولكن كيف يتفق ذلك مع التصريح بأن خيار السلام مع إسرائيل هو خيار استراتيجي؟ يحاول النظام السوري على الأقل منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم التفاوض مع إسرائيل للوصول إلى تسوية إما مباشرة وإما بمساعدة وسطاء. غير أن التعنت الإسرائيلي ورفضها التنازل عن الجولان هو ما أبقى على هذا القناع لفترة طويلة من الزمن. إذن، عن أية مقاومة وممانعة يتحدثون؟ تذكرني السياسة السورية ببيت أبو الطيب المتنبي: جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود. مع إبدال كلمة جود بكلمة مقاومة. ولكن، وهنا يوجد لكن كبيرة، وكبيرة جدا. قسم لا يستهان به من المعارضة السورية أسوأ بما لا يقاس من النظام الراهن خصوصا تلك الشخصيات المتواجدة في الدول الغربية وتترعرع في أحضان مخابراتها. يكفي أن نذكر هنا شخصيتين من هذا النوع: عبد الحليم خدام وعم الرئيس: رفعت الأسد. هذه الشخصيات تقف بالمرصاد وتتحين الفرص كالضباع المسعورة لكي تعود إلى دمشق على دبابات حلف الناتو. يوجد هناك أحزاب معارضة أخرى عديدة قد لا تخدم أجندة أجنبية بشكل مباشر ولكنها ليست بأفضل من حزب البعث. قسم منها انشق عن هذا الحزب أو كان متحالفا معه لفترة طويلة. مثل هذه الأحزاب ليست جديرة بالثقة. ينبغي على الثورة، وتحت كافة الظروف، أن تتشبث بالطابع والعمق الجماهيري فهما صمام الأمان لكل ثورة. وأن تتبنى بشكل واضح وصريح لا يقبل التأويل برنامجا مناهضا للهيمنة الامبريالية والصهيونية من جهة، وبرنامجا وطنيا تقدميا على الصعيد السياسي من جهة أخرى. سوريا هي قلب الأمة العربية النابض وانتصار الثورة فيها قد يمحو من الخارطة مرة واحدة والى الأبد اتفاقية سايكس – بيكو التي مزقت الوطن العربي. انتصار الثورة في سوريا يعني انتصارها في الأردن وفلسطين ولبنان، يعني وحدة بلاد الشام كخطوة أولى على طريق توحيد العالم العربي بأسره.

Wednesday, March 23, 2011

فجر أوديسا والعشاق الفاسقون

فجر أوديسا والعشاق الفاسقون

علي زبيدات – سخنين

يوجد في البيت الأبيض الأمريكي على ما يبدو شخص أو أشخاص مختصين بالبحث عن أسماء براقة وجذابة يطلقونها على العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأمريكية على بعد آلاف الأميال من بلادها. فبعد أن أتحفونا قبل عقدين من الزمن باسم "عاصفة الصحراء" والتي كان هدفها الظاهر "تحرير الكويت" من الاحتلال العراقي بينما كان هدفها الباطن والحقيقي تدمير العراق الذي تم لاحقا وإحكام الهيمنة الغربية على النفط العربي. واليوم يتحفوننا باسم أكثر جاذبية وأكثر رومانسية بعد أن غاصوا في عمق التاريخ حتى وصلوا إلى القرن الثامن قبل الميلاد وعادوا باسم "فجر أوديسا" وأطلقوها على العملية التي تهدف إلى " تحرير ليبيا" هذه المرة من طغيان العقيد القذافي.

ملحمة أوديسة التي تروي مغامرات أحد أبطال الإغريق: أوديسيوس بعد نهاية حرب طروادة في طريق عودته إلى أرض وطنه وتعرضه للعديد من المخاطر والويلات بسبب غضب بعض الآلهة عليه، هذه الرحلة التي طالت لعشر سنوات، ولكن مع كل فجر جديدة وبفضل آلهة الفجر كان يخرج من التيه في البحار والجزر ويقترب من أرض الوطن. وربما هذا ما ألهم هذا المختص أو المختصين بالأسماء باختيار "فجر أوديسا" اسما لهذه العملية العسكرية، فهل سيجلب هذا العدوان الغربي غدا مشرقا عزيزا إلى ليبيا يا ترى؟

لكن ملحمة الأوديسة تروي أيضا قصة بنلوب زوجة أوديسيوس المخلصة التي قررت أن تنتظر عودة زوجها التي تأخرت فتكالب عليها العشاق الفاسقون من النبلاء من كل حدب وصوب، حاولوا إقناعها بأن زوجها المحبوب لن يعود بعد أن ابتلعته أمواج البحر العاصفة وطالبوها بأن تختار لها زوجا من بينهم. هؤلاء النبلاء العشاق الفاسقون والمزيفون ضربوا بعرض الحائط جميع القيم الأخلاقية والاجتماعية وكانت أطماعهم هي التي تسيرهم. لم يتورعوا من استعمال كافة الطرق للاستئثار بقلب بنلوب وإساءة معاملة ابنها تلماك ومن ثم الإساءة إلى أوديسيوس نفسه الذي وصل متخفيا حتى استطاع جمع هؤلاء النبلاء الفاسقين وقتلهم عن بكرة أبيهم بقوسه الذي لا يقدر على استعماله سواه.

تحالف الغرب الذي يدك ليبيا في هذه الأيام بحجة الدفاع عن الشعب الليبي ومساعدته للتخلص من الطاغية لا يمت بصلة إلى أوديسيوس الحكيم والشجاع الباحث عن العادلة ولكنه يشبه إلى حد التطابق تحالف العشاق الفاسقين للنيل من قلب بنلوب ومن ثم النيل من المملكة بأسرها. فكان من الأحرى أن يطلق على هذه العملية: غروب العشاق الفاسقين.

انه لمن سخرية الأقدار أن يتزعم الرئيس الفرنسي ساركوزي تحالفا يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وحوله عصابة من قطاع الطرق أتوا من أمريكا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها، يطلقون على أنفسهم "المجتمع الدولي" أو " الشرعية الدولية" ويستعملون حلف الناتو سوطا مسلطا على ظهور الدول الفقيرة. وانه لمن سخرية الأقدار أيضا وفي ظل التحرك العربي الثوري أن يأبى الأقزام العرب إلا أن يسقطوا ورقة التوت التي تغطي عوراتهم لكي يبرروا هذا التحالف النجس لشن هذا الهجوم العدواني السافر.

لا يوجد ثورة في ليبيا ولا يوجد ثوار. بل يوجد هناك قبائل أو بالأحرى زعماء قبائل متناحرين فيما بينهم على السلطة وعلى الثروة. معمر القذافي ليس سوى أحد هؤلاء الزعماء القبليين الذي استأثر بالسلطة والثروة لفترة أربعة عقود ويحاول أن يؤمن استمرار حكمه. معظم المعارضون الذين يسمون أنفسهم مجازا ثوار قد تربوا وترعرعوا في أحضان القذافي ومنهم رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل وعبد الفتاح يونس وعمر الحريري ومحمود جبريل وغيرهم من أعضاء المجلس وخارج أعضاء المجلس. قسم آخر من المعارضين نشأ وترعرع في الدول الغربية وعلى غرار المعرضة العراقية في وقته يحلم هؤلاء بالعودة إلى ليبيا على ظهور الطائرات وربما الدبابات الغربية لاستلام السلطة. هل تشاهدون قوى شبابية قيادية في حركة 17 فبراير؟ أنا لا أشاهد. بالعكس أرى بعض الشباب يهتفون باسم القذافي. أية ثورة هذه التي ترمي بنفسها في أحضان أعتى القوى المعادية للثورة؟

سوف يسقط القذافي عاجلا أم آجلا لأنه يستحق السقوط ولكن من سيحل مكانه؟ العملاء الذين وصلوا إلى السلطة بواسطة السلاح الغربي؟ وهل سيكون هؤلاء أفضل من القذافي؟

كما يبدو، ليس فقط لا يوجد هناك ثورة ليبية بل لا يوجد هناك شعب ليبي أصلا. ما يوجد في ليبيا مجموعة من القبائل تتحالف تارة وتتصارع فيما بينها تارة أخرى حسب مصالحها القبلية الخاصة. هذه القبائل ما زالت بحاجة إلى ثورة لكي تصبح شعبا بالمعنى الحقيقي للكلمة.

يتهمون القذافي بتجنيد المرتزقة الأفارقة لقتل أبناء شعبه، وماذا يفعل المجلس الوطني الانتقالي؟ أليست الجيوش الغربية أسوأ أنواع المرتزقة؟ ألا تقتل هذه القوات المدنيين أيضا؟

طبعا لا يمكن أن نلقي التهمة كاملة على التحالف الغربي، ففي نهاية المطاف هذا التحالف يخدم مصالحه الإستراتيجية أولا وأخيرا. المتهم الأساسي في هذه القضية هي جامعة الدول العربية التي أثبت للمرة المليون منذ تأسيسها على يد البريطانيين وحتى اليوم أنها توحد زبالة العالم العربي. ويجب توسيع شعار الثورة العربية: الشعب يريد إسقاط النظام إلى: الشعب يريد إسقاط جامعة الدول العربية.

لا يعقل أن تقوم مثل هذه المنظمة البائسة بدعوة قوات أجنبية لغزو بلد عربي مهما كانت الأسباب والتبريرات. وفي الوقت نفسه لا تحرك سكانا أمام تحرك القوات السعودية والخليجية لقمع المعارضة في البحرين. ولا تعمل شيئا لوقف المأساة في اليمن ووضع حد لمهزلة علي عبد الله الصالح.

تصوروا أن شعب شبه الجزيرة العربية ثار على العائلة السعودية وبدأت هذه العائلة باستعمال آلتها العسكرية للبطش بالجماهير فهل تتخذ الجامعة العربية قرارا للجم هذه العائلة؟ وهل تتوجه إلى مجلس الأمن لإصدار قرار لحماية الشعب؟ وإذا تحركت الجيوش الغربية فهل تتحرك لحماية الجماهير أم لحماية العائلة المالكة؟

أقولها بصراحة بل بوقاحة، لقد خيبت الثورة التونسية والثورة المصرية آمالي وآمال الكثيرين على امتداد الوطن العربي . أين هذه الثورتان مما يجري في ليبيا وفي اليمن وفي البحرين وفي سوريا وفي الجزائر والمغرب؟ لماذا لا تعود مصر وتأخذ دورها القيادي في دعم الثورات العربية؟ قد يقول البعض يكفي هاتان الثورتان مشاكلهما الداخلية ومن غير المعقول مطالبتهما بالتورط في الثورات العربية الأخرى. أنا أقول عكس ذلك: سيكون حل المشاكل الداخلية أسهل كلما "تورطت" أكثر بالثورات الأخرى لأن انتصار هذه الثورات هو الضمان الوحيد لاستمرارية التحولات الثورية في مصر وتونس. التقوقع داخل الحدود الضيقة وصفة أكيدة لتراجع وتقهقر أية ثورة. أخشى أن يكون السبب هو أن هذه الثورات ما زالت ملوثة بعناصر كثيرة من النظام البائد. هذه العناصر إذا لم يبادر للتخلص منها وبشكل جذري قد تؤدي إلى إجهاض الثورتين نهائيا.

من العار أيضا أن يقوم "المفكر العربي" عزمي بشارة من على قناة الجزيرة بالتنظير لتبرير التدخل العسكري الغربي في ليبيا بشكل يرضي أصدقاءه أو مشغليه في قطر: اتهام القذافي بأنه هو السبب في تدخل الغرب عسكريا هو اتهام زائف. لماذا لم يدع هذا "المفكر العربي" إلى تدخل عسكري عربي في ليبيا؟ ولماذا يبلع لسانه ولا ينبس ببنت شفة عن التدخل السعودي – الإماراتي – القطري في البحرين؟

إننا نريدها ثورة عربية صافية وطاهرة من المحيط إلى الخليج، بدون تدخل أجنبي مهما كان شكله ومهما كانت تبريراته. إننا نريدها ثورة عربية صافية وطاهرة ضد جميع الأنظمة الرجعية الفاسدة. ونريدها أن تكون ثورة واحدة تلتحم الواحدة بالأخرى لكي تشكل سيمفونية رائعة على طريق الحرية والتقدم.

Wednesday, March 16, 2011

طرابلس قبل مدريد - من أجل إقامة ألوية عربية أممية

طرابلس قبل مدريد – من أجل إقامة ألوية عربية أممية

علي زبيدات – سخنين


في عام ١٩٣٦ اندلعت الحرب الاهلية الاسبانية في أعقاب انقلاب فاشي قامت به مجموعة من الجنرالات الفاشيين بقيادة الجنرال الفاشي فرانسيسكو فرانكو على الجمهورية الاسبانية الثانية بعد انتخاب حكومة يسارية. في ذلك الوقت كانت أوروبا مسرحا للصراع الدامي بين الفاشية التي انتصرت في المانيا وايطاليا وانتشرت كالوبأ في معظم الدول الاوروبية الاخرى وبين القوى الديمقراطية. هذا الصراع الذي بلغ ذروته في اندلاع الحرب العالمية الثانية. قامت المانيا هتلر وايطاليا موسوليني بتقديم الدعم الهائل المكون من الطائرات والاسلحة الثقيلة والقوات الخاصة لمساعدة قوات فرانكو. بينما وقفت بريطانيا وفرنسا المعدودتان على المعسكر "الديمقراطي" المناهض للفاشية وقفة المتفرج. وهكذا بدأ فرانكو يزحف نحو مدريد مخلفا وراءه أرضا محروقة وآلاف الضحايا. كان الاتحاد السوفياتي البلد الوحيد الذي قدم بعض الدعم للجمهورية المحاصرة، الا أن هذا الدعم لم يكن كافيا. فقامت الأممية الشيوعية (الكومنترن) باطلاق مبادرة تشكيل ألوية أممية لنصرة الجمهورية الاسبانية من الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والفوضوية ومن التنظيمات والافراد المناهضين للفاشية. خلال فترة فصيرة بلغ أفراد هذه الاولية أكثر من خمسين ألف متطوع جاؤوا من خمسين دولة من شتى أرجاء العالم. شاركت هذه الألوية في الدفاع عن الجمهورية الاسبانية وعن عاصمتها مدريد. وقدمت أكثر من عشرة آلاف شهيد. ولكن النتيجة كانت للأسف، ولأسباب لسنا بصدد شرحها هنا، سقوط مدريد وسقوط الجمهورية وانتصار الفاشية التي حكمت البلاد حتى توفي فرانكو في عام ١٩٧٥.

إلا أن الألوية الاممية قدمت نموذجا ناريخيا على أن الدفاع عن الثورة يجب أن يكون عابرا للقارات وللقوميات وللإختلافات الايديولوجية. الثورة العربية التي انطلقت من تونس ومن ثم انتقلت الى مصر وحققت انتصارات باهرة وما زالت متفجرة في ليبيا واليمن والبحرين بحاجة الى ألوية عربية أممية لنصرنتها والدفاع عنها. الانظمة العربية بدون استثناء، بغض النظر اذا كانت تسمي تفسها ملكية أم جمهورية، ديمقراطية أم استبدادية، يجب أن تسقط. ويجب أن تسقط ثوريا. وهذا يعني في واقعنا الراهن أمرين أساسيين: أن تكون الثورة معادية للهيمنة الامبريالية والصهيونية، وأن تطرح برنامجا سياسيا واجتماعيا تقدميا. والا أصبح الصراع مجرد صراع على السلطة ولا يستحق أن يسمى ثورة.

اليوم تواجه الثورة العربية تحديات عديدة. فمن جهة، تقترف الانظمة البائدة الجرائم الشنيعة في حق الشعوب في محاولاتها لإنقاذ نفسها، وخير مثال على ذلك ما يقوم به نظام القذافي من حرب إبادة. ومن جهة آخرى تتكالب القوى الرجعية العربية لمد يد المساعدة للانظمة الرجعية على شاكلتها الآيلة للسقوط وخير مثال على ذلك التدخل السعودي والخليجي السافر لقمع ثورة شعب العربي في البحرين. كما أن الامبريالية الغربية تتربص لإحتواء النضالات الثورية لتفريغها من محتواها التقدمي والمعادي للامبريالية ومن ثم بسط هيمنتها مما يؤمن لها الاستمرار في نهب خيرات الشعوب وعلى رأسها النفط العربي.

إقامة الالوية العربية الاممية تساعد الشعوب الثائرة على الصمود أمام هذه التحديات. لا يوجد اليوم كومنترن لكي يبادر في اقامة مثل هده الألوية. ومعظم الاحزاب اليسارية قد فسدت. لذلك فإن المسؤولية لاقامة مثل هذه الالوية يقع من حيث الاساس على عاتق الشعوب التي أسقطت أنظمتها، أي على عاتق الشعبين المصري والتونسي. على الثورة التونسية والمصرية وليس فقط من باب التضامن مع الشعوب الشقيقة بل أيضا من باب الدفاع عن نفسها من فلول الانظمة البائدة ومن مواجهة الهيمنة الامبريالية المتربصة أن تبادر الى فتح باب التطوع أمام الشباب العربي لتشكيل ألوية تأخذ دورها في الدفاع عن الثورة. يجب العمل الفوري وبدون أي تردد أو ابطاء لفتح مكاتب لتسجيل المتطوعين في القاهرة وفي تونس وتأمين وصولهم الى ساحات النضال.

الألوية العربية الاممية التي تناضل الى جانب الشعب الليبي هي الضمان الوحيد لإنقاذ طرابلس ليس فقط من نظام الفاسد الجاثم على صدور هذا الشعب منذ أكثو من أربعين عاما بل أيضا من كل تدخل أجنبي. إذا كان الشعب الليبي يريد إن يتحرر فعلا وليس مجرد أن يستبدل نظاما بنظام آخر عليه إن يرفض كل أشكال التدخل أجنبي مهما كانت تسميتها أو مبرراتها. بما في ذلك ما يسمى بالحظر الجوي وتدخل المجتمع الدولي والشرعية الدولية ومجلس الأمن وحلف الناتو.

في عام ١٩٣٦ شارك العديد من الشباب العرب التقدميين الى جانب اخوانهم من البلدان الاخرى في الدفاع عن مدريد وفي الوقت نقسه رافق فرانكو العديد من الجنود المغاربة الذين قاتلوا معه. على الشباب العرب أن يختار في أية جهة يقف. أليست طرابلس أحق من أن يدافع عنها الشباب العربي ويحررها؟

إننا نرى أمام أعيننا قيام جبهة رجعية تقودها الانظمة العربية الرجعية وعلى رأسها النظام السعودي مدعومة من قبل الامبريالية الامريكية واسرائيل لإجهاض الثورة العربية في كل بلد. الرد الوحيد على هذه الجبهة هو إقامة جبهة تقدمية تباشر في تشكيل ألوية تدافع عن وتشارك في الثورة العربية الواحدة من المحيط الى الخليج.

Wednesday, March 09, 2011

الشعب يريد استرجاع الارض

Version:1.0 StartHTML:0000000167 EndHTML:0000010275 StartFragment:0000000454 EndFragment:0000010259

الشعب يريد استرجاع الارض

علي زبيدات – سخنين


تفيد الاحصائيات التي تتناولها كافة المؤسسات الاهلية أن ٩٧٪ من الأراضي الفلسطينية قد تمت مصادرتها. اذا كان الأمر كذلك فأي معنى يبقى لشعار الدفاع عن الارض الذي نتشدق به في مثل هذا الوقت من كل سنة؟ له معنى واحد من إثنين: إما أنه كلام فارغ لأحد الشعارات الرنانة وإما أنه كذبة نكذبها على أنفسنا ونصدقها. وفي كلتا الحالتين هذا يعني٫ أولا: إننا فشلنا فشلا ذريعا في الدفاع عن الارض٫ فمن يستطيع أن يدعي أن فقدان ٩٧٪ من الارض ليس فشلا؟

ثانيا: المطلوب اليوم النضال من أجل إستعادة الارض.

مشكلتنا إننا لا نعترف بالواقع ونتمسك بحبال غليظة ولكنها جميعها حبال وهمية. فبعد أن وأدنا يوم الأرض الاول وأفرغناه من محتواه النضالي جعلنا منه أيقونة مقدسة نحتقل بها في كل عام في الثلاثين من شهر آذار. وقد تعودنا على سماع الاسطوانة المشروخة نفسها: الخطباء من على منصة يوم الأرض يزيلون الغبار عن خطاباتهم القديمة ويتحفوننا بنضالاتهم وانتصاراتهم الوهمية. ويبدو أنهم تنبهوا في السنوات الاخيرة لذلك وأخذوا يختصرون من الخطابات محاولين اقتصارها على رئيس لجنة المتابعة ورئيس بلدية البلد المضيف.

نعم٫ لقد فشلنا في الدفاع عن الأرض فشلا ذريعا وإذا لم نعترف بهذه الحقيقة مهما كانت مرة فلا يمكننا أبدا أن نحلم باسترجاع حتى شبر واحد منها. ولهذا الفشل أسباب كثيرة أستطيع أن أجملها في سبب واحد وهو أننا جعلنا يوم الارض الاول عام ١٩٧٦ يوما استثنائيا وليس قاعدة. إذ لا يعقل أن تدافع عن الارض يوما واحدا في العمر فقط وتستغرب في الوقت نفسه أن تخسر ٩٧٪ منها وتدعي انك حققت انتصارا باهرا. نحن لا نواجه هنا عصابات من قطاع الطرق على طريقة أفلام رعاة البقر الامريكية٫ بل نواجه دولة حديثة لا ترحم وضعت نصب أعينها أن تستولي على كافة أراضي السكان الاصليين ومن ثم ترحيلهم أيضا.

الارض لن تستعاد بالخطابات ولا بالإستجداءات بل بجعل كافة أيام السنة يوم أرض من نوع يوم الارض الاول. أي يوم نضالي جماهيري. ولكن زعامتنا للأسف تخاف النضال الجماهيري أكثر مما تخاف من بطش السلطة وشراستها. لنأخذ مثلا ما يجري في النقب وفي العراقيب على وجه الخصوص: لماذا لا يتم تعبئة الجماهير وزجها في النضال للدفاع عن أهلنا في العراقيب وعن أراضيهم؟ لماذا يتم الاكتفاء بإرسال بعض النجوم، بالرغم من كل نواياهم الحسنة وصدقهم وإخلاصهم، من أمثال أيمن عودة والشيخ رائد صلاح ويتم إهمال واستثناء الجماهير العريضة التي من الممكن أن تغير جذربا مجريات الامور. لماذا تستطيع الحركة الاسلامية تجنيد آلاف بل عشرات الآلاف من المشاركين في مهرجانات "الاقصى في خطر" ولا تجند أكثر من عشرة للدفاع عن العراقيب؟ هل لأنها لا تستطيع أم لأنها لا تريد؟ ولماذا تستطيع الجبهة الديموقراطية زج الجماهير الغفيرة في قاعة لمناسبة احتفالية في سخنين وتكتفي ببعض الافراد الذين يمكن عدهم على أصابع يد واحدة للدفاع عن العراقيب؟ الامر نفسه ساري المفعول بالنسبة لكافة الاحزاب والحركات السياسية بلا اسثناء وفي الاساس على لجنة المتابعة التي تشملهم جميعا.

سكرتير التجمع الوطني الديموقراطي٫ عوض عبدالفتاح يتساءل: “ماذا نفعل بدروس الثورات العربية عشية يوم الارض؟" بعد كيل المديح على حزبه الذي " كسر الجمود الفكري والسياسي عام ١٩٩٥ وأحدث ثورة في الفكر السياسي عند عرب الداخل على مدار ال ١٥ عاما" يدعو الى نفض الرتابة عن حزبه وعن جميع الاحزاب والحركات ومؤسسات المجتمع المدني ويطالب أن يبدأ كل بنفسه. لو كانت المسألة تقتصر على الخروج من الرتابة لكانت في غاية السهولة والبساطة ولكن المسألة أعمق من ذلك بكثير وأكثر تعقيدا٫ انها مسألة كسر التحجر وليست مجرد خروح من رتابة.

لم يعد لدينا أرض ندافع عنها، ولكن لدينا أرض سلبت ونهبت في وضح النهار، بشكل ديموفراطي وحسب القوانين، وعلينا أن نناضل من أجل استرجاعها. لكي يستطيع أهلنا في النقب العيش على ارضهم بكرامة، لكي يستطيع أهلنا في اللد الحفاظ على بيوتهم لكي يستطيع شبابنا في سخنين والناصرة وأم الفحم وكافة مدننا وقرانا بناء بيوتهم عليها.

النضال من أجل استرجاع الارض لن يكون نزهة ولن يكون بأي حال من الاحوال أسهل من النضال للدفاع عنها. لذلك اذا تمسكنا بعاداتنا القديمة في النضال سوف نفشل في قضية استرجاع الارض كما فشلنا في قضية الدفاع عنها. الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا دلتنا على الطريق: طريق الجماهير الشعبية.

Wednesday, March 02, 2011

احذروا من "الثورة" الأمريكية

احذروا من "الثورة" الأمريكية

علي زبيدات – سخنين

في الماضي، وفي الحاضر والمستقبل أيضا، كنا وما زلنا نحذر من السلام الأمريكي (باكس أمريكانا). هذا السلام الذي تحاول الإدارة الأمريكية فرضه على شعبنا الفلسطيني وعلى الشعوب العربية الأخرى. يقوم هذا السلام على ثلاثة مبادئ أساسية لا تغيير فيها ولا زحزحة عنها وهي:
أولا: تأمين ضخ النفط إلى أمريكا والاتحاد الأوروبي ومن ثم إلى باقي الدول الصناعية بسلاسة وبأخفض الأسعار الممكنة.
ثانيا: الحفاظ على أمن وسلامة ورفاهية دولة إسرائيل ككيان كولونيا لي عنصري غاصب.
ثالثا: إبقاء شعوب ودول المنطقة تحت التبعية والهيمنة الأمريكية.
هذا كان جوهر اتفاقيات كامب ديفيد، اتفاقيات أوسلو، اتفاقيات وادي عربة وكل اتفاقية يمكن أن توقع مستقبلا بين أية دولة عربية وإسرائيل برعاية أمريكية. ومن يعترض على هذه المبادئ فمصيره ما حدث في العراق. أما من يتبنى هذه المبادئ ويعمل على تحقيقها فسوف ينعم بالرضا والاستقرار بغض النظر إذا كانت جمهوريا أم ملكيا، ديمقراطيا أم ديكتاتوريا، وطنيا أم عميلا، يحترم حقوق الإنسان أم يدوس عليها.
اليوم أريد أن أحذر من "الثورة" الأمريكية. وأنا أستعمل كلمة ثورة مجازا لأن الولايات المتحدة الأمريكية ( والدول الامبريالية الأخرى) لا تصدر ثورات بل تصدر ثورات مضادة وحروب. وهذه الثورات المضادة والحروب هي في الواقع استمرار للسلام الأمريكي لكن بوسائل أخرى.
قامت الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة وحتى اليوم الأخير برعاية ودعم نظام زين العابدين بن علي البوليسي القمعي في تونس لأنه كان من أفضل من خدموا إستراتيجيتها في المنطقة. ولم تكن مصلحة الشعب التونسي وحقوقه الإنسانية واردة في قاموس السياسة الأمريكية. ولكنها عندما رأت أن ما شيدته خلال ربع قرن ينهار أمام أعينها وأمام أعين العالم في شهر، تذكرت أن النظام البائد كان يدوس على أبسط حقوق المواطن التونسي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من النظام البائد وذلك بنشر الأكاذيب حول دعمها للثورة التونسية حيث تبرأت من بن علي وكأنها لا تعرفه أصلا. إلا أن ا هذه الخدعة المكشوفة لم تنطل على أحد فالشعب التونسي يعرف جيدا من هم أصدقاؤه ومن هم أصدقاء النظام البائد.
اللعبة نفسها حاولت أمريكا أن تلعبها في مصر. فنظام حسني مبارك كان يشكل ركنا أساسيا في سياسة أمريكا في المنطقة. فقد سهر كثيرا على أمن وسلامة إسرائيل وكان من أشد الأنظمة تبعية لأمريكا في المنطقة حيث وقف إلى جانبها في غزو العراق وفي إقامة تحالفا رجعيا لمواجهة المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين. في هذه الأثناء لم تهتم أمريكا بسحق الحقوق الإنسانية الأساسية للمواطن المصري ولم تهتم بالفساد الذي دفع معظم الشعب إلى حافة المجاعة. ولكنها عندما رأت الأرض تهتز تحت أقدام حسني مبارك ونظامه، بدأت تتذكر حقوق الإنسان في مصر وبعد فترة من التذبذب وعدم الوضوح في الموقف أخذت تغير موقفها شكليا، وكانت على استعداد لأن تضحي بحسني مبارك وبعض من حوله من أجل إنقاذ النظام ككل. وهنا أيضا كان شباب مصر أوعى من أن يقعوا بالفخ الأمريكي، وما زالوا يطالبون بإسقاط النظام كلية وليس بعض رموزه فقط.
هذا السيناريو يعيد نفسه مرة أخرى. ولكن هذه المرة بمزيد من الحدة والشراسة في ليبيا. لقد صدق القذافي عندما قال: ليبيا ليست تونس وليست مصر وهو ليس زين العابدين ولا مبارك. بالرغم من أن القذافي، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة من حكمه، خدم السياسة الأمريكية بحماسة منقطعة النظير تفوق ما قدمه النظامان التونسي والمصري، فإن النظام الليبي لم يحظ بثقة أمريكا وأوروبا. فقد قام القذافي بتسليم برامجه النووية وأسلحة الدمار الشامل إلى أمريكا ووشى بكل من ساعدوه في برامجه هذه. وقدم التعويضات السخية لكل من طالبه فيها. واتخذ أسوأ شخصيتين سياسيتين على المستوى العالمي كأعز أصدقائه ومستشاريه وهما برلسكوني وطوني بلير. وتم السكوت عليه ما دام يزودهم بالبضاعة. ولكنهم يبدو أنهم لم ينسوا ماضيه عندما كان يتكلم باسم القومية العربية ويقود جبهة مناهضة للامبريالية الغربية. وعندما وصل السيل الزبى وبدأ البركان الليبي يقذف حممه ويزعزع أركان النظام، تذكرت أمريكا والدول الغربية أن القذافي يقمع شعبه بوحشية ولا يحترم حقوق الإنسان. وحاولت أن تتعلم من دروس تونس ومصر فتتالت التصريحات التي تدين القذافي من الرئيس الأمريكي أوباما إلى وزيرة خارجيته كلينتون إلى باقي المسئولين في البيت الأبيض وتسارعت الاتصالات وعقد المؤتمرات واتخاذ القرارات في مجلس الأمن. حتى أصبح المراقب للوهلة الأولى يظن أن الثورة قد انطلقت من معقل الديمقراطية في البيت الأبيض. ويبدو أن القذافي نفسه قد تسرع في إلقاء التهمة على حبوب الهلوسة ومن ثم على تنظيم القاعدة، وفي لقائه الأخير مع بعض الصحفيين الغربيين اعترف بأن أصدقاءه الأمريكان والأوروبيين قد خانوه.
أمريكا هي أمريكا لم تتغير. هدفها في ليبيا كما في مصر كما في تونس كما في فلسطين والعراق ولبنان وباقي البلدان العربية واحد يتلخص في 3 كلمات: النفط، إسرائيل والتبعية. الشعب الليبي، في حسه الوطني الطبيعي يشعر ويعرف النوايا الأمريكية لذلك فهو يرفض التدخل الأمريكي مهما قدمت من أسباب وتبريرات ومهما كانت الطريق حتى تحقيق الانتصار شائكة وصعبة.
الثورة عربية قلبا وقالبا وعليها تبقى كذلك حتى تكنيس الأنظمة الرجعية إلى مزبلة التاريخ وتحرير البلدان العربية من الهيمنة الامبريالية.