Thursday, June 22, 2017

القتل الحلال والقتل الحرام

القتل الحلال والقتل الحرام
علي زبيدات -سخنين

هل أصبح قتل العربي للعربي حلالا وقتل اللاعربي للعربي حراما؟
عندما دهس رجل انجليزي متعمدا بعض المصلين المسلمين في لندن مسببا مقتل شخص واحد وجرح عشرة آخرين نعتناه بالقاتل العنصري، مجرم ومسكون بكراهية العرب والمسلمين. وطالبنا العالم بإدانة واستنكار هذه الجريمة  بكل عبارات الإدانة والاستنكار. وبالفعل جاءت الإدانات من كل حدب وصوب ومن البعيد قبل القريب.
وعندما قامت الشرطة الاسرائيلية بقتل محمد طه ابن كفر قاسم بدم بارد ومن قبله قامت بإعدام يعقوب أبو القيعان من قرية أم الحيران بدم بارد هو الآخر، أقمنا الدنيا ولم نقعدها ضد هذه الشرطة التي تسرع بالضغط على الزناد عندما يكون الذي أمامها عربيا. هكذا فعلنا عندما أطلق أفراد الشرطة النار على خير الدين حمدان من كفر كنا وعشرات الشباب الفلسطينيين ومن ضمنهم شهداء هبة القدس والاقصى ويوم الارض. واتهمنا جهاز الشرطة الاسرائيلية وبحق بأنه جهاز قمعي عنصري ينفذ سياسة الحكومة العنصرية. وطالبنا العالم كله بإدانة هذه الجرائم.
وعندما قام المستوطنون بارتكاب جرائمهم الشنيعة في حق أبناء شعبنا ومنها على سبيل المثال لا الحصر خطف وحرق الشهيد محمد ابو خضير وحرق عائلة الدوابشة قلنا إن هؤلاء الاوباش، قطعان الفاشية لا مكان لهم في المجتمع البشري وعملنا ما نستطيعه، أو هكذا خيل لنا مع أننا نستطيع أن نعمل أكثر من ذلك بكثير، لمحاسبتهم.
وعندما قام الجيش الإسرائيلي قبل عدة ايام بقتل ثلاثة شباب فلسطينيين في القدس ضمن مسلسل لا ينتهي من حرب استنزاف مستمرة منذ سنوات طويلة يشنها جيش الاحتلال حصدت في جولتها الاخيرة منذ اكتوبر 2015 حسب بعض الاحصائيات حياة 272 مواطن فلسطيني، كنا دائما ندين ونستنكر هذه الجرائم وأحيانا نتحرك ولو على حياء لمعارضتها والتظاهر ضدها.
على كل حال، كل هذه الجرائم المذكورة صدرت من أطراف معادية ولا نتوقع منها أفضل من ذلك. كل هذه الجرائم مجتمعة وكل جريمة على حدة، تبدو شاحبة اللون بل تبدو لعب أطفال إذا ما قارناها بالجرائم التي يقترفها العرب والمسلمون في حق بعضهم البعض. نحن هنا لا نتكلم  عن شخص دهس هنا وآخر حرق هناك أو 272 استشهدوا خلال سنة ونصف أو حتى إذا ما قارناها بالحرب الأخيرة على غزة واستمرت 50 يوما وأسفرت عن استشهاد 2147 شهيدا، أو بالحرب التي سبقتها. بل نحن نتكلم عن مقتل مئات الآلاف وربما الملايين ولا نتكلم عن دمار بيت أو قرية أو مدينة بل نتكلم عن دمار بلدان بأكملها. و أعود لأتساءل: هل قتل المسلم للمسلم والعربي للعربي حلال بينما قتل الأجانب للعرب والمسلمين هو وحده حرام؟ العراقيون قتلوا من بعضهم البعض أكثر مما قتله الامريكان أيام الغزو والاحتلال. أما في سوريا فالذين قتلوا أضعاف ما قتله الاستعمار الفرنسي والكيان الصهيوني مجتمعين على مدى عصور. وكذلك الأمر في اليمن والسودان والصومال ومصر وليبيا و إن ننسى فلن ننسى الماضي غير البعيد في الأردن ولبنان والجزائر.
وكما يبدو، هذا الوضع لن ينتهي قريبا. فالتناقضات تتفاقم وتبشر بانفجارات جديدة. المنطقة بأسرها أصبحت عبارة عن كومة من البارود والديناميت وكل القوى المحلية والإقليمية والدولية تتزاحم لتنفخ لاشعالها كل من جهة. شرارة واحدة تكفي لإشعال المنطقة بأسرها. لم تعد إسرائيل وحدها المدججة بالسلاح. فها هي السعودية تسابقها بعد شراء أسلحة أمريكية بـ 112 مليار دولار وليس بقصد خوض الصراع ضدها بل بقصد تكوين تحالف جديد ضد ايران المدججة هي الأخرى بالسلاح. وها هي قطر الصغيرة يصل السلاح حتى أسنان كل فرد من سكانها. أصبح السلاح في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء أكثر من الخبز. أمريكا وروسيا مستعدتان لإغراق المنطقة بالاسلحة، ما دامت الحرب لا تتجاوز التدمير الذاتي وما دامت تدر الأرباح على صانعي ومصدري الموت، فلماذا لا تستمر إلى ما لا نهاية؟.
المصيبة لا تتوقف عند أرقام القتلى والجرحى ولا عند الدمار الشامل والأرض المحروقة، المصيبة الحقيقية أن كل ما يحصل يذهب سدى، قتل عبثي ودمار عبثي. لا يمكن أن تبقى الشعوب العربية وقودا للمدافع. لا يمكن أن تستمر الأنظمة العربية بارتكاب المجازر وتخرج من غير حساب. إذا كنا عاجزين عن وقف هذه الحروب التدميرية فعلينا أن نعمل على تحويلها  لثورات تحررية. ما زالت تجارب الشعوب تؤكد أن الحروب الرجعية لا تصنع القتل والدمار فحسب بل تخلق أيضا الظروف الملائمة لانفجار الثورات التحررية. وأن هذه الثورات بدورها هي وحدها القادرة على القضاء على الحروب الرجعية.

إن مثيري الحروب مهما بدوا وكأنهم خصوم وأعداء ومهما تفاقمت تناقضاتهم إلا أنهم في نهاية المطاف ينتمون إلى معسكر واحد. يغيرون تحالفاتهم حسب مصالحهم ولكنهم سوف يتحدون إذا ما قررت الشعوب التخلص من نير الظلم والاستغلال. وقد آن الأوان أن يخرج قرار الشعوب إلى حيز التنفيذ.

Thursday, June 08, 2017

رياح برائحة النفط

رياح برائحة النفط
علي زبيدات - سخنين

عندما بدأ ما أتفق على تسميته الربيع العربي قبل ست سنوات ونيف في تونس وأخذ ينتشر في دول عربية أخرى وقفت أمام ظاهرة عدم اقتراب هذا الربيع من دول مجلس التعاون الخليجي. حاولت في عدة مقالات تحليل هذه الظاهرة. لست هنا بصدد التطرق إلى تسمية ما جرى بالربيع العربي، منذ البداية لم تروقني هذه التسمية ولكن بما انها اصبحت واسعة الانتشار والاستعمال فلا بأس من استعمالها فكلنا يعرف على الاقل ما المقصود حتى ولو سميته خريفا أو جحيما أو مؤامرة كونية. مهما كانت التسمية فإن ما حدث منذ أن شبت النار في جسد محمد البوعزيزي وحتى فرض الحصار الخليجي على قطر تشكل مرحلة واحدة تختلف جذريا عما سبقها في تاريخ العالم العربي الحديث.
ذكرت في تحليلاتي السابقة، وبدون الإسهاب في التكرار، سببين أساسيين لعدم وصول الربيع العربي إلى دول الخليج: الأول، أن هذه الدول تتمتع، بفضل أموال النفط والغاز، بمستوى مقبول من الحياة لمعظم السكان مما يتيح للأنظمة رشوة شرائح واسعة منهم وكسب سكوتهم وطاعتهم. والثاني، أن هذه الدول محمية من قبل أمريكا وأوروبا وإسرائيل والتي لن تسمح لأي طرف كان زعزعة استقرار هذه الدول.
اليوم أجد هذا التحليل غير كاف. فقد أهملت أسباب أخرى بعضها بالغ الأهمية وربما كانت أهم من السببين المذكورين. أكتفي هنا بذكر سببان أساسيان آخران. الأولى: غياب المجتمع المدني بشكل جزئي أو بشكل شبه كامل عن هذه الدول. غالبية السكان  من العمال الوافدين من بلدان فقيرة المحرومين من أبسط الحقوق المدنية، ممنوع أن يتنظموا في نقابات أو أحزاب سياسية أو جمعيات، ممنوع أن يطالبوا بحقوقهم كعمال، تأشيراتهم مؤقتة وإن طالت إقامتهم، يخافون من أي تحرك خوفا من الطرد. ولكن مهما كانت ظروف عملهم رديئة تبقى أفضل بما لا يقاس من الأوضاع في بلادهم الأصلية. بالمقابل يتمتع أبناء العشائر الأصليين بامتيازات جعلت منهم طبقة سائدة محافظة ومنغلقة على نفسها تعمل المستحيل للحفاظ على امتيازاتها. على عكس الدول الأخرى التي انتشر بها الربيع العربي حيث كان فيها الصراع الطبقي بين الطبقات الحاكمة والطبقات الكادحة واضحة المعالم.
السبب الثاني: هو أن هذه الدول تفتقد للتراث النضالي التحرري. استقلالها في بداية سنوات السبعين بعد أن ولى عصر الاستعمار القديم جاء من خلال صفقة. خرجت بريطانيا شكليا ولكنها بقيت عمليا وفيما بعد فسحت المجال لتحل أمريكا مكانها. بينما كانت الدول الأخرى ذات تراث نضالي تحرري مرموق ليس ضد الاستعمار القديم والحديث فحسب بل أيضا ضد الطغاة المحليين الذين وصلوا للحكم تحت عباءة الاستقلال حتى بعدما تبين أنه استقلال وهمي.
هذه الأسباب مجتمعة وأسباب أخرى عديدة وضعت هذه الدول بمنأى عن الأحداث التي عصفت بدول عربية عديدة في المنطقة. ولكن ما حدث كان كافيا لجعلها مرعوبة. فلم تستطع الوقوف على الجدار والاكتفاء بالمشاهدة. وظنت إذا تدخلت في شؤون الدول الأخرى سوف تضمن لنفسها الاستقرار والسلامة. فمثلا، عندما تدخلت قطر سياسيا وإعلاميا وماديا بما حدث في تونس ومصر ومن ثم في سوريا لم يكن هدفها مساندة الشعوب التي هبت مطالبة بحقوقها وكرامتها كما يبدو للوهلة الأولى بل كان هدفها هجوم مضاد مسبق لإبقاء الأحداث بعيدا عن ساحتها. وعندما تدخلت الإمارات بشكل فاضح إلى جانب حلف الناتو لاحتلال ليبيا لم يكن هدف هذا التدخل تخليص الشعب الليبي من استبداد القذافي. اما في سوريا فقد بدا هذا الدور أكثر وضوحا نظرا لقربها الجغرافي وثقلها السياسي. فقد عملت دول الخليج مجتمعة وكل دولة على حدة كل ما تستطيعه لاجهاض الحراك الشعبي وحرفه عن مساره الديمقراطي التحرري بمساعدة التنظيمات السلفية المختلفة وهذا التقى في نهاية المطاف مع مصالح وسياسة النظام الأسدي الأمر الذي أضفى عليه الصفة المزيفة كمحارب للارهاب ومقاوم للامبريالية الأمريكية وعملائها في المنطقة.
اليوم الأمور بدأت تتغير.  تورط هذه الدول بالأحداث في الدول المجاورة (وخصوصا سوريا واليمن) بالإضافة للابتزاز الأمريكي أفرغت ميزانياتها. الحماية الأمريكية نفسها تراجعت مع إصرار ترامب على تدفيع كل من يطلب الحماية وكأن الحماية في الماضي لم تكن مدفوعة الثمن. وأمريكا مستعدة أن تتخلى عن حلفائها واستبدالهم بآخرين كما فعلت في تونس وفي مصر وفي اليمن. فليس غريبا أن تتخلى عن حلفائها القطريين.

رياح جديدة تهب فوق دول الخليج تفوح منها رائحة النفط. شرارة صغيرة قد تشعل المنطقة بأسرها. غزو قطر من قبل حلفائها السابقين وخصوصا السعودية والإمارات كاف بأن يغير وجه المنطقة ككل وسوف يتحول مثل هذا الغزو إلى حرب طويلة الأمد تحرق الأخضر واليابس. تغيير حكام قطر عن طريق تدبير انقلاب تدبره قوى خارجية كفيل هو الآخر بأن يشعل المنطقة. حسب رأيي، لن تعود الأمور إلى سابق عهدها وكل السيناريوهات تشير إلى أن عصر "الاستقرار" قد انتهى وبدأ عصر التغيير.

Thursday, June 01, 2017

شكرا يا ابي، يكفينا انتصارات

شكرا يا أبي، يكفينا انتصارات
علي زبيدات - سخنين

مع اعتذاري الشديد لعبدالرحمن الابنودي وكمال الطويل وعبدالحليم حافظ. لقد غنيت معكم قرابة نصف قرن: "ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار" حتى انهمرت علينا بالفعل الانتصارات من كل حدب وصوب. لا يوجد هناك تعريف واحد متعارف عليه دوليا للانتصار. فلو سألت  فيلسوفا مثل أرسطو لأجابك بكل ثقة: الانتصار هو أن ينتصر الإنسان على نفسه أولا. وإذا سألت ناسكا في أحد الصوامع والمعابد البوذية أو راهبا في أحد الأديرة لأجابك بكل ثقة أيضا: الانتصار هو أن تنتصر على رغباتك وغرائزك. أما إذا سألت رجل حرب من جنكيزخان أو أحدا قبله وحتى آخر جنرال مهووس في الجيوش الحديثة  لقال لك: الانتصار هو أن تسحق عدوك وتبيده حتى لا تقوم له قائمة. مع ذلك يبدو أن العرب قد وجدوا تعريفا اصيلا وبسيطا للانتصار وهو: "الانتصار هو أن تفشل عدوك من تحقيق أهدافه". تعريف معقول، أليس كذلك؟ للوهلة الاولى على الاقل. منذ أن تبلور هذا التعريف العربي  وتم تعميمه من المحيط للخليج حتى تغلغل إلى أعماق وعينا ولا وعينا ونحن نعد إنتصارات.
الانتصار الأول حققناه في عام 1948، نعم، نعم في عام النكبة. صحيح ضاعت منا معظم فلسطين وتشريد أهلها وقامت دولة إسرائيل. ولكننا بالرغم من ذلك انتصرنا فقد منعنا الحركة الصهيونية من أن تحقق هدفها المعلن. ألم يكن هدفها إقامة دولة من النيل للفرات؟ وبالتالي قامت على شريط ضيق من الوطن العربي فقط، محصورة بين البحر والصحراء.
وحققنا انتصارا آخرا عام 1967، نعم، هو العام الذي نسميه عام النكسة. صحيح خسرنا ما تبقى من فلسطين بالإضافة لاحتلال سيناء والجولان وتدمير الجيوش العربية. ولكننا مرة أخرى أفشلنا إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة، ألم تعلن مرارا وتكرارا أن هدفها من هذه الحرب هو إسقاط الأنظمة العربية الوطنية والتقدمية؟ ولكن الحمدلله لم تسقط شعرة من رأس أي نظام وطني، حتى الأنظمة الرجعية والعميلة لم تسقط. أليس هذا انتصارا تاريخيا؟
اما الانتصار الكبير فقد حققناه في عام 1973 عندما فاجأنا إسرائيل وسروالها تحت ركبتيها، فلم يكن هناك جندي إسرائيلي واحد مستعد للحرب من قناة السويس وحتى تل أبيب ولكننا اكتفينا بعبور القناة وجلسنا ننتظر تحركات كيسنجر وكانت نتيجة هذا الانتصار توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد ومن ثم في وادي عربة وأعدنا سيناء التي لا يدخلها جندي مصري إلا بموافقة إسرائيل. ولا أنسى الانتصار الذي حققناه عام 1982 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان وحاصرت واحتلت عاصمة عربية ولكننا كالعادة منعناها من تحقيق أهدافها المعلنة وهي القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية حيث اكتفت في النهاية  بطردنا إلى تونس والجزائر واليمن.
وإن أنسى لا أنسى النصر الإلهي الذي حققناه في عام 2006 عندما شنت دولة اسرائيل حرب إبادة على المقاومة الإسلامية (حزب الله) في لبنان فدمرت الجنوب أمام سمع وبصر العالم العربي الذي لم يحرك ساكنا. ولكنها فشلت بالقضاء على حزب الله الذي استعاد قوته واصبح اقوى من قبل، وهذا انتصار اعترفت به إسرائيل نفسها. بعد ذلك حققنا ثلاث انتصارات متتالية في غزة أعوام: 2008، 2012 و2014، حيث منعنا إسرائيل من تحقيق أهدافها بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية. ونزلنا إلى الشوارع ليس لنعد شهداءنا وجرحانا وبيوتنا المهدمة ولكن لكي نحتفل بهذه الانتصارات الباهرة. وأخيرا وليس آخرا، ها نحن نحقق نصرا جديدا في معركة الأمعاء الخاوية. يبدو أننا لا نكتفي بوصف هذه المعركة بالبطولية تنضح  بالصمود والتحدي والتضحية، بل نصر على تسميتها بالانتصار، انتصار الدم على السيف والسجين على السجان لكي نبرر نزولنا إلى الشوارع ليس إسنادا للأسرى  الذي احجمنا عنه خلال اضرابهم الطويل بل من أجل الاحتفال وتحويل خيم الاعتصام إلى خيم احتفالية بالاغاني والهتافات والدبكات الشعبية، بينما لا يزال العديد من الأسرى يتفتلون من الألم في المستشفيات بسبب  معالجة أمعائهم ومعداتهم المنهكة. المهم اننا استرحنا بعض الشيء من تأنيب الضمير.
يقول البعض: هذه الانتصارات مهما كانت صغيرة ومتواضعة وحتى وهمية فهي ضرورية لرفع المعنويات الجمعية لشعبنا وتعزيز صمودنا لمواصلة النضال وأن التشكيك في هذه الانتصارات يحبط المعنويات ويقوض المناعة الوطنية لهذه الجماهير. لم تثبت هذه النظرية صحتها على أرض الواقع. العكس هو الصحيح فقد أثبتت أننا نمارس خداع أنفسنا إلى درجة التخدير والإدمان وتمنعنا من رؤية الواقع كما هو لكي نستطيع أن نغيره.
اقتراحي بسيط: لنبدأ بتسمية الأشياء بأسمائها. يكفينا انتصارات، تعالوا نعد هزائمنا، فالهزيمة والاعتراف بها ودراسة أسبابها هي في نهاية المطاف أم الانتصارات.