Wednesday, December 22, 2010

رسالة مفتوحة إلى "جيراننا" في عتصمون

رسالة مفتوحة إلى "جيراننا" في عتصمون
علي زبيدات - سخنين

أولا وقبل كل شيْ، أرجو المعذرة لأني لم أستهل رسالتي هذه بالتحية والسلام كما هو مألوف. يبدو أن دوركم قد جاء لكي تدلوا بدلوكم في موضوع العنصرية التي دنست كل بقعة نقية في هذه البلاد، ولكي تشيدوا مدماكا جديدا في صرح العنصرية الذي أصبح يناطح السحاب. فبعد القوانين العنصرية التي اجتاحت الكنيست مؤخرا، من قانون الجنسية وحتى قانون الولاء للدولة اليهودية الديمقراطية، مرورا بباقي القوانين ومشاريع القوانين العنصرية، وبعد الفتوى سيئة الصيت التي بادر إليها 50 حاخاما، جاء دوركم يا جيراننا في مستوطنة عتصمون لكي تنضموا إلى زملائكم وشركائكم في مستوطنات مانوف ويوفيليم ومتسبي أفيف، لكي تستبقوا الأحداث وتعالجوا كوابيسكم ومخاوفكم الوهمية بمنع العرب من السكنى بينكم. فقد تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرا مفاده أن اللجنة المحلية قد تبنت نظما جديدة لقبول سكان جدد في المستوطنة تشترط "الحفاظ على الطابع اليهودي الصهيوني" للمستوطنة. لا أدري إذا كنتم بحاجة لمن يذكركم بأنكم نهبتم الأرض التي تسكنون عليها من أهالي ميعار المهجرين في القرى المحيطة بكم، في سخنين وشعب وكابول وغيرها. وأظنكم تشاهدون كل صباح من شبابيك بيوتكم قبور أهالي ميعار والتي لم تستطع الأحراش التي غرسها "الصندوق القومي اليهودي" من حولكم إخفائها تماما الأمر الذي كما يبدوا يسبب لكم الأرق والهلع.
أريد أن أذكركم، أنتم وباقي المستوطنين في المجلس الإقليمي مسغاف، إنكم قد نهبتم معظم أراضينا وتمارسون سياسة عنصرية لخنق القرى العربية في المنطقة تسمونها سياسة تهويد الجليل. ولكن لا تقلقوا، بل تستطيعون أن تطمئنوا تماما، بأننا لن نترك مدننا وقرانا ونأتي لنسكن بينكم. فالمشاعر بيننا متبادلة. حتى وإن حاول بعض الأفراد ذلك من خلال اللجوء إلى محاكمكم "العادلة" فهؤلاء شواذ وليسوا القاعدة. ولكن ينبغي ألا تنسوا القاعدة أبدا وهي أننا منحناكم الأرض التي تقيمون عليها، وبنينا لكم بيوتكم، قصرنا جدرانها وطليناها بالدهان، بلطنا مصاطبها، زرعنا لكم الجنائن وما زلنا نقلم لكم الأشجار ونروي العشب ونقصه عندما يطول. وعندما تتعطل سياراتكم تسرعون إلى كراجاتنا فنصلحها لكم بتكلفة زهيدة بالمقارنة بكراجاتكم. وعندما تجوعون تأتون إلى مطاعمنا وتتناولون أشهى المأكولات بأرخص الأسعار، أو تأتون للتبضع في أسواقنا الشعبية الرخيصة هربا من الغلاء في مراكزكم التجارية. وغير ذلك الكثير. وعندما تعودون في المساء إلى بيوتكم تظنون إنكم مجبولون من طينة غير طينتنا، تتكبرون علينا وتقرفون منا. ترددون على مسامعنا من غير خجل بأنكم سوف تحافظون على:" القيم الصهيونية" وعلى الدولة كدولة يهودية ديمقراطية. لا أدري ماذا تعنون بالقيم الصهيونية. بالنسبة لنا، نحن سكان هذا البلد الأصليون، فإن هذه القيم لا تعني سوى النهب والتمييز والظلم والعنصرية.
وبكل وقاحة تتكلمون في النظام الجديد الذي تبنته لجنتكم عن التسامح وعن كرامة الإنسان. أي تسامح هذا وأنتم تفرضون حصارا على قرانا العربية أشبه بالحصار الذي تفرضه دولتكم على قطاع غزة؟ وأية كرامة إنسان هذه وانتم تنكرون إنسانيتنا أصلا؟
لقد استغليتم طيبة قلبنا التي وصلت إلى حد الغباء حتى النهاية، فتراثنا العربي يقول: الجار قبل الدار. وقد راقكم قول نبينا العربي الساذج عندما قال:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه". ولكن ماذا يعني الجار عندما يقوم بهدم الدار؟ أو عندما يقتل جاره ثم يرثه؟
أنا شخصيا تحررت من هذا التراث. بالنسبة لي أنتم لستم أكثر من مغتصبين لا تمتون للجيرة بأية صلة. بالنسبة لي تستطيع جميع المستوطنات في المجلس الإقليمي مسغاف أن تحذو حذوكم. أوليس ما تقومون به هو ما يبرر وجودكم على هذه الأرض؟ لم تعد كذبة التعايش المشترك تنطلي علي. أما حسن الجوار فهو مصطلح لا أفهمه. لا المدرسة ثنائية اللغة ولا المشاريع الحكومية التي تستقطب بعض المنتفعين تستطيع أن تغير هذا الواقع.
العنصريون على كافة أشكالهم سوف يحملون عنصريتهم ويرحلوا.

1 comment:

د. المطالع بن الكتاب said...
This comment has been removed by a blog administrator.