Wednesday, December 23, 2015

تراجيديا المقاومة والموت



تراجيديا المقاومة والموت
علي زبيدات – سخنين

الحدث الذي طغى على الساحة العربية، الفلسطينية خاصة، في الاسبوع الاخير هو قيام طائرات الحرب الاسرائيلية باغتيال سمير القنطار في احدى ضواحي دمشق. قلت الفلسطينية خاصة، لان سمير القنطار هو فلسطيني قبل أن يكون لبنانيا شاء من شاء وأبى من أبى، وهو مقاوم فلسطيني قبل أن يصبح عضوا في حزب الله وقبل أن يقاتل في سوريا دفاعا عن النظام. وذلك ليس فقط لانه امضى اكثر من نصف عمره في غياهب السجون الاسرائيلية بل أبضا بسبب عشقه لفلسطين البلد والشعب والقضية، كما كان يصرح دائما. تراجيديا القنطار الشخصية ان أمنيته كانت أن يستشهد على ارض فلسطين ولكنه بدل ذلك استشهد على ارض سوريا. ولكن هناك تراجيديا اعم واشمل من هذه التراجيديا الشخصية انها تراجيديا المقاومة الفلسطينية والمقاومة العربية بشكل عام. على الصعيد الشخصي اليد القاتلة واحدة ان كانت على ارض فلسطين أو على ارض سوريا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف وصلنا إلى درجة أن يموت المقاوم العربي في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا بأيدي عربية أو بأيدي اجنبية بمباركة عربية ويهرب من فلسطين وكأنه يهرب من الطاعون؟ أين اختفى عصر الدوريات العربية، الذي كان القنطار احد فرسانه، عندما كان الفدائيون يقتحمون حدود فلسطين طالبين الشهادة؟
لن اتكلم هنا عن سمير القنطار الفدائي ولا عن معرفتي به عن بعد داخل السجون الاسرائيلية فهو ليس بحاجة إلى شهادة لا مني ولا من غيري. وفي الوقت نقسه لن اتكلم عن خياراته اللاحقة بالانضمام إلى حزب الله والقتال إلى جانب النظام السوري. فقد كتب في الاسبوع الاخير الكثير عن هذا وعن ذاك ولا يوجد لدي ما اضيفه في هذا الموضوع . ولن انجر إلى هذا الاستقطاب البغيض الذي لا يعرف سوى كيل الشتائم والمسبات ويستبعد كل تفكير عقلاني بهذه الحالة التي افقدتنا البوصلة ورمتنا في دوامة زعزعت كياننا وجرتنا إلى الهاوية. وبالمقابل لن اجامل أحد ولن اساوم على الموقف الحاسم من الكيان الصهيوني المغتصب ومن القوى الامبريالية القديمة والجديدة ومن الرجعية العربية وارهاب التنظيمات والانظمة.
لو بذل العرب، رجعيون وتقدميون، ارهابيون ومقاومون، وجميعهم يقسمون أغلـظ الايمان بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى، لو بذلوا في مقاومة إسرائيل ١٪ فقط مما بذلوه في تدمير سوريا لكان مصير اسرائيل اليوم على كف عفريت. ولو بذل النظام السوري خلال نصف قرن من حكمه ١٪ فقط مما بذله في هذه الحرب القذرة لتحررت الجولان منذ زمن بعيد. نعم، بهذا المعنى ومن هذا المنطلق اضع الجميع في سلة واحدة.
حقارة الشاعر اللبناني سعيد عقل وحقده على الفلسطينيين الى درجة ترحيبه بالجيش الاسرائيلي الذي احتل بيروت تتقزم امام حقارة وحقد الطائفيين الذين عبروا عن شكرهم للطائرات الاسرائيلية التي اغتالت القنطار. وكأن الطائرات الاسرائيلية قامت بجريمتها هذه دفاعا عن الشعب السوري.
دولة إسرائيل، بالاضافة لما تمثله من كبان كولونيالي مغتصب، فهي توقع على اتفاقيات لا تحترمها ولا تلتزم بها، ليس على الصعيد السياسي كما في اتفاقيات اوسلو التفريطية فحسب بل وفي تعهداتها التي ترغم على توقيعها مثل تبادل الاسرى. فهي لا تغفر للمقاومين ابدا وتتحين الفرص للانتقام منهم. حيث اعادت معظم المحررين في صفقة شاليط الى السجون واغتالت بعضهم. اغتيال الفنطار نابع اولا وقبل كل شيء من هذا الحقد وغريزة الانتفام. اسرائيل هي الدولة الوحيدة المستفيدة مما يجري من قتل ودمار في منطقتنا. وهي مستعدة للعمل على تدمير مصر والاردن والسعودية ودول الخليج وكافة الدول العربية التي تطلب الان مودتها اذا ما اقتضت مصلحتها ذلك تماما كما تعمل اليوم على تدمير سوريا وكما عملت في الماضي القريب على تدمير العراق. على هذه الدول ان تأخذ العبرة من العملاء الذين تجندهم اسرائيل لخدمتها على الساحة الفلسطينية وتلقي بهم بعد عصرهم وانتهاء صلاحيتهم إلى المزابل. وسيكون مصيرهم، في أحسن الاحوال، كمصيرها إلى زوال.
تستطيع السعودية وباقي دويلات الخليج، بواسطة اموال النفط وتغول اجهزتها الامنية والحماية الاجنبية، أن تؤجل سقوطها ولكن يخطئ من يظن ان هذه ستشكل ضمانا دائما. تظن هذه الدول من خلال دعمها للحركات التكفيرية والطائفية على شتى اشكالها في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول، بالاضافة إلي ارتمائها في احضان امريكا واسرائيل، أن تؤمن على حياتها ومستقبلها. ولكن الطوفان سوف يجرفها عاجلا ام آجلا إى مزبلة التاريخ.
الانظمة العربية الجمهورية التي اعتدنا أن نطلق عليها انظمة قومية وتقدمية لم تقدم هي الاخرى نموذجا افضل لشعوبها وها هي تنهار الواحد تلو الآخر والسبب الرئيسي في ذلك ليس الحركات الارهابية المتكالبة عليها وليست مؤامرة كونية تتعرض اليها، بل بسبب سنوات طويلة من الحكم الفاسد والقمعي الذي صادر ابسط حقوق الحياة الكريمة للمواطن.
الاستقطاب والاصطفاف في قطبين متصارعين هو تبسيط لطبيعة الصراع وهذا التبسيط قد اوقع العديد من حركات المقاومة الشريفة في مطبات وورطات تتناقض مع اهدافها. ايران ليست افضل من تركيا أو من السعودية لا من حيث نظامها السياسي والاجتماعي ولا من حيث اطماعها . الصراع الروسي الامريكي هو صراع امبريالي لا يمكن ان يصب في مصلحة الشعوب.
الشعوب العربية هي الوحيدة المغيبة في هذه التحالفات والائتلافات وهي الوحيدة التي تدفع الثمن.
الدرس الذي ينبغي علينا جميعا ان نستخلصه من عمليةاغتيال سمير القنطار هو اعادة توجيه البوصلة العربية إلى فلسطين.

1 comment:

karera said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .