Thursday, December 17, 2015

ذكرى الانطلاقات وسنوات الضياع

 
ذكرى الانطلاقات وسنوات الضياع
علي زبيدات – سخنين

تشهد نهاية كل سنة وبداية كل سنة جديدة ذكرى انطلاقة ثلاثة تنظيمات فلسطينية مركزية. وهي حسب الترتيب الزمني لذكرى انطلاقتها (وليس حسب الانطلاقة نفسها): الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حركة حماس وحركة فتح. كما تشهد نهاية كل سنة ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الاولى. مما لا شك فيه تستحق كل مناسبة من هذه المناسبات منفردة مقالة خاصة بل عدة مقالات. كتابة مقالة واحدة تشمل جميع هذه المناسبات ليس فقط انها لن تفي الموضوع حقه بل سيكون من المستحيل تفادي التبسيط والسطحية. لذلك لست هنا بأي حال من الاحوال بصدد تقييم أو حتى ما يشبه التقييم لأي من هذه التنظيمات. انها مجرد خواطر بطبيعة الحال نقدية جاءت من وحي ما قرأته وشاهدته في ذكرى الانطلاقة التي نظمتها هذه الفصائل نفسها. (الجبهة الشعبية وحماس، اما فتح فسوف تحتفل في انطلاقتها في اليوم الاول من العام الجديد ولا اظن انها ستحمل طياتها اي تجديد)
حسب رأيي بدت هذه التنظيمات وكأنها قد تعبت من احياء ذكرى انطلاقتها كل سنة تماما كالشخص الذي يمل من الاحتفال بعيد ميلاده. فنراها كل سنة تقلص من مراسيم هذه الذكرى وتكتفي باصدار بيان عادة ما يمجد نضالات الماضي وبعض الاجتماعات المتواضعة هنا وهناك تقتصر غالبا على بعض النخبة القيادية دائرة ضيقة من الاعضاء الملتزمين. نظرة عابرة على مراسيم الذكرى في السنوات الاخيرة كافية للتأكد من هذا الانحسار.
انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سنة النكسة، كرد على النكسة من أجل محو آثارها. من أجل ذلك كانت انطلاقتها محاولة لتيغير شكلها التنظيمي وجوهرها الايدولوجي، من حركة قومية عربية إلى حزب ماركسي- لينيني. هل نجحت في هذه المهمة؟ أظن، بعد مرور ٤٨ عاما على المؤتمر التأسيسي الاول (الانطلاقة)، لا حاجة لجواب على هذا السؤال. وأظن أن القيادة تتساءل قبل الاعضاء: أين أخطأنا؟ أين فشلنا؟
ولدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من صلب حركة القوميين العرب. ومن سخرية الاقدار التي لا ترحم أن هذه الحركة ولدت بدورها في عام النكبة كرد فعل على النكبة ومن اجل محو آثارها. كان الرأي السائد في ذلك الوقت أن محو آثار النكبة (تحرير فلسطين) لا يمكن ان يتم الا من خلال نضال قومي عربي موحد. لم تكن حركة القوميين العرب وحيدة في هذا المضمار. في الوقت نفسه تقريبا تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تبنى المنطلقات نفسها، وبعد ذلك بسنوات قليلة اكتسحت الناصرية الساحة العربية وبدا ان الحركات القومية العربية قريبة من تحقيق حلمها خصوصا على ضوء الوحدة المصرية – السورية في اطار الجمهورية العربية المتحدة. في هذه الفترة عاشت حركة القوميين العرب اجمل سنوات حياتها القصيرة،حتى أن صدمة الانفصال لم تؤثر عليها كثيرا نظرا لسيطرة القوميين على الحكم في العراق واستيلاء البعث على السلطة في سوريا، وعاد حلم الوحدة بزخم اكبر مرة اخرى ليضم مصر وسوريا والعراق. ولكن سرعان ما تهشم هذا الحلم تحت اقدام الاحزاب والحركات القومية المتنازعة في هذه البلدان الثلاث. وجاءت النكسة لتدق المسمار الاخير في نعش الوحدة. وهنا تفرقت حركة القوميين العرب الى عناصرها المكونة حسب انتماءت اعضائها القطرية، الفرع الفلسطيني اصبح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لقد واجهت انطلاقة الجبهة الشعبية عوائق ذاتية وموضوعية عديدة وشديدة التعقيد. فقد توصل بعض القادة المؤسسين إلى قناعة عميقة بأن البرجوازية العربية التي تتبنى الايديولوجية القومية عاجزة عن قيادة اي نضال تحرري وانه لا بد من تبني الماركسية – اللينينية بصفتها ايديولوجية الطبقة العاملة. ولكن هذا التحول بدا مستحيلا: قسم كبير من القيادة ومن الجماهير رفض مثل هذا التحول، وقسم آخر نادى بالتحول السريع حتى ولو كان الثمن انقسام الصفوف. ومن ثم كيف يمكن تبنى الماركسية التي تتبناها الاحزاب الشيوعية العربية التي اعترفت بقرار تقسيم قلسطين ووقفت ضد الوحدة العربية؟هذا ناهيك عن النزاع السوفياتي – الصيني حول مفهوم الماركسية – اللينينية. حسب رأيي هذا التخبط الايدولوجي مستمر حتى هذا اليوم وكان السبب الرئيسي للوضع البائس الذي وصلت اليه الجبهة الشعبية.
التخبط الايديولوجي جر وراءه تخبط تنظيمي وسياسي. على الصعيد التنظيمي حصلت هناك انشقاقات اهمها انشقاق الجبهة الديمقراطية. على الصعيد السياسي تبنت الجبهة الشعبية سياسة المراحل اسوة بباقي الفصائل الفلسطينية. وشددت في ادبياتها على ثلاثة مراحل: ١) اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، مما برر تحالفها الاستراتيجي مع حركة فتح (البرجوازية الفلسطينية) بل والتسليم بقيادتها لهذه المرحلة. ٢) تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني واقامة دولة فلسطين الديمقراطية. ٣) اقامة المجتمع الاشتراكي. النتيجة انطلاقة جبارة وسنوات طويلة من الضياع.
حركة حماس التي احتفلت بانطلاقتها بعد ايام قليلة من احتفالات الجبهة الشعبية هي اصغر التنظيمات الفلسطينية سنا ولكن اكبرها قوة وتأثيرا. جاءت انطلاقتها في مرحلة مد ثوري وهي الانتقاضة الفلسطينية الاولى. هذه الانتفاضة جاءت بدورها في مرحلة تراجع منظمة التحرير الفلسطينية التي تشمل الفصيلين المركزيين: قتح والجبهة الشعبية. فجاءت حماس لتملأ الفراغ على اعتبار انه فصيل جديد مقاوم بعيد عن القساد والمساومة وملتحم بالجماهير. واصبح خلال فترة وجيزة التنظيم الرئيسي على الساحة الفلسطينية مما دفع قيادة منظمة التحرير للاسراع في انهاء الانتفاضة وعقد اتفاقيات اوسلو مع اسرائيل. فشل هذه الاتفاقيات انقذ حركة حماس ليس لانها قاومتها أو رفضتها مبدئيا بل لانها لم تكن في اعين الجماهير طرفا فيها مع انها ااستفادت منها كثيرا. في عام ٢٠٠٦ حققت حماس نجاحا كبيرا في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية. مما افزع الحزب الحاكم في السلطة ممثلا بحركة فتح ودفعه للتحالف مع دولة الاحتلال لاقصاء حماس. ومن هنا بدأت حكاية الانشقاق الفلسطيني وسيطرة حماس على قطاع غزة المعروفة. ولكن سرعان ما وقعت حماس هي الاخرى في فخ السلطة وتخبطت بين المقاومة والمساومة في ظل ايديولوجية الاخوان المسلمين الانعزالية والرجعية على الصعيد الاجتماعي. وهي في هذه المرحلة تعيش في اوج تخبطها، فمن جهة واجهت وصمدت امام ثلاثة حروب شنتها اسرائيل في اقل من ست سنوات بالاضافة إلى الحصار الاسرائيلي المحكم الذي انضمت اليه مصر وسلطة اوسلو. ولكنها من جهة اخرى انتهت هي الاخرى إلى هدنة مع دولة الاحتلال لاجل غير مسمى. انعكس هذا التخبط على مراسيم الذكرى الاخيرة لانطلاقتها التي اقتصرت على الخطابات والبيانات وبعض النشاطات المتواضعة في ظل انسداد افاق المقاومة الفعلية. مرة اخرى انطلاقة جبارة تلتها سنوات من الضياع.
في اليوم الاول من الشهر الاول من كل سنة تحتفل حركة فتح بانطلاقتها. يكفي أن اذكر هنا انه في سنواتها الاولى لم نسمع اصلا عن شيء اسمه انطلاقة فتح بل كنا نسمع عن انطلاقة الثورة الفلسطينية. من منطلق أن الثورة الفلسطينية هي فتح وأن فتح هي الثورة الفلسطينية. وهذا عكس في وقته الكثير من الحقيقة. اما اليوم فلم يتبق من هذه الثورة سوى الجملة التي يختتم بها رئيس حركة فتح الذي هو رئيس السلطة والذي هو رئيس منظمة التحرير خطابه قائلا: وانها لثورة حتى النصر، قبل أن يعود للتنسيق الامني مع دولة الاحتلال.
تبدو الصورة مأساوية. وهي حقا كذلك. لا يعرف التاريخ حروبا تحررية كوميدية. سنوات الضياع سوف تنتهي وانطلاقات جديدة سوف تتفجر.

1 comment:

karera said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .