Wednesday, June 02, 2010

صمود المقاومة هو الطريق الوحيد لكسر الحصار

صمود المقاومة هو الطريق الوحيد لكسر الحصار
علي زبيدات – سخنين

سوف أتناول موضوع الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة من زاوية أخرى تكاد أن في خضم تطور الأحداث الأخيرة، أن تهمش وتوضع جانبا، من زاوية صمود المقاومة الشعبية واستمراريتها بالرغم من الأوضاع القاسية التي فرضها الحصار وبالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمتها جماهير شعبنا في غزة. طبعا مع عدم التقليل من أهمية قافلة الحرية الأخيرة والقوافل التي سبقتها والتي سوف تليها. لولا صمود أهلنا في غزة واستمرارية مقاومتهم والتضحيات الغالية بالأرواح التي قدموها لما تحرك أصحاب الضمائر الحية من شتى أنحاء العالم وقطعوا البحار والقارات ليتجهوا إلى قطاع غزة المنكوب.
هدف إسرائيل من فرض الحصار على غزة معلن وواضح وهو تركيع المقاومة وجذبها إلى دوامة المفاوضات العبثية ومن ثم فرض الحل الإسرائيلي - الأمريكي على شعبنا الفلسطيني بما يشمله من التخلي عن الثوابت الوطنية والقبول بدولة مسخ واستقلال مزيف مقابل التنازل عن حق العودة وتقرير المصير. من اجل فرض السلام الإسرائيلي – الأمريكي اقترفت إسرائيل جرائم حرب وجرائم عديدة ضد الإنسانية. كان الاعتداء الأخير ضد قافلة الحرية إحدى هذه الجرائم ولكن في جميع الأحوال بجب ألا ننسى جريمة الجرائم التي اقترفتها إسرائيل قبل عام ونصف عندما شنت حرب إبادة على قطاع غزة أسفرت عن سقوط 1450 شهيدا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى، وعن دمار هائل. ويجب ألا ننسى تحضيرها لشن حرب إبادة أعتى وأقسى من سابقتها.
ينضم شهداء قافلة الحرية إلى شهداء فلسطين مهما كانت جنسياتهم ودماء الجرحى تمتزج مع الدماء الفلسطينية النازفة.
لكني أعود وأركز أن الأبطال الحقيقيين هم أطفال غزة الذين تصدوا بصدورهم العارية للصواريخ الإسرائيلية المنطلقة من مروحيات الآباتشي والأف 16 أمريكية الصنع، هم رجال غزة الذين دفنوا في أعماق الأرض سعيا وراء لقمة العيش، هم المرضى القابضين على أوجاعهم وجراحهم بسبب انعدام الأدوية، هم الأمهات اللاتي تشاهدن أطفالهن يتضورون جوعا.
هذا الصمود الأسطوري هو الذي أفقد حكومة إسرائيل صوابها وهو الذي دفعها إلى التصرف كالثور الهائج.
مع كل الاحترام والتقدير لجميع قوافل الإغاثة ولجميع محاولات رفع الحصار إلا إن الحقيقة التي لا يطولها الشك هي أن استمرارية المقاومة وصمودها هو الضمان الوحيد لكسر هذا الحصار.
الدعاية الإسرائيلية التي روجت لها وسائل إعلامها وكررتها جوقة وسائل الإعلام العالمية المعروفة بانحيازها لإسرائيل لم تعد تنطلي على أحد. من يصدق أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار دفاعا عن النفس بعد أن تمت مهاجمتهم من قبل المتضامنين العزل؟ من يصدق شهادة الجندي الإسرائيلي الذي قال: لم نأت مع سلاح ما عدا مسدس كملاذ أخير؟ بينما شاهد العالم أجمع صور الجنود المدججين بالسلاح من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم؟ من يصدق أن الجنود استخدموا مسدساتهم كوسيلة أخيرة للدفاع عن النفس وأطلقوا النيران باتجاه الأرجل؟ من يقرأ الرواية الإسرائيلية يظن أن أفراد القافلة هم الذين شنوا الهجوم على قوات البحرية الإسرائيلية. يبدوا واضحا أن المسئولين الإسرائيليين الإعلاميين بحاجة إلى دورات استكمالية في فن الكذب.
لا أريد هنا أن أكرر الاتهامات حول العجز العربي في كسر الحصار. الكلام هنا لا يدور أصلا عن عجز بل عن تواطؤ وفي كثير من الأحيان عن مشاركة فعلية في فرض الحصار. لست من الناس الذين يقفزون فرحا لسماع الأخبار عن فتح معبر رفح لأجل غير مسمى. سوف نرى قريبا كم كان هذا الأجل قصيرا. والسؤال الأهم ماذا يسمح وماذا يمنع دخوله؟ الفرحة ستكون حقيقية عندما نرى الجرافات المصرية تهدم المعبر والجدار والسياج وتزيلها عن بكرة أبيها. وهذا حسب رأيي المتواضع لن يتم إلا بعد أن تتخلص مصر من أحضان أمريكا وإسرائيل وعودتها إلى أحضان أمتها العربية.
ولست ممن يطيرون فرحا لسماع عبارات الإدانة والاستنكار من سلطة رام الله. فهذه مجرد كلمات لا تغني من جوع ولا تؤمن من خوف تذكرنا بإدانة واستنكار حرب الإبادة على غزة بينما في الواقع كان لها دورا فعالا في شنها. كيف يمكن أن تكون هذه الكلمات صادقة في ظل التنسيق الأمني واستمرار المفاوضات العبثية؟ كل ما يهم سلطة رام الله هو استغلال هذه الجرائم لتكرار الحديث الممجوج حول استعادة "الوحدة الوطنية" التي تضمن السير قدما في الحلول التصفوية الإسرائيلية – الأمريكية.
وأخيرا، لست ممن يشقون ثيابهم فرحا للمواقف التركية الأخيرة ، هذا بالرغم من تقديري للتحولات الايجابية في السياسة التركية. ما زال على تركيا أن تقطع مسافات طويلة حتى تبتعد عن المعسكر الامبريالي وأول خطوة عليها أن تترك حلف الناتو وتقطع علاقتها الدبلوماسية والعسكرية مع إسرائيل.
المقاومة في غزة، التي هي جزء من المقاومة العربية ومن المقاومة العالمية في وجه نظام العولمة الامبريالي يجب أن تصمد وتستمر وتلتحم مع جميع أحرار العالم حتى النصر والتحرير.

1 comment:

Anonymous said...

100%