Wednesday, June 09, 2010

عين على غزة وعين على جنوب أفريقيا

عين على غزة وعين على جنوب أفريقيا

علي زبيدات – سخنين

طبعا لن أجرؤ على الدعوة لمقاطعة مباريات كأس العالم (المونديال) التي تنطلق هذا الأسبوع في جنوب أفريقيا، هذا مع أنها تستحق المقاطعة. لو فعلت ذلك لما أصغي إلي أحد وبالمقابل سيقوم الآلاف إذا لم يكن الملايين ويتهمونني بالجنون وربما رجمت بالحجارة أيضا. هذا بالإضافة إلى أنني لن أجد أحدا آخرا يقاطع معي حتى أنا نفسي لأني أنا الآخر في نهاية المطاف من عشاق كرة القدم. لكن كل ما أطلبه، عندما يدخل العالم في إكستازا المونديال، ألا ننسى غزة وألا ننسى القضية الفلسطينية برمتها. سوف تستغل إسرائيل التهاء العالم بمشاهدة المباريات لكي تشدد حصارها على غزة ولكي ترفع من وتيرة تهويد القدس وتعمل على توسيع المستوطنات. أشد ما أخشاه في هذه الفترة أن تخمد أصوات الاحتجاج مهما تمادت السياسة الإسرائيلية ولن يكون هناك من يخرج للمظاهرات.

منذ زمن طويل، فقدت الأحداث الرياضية الكبرى، خصوصا المونديال والألعاب الأولمبية، الكثير من روحها الرياضية فشعار المنافسة الشريفة والتقارب والأخوة بين الشعوب زالت من الوجود أو تكاد. بالنسبة للمنظمين هي مصدر لجني الأرباح حيث بلغت قيمة سوق كرة القدم في أوروبا وحدها على سبيل المثال، بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها، 15.7 مليار يورو. وهي بالنسبة للسياسيين أرض خصبة لتمرير سياستهم الشوفينية والرجعية. هل من باب الصدفة أن يكون حوالي نصف الفرق المشاركة أوروبية مع أن هذه الدول تشكل أقل من 15% من العالم؟ عدد سكان أوروبا يعادل عدد سكان أفريقيا ولكن في المونديال يخصص لأوروبا ضعف ما يخصص لأفريقيا فهل بهذه الطريقة يمكن الكلام عن الأخوة بين الشعوب؟ أم أن هذه وصفة لفرض الهيمنة التي هي امتداد للهيمنة الامبريالية.

لم يعد بالإمكان فصل الرياضة عن السياسة ولا يمكن أصلا الفصل بينهما. ولكن عندما تكون السياسة فاسدة تفسد الرياضة أيضا. خير دليل على ذلك ما حدث بين مصر والجزائر مؤخرا. كادت الفتنة التي سببتها السياسة الفاسدة أن تعصف بالعلاقة بين الشعبين الشقيقين وتشعل نار الحقد والكراهية بينهما. تشجيع فريق شيء والتعصب والشوفينية شيء آخر. ما نراه في معظم حالات التشجيع هو تعصب أعمى وشوفينية مقيتة. ليس من السيئ تشجيع الفريق الذي نشعر بالقرب منه لأسباب قومية أو أيديولوجية أو أية أسباب أخرى ولكن من السيئ أن يتحول هذا التشجيع إلى حافز للكراهية والتنافر.

نحن كفلسطينيين لا نملك أوراقا كثيرة في هذه الألعاب. سوف يكتفي معظمنا بدور المشاهد والتشجيع من بعيد. لكننا نستطيع أن نستغل هذا المنبر الهام جدا لفضح السياسة الإسرائيلية والأمريكية والغربية بشكل عام. هنا لا يسعني إلا أن أعبر عن خيبة أملي من سياسة حكومة جنوب أفريقيا بكل ما يتعلق بموقفها اتجاه القضية الفلسطينية. من المعروف أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي رفضت مقاطعة نظام الابرتهايد البائد في جنوب أفريقيا وحافظت على علاقات علنية وثيقة معه. كما مدته بالأسلحة والخبرة العسكرية ومن ضمنها التعاون النووي الذي كشف عنه مؤخرا. لم تأت هذه العلاقات الوثيقة من باب الصدفة بل لأن جوهر النظامين واحد يقوم على الفصل العنصري. كنا نتوقع من النظام الجديد في جنوب أفريقيا أن يقاطع نظام الابرتهايد الأخير الموجود في عالمنا. لكنه لم يفعل ذلك بل على العكس أقام معه علاقات طبيعية واكتفى هنا وهناك بإدانة لفظية لبعض ممارساته.

كان الشعب الفلسطيني بمعظم حركاته الوطنية من أشد المؤيدين لنضال شعب جنوب أفريقيا العادل ضد نظام الابرتهايد وكان نلسون مانديلا لسنوات طويلة المثل الأعلى للحركة الأسيرة الفلسطينية. اليوم يوجد لدينا العشرات من الأسرى الذين تفوقوا على مانديلا من حيث المكوث في الأسر بعد أن تجاوزوا الثلاثين عاما في السجون الإسرائيلية. كنا نتوقع من نيلسون مانديلا شخصيا ومن القيادة الحالية في جنوب أفريقيا أن تبدي دعما أكثر للقضية الفلسطينية وأن تقطع علاقاتها بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

أخيرا، جرت العادة أن يختار كل واحد منا فريقه المفضل أو فرقه المفضلة ويعبر عن ذلك برفع أعلام الدول التي تنتمي لها هذه الفرق. هذه الظاهرة تكتسح المدن والقرى العربية. وقد اخترت شخصيا ثلاثة فرق لتشجيعها ولا أطمح أن يشاركني بهذا الاختيار الكثيرين:

الفريق الأول، هو فريق كوريا الشمالية وذلك لموقفها الصارم الرافض للهيمنة الأمريكية ولتحديها هذه الهيمنة في الوقت الذي تنبطح دولنا العربية أمام هذه الهيمنة. الفريق الثاني، ولكن بمسافة أبعد هو الفريق الجزائري وذلك احتراما وتقديرا لشعب المليون شهيد ولما تبقى في صدور الجماهير الجزائرية إخلاصا لقيم ومبادئ الثورة التي تخلى عنها النظام، طامحا أن يقوم أحد لاعبي هذا الفريق بنصرة غزة على طريقة أبو تريكة الخالدة والمؤثرة. الفريق الثالث، إذا كان لا بد من اختيار أحد الفرق الكبيرة فأنا أختار فريق الأرجنتين وذلك من أجل الأسطورة مرادونا الذي يتعرض لهجوم عنيف من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، وبسبب مواقفه المؤيدة للشعب الفلسطيني ولشعوب أمريكا اللاتينية المناضلة ضد الهيمنة الأمريكية وعلاقته المميزة بالأنظمة التقدمية في فنزويلا وكوبا وبسبب تصريحه الأخير بأنه يريد أن تذكر الأرجنتين بصفتها وطن الثائر الاممي الفذ تشي جيفارا.

1 comment:

dkaken said...

إجت الحزينة تتأهل .... المنحوس منحوس ...... غول في المبارة و لا عشر هجمات مرتدة

http://www.kuna.net.kw/NewsAgencyPublicSite/ArticleDetails.aspx?id=2094269&Language=ar

:(