Wednesday, March 19, 2008

يجب هدم بيت ايهود اولمرت وأيهود براك أولا



بعد زيارتها للمدرسة الدينية " مركاز هراب" التي تعرضت مؤخرا لعملية فدائية، طالبت داليا أيتسك رئيسة الكنيست والقائمة باعمال رئيس الدولة بهدم بيت عائلة منفذ العملية. عادة، وفي مثل هذه الحالات تقوم قوات الامن الاسرائيلية فورا بدون مطالبة أحد وبدون اللجوء الى اية محكمة بهدم بيت عائلة منفذي مثل هذه العمليات من أجل الإنتقام أولا ومن ثم كعقاب جماعي وكوسيلة للردع. ولكن في هذه الحالة وبسبب وجود هذا البيت في جبل المكبر في القدس والتي تعتبرها اسرائيل عاصمتها الابدية فإن الامر يختلف قليلا.
حتى لو لم يتم هدم البيت فعليا الا انه لا يضر إستعمال هذا التهديد للتحريض وبث سموم العنصرية من جهة وكورقة يستعملها المسؤولون المعدودون على المركز واليسار الصهيوني لتحسين صفحتهم عند التيار اليميني الاستيطاني المتطرف والتي تشكل مدرسة "مركاز هراب" أبرز رموزه.
قبل هذه العملية بعدة أيام قامت دولة اسرائيل بقتل أكثر من 125 "مخرب" أكثر من ثلثهم من الاطفال والنساء بعضهم لا يتعدى عمره عدة شهور لم تجف دمائهم بعد، وهدمت العديد من البيوت على رؤوس ساكنيها. فإذا كان بيت عائلة منفذ عملية القدس يستحق الهدم، بالرغم من إن جميع أفراد العائلة لا يعرفون ولم يشاركوا من قريب او بعيد بعملية ابنهم، فلماذا لا نطالب بهدم بيوت أولئك الذين إقترفوا مجازر غزة؟، ولا اقول بيوت عائلاتهم.
لنبدأ ببيوت الاربعة الاوائل المسؤولين مباشرة عن سفك الدماء في غزة.
أولا، بيت رئيس الحكومة، ايهود اولمرت المسؤول الاول عن مجازر غزة. لماذا لا نطالب بهدم بيته الذي دفع ثمنه من أموال دافع الضرائب ومن خلال الرشوات والفساد؟ ثانيا، بيت وزير الحرب أيهود براك. ولا ادري كم بيت يملك ولكن لكثرة الجرائم التي صنعتها يداه فجميعها تستحق الهدم. ثالثا، بيت رئيس اركان الجيش، غابي اشكنازي في كفر سابا. رابعا، بيت يوآب جلانط قائد المنطقة الجنوبية الذي ضم الى بيته مساحات واسعة من الارض العامة بدون مشاكل تذكر ما عدا شكاوي بعض الجيران وذلك بسبب مركزه وقربه من شارون.
أصلا، في دولة طبيعية، دولة ديموقراطية حقا، يجب هدم مدرسة "مركاز هراب" نفسها. هذه المدرسة التي لا تعلم سوى الكراهية ولا تربي سوى على العنصرية منذ تأسيسها عام 1924 على يد الراب العنصري كوك وحتى يومنا هذا. وقد خرجت أجيالا من المستوطنين الذين اقترفوا وما زالوا الجرائم التي لا تعد ولا تحصى في حق الشعب الفلسطيني. حركة غوش امونيم التي عاثت بالضفة الغربية فسادا وأرهبت المواطنين الآمنين والمسؤولة الاولى عن زرع الضفة بالمستوطنات الفاشية تعتبر تجسيدا للإيديولوجية السائدة في هذه المدرسة. يكفي أن نذكر هنا بعض غلاة الفاشيين من خريجي هذه المدرسة: الوزير وعضو الكنيست رافي ايتام، بنيامين ألون رئيس حزب مولدت الفاشي، موشه ليفنغر وحايم دروكمان ومثلهم كثيرون.
عنصرية هذه المدرسة لم تكن موجهة حصريا ضد الفلسطينيين والعرب. بل لم يسلم من شرها حتى أوساط واسعة من الحركة الصهيونية نفسها التي دمغت بالاعتدال. الاجواء التي أدت الى مقتل اسحاق رابين نمت وترعرعت في اروقة هذه المدرسة وغمرت أرجاء واسعة من البلاد. خريجو هذه المدرسة لم يكفيهم ولم يعجبهم ما كسره رابين من عظام الفلسطينينن خلال الانتفاضة الاولى. انهم يريدون المزيد وعندما لم يستطع تلبية كافة مطالبهم بدأو بالتحريض عليه والنتيجة يعرفها كل إسرائيلي. لم يكفيهم ولم يعجبهم ما بناه شارون من مستوطنات وما اقترفه من جرائم لإرضائهم، وعندما طلب منهم مغادرة غزة حفاظا على ارواحهم لم يسلم من شرهم. والامثلة عديدة. حتى ايهود اوولمرت لم يجرؤ على زيارة هذه المدرسة للتعزية، بينما تعرضت الوزيرة يولي تمير لما يشبه اللينش. اما ايهود براك فلم يجرؤ على زيارتها الا بعد أن صرح بإن هذه المدرسة روح الصهيونية النابض وكال لها المديح لدورها في تاريخ الصهيونية.
لنعود الى دالية ايتسك، وهي مدرسة في حد ذاتها في الانتهازية والنفاق. فقد ترعرعت في حزب العمل وتسلقت المناصب الى درجة كبيرة بفضل العرب الذين خدعوا بإبتسامتها الصفراء التي تكشف عن انياب دراكولا. مثلها مثل معلمها شمعون بيرس وزميلها حايم رامون تركوا حزب العمل الغارق وقفزوا الى حزب كديما لتأمين مقاعدهم. هذه الوزيرة السابقة ورئيسة الكنيست حاليا والتي تقوم مقام رئيس الدولة تتزعم حاليا التحريض ضد العرب لأرضاء هذه المدرسة الفاشية وتطالب بهدم بيت عائلة منفذ عملية القدس.
وأخيرا أنصح الزعامة العربية في هذه البلاد ممثلة في لجنة المتابعة بكافة مركباتها أن تحول حملتها العقيمة لتوقيع ربع مليون على عريضتها من أجل " لجنة حيادية مع مختصين دوليين" لفحص أحداث اكتوبر 2000 الى عريضة تطالب بهدم بيوت الاربعة المذكورين أعلاه وانا أضمن لها النجاح في جمع مليون وربع مليون توقيع.
علي زبيدات - سخنين

No comments: