Wednesday, March 05, 2008

عريضة الربع مليون توقيع لا تساوي ربع شيكل



أولا عذرا على هذا العنوان الاستفزازي. ولكن هذه هي الحقيقة العارية. الحقيقة كما هي بدون لف أو دوران، بدون تجميل أو تزويق. أدخلونا ثماني سنوات في دوامة لجنة تحقيق رسمية ( لجنة أور) واليوم يريدون إدخالنا في دوامة أخرى قد تطول أكثر من ثماني سنوات تحت شعار: "لجنة تحقيق حيادية بمشاركة دولية". كل ذلك كي يغطوا على عجزهم وتخبطهم. الضمير الفاعل في هذه الافعال المذكورة ليس مجهولا بل يعود الى لجنة المتابعة بكافة تركيباتها ومؤسساتها والجمعيات التي تدور بفلكها من مؤسسة عدالة الى مركز مساواة الى جمعية اتجاه وابن خلدون وباقي الجمعيات التي تطبل وتزمر لهذه اللجنة الجديدة وتركض لجميع التواقيع من الناس. كفى كفى كفى
هل توجد هناك في العالم كله لجنة تحقيق حيادية؟ أين تصرف هذه؟ هل يملك أحدكم الجرأة ويقول للجماهير أن لجنة أور لم تكن حيادية؟ ولم تكلف نفسها عناء الكشف عن المجرمين؟ وإذا كنتم تعرفون مسبقا أن هذه هي النتيجة فلماذا اقمتم الدنيا ولم تقعدوها لتشكيل هذه اللجنة وسلمتم لها زمام الامور؟ ما زلتم تقولون: أن تقرير لجنة أور بالرغم من كل مساوئه فأنه يحتوي على جوانب ايجابية وعملتم المستحيل لإقناع جماهيرنا بقبول هذا التقرير السقيم الزائف وطالبتم بتنفيذ توصياته.
ما هي الجوانب الايجابية في تقرير لجنة أور؟ الاعتراف بالتمييز الذي تمارسه الحكومة في حق جماهيرنا؟ هذا هو ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون. لا يوجد رئيس وزراء واحد ولا وزير واحد ولا حتى موظف بسيط لا يعترف بذلك. وماذا بعد؟ ماذا استفدنا من إعترافهم الكاذب والمزيف هذا؟ التمييز ليس جديدا ولا يمكن الغاءه بين ليلة وضحاها، أعطونا فرصة ونحن سوف نصلح هذا الغبن، ومؤقتا أعطونا أصواتكم، وتحلوا بالصبر واركنوا الى الراحة. هكذا يقولون لنا. وهذا بالضبط ما يقولونه الآن للمفاوض الفلسطيني: نحن نريد السلام، وسوف نقدم تنازلات مؤلمة ونريد أن نرى دولة فلسطينية مستقلة، ولكن مؤقتا حاربوا الارهابيين المتطرفين وتحلوا بالصبر. هل ما زال هناك عاقل تنطلي عليه هذه الاكاذيب؟
زعامتنا تطالب الآن بلجنة تحقيق حيادية!! من هم أعضاؤها؟ أشيروا الى شخص واحد حيادي في هذه البلاد ؟ يوجد هناك شيء اسمه موقف، شيء اسمه إنحياز، ولا يوجد هناك شيء آخر لا عندنا ولا عندهم. كلنا في نهاية المطاف منحازون، وأنا أعترف اني منحاز حتى النخاع الى جانب القضية الفلسطينية. وكل من يقول لي: أنا حيادي اقول له في وجههه وبلا خجل: أنت كاذب.
ومن هم المختصون الدوليون الذين تريدون مشاركتهم؟ هل هم من أمريكا أم من الدول الاوروبية؟ وبلادهم وربما قسم كبير منهم يساهمون في اقتراف الجرائم بحق شعبنا. هل هم تابعون للأمم المتحدة؟ وكلنا يرى الموقف المخزي لهذه المنظمة التي تدعي بأنها تجسد الشرعية الدولية بكل ما يتعلق بسياسة اسرائيل وامريكا الاجرامية. نعم، لا أخجل أن أقول أن على المختصين الدوليين الذبن يريدون المشاركة في كشف حقيقة الجرائم الاسرائيلية يجب أن يكونوا منحازين بالكامل الى جانب نضالات شعبنا العادلة. وإذا عرفوا انفسهم بأنهم حياديون، فلا، شكرا ليبقوا في بلدانهم.
الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الاسرائيلي تلقفا قرار لجنة المتابعة هذا بحماس منقطع النظير وكأنه هدية وقع من السماء، ولم ينسوا أن يضيفوا عليه جملتهم الخالدة: أهمية مشاركة القوى التقدمية اليهودية.... هل يوجد وراء الأكمة ما وراءها؟ تحركت الجبهات المحلية والقطرية لجمع ربع مليون توقيع، فكثرت الاجتماعات وزادت التصريحات والخطابات، فهذا يقول أن العريضة هي نضال شعبي وكفاحي وذاك يدعوا الرفاق الى التجند والتحرك لإنجاح هذا العمل الكفاحي، وذهبوا الى توفيق طوبي لكي يكون أول الموقعين وأكد على اهمية النضال من أجل الكشف عن المتورطين بالقتل وعن الذين أعطوا الاوامر. صح النوم يا رفيق؟ الا تعرف بعد من هم المتورطين بالقتل؟ اسأل عبد المنعم ابو صالح، والد أحد الشهداء، الذي هشم فك أحد هؤلاء المتورطين في عقر المحكمة العليا. وألا تعرف من الذي أعطى الاوامر؟ هل اذكرك؟ رئيس الحكومة ايهود براك الذي تعلم كيف يقتل اكثر وبطريقة افضل وحكومته ومنهم وزراء تعتبرون بعضهم على الاقل من القوى الديموقراطية اليهودية مثل يوسي بيلين، شلومو بن عامي، يوسي سريد، شمعون بيرس وآخرين.
من أجل الكشف عن المتورطين بالقتل وعن الذين أصدروا الاوامر لا يوجد هناك حاجة لإقامة لجنة تحقيق جديدة حيادية كانت أم غير حيادية بمشاركة مختصين دوليين أو محليين أو حتى بمشاركة غير مختصين. كل شيء مكشوف، يوجود هناك مئات من الشهادات المكتوبة على آلاف الصفحات. يوجد هناك مواد كافية لتقديم جميع المتورطين الى المحاكم. يجب الا نطالب بالتحقيق بل نحن نتهم ويجب أن نطرق أبواب جميع المحاكم في العالم لتقديم هؤلاء المجرمين للعدالة ولنتركهم يدافعون عن انفسهم إن استطاعوا ذلك. اليوم يوجد أكثر من 15 ضابط أسرائيلي جميعهم متهمين بإقتراف جرائم حرب لا يجرؤون على مغادرة البلاد خوفا من أن يعتقلوا ويحاكموا. يجب أن يطارد هؤلاء في بلجيكا ولا هاي ولندن وفي كل مكان. وهذا العمل لا يكلف مجهودا كما يكلفه جمع ربع مليون توقيع تذهب هباء منثورا، وتحاول أن تقنعنا بنزاهة التحقيق الاسرائيلي وعدالة قضائه.

No comments: