الشاطب
والمشطوب وما بينهما
علي
زبيدات – سخنين
عند
كتابة هذه السطور، ما زال قرار شطب النائبة
حنين الزعبي من قبل لجنة الانتخاببات
المركزية ساري المفعول.
ولكن عند قراءتها
ستكون هذه المسألة قد حسمت نهائيا.
فإما أن تقوم المحكة
العليا بشطب الشطب وتعود النائبة حنين
لممارسة حقها كمواطنة في هذه الدولة وإما
أن تصادق المحكمة على قرار لجنة الانتخابات
وتبقي الحال على ما هو.
يرجح معظم المراقبين
ممن يهتمون بهذا الشأن أن تقوم المحكمة
بإعادة النائبة المشطوبة الى قائمة حزب
التجمع الوطني الديمقراطي.
وذلك بناء على
تجارب الماضي وسياسة تقاسم الادوار في
المؤسسات الاسرائيلية (الديمقراطي
الجيد مقابل الديمقراطي السيء)
ولكن يبقى البعض
متخوفا بسبب انحراف المجتمع الاسرائيلي
الى اليمين جارفا معه السلطة القضائية
والذي جعل مبدأ فصل السلطات فارغا من أي
معنى.
طبعا،
حزب التجمع الذي يخوض في هذه الساعات حملة
ضد لجنة الانتخابات تحت شعار "كلنا
حنين الزعبي" ويؤكد
أنه في حالة استمرار الشطب سوف تتغير
قواعد اللعبة وسوف ينادي بمقاطعة
الانتخابات، يراهن على حكمة وعقلانية
الديمقراطية الاسرائيلية وعلى نزاهة
القضاء الاسرائيلي الذي سوف يتم اقناعه
بالرغم من عنصريته وانتهازه بواسطة خيرة
المحامين بأن الشطب قرار خاطىء ومجحف ولا
حاجة له ففى نهاية المطاف التجمع هو حزب
اسرائيلي يعترف بالدولة وبمؤسساتها
التمثيلية.
مع
قرار لجنة الانتخابات بالشطب طلب مني بعض
الاصدقاء اعادة النظر بموقف المقاطعة
الذي يظلم النواب العرب ويلتقي حسب رأيهم
مع مواقف غلاة اليمين الصهيوني العنصري.
وعلينا جمعيا أن
نتوحد للدفاع عن حنين الزعبي وعن حقها في
خوض الانتخابات.
ها
أنا ذا أعيد النظر في موقف المقاطعة.
قلت في السابق وها
أنا أكرر ذلك مرة أخرى، وقد أكون مخطئا
أو قاسيا، أن حزب التجمع في قرارة نفسه
سعيد بقرار الشطب فهي شهادة ، من مصدر غير
مشكوك بصهيونيته، على وطنيته وأن هذا
القرار دعاية مجانية للحزب يفوق من حيث
فعاليته جميع المهرجانات والخطابات
والنشرات الانتخابية.
ولكن
موقفي من مقاطعة انتخابات الكنيست
الصهيونية لم يتغير بل زاد رسوخا.
ولا أجد حرجا هنا
أن استعين في ايماني هذا ببعض النواب من
اليمين الصهيوني العنصري الذي اتهم
بالتلاقي معه في المواقف.
لذلك اخترت تصريحات
نجمة حزب الليكود النائبة العنصرية ميري
ريغف. في
مقابلة تلفزيونية جمعتها مع رئيس حزب
التجمع النائب جمال زحالقة صرخت في وجهه
قائلة:" لا
تنسى، أنت عضو في البرلمان الاسرائيلي،
إذا أردت ان تمثل الفلسطينيين اذهب الى
غزة. بدون
اخلاص للدولة اليهودية وليس فقط الديمقراطية
لا يوجد مواطنة، انت خائن وحصان طروادة
في الكنيست" انتهي
الاقتباس. هذا
الموقف عبرت عنه ميري ريغف في مقابلة اخرى
مع النائب احمد الطيبي وحتى مع النائب
غالب مجادلة الذي ينتمي الى حزب صهيوني
لا غبار عليه. هكذا
اذا يا احزابنا العربية، تناضلون من اجل
حقكم لأن تكونوا زملاء لهذه النائبة
العنصرية وأمثالها. من
بالله عليكم الذي يلتقي معها؟ من يدعو
الى نبذها ومقاطعتها أو من يعمل كل ما
يستطيعه ليكون برفقتها داخل أربع جدران
الكنيست؟
بعد
رؤية مقاطع الفيديو الثلاث لنائبة حزب
الليكود ميري ريغف (وأنا
انصح الجميع بمشاهدتها)
لا يسعني الا أن
اقدم لها الشكر على نصائحها القيمة.
عندما تقول لنا
اذهبوا الى غزة يجب أن نقول لها:
نعم سوف نذهب الى
غزة وسوف تأتي غزة الينا، وسوف نذهب الى
الضفة الغربية وسوف تأتي الضفة الغربية
الينا وسوف يعود اللاجؤون من جميع أماكن
تواجدهم الينا. ألسنا
جميعا شعبا واحدا؟وجميعنا سوف نشكل
برلمانا ديمقراطيا حقيقيا تمنع داخله
كافة أشكال العنصرية حسب القانون.
سوف تكون العنصرية
جريمة يعاقب عليها القانون تماما كالقتل
والسرقة والفساد.
لا
يوجد مجال هنا للتشفي. أنا
ادافع بطريقتي عن حنين الزعبي.
ليس عن طريق
المهرجانات والخطابات.
وحسب رأيي دفاعي
عنها أفضل من دفاع جميع المقربين اليها
بل افضل من دفاعها هي عن نفسها.
ليس من الشرف ولا
من الفخر أن تكوني في رفقة ميري ريغف
ورفاقها. لن
يقبلوك باحترام في هذه البؤرة الملوثة
التي تسمى كنيست إسرائيل حتى لو كنت عميلة
لهم. لماذا
تنتظرين حتى يشطبوك؟ اشطبيهم انت مسبقا
مرة واحدة وإلى الابد.
لماذا تستجدينهم
لأن يزيلوا الشطب؟ ألا تقولين أن شرعيتك
غير مستمدة من الكنيست؟.
مقاطعة انتخابات
الكنيست في هذه الظروف بالذات هي فرصة
تاريخية قد لا تتكرر لسنوات طويلة لكي
تبدو هذه المؤسسة العنصرية عارية أمام
العالم بأسره بدون أقنعة وبدون ورقة توت
تستر عوراتها.