ديمقراطية
بقرش
علي
زبيدات – سخنين
لا
أدري اذا ما زال هناك احد ممن يعتبر نفسه
من المفكرين يستطيع ان يفسر لنا بشكل مقنع
العلاقة بين المصطلح اليوناني:
"ديمقراطية"
(حكم الشعب)
وبين النظام
الرأسمالي السائد الذي يحمل الاسم نفسه
والذي يعتبر افضل نظام سياسي توصلت اليه
الحضارة البشرية. أصبح
هذا النظام، الذي تشكل الانتخابات
البرلمانية عموده الفقري، ارضا خصبة
للفساد على انواعه من رشوات وسرقات وانحطاط
اخلاقي. اصبح
دفيئة ليس فقط لنمو الافكار العنصرية
والرجعية بل ايضا للافكار الفاشية التي
تتناقض مع الروح التي يدعي تجسيدها
وتمثيلها.
لست
هنا بصدد الكلام عن النظام "الديمقراطي"
بشكل عام ولا حتى
عن النظام "الديمقراطي"
الاسرائيلي بشكل
خاص فهذا موضوع واسع جدا يتطلب في كل
الاحوال اكثر من مقالة صحفية.
ما اطمح اليه هنا
هو الوقوف ولو للحظة وادعو الاخرين للوقوف
هم أيضا ولو للحظة امام بعض المظاهر
المثيرة للقرف والاشمئزاز والتي تصاحب
الانتخابات للكنيست الصهيونية في الدولة
العبرية.
يتفق
الجميع تقريبا، ومن ضمنهم بعض الكتاب
والمفكرين الصهاينة، أن الايديولوجيات
قد سقطت أو رحلت أو ماتت.
لم يعد هناك حزب
مهما كان حجمه ومهما كان دوره وتاريخه
يطرح ايديولوجية معينة او حتى خط سياسي
معين أو على الاقل برنامج انتخابي يعالج
قضايا المواطنين. الهدف
المعلن والمخفي لكافة الاحزاب هو الوصول
للسلطة أو على الاقل الاقتراب منها بقدر
الامكان والحصول على نصيبه منها مهما كان
هذا النصيب ضئيلا. ومن
اجل ذلك كافة الوسائل مشروعة.
وهذه الوسائل
تتراوح بين اقتراف جرائم القتل في غزة
وخصوصا بالنسبة للاحزاب الكبيرة والاحزاب
التي تدور في فلكها وحتى الكذب على الناخب
ودغدغة مشاعره وهذا ما تلجأ له الاحزاب
الصغيرة عادة. في
الانتخابات "الديمقراطية"
الاسرائيلية كل
شيء قابل للبيع والشراء:
الاحزاب، قادة
الاحزاب وحتى المواطن البسيط.
كل شيء وله ثمنه.
الاحزاب كاملة
تشترى بحصولها على حصتها من السلطة
وتوزيعها على اعضائها.
قيادة الاحزاب
تشترى بالوظائف والمراكز الموعودة
والمواطن يشترى بحفنة من المال.
فليس من الغريب أن
يقفز زعيم حزب الى حزب آخر ويعود للحزب
الاول مرة اخرى لكي يقفز من جديد وهكذا
دواليك.عادي.
قد
يقول البعض: قد
يكون ذلك صحيحا بالنسبة للاحزاب الصهيونية
ولكنه ليس كذلك بالنسبة للاحزاب العربية.
فهي احزاب مبدئية
لا تناضل من اجل الاستفادة من السلطة أو
من اجل أي مصلحة خاصة بل من اجل الدفاع عن
حقوقنا المهضومة ومن اجل مواجهة العنصرية
المتفشية في الحكومة والمجتمع الاسرائيليين.
وهكذا نكذب الكذبة
ونصدقها. لنتكلم
قليلا عن مبدئية الاحزاب العربية التي
لا تساوم على مبدئيتها:
فهذه الجبهة
الديمقراطية للسلام والمساواة وهي أكبر
حزب عربي، آسف حزب يهودي -عربي
يرفع من ضمن الشعارات التي يرفعها في هذه
الانتخابات شعار "بقاء
نحميه ومستقبل نبنيه"
ويريدنا أن نصدق
ان وجودنا في الكنيست هو الذي سوف يحمي
بقاءنا وهو الذي سوف يبني مستقبلنا وهذا
بحد ذاته ليس سوى تبرئة للكنيست التي تحمل
المسئولية الاولى عن تقويض بقاءشعبنا
وهدم مستقبله. نعم،
لنا على هذه الارض بقاء نحميه:
نحميه من الكنيست
وهي اليد الآثمة للحركة الصهيونية التي
صنعت نكبة شعبنا. ولنا
على هذه الارض مستقبل نبنيه ولكن الكنيست
التي لا تطيق حتى خيمة بدوي في النقب فهل
هي التي تسوف تبني هذا المستقبل؟
وهناك
حزب آخر يعرف نفسه بأنه حزب قومي عربي
وطني فلسطيني ديمقراطي ويرفع شعار:
هوية قومية ومواطنة
كاملة ودولة المواطنين أو دولة جميع
مواطنيها والحكم الذاتي الثقافي وغيرها
من الشعارات البراقة، ويرفع صور القائد
القومي جمال عبد الناصر في مظاهراته وعلى
جدران نواديه وقد نسي هذا الحزب ان يقول
لاتباعه أن عبد الناصر وبالرغم من الهزيمة
النكراء التي مني بها قد مات وهو يقول:
لا صلح ولا مفاوضات
ولا اعتراف باسرائيل.
اليوم "الحركة
الوطنية"،
كما يحب حزب التجمع أن يسمي نفسه، سوف
تحقق الحلم العربي من على منبر الكنيست
من خلال خطابات جمال آخر ومن خلال حنين
ولكن ليس حنين الى كلمات الشاعر صلاح
جاهين ومن خلال التكامل الاقتصادي
الاسرائيلي-الفلسطيني-العربي
برعاية بورصة تل ابيب وبنك هبوعليم ومنيب
المصري الذي يقوده المرشح الجديد للتجمع
باسل غطاس. هل
حقا شعبنا أقوى بالتجمع؟
وهناك
القائمة العربية الموحدة على جميع مركباتها
والتي تضم من يرفع شعار "الاسلام
هو الحل" ويرى
بالكنيست منبرا للدعوة الى الاسلام.
ولكنه في الوقت
نفسه يستبسل في سبيل القبض بيد من فولاذ
على عضويته في الكنيست التي تؤمن له حاجاته
الدنيوية. وتضم
من أسس حزبا خصيصا للشحاتة يعرضه مع اقتراب
كل انتخابات على كل قائمة مستعدة للدفع.
وتضم زعيم حزب
ملكية خاصة ولا ادري ما هي علاقته بالوطنية
ولكنه يوزع الشهادات الوطنية ويصرح:"
التصويت في يوم
الانتخابات هو موقف وطني من الدرجة الاولى
وعدم التصويت هو التصويت لليكود واليمين
المتطرف"
هذه
هي الاحزاب العربية شكلا الاسرائيلية
مضمونا. انها
لا تمثلني فهل تمثلكم؟
No comments:
Post a Comment