أسرى
ونكبة
علي
زبيدات – سحنين
خلال
أسبوع واحد، يحيي شعبنا الفلسطيني في
جميع اماكن تواجده ذكرتين هامتين في
تاريخه المعاصر: يوم
الاسير الفلسطيني وذكرى النكبة.
يبدو للوهلة الاولى
وكأنه لا علاقة خاصة ومميزة بين المناسبتين
ولكن في حقيقة الامر العلاقة بينهما عضوية
ولا يمكن بأي حال من الاحوال فصل الواحدة
عن الاخرى. فلولا
النكبة، نتائجها واستمراريتها لما كان
هناك ضرورة لوجود حركة اسيرة بهذا الزخم
والكم الهائل من الاسرى السياسيين
الفلسطينيين. ولولا
وجود الحركة الاسيرة لكانت النكبة قد
طواها النسيان منذ فترة طويلة.
لا يوجد في المشهد
الفلسطيني ثنائية اخرى تحمل الهم الفلسطيني
والعبء الفلسطيني اكثر من ثنائية النكبة
والاسرى. هذه
الثنائية الفريدة من نوعها في تاريخ
النضال التحرري سوف تتفكك في حالة واحدة
فقط: زوال
آثار النكبة بالعودة التى ستؤدي بدورها
إلى تحرر الاسىرى بالكامل من السجون
الاسرائيلية. ولكن
بما ان النكبة ما زالت تربض على صدور شعبنا
فسوف تبقى الحركة الاسيرة القلب النابض
داخل هذه الصدور.
بالرغم
من الاهمية البالغة لهاتين المناسبتين
الا اننا حسب رأيي فشلنا حتى اليوم في
الارتقاء بهما الى المستوى الوطني المطلوب.
تقييمي هذا لا
ينتقص بطبيعة الحال من اهمية الجهود
المبذولة في احياء هاتين الذكرتين على
مر السنوات. بالرغم
من انتقاداتي الشخصية المتكررة على شكل
ومضمون احيائنا للمناسبات الوطنية إلا
انني لا ادعي بأي شكل من الاشكال امتلاكي
لاجوبة نهائية على اي سؤال مطروح يتناول
القصايا الوطنية. ولكني
أشعر، وأظن يوجد هناك الكثيرون غيري من
يشاركني هذا الشعور: يوجد
هناك شيء ليس على ما يرام وليس هكذا تورد
الابل.
لنسأل
السؤال ولنترك الجواب لكل واحد منا لكي
يجيب عليه بجرأة وصراحة:
هل استطعنا حقا ان
نرتقي بقضية الاسرى لنجعل منها قضية وطنية
ومن يوم الاسير مناسبة وطنية؟ لا اريد ان
اتشعب في الحديث عن الحركة الاسيرة وعن
يوم الاسير في الضفة الغربية وفطااع غزة
والشتات فهذا موضوع واسع لا تتحمله مقالة
صحفية وساكتفي ببعض الملاحظات النقدية
التي اكررها سنويا تقريبا في هذه المناسبة.
الى متى هذا التشرذم
بالعمل؟ وما الفائدة من تعدد اللجان
والحركات الفاعلة في موضوع الاسرى اذا
لم تكن قادرة حتى على التنسيق فيما بينها
لاحياء هذا اليوم بالزخم الذي يستحقه؟
كيف ولماذا كونت كل لجنة دائرة مغلقة من
النشطاء والمؤيديين تكاد ان تضع جدارا
حديديا امام الاخرين؟ لقد اصبجت أظن واشعر
بان هذه اللجان غير معنية بجعل هذه المناسبة
مناسبة وطنية عامة، شعبية مفتوحة امام
كافة المواطنين بل ابقاءها مغلغة على
النشطاء ومؤيديهم. ما
زلت اذكر ردنا الباهت على المستوى الرسمي
والشعبي عندما كانت معركة الامعاء الخاوية
في ذروتها. زيارات
اعضاء الكنيست العرب الموسمية للاسرى لا
تقدم ولا تأخر شيئا في هذا المجال خصوصا
عندما تكون هذه الزيارات موظفة لاعتبارات
حزبية ضيقة. اما
عن دور لجنة المتابعة في هذا الموضوع فحدث
ولا حرج فهي غائبة تماما.
حاليا وحتى يتغير
هذا الواقع، يبقى الاسرى وعائلاتهم هم
الذين يتحملون عبء الاسر كاملا.
احياء
النكبة تحت شعار "يوم
استقلالهم يوم نكبتنا"
هو الآخر، حسب
رأيي، استنفذ واصبح روتينا، عادة نسارع
في احيائها لكي نسارع في نسيانها.
اهمية مسيرة العودة
انها ابقت هذه المناسبة حية تستقطب الاف
المشاركين من كافة ارجاء الوطن الفلسطيني.
ولكن السؤال الذي
يطرح نفسها هنا: هل
هذا يكفي لكي نجعل من احياء ذكرى النكبة
رافعة للعودة نفسها؟ حسب رأيي من اجل ذلك
هناك ضرورة قصوى للتغيير في نمط التفكير
والسلوك لجميع الجهات المشاركة وعلى
رأسها لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين التي
تحتكر تنظيم مسيرة العودة بتفويض من لجنة
المتابعة. القرى
المهجرة والبالغ عددها ٥٣٠ قرية هي عزيرة
على قلوبنا جميعا ويجب ان تبقى حية في
ذاكرتنا الجمعية على مدار السنة وليس في
يوم واحد في السنة فقط، ولكن احياء النكبة
بمسيرة شعبية هي اولا وقبل كل شيء عمل
سياسي واختيار المكان له اهمية بالغة.
لقد توخيت خيرا
عندما سمعت بان مسيرة النكبة لهذا العام
سوف تكون في حيفا حيث تم تهجير اكثر من ٧٠
ألفا من سكانها عام النكبة، ولكنها "فرحة"
ما تمت ولا تهمني
الاسباب. مدننا
الرئيسية تعرضت لحملات من التطهير العرقي
الا تستحق احياء النكبة في احداها؟ لقد
كتبت في الماضي وها انا اعود واكتب وأسأل:
لماذا لا تكون
مسيرة العودة في عكا، يافا، اللد، الرملة،
طبريا، صفد؟ هل خوفا من رفض السلطات
الاسرائيلية؟ ام خوفا من العواقب؟ لقد
آن الاوان لمناقشة علاقة مسيرة العودة
بالعودة نفسها وتقديم الاقتراحات من أجل
ذلك.
No comments:
Post a Comment