النضال
مستمر، أجلوا الاحتفالات
علىي
زبيدات – سخنين
آكثر
ما يستفزني ويغيطني في هذه الايام كثرة
ما يكتب عن "الاحتفالات
بعيد العمال العالمي".
العناوين الزائفة
والمغرضة لا تنهي: عمال
العالم يحتفلون بعيدهم، الحزب الفلاني
يصدر بيانا بمناسبة عيد العمال، النقابة
الفلانية تنظم مسيرة او مهرجانا بمناسبة
عيد العمال العالمي، القائد الفلاني يلقي
كلمة... وهكذا
إلى ما لا نهاية. في
تراثنا العربي الاحتفال يعني الفرح،
الانبساط، الرقص، الغناء والتهام ما لذ
وطاب من الطعام والمشروبات.
والعيد يعني الظهور
بملابس جديدة وانيقة والخروج لرحلات
ترفيهية في احضان الطبيعة او المجمعات
التجارية وشراء ما لا فائدة منه بغض النظر
عن الحالة الاقتصادية.
كل
هذه الامور ابعد ما تكون عن روح الاول من
ايار يوم العمال العالمي الذي كان ويجب
أن يبقى يوما نضاليا. ليس
من باب الصدفة ان معظم المحتقلين بهذا
اليوم (واشدد
على كلمة محتفلين) ليسوا
عمالا، فالانظمة الرأسمالية حتى وان سمت
نفسها عمالية أو منحدرة من اصول عمالية
هي التي تنظم عادة هذه الاحتفالات يشاركها
بعض الاحزاب والنقابات التي تسمي نفسها
عمالية وهي وان صحت هذه التسمية تنتمي
الى الارستقراطية العمالية التي تتاجر
بقضايا العمال وتتعاون مع اعدائهم الطبقيين
مقابل بعض الفتات.
فئة
فليلة من العمال الثوريين ومن الاحزاب
العمالية الثورية ما زالت تحيي يوم الاول
من أيار كيوم نضالي قدم فيه العمال التضحيات
الجمة ابتداء من المطالبة بتحديد يوم
العمل بثماني ساعات مرورا بالمطالبة
برفع الاجور والضمانات الاجتماعية والصحية
ومحاربة البطالة وحتى النضال من أجل اسقاط
نظام الاستغلال الرأسمالي وبناء مجتمع
جديد يقوم على اسس الحرية والاستقلال
والعدالة الاجتماعية. فئة
قليلة من العمال الثوريين والاحزاب
العمالية الثورية التي ما زالت ترى في
الاول من ايار رمزا لوحدة الطبقة العاملة
العالمية لمواجهة الرأسمالية العالمية.
من
هذا المنطلق ادعو جميع المخلصين لقضايا
الطبقة العاملة والحريصين على ابقاء شعلة
الثورة ملتهبة أن يتخلصوا من عقلية العيد
والاحتفال في هذا اليوم.
لنستغل هذا اليوم
للدعوة إلى تنظيم العمال بشكل مستقل عن
كافة الانتهازيين والسماسرة الذين يتاجرون
بقضاياهم، في احزاب عمالية ثورية تناضل
من اجل وحدة عمال العالم، ليس على مستوى
الشعارات فحسب، ومن اجل النضال حتى اسقاط
النظام الرأسمالي العالمي المسؤول عن
الحروب والمجاعات والامراض.
في
هذه المرحلة من النضال العالمي يجب أن
نكون اكثر وعيا بالعلاقة الجدلية المليئة
بالتناقضات بين الوطنية والاممية.
تحاول الرأسمالية
العالمية وقد نجحت الى حد بعيد جر قوى
وطنية والحاقها باقتصادها وسياستها بعد
أن نحجت في جر والحاق اوساط واسعة من
الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية
المتطورة إلى اقتصادها وسياستها.
وهكذا تشكلت جبهة
رجعية على المستوى العالمي قوامها الطبقات
الرأسمالية في الدول الامبريالية وحولها
قوى خانت اوطانها واحزاب عمالية خانت
طبقاتها. الاممية
تشترط مسبقا حرية واستقلال كافة الشعوب
ولا يمكن ان تكون ابدا غطاء للهيمنة
الامبريالية. على
الطبقات العاملة في الدول الرأسمالية
المتطورة أن تحارب سياسة الهيمنة لحكوماتها
اذ بدون ذلك لا يمكن الكلام عن الاممية.
بالمقابل على
الطبقات العمالية في البلدان النامية ان
تميز نفسها وبرنامجها عن الحركات القومية
الشوفينية التي ستكون اول من تخون اوطانها
والاتفاق مع الامبريالية العالمية مقابل
الحصول على بعض الامتيازات.
هذه
القضية مهمة جدا في بلادنا فلسطين كرد
على الاحزاب والتنظيمات الانتهازية التي
تنادي باسم الاممية إلى وحدة الطبقة
العاملة الفلسطينية و"الطبقة
العاملة" الصهيونية.
ما دام الطابع
الكولونيالي هو الطابع المسيطر على هذه
الطبقة (مع
التحفظ دوما على تسميتها طبقة)
وليس الطابع
العمالي، وما دامت تشكل الركيزة الاساسية
للدولة الصهيونية فلا يمكن الكلام عن
الاممية. العامل
الصهيوني في هذه الحالة مثله مثل العامل
الفاشي الذي دعم فاشية دولته التي سحقت
طبقته. الوحدة
بين العامل العربي والعامل اليهودي في
هذه البلاد ممكنة على قاعدة رفض الصهيونية
والتخلص من سيطرتها.
عندما
يتخلص العامل اليهودي من طابعه الكولونيالي،
أي عندما يتخلص من صهيونيته ويصبح مواطنا
عاديا مسحوقا مثله مثل العامل العربي
عندها فقط تصبح الطريق إلى وحدة الطبقة
العاملة الفلسطينية بيهودها وعربها
سالكة، عندها فقط يمكن مواجهة النزعات
الشوفينية عند العمال العرب وشن نضال
مشترك ضد كافة الرأسماليين بغض النظر عن
انتماءاتهم العرقية.
جوهر
الصراع على المستوى العالمي طبقي حتى وان
ظهر احيانا على اشكال قومية، طائفية،
مذهبية أو اي شكل آخر. ليكن
الاول من أيار مناسبة متجددة للنهوض
بالنضال العمالي العالمي حتى الانتصار
على الرأسمالية العالمية المتوحشة وانقاذ
البشرية من شرورها.