Wednesday, December 24, 2014

الاحزاب العربية - الاسرائيلية والحلول التصفوية



الاحزاب العربية - الاسرائيلية والحلول التصفوية
على زبيدات – سخنين
في خضم دفاعها عن نفسها من انتقادات المقاطعين وفي سبيل كسب الاصوات في انتخابات الكنيست القادمة، تقوم الاحزاب العربية بلبس قناع سميك من الوطنية. تهاجم كل من يشكك في وطنيتها وتتهمه بالمزوادة واتباع اسلوب التخوين وغير ذلك من التهم. طبعا لا احد لديه الصلاحية لتخوين أحد او لديه التفويض من اية جهة كانت لتوزيع شهادات في الوطنية. ولكن هذه الردود المتشنجة ينبغي ألا تردعنا من توجيه اي نقد. قالمسألة ليست شخصية على الاطلاق وليست من باب الترف والتسلية السياسية أيضا.
لا يخفى على احد ان جميع الاحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست الصهيوني تتبنى الحل التصفوي للفضية الفلسطينية الذي تمخض عن اتفاقيات اوسلو، حتى ولو انتقدت بعض الاحزاب بخجل شديد بعض النتائج السلبية لهذه الاتفاقيات. هل من باب الصدفة تحافظ كافة هذه الاحزاب على علاقات حميمة مع رموز سلطة اوسلو؟ وهل من باب الصدفة تدعم المفاوضات العبثية التي لا يعرف احد متى ستنتهي وماذا تحمل في احشائها وماذا ستخلف وما هو ظاهرها وما هو باطنها؟ لا أظن ان كل ذلك من باب الصدفة بل هو اولا وقبل كل شيء هذا هو خيارها وموقفها السياسي.
لا نتهم احدا ولا نتبلى على احد، فهي تعترف بذلك بعظمة لسانها بل وبعضها يفتخر به. ماذا بعني أن يقول حزب ما مثلا:" الحجر الذي اهمله البناؤون اصبح حجر الزاوية"؟ الا يعني ذلك الاعتراف باسرائيل كتعبير ل"حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره؟ الا يعني ذلك ان الاعتراف بدولة إسرائيل لا يقبل الجدل؟ ومن بعد ذلك فقط يمكن الكلام عن الاحتلال وهضم الحقوق وسياسة التمييز. وعندما يرفع حزب آخر شعار:"المواطنة الكاملة" هل يعني المواطنة الكاملة في جزر الواق الواق أو ربما على المريخ؟
من كان يظن ان تهافت الاحزاب العربية على الكنيست فقط من اجل المصالح الشخصية والفئوية المادية منها وغير المادية فهو مخطئ، ناهيك عن القول بان تهافتها هذا لوجه الله ولخدمة جماهيرها من على منصة بالغة الاهمية. كلا، والف كلا، اللهث وراء الكنيست هو موقفها السياسي المعلن والمبطن. ومما يشجعها على تبني هذا الموقف هو بالذات التخاذل العربي والتخاذل الفلسطيني (ولا اريد استعمال عبارة اقسى).
تعاني الاحزاب العربية من انفصام في الشخصية وتجر وراءها جمهورا كاملا يحمل هو الآخر اعراض الانفصام في الشخصية. كما يقول المثل الاجنبي: "لا يمكن أن تكون خادما لسيدين مختلفين". مع الاسف، لا يمكن ان تكون جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه جزءا لا يتجزأ من الكيان الصهيوني، وهل يشك احد بان الكنيست هي جزء هضوي وحيوي من الكيان الصهيوني؟
اذن ،بكل بساطة وبكل صراحة ولا حاجة لكل هذا اللف والدوران، اعترفوا بانكم احزاب اسرائيلية ذكرتم ذلك حرفيا في اسمكم ام لم تذكروه؟ أذكر في سنوات السبعين عندما اعترف العالم باسره بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وكان في ذلك الوقت مجرد الانتماء لاحدى تنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية تهمة يعاقب عليها القانون وتكلف المنتمي سنوات طويلة في السجن. وقف احد الاحزاب الاسرائيلية قائلا: ربما تمثل منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني في كل مكان، ولكن هنا نحن الذين نمثله. مع اندثار منظمة التحرير الفلسطينية اندثر هذا النقاش ايضا. كنت من بين الاوائل في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ الذي رأي بتراجع المنظمة بعد هذا الاعتراف تراجعا استراتيجيا وليس تكتيكيا أو مرحليا كما ادعى البعض وقلت حبنذاك: أن الشرعية ليست صفة ابدية بل هي صفة مكتسبة ممكن خسارتها كما كان من الممكن كسبها. اليوم اتفقت الاحزاب العربية الاسرائيلية مع ما تبقى من منظمة التحرير على تبني الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية. يؤسفني ان اقول لاصدقائي المشاركين في انتخابات الكنيست انكم تخدمون موضوعيا هذه الحلول التصفوية.

No comments: