وفاق
على النفاق – القائمة العربية الواحدة
علي
زبيدات – سخنين
قرأت
في أحد المواقع الاخبارية المحلية عن
لجنة جديدة تطلق على نقسها اسم:
"لجنة الوفاق
الوطني" أخذت
على عاتقها بذل كل الجهود لتوحيد الاحزاب
العربية في قائمة واحدة لانتخابات الكنيست
القادمة، وذلك تحقيقا للحلم العربي
وللمطلب الجماهيري بالوحدة.
اردت أن اعرف المزيد
من المعلومات عن هذه اللجنة:
من هي الجهة التي
القت على عاتقها هذه المهمة؟ من هم أعضاؤها؟
كيف تم اختيارها؟ واسئلة عادية من هذا
النوع. فابحرت
في الشبكة العنكبوتية طولا وعرضا فلم اجد
سوى النزر القليل من المعلومات التي لم
تشف غليلي، ولكني وجدت أن عالمنا العربي
مغرم بل مهووس بلجان الوفاق الوطني وحكومات
الوفاق الوطني وجمعيات الوفاق الوطني.
يكاد لا يخلو بلد
عربي من لجنة وفاق واحدة او أكثر من اليمن
إلى السودان ومن المغرب العربي إلى المشرق
العربي. حتى
تعحبت وتساءلت هل كثرة الخلافات العربية
هي المسبب لكثرة لجان الوفاق أم أن كثرة
لجان الوفاق هي المسبب لكثرة الخلافات؟
ولكن هذا موضوع آخر.
من
المعلومات الشحيحة التي وجدتها:
إسم أو اسمان، صورة
صورتان وبما ان القضية ليست شخصية فلا
داع لذكر اسماء، ووجدت بيانا صادرا عن
هذه اللجنة عمم على وسائل الاعلام المحلية
يدعو الى خوض انتخابات الكنيست القادمة
في قائمة واحدة وذلك في سبيل التصدي لليمين
والقوانين العنصرية وسياسة الاضطهاد
والتمييز. كما
وجدت مقابلة في تلفزيون بسام جابر بادر
اليها احد اعضاء هذه اللجنة جمعت ممثلين
عن بعض الاحزاب السياسية.
يوجد
هناك ستة أحزاب تشارك في انتخابات الكنيست
ممثلة حاليا في ثلاثة قوائم انتخابية هي:
١)القائمة
العربية الموحدة. ٢)
الجبهة الديمقراطية
للسلام والمساواة. ٣)
التجمع الوطني
الديمقراطي. اما
الاحزاب الستة فهي: ١)
الحزب الشيوعي
الاسرائيلي (والجبهة).
٢)
التجمع الوطني
الديمقراطي. ٣)
الحركة الاسلامية
الجنوبية. ٤)
الحركة العربية
للتغيير. ٥)
الحزب الديمقراطي
العربي. ٦)
الحزب القومي
العربي. كما
يوجد هناك تنظيمان سياسيان يقاطعان أو
على الاصح لا يشاركان في انتخابات الكنيست
(سوف
اتطرق فيما بعد للفرق بين المقاطعة وعدم
المشاركة).
اذن
المطلوب هو توحيد هذه الاحزاب الستة،
المتوحدة حاليا في ثلاث كتل برلمانية،
في قائمة واحدة. كل
ذلك من أجل ماذا؟ منع اليمين من العودة
للحكم؟ حسنا، اليمين موجود في الحكم منذ
أكثر من ٤٠ عاما( تخللتهما
فترتين قصيرتين لحكم "اليسار"
الصهيوني)
فلماذا لم تتحد
هذه الاحزاب في الانتخابات السابقة والتي
سبقتها والتي سبقتها؟ من أجل التصدي
للعنصرية والتمييز؟ ولكن العنصرية
والتمييز عمرهما مثل عمر الدولة نفسها؟
من أجل نزع الحقوق وتحصيل الانجازات
والخدمات؟ من أين يا حسرة؟.
ما هي واضحة (هل
تذكرون شعار الجبهة هذا من احدى حملاتها
الانتخابية قبل عدة سنوات؟):
خوفا من سقوط كافة
القوائم بسبب رفع نسبة الحسم.
عندما يكون الهدف
الوصول إلى الكنيست فإن جميع الوسائل
مبررة ومشروعة فكم بالاحرى عندما تدغدغ
هذه الوسائل عواطف الجماهير وتعزف على
وتر إرهابها من بعبع اليمين؟
على
فكرة، نسيت أن أقول ان معظم الاحزاب
المذكورة أعلاه تسمى مجازا أحزاب فلا
تغرنكم الاسماء الكبيرة الجذابة وخلط
القومية بالوطنية بالديمقراطية.
أي حزب سياسي هذا
الذي ليس لديه برنامج سياسي أو دستور أو
مؤسسات؟ أي حزب سياسي هذا الذي زعامته هي
قاعدته الجماهيرية؟. مما
لا شك فيه، هناك أيضا احزاب سياسية عريقة
لديها برنامج سياسي ولكنه للأسف موضوع
على الرف يعلوه الغبار أو محفوظ داخل خزنة
مقفلة باحكام مصاب بداء التكلس والتحجر،
لديها مؤسسات ولكنها معطلة تماما أو عرجاء
وتحظى بقاعدة جماهيرية ولكنها عاجزة عن
ان تقدم لها افقا تحرريا.
حسب رأيي هذه
الاحزاب العريقة تشكل خطرا على القضية
الوطنية التي تدعي خدمتها والاخلاص لها
أكثر من الاحزاب المجازية.
لا استطيع ان
استوعب مثلا كيف بستطيع الحزب الشيوعي
الاسرائيلي تحقيق الاشتراكية من خلال
برلمان كولونيالي عنصري؟، وكيف تستطيع
الحركة الاسلامية أن تقنع الكنيست الصهيوني
بأن الاسلام هو الحل؟ وكيف يستطيع التجمع
الوطني الديمقراطي تحقيق الهوية القومية
الكاملة في اروقة الكنيست؟
وأخيرا
وليس آخرا، الحركتان المقاطعتان للانتخابات
وهما الحركة الاسلامية الشمالية وحركة
ابناء البلد ليستا فوق النقد.
فالاولى موقفها
وسطي فهي تقاطع الانتخابات من جهة ولكنها
تمتنع عن دعوة جمعورها للمقاطعة لذلك
يبقى موقفها في المحصلة الاخيرة هو عدم
المشاركة وليس المقاطعة.
اما بالنسبة لابناء
البلد فبسبب هشاشتها التنظيمية فانها
تنشط في هذا الموضوع لفترة قصيرة قبيل كل
انتخابات وتعود لسباتها.
مشكلة المقاطعة
انها موسمية ولا تبذل اية جهود جدية
لاستمراريتها وتطويرها حتى تشكل بديلا
لاحزاب الكتيست. نحن
بحاجة الى وحدة جماهير وليس إلى وحدة
زعامات، إلى وحدة اهداف وليس الى وحدة
وسائل للحفاظ على كرسي الكنيست.
No comments:
Post a Comment