إنتخابات
كنيست؟ لأ شكرا
علي
زبيدات - سخنين
أظن
بعد ١٩ إنتخابات للكنيست وبعد تشكيل ٣٣
حكومة آن الاوان للإنسان الفلسطيني في
هذه البلاد أن يحسم قراره بشكل نهائي:
هل هو مع خوض هذه
الانتخابات أم هو مع مقاطعتها.
بالنسبة لي شخصيا،
أقولها مسبقا لكل من يهمه الامر، القضية
تجاوزت المقاطعة، التي هي بطبيعتها طوعية،
إلبى الرفض الكامل والشامل ليس للانتخابات
فحسب بل للكنيست نفسها وللدولة التي
انجبتها.. ولكن
بما ان الانتخابات للكنيست ال٢٠ هي اخبار
الساعة فلا مانع من ابقاء الحوار داخل
هذا الاطار.
بكل
بساطة وبكل صراحة أقول:
لم يعد هناك من
جديد ليضيفة انصار المشاركة أو انصار
المقاطعة. لقد
قيل كل ما يمكن أن يقال واكثر من ذلك من
كلا الطرفين. ماذا
لم يقل أو يكتب انصار المشاركة من احزاب
وجمعيات وافراد عن: ١)
خدمة الجمهور
والدفاع عن حقوقه. ٢)
محاربة العنصرية
والتمييز العنصري من الداخل.
٣)
تحقيق المساواة.
٤)
استغلال منبر مهم
لاسماع صوتنا إلى المجتمع الاسرائيلي
وإلى العالم. ٥)
لجم اليمين
الاسرائيلي المتطرف وأوباش المستوطنين.
٦)
الحفاظ على المواطنة
كسكان الاصليين. واذا
كانت هناك ثمة اسباب اخرى عند انصار
المشاركة فليتفضلوا باضافتها، بالمقابل،
انصار المقاطعة هم ايضا قالوا وكتبوا
الكثير عن: ١)
إضفاء الشرعية على
المؤسسة الاسرائيلية الاولى المسؤولة
عن نكبة وتشريد الشعب الفلسطيني.
٢)
سن القوانين التي
تمنعه من العودة وتجرده من ابسط حقوقه
الطبيعية في وطنه. ٣)
عقم وعدم جدوى
النضال البرلماني المسيطر عليه من قبل
الاغلبية الصهيونية. ٤)
شهادة زور للديمقراطية
الاسرائيلية المزيفة. ٥)
عدم القدرة على
منع الحروب المتكررة على الشعب الفلسطيني
أو وقف الاستيطان أو منع سن القوانين
العنصرية. ٦)
تشويه الهوية
الوطنية الفلسطينية بكافة ابعادها.
واذا كانت هناك
اسباب اخرى لمقاطعة انتخابات الكنيست
فليتفضل انصار المقاطعة لاضافتها.
حسب
رأيي الصورة واضحة تماما، واذا لم تكن
واضحة لأحد بعد كل هذه الفترة من الكنيست
الاولى وحتى الكنيست الاخيرة على امتداد
٦٥ سنة تبقى مصيبة. من
لم يقتنع حتى الان فلن يقتنع، حزبا كان
أم فردا. لذلك
غايتي من وراء هذه المقالة ليست اقناع
احد، لن اتوجه الى الاحزاب المشاركة
وادعوها لتقييم عملها ومراجعة سياستها
ولن اطالب الافراد بالتخلي عن قناعاتهم،
بل كل ما اطمح به وأصبو إليه أن يقف كل
واحد منا للحظة قبل ادلائه بصوته أمام
ضميره ويسأل نفسه: هل
قمت بالشيء الصحيح؟.
لقد
كانت نسبة المصوتين الفلسطينيين في
البداية تصل إلى ٩٠٪ وأخذت تتراجع حتى
وصلت في انتخابات الكنيست الاخيرة إلى
اقل من ٥٠٪. لا
ادعي بأن هذا التراجع كان بفضل المنادين
بالمقاطعة بالرغم من كل جهودهم ونشاطاتهم،
بل كان في الاساس ترجمة مباشرة وصادقة
لشعورهم واحاسيسهم الوجدانية، كان نتيجة
لتجربة شخصية طويلة ومريرة.
احتراما لهذه
المشاعر والاحاسيس على الاحزاب المشاركة
مهما كانت ان تتوقف عن شراء الذمم وعن
تزييف ارادة الانسان الفلسطيني بكافة
الطرق والاساليب الفاسدة.
لتشارك هذه الاحزاب
بانتخابات الكنيست كما يحلو لها ولتقنع
من تستطيع اقناعه ولتجره وراءها ما دام
يقبل الانجرار ويرضى به ولكنها يجب ان
تخحل من مد يدها لتزييف ضمير الانسان
المقاطع.
جميع
استطلاعات الرأي التي سارعت لاجرائها
وسائل الاعلام الاسرائيلية تشير الى
زيادة قوة اليميين الصهيوني (هذا
اذا سلمنا جدلا بوجود يمين ويسار في
الصهيونية) وجميعها
تشير إلى عدم وجود بديل لنتياهو.
ولو فرضنا جدلا
وجود مثل هذا البديل فهل سيكون مختلفا
عنه؟ انظروا الى الاحزاب الصهيونية كيف
تنشق على بعضها البعض وكيف تعود وتلتئم،
انظروا الى السياسيين كيف يتجولون بين
الاحزاب ويقفزون من حزب لآخر، هل الانتخابات
القادمة ستغير هذا الوضع أم ستزيده حدة؟
اظن الجواب واضح.
في
انتخابات الكنيست القادمة سوف تلعب
الاحزاب العربية لكي تنقذ نفسها لعبة
جديدة اسمها "القائمة
المشتركة" ليس
حبا بوحدتها أو بوحدة جماهيرها بل لانقاذ
رؤوسها من سيف نسبة الحسم المرتفعة.
لو كانت الوحدة هي
الغاية لانجزتها من قبل ولحرصت على صيانتها
اولا وقبل كل شيء خارج الكنيست، في القرى
والمدن الممزقة من جراء صراعاتها الفؤية.
الخروح من الكنيست
لا يعني الخروج من السياسة بل يعني الدخول
إلى الساحة الحقيقية، ساحة العمل الجماهيري
بين الجماهير، مع الجماهير ومن أجل
الجماهير.
No comments:
Post a Comment