يسألونك
عن الكفاح
علي
زبيدات – سخنين
يوجد
على الساحة الفلسطينية عدد كبير من الاحزاب
والتنظيمات والحركات السياسية ولكن كما
يبدو هذا العدد غير كاف.
فقد بشرنا بمؤخرا
بولادة حركة جديدة تطلق على نفسها:
"كفاح -الحركة
الوطنية في الداخل الفلسطيني"
(لاحظوا أل التعريف).
مبدئيا، لست ضد
قيام حركات سياسية جديدة، فكل من يجد في
نفسه القدرة على اقامة حزب أو تنظيم أو
حركة جديدة فليتفضل، فنحن ننادي بالتعددية
وحرية التعبير والتنظيم، اليس كذلك؟ كل
ما اعرفه عن نفسي بانني لا ولن اتفق مع
هذه الاحزاب والتنظيمات والحركات وبالتالي
لن اكون عضوا في أي منها جديدة كانت أم
قديمة . ولكن
ما يهم الوطن ما اعرفه أنا عن نفسي؟ ما
يهم الوطن انه يوجد دائما سوق رائجة لمثل
هذه الحركات. طبعا
يحق لكل حزب أو حركة ان تطلق على نفسها
الاسم الذي يعجبها، على عكس المولود الذي
يفرض عليه اسمه عند ولادته، لذلك عادة ما
تكون الاسماء جمبلة وفخمة تشمل الوطن من
ادناه إلى اقصاه. الحركة
الجديدة "كفاح"
لا تشذ عن هذه
القاعدة خصوصا وان من بين مؤسسيها واعضائها
اشخاص لا اشك بتفانيهم باخلاصهم للقضية
وقد افنيت مع بعضهم سنوات داخل السجن
وخارحه. فالقضية
ليست شخصية بتاتا وكلامي هنا لن يتطرق لا
من قريب ولا من بعيد لأية امور على المستوى
الشخصي.
بالرغم
من ان كلمة "كفاح"
كلمة عربية اصيلة
تحمل معانى عميقة وسامية الا انها تثير
نفوري ربما لشدة حساسيتي لكتاب هتلر
المعروف "كفاحي"
ذلمك مع يقيني
الفاطع بأنه لا علاقة مهما كان نوعها على
الاطلاق تربط بين الاسميين.
بداية يجب ان اعترف
بان كل معلوماتي عن الحركة الجديدة مستقاة
من وسائل الاعلام المحلية التي قامت
بتغطية مؤتمرها التأسيسي الذي عقد مؤخرا
في الناصرة وخصوصا من المقابلات التي
اجريت مع بعض المؤسسين في هذا السياق.
هذا بالرغم من
تجاهل كافة الاحزاب السياسية الفاعلة
على الساحة كل من منطلقه.
بالطبع سمعت عن
التحضيرات لهذه الحركة ولكن من بعيد.
لم اشارك في اي
نقاش حولها ولم يطلب احد مني ذلك ربما لأن
معظم من يعرفني يعرف بأني غير ملائم بتاتا
للالتزام الحزبي.
جاءت
الحركة الجديدة، على لسان مؤسسيها، لكي
تلبي" حاجة
وضرورة على الساحة الفلسطينية ولتغيير
قواعد اللعبة". ولكن
من كل ما قرأته لم اجد شيئا يشرح هذه
الحاجة وهذه الضرورة ولم المس اي تغيير
في قواعد اللعبة كما لم اجد هناك أية
قواعدجديدة. هذا
لا يعني انه لا يوجد هناك حاجة وضورورة
لحركة سياسية جديدة. هل
بقي احد لا يقول ويردد عن ظهر قلب بأننا
جزء حي من الشعب الفلسطيني بكافة اماكن
تواجده؟ وما هي قواعد اللعبة التي تغيرت؟
مقاطعة انتخابات الكنيست؟ وهل هذه فكرة
جديدة اكتشفها محمد ميعاري بعد ٣٠ سنة من
"الكفاح
البرلماني"؟
ام التغيير جاء بالموقف المؤيد للنظام
السوري؟ مع ان العديدين من اعضاء التجمع
ايدوا النظام السوري من غير ان ينشقوا عن
حزبهم المعارض اسوة بالحزب الشيوعي وابناء
البلد وحتى بعد المؤيدين للحركة الاسلامية؟.
صرح احد القياديين
ان حركة كفاح جاءت لتصحيح بعض المسيرات
للحركة الوطنية. وآخر
قال ان الحركة جاءت لملئ الفراغ الذي
تركته الحركة الوطنية في بعض المواضيع.
هل هي تصحيح لمسيرات
الحركة الوطنية السابقة ام تصحيح لمسيراتهم
هم انفسهم؟ وهل لملئ الفراغ الذي كانوا
جزءا منه لفترة طويلة؟.
ويضيف احد القياديين:"
ان حركة كفاح هي
الحركة الفلسطينية الوحيدة المفتوحة
امام جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية
وغزة والشتات ولكنه سرعان ما ينسى ذلك
ويعرف كفاح بأنها "حركة
فلسطينية وطنية للاقلية العربية الفلسطينية
الاصلانية المتبقية في الداخل الفلسطيني".
وينسى الشعار
المعلق خلفه على الجدار:
"كفاح – الحركة
الوطنية في الداخل الفلسطيني".
الحركة التي جاءت
تصحح المسار وتملأ الفراغ وتغيير قواعد
اللعبة تستعمل المصطلحات الممجوجة نفسها:
اقلية فلسطينية
عربية اصلانية، الداخل الفلسطيني...هذه
المصطلحات التي حاربتها شخصيا منذ سنوات
وما من مستمع: أقلية
تعني ان هناك اغلبية فمن هي هذه الاغلبية
ايها الحريصون على الثوابت؟ هل اجاوب
عنكم؟ الافلية تعني الاعتراف ليس فقط
بالحدود القائمة بل ايضا بتجزئة الشعب
الفلسطيني ولن يغير كل صراخكم عن الشعب
الواحد وعن الامتداد العربي.
هل تعلمون ان
الاحصائيات الاسرائيلية الرسمية تعترف
بأن الفلسطينيين اصبحوا يشكلون الاغلبية
بين النهر والبحر؟ بينما نصر نحن على
كوننا اقلية. وما
هذا الغباء في استعمال مصطلحات بدون تفكير
لان احدهم روجها لغاية في نفسه؟ ماذا يعني
الداخل الفلسطيني؟ هل القدس هي خارج
فلسطيني؟ ام الخليل ونابلس وغزة؟ هل من
الصعب ان تستوعبوا ان كل فلسطين هي داخل
وما عداها هو خارج؟
آسف
ايها الاخوة والرفاق:
برقية تضامن من
عبدالحكيم عبدالناصر وحمدين صباحي وليلى
خالد وابراهيم علوش وعطالله حنا وصورة
جمال عبدالناصر على الحائط والعلم
الفلسطيني على المنصة لا تكفي لكي تتوج
"كفاح"
بلقب "الحركة
الوطنية في الداخل" فقد
سبقكم كما تعلمون علم اليقين إلى ذلك
غيركم واليوم تتهمونهم بالانحراف.
هناك العديد من
المواقف التي تستحق نقاشا خاصا وشاملا
ولكن يضيق المجال للخوض بها هنا وسوف
تطرح نفسها مستقبلا. وأخيرا
لن اقول: لكم
كفاحكم ولي كفاحي لأنني لن اتحمل كل هذه
الحساسية، ولكن لنفترق على فلسطين واحدة
للجميع.
No comments:
Post a Comment