الى
اللقاء في الحرب القادمة
على
زبيدات – سخنين
تم
الاعلان عن هدنة "انسانية"
لمدة ٧٢ ساعة.
وقد يتم تمديدها
بهدنة "انسانية"
اخرى ل٤٨ ساعةاضافية،
ومن ثم قد يتم التوصل لهدنة "انسانية"
طويلة الامد قد
تستمر عشرة سنوات. لا
ادري من أين جاء هذا المصطلح الغريب ومن
المبادر اليه، هل هي اسرائيل ام الامم
المتحدة ام احدى الدول العربية او ربما
احدى التنظيمات الفلسطينية؟ تصفحت العديد
من المواقع على الشبكة العنكبوتية التي
تناولت الحربين السابقتين على غزة باحثا
عن هذا امصطلح فلم اجد ذكرا له.
كل ما وجدته هو
الكلام عن هدنة مؤقتة أو دائمة، هدنة بهذه
الشروط او تلك، قبول او رفض، التزام أو
خرق، اما هدنة "انسانية"؟
فهذا امر جديد، قد يصبح كثير الاستعمال
مستقبلا نظرا لكثرة الحروبات ولكثرة
المنظرين، ويبدو ان استعماله قد بدأ
بالفعل فقد قرأت في مكان ما عن هدنة
"انسانية"
في عرسال بين الجيش
اللبناني والمسلحين السوريين.
على كل حال ما فهمته
من هذا المصطلح هو التوصل الى هدنة مؤقتة
لاخراج الجثث من تحت الانقاض، لنقل الجرحى
الى المستشفيات، لتفقد ابناء العائلة هل
هم بين الاموات او الجرحى او المشردين،
للوقوف على مدى الدمار.
اي بإختصار لاضفاء
طابع انساني على اعمال لا انسانية.
لست
هنا بصدد الكلام عن انتصارات وهزائم، عن
انجزات وخسائر، حتى انني لست بصدد الكلام
عن مقاومة وصمود وتضحيات وبطولات فسوف
تفيض وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة
والالكترونية بالكلام عن كل هذه النواحي.
ما اريد الاشارة
اليه هنا هو ان هذه الهدنة التي وضعت حدا
لهذه الجولة من الحرب، بغض النظر عن
تسميتها، هي بداية التحضير للحرب القادمة.
لقد
شن سادس اقوى جيش في العالم واكثر جيوش
العالم اخلاقيا خلال شهر وحسب تصريحاته
هو حوالي 60000 هجمة
منها 7178 صاروخا،
15585 قذيفة
بحرية،36442 قذيقة
مدفعية، مئات الاطنان من المواد المتفجرة،
مستعملا طائرات حربية، طائرات بدون طيار،
طائرات هلوكوبتر، صواريخ حديثة تستعمل
للمرة الاولى وقنابل ذكية تستعمل هي
الاخرى للمرة الاولى لتجربتها.
وكل ذلك ضد من؟ ضد
سكان مدنيين لا يملكون اية وسيلة دفاعية:
لا ملاجئ، لا صافرات
انذار، لا اسلحة دفاعية من اي نوع كان.
كل ذلك بحجة "
الدفاع عن النفس
من تنظيمات ارهابية تختبئ بين المدنيين
وتستعملهم كدرع واق".
هذه الاكاذيب احرجت
حتى اشد اصدقاء اسرائيل حماسة واخلاصا،
بعد ان شاهدوا النتائج:
1875 شهيدا أكثر
من80% منهم
مدنيين، منهم 435 طفلا255
إمرأة 79
مسنا، حوالي عشرة
الاف جريح، أكثر من خمسة آلاف بيتا مدمرا
تدميرا تاما وحوالي 30 ألف
بيت مدمر جزئيا، هذا بالاضافة الى هدم
مساجد، مستشفيات، مدارس ومؤسسات مدنية
اخرى.
قد
تستطيع اموال الخليج والدول المانحة أن
تعيد بناء ما تدمر من مباني، ولكن الحرب
القادمة كفيلة باعادة تدميرها تماما كما
تم في هذه الحرب ما اعيد بناؤه في اعقاب
الحرب السابقة. حروب
اسرائيل القادمة لن تتغير وقد تبنتها
وطورتها من استراتيجية الجيش الالماني
في الحرب العالمية الثانية ومن الحروب
الامريكية في كوريا وقيتنام وافغانستان
والعراق وهي الاعتماد الكلي على قوة
النيران وعلى كمية الصواريخ والقنابل
الملقاة (الارض
المحروقة). ولكن
على عكس الاستراتيجية الالمانية والامريكية
التي كانت تعتمد على عنصرين مفقودين في
الاستراتيجية الاسرائيلية، الاول، الحرب
السريعة. والثاني،
نقل المعركة بعيدا عن اراضيها.
انتهت تلك الايام
التي كانت اسرائيل تحسم بها المعركة في
ستة ايام من غير رجعة، وانتهت الايام التي
كانت تنقل بها المعركة بعيدا عن ارضها
وعن سكانها.
الحروب
الاسرائيلية الاخيرة ضد المدنيين (حربان
في لبنان، حربان في الضفة وثلاثة حروب في
غزة) تطول
اكثر واكثر وتقترب اكثر واكثر.
سيناريو الحرب
القادمة سوف يشمل مشاركة فعالة للفلسطينيين
في الضفة الغربية وربما ايضا في الاراضي
الفلسطينية عام ١٩٤٨ ناهيك عن المقاومة
الشعبية عبر حدود فلسطين.
لن تتورع اسرائيل
بقصف جنين ونابلس والخليل بالطائرات
الحربية والصواريخ المتطورة والقنابل
الذكية فقد عملتها في الماضي ولا يوجد
لديها اي مانع من استعمالها في المستقبل،
فحجج الدفاع عن النفس جاهزة.
ولكنها قد تقصف
الناصرة وسخنين وام الفحم بالسلاح نفسه
ايضا. اما
في غزة فقد تستخدم اسلحة دمار شامل، قنبلة
ذرية تكتيكية على سبيل المثال، وكان هناك
من قال في احدى مظاهرات اليميين:
لماذا لدينا ديمونة
ومتى سوف نستعمله؟ في الحرب القادمة لن
يكون عند الفلسطينيين اسلحة دمار شامل.
ولن يكون لديهم
طائرات حربية وصواريخ وقنابل ذكية.
وهم اصلا ليسوا
بحاجة الى مثل هذه الاسلحة.
ستبقى الملاجئ
والانفاق السلاح الدفاعي الاساسي ويجب
البدء في تعميمه في مدن الضفة الغربية
ومدن الداخل. أما
اسلحة اسرائيل للدمار الشامل فيمكن
تحييدها أو تعطيلها ويمكن ان تتحول ضدها.
يبقى الانسان وليس
السلاح هو العنصر الحاسم في الحرب.
No comments:
Post a Comment