مخيم
اليرموك مر من هنا
علي
زبيدات – سخنين
كلنا
يعلم انه اصبح من الصعب بل من المستحيل
أن تجد في عالمنا العربي مواطنا يعيش
بكرامة في وطنه ينعم ولو بنزر قليل من
الحرية ومن حقوق الانسان الطبيعية.
ولكن أن يصبح من
الصعب بل من المستحيل أن تكون لاجئا، مجرد
لاجىء، تعيش في مخيم وتحت رحمة الاخرين،
فهل هذا معقول؟ اليس هذا كثيرا ايها الحكام
والثوار والمسؤولون؟هل يوجد هناك من يعي
ما يحدث؟ لا تستطيع أن تعيش لاجئا في
المخيم ولا تستطيع أن تعيش لاجئا خارج
المخيم. ومن
لا يموت بالرصاص وتحت القصف يموت غرقا أو
جوعا؟ حتى التشرد من جديد اصبح ترفا لا
يتمتع به غير المحظوظين.
علمونا
في التاريخ أن اليرموك هو اسم لاهم معركة
خاضها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد
ضد الامبراطورية البيزنطية انتشر الاسلام
بعدها في بلاد الشام.
وعلمونا في الجغرافية
أن اليرموك نهر ينبع من جبال حوران ويوحد
على ضفتيه سوريا والاردن وفلسطين.
اما السياسة العربية
الحديثة فلم تعلمنا سوى أن اليرموك مخيم
يقع الى الجنوب من دمشق ويفرض عليه الحصار
حتى الموت جوعا.
١٤٢٠
سنة تفصل بين معركة اليرموك الاولى وبين
معركة اليرموك الثانية.
في معركة اليرموك
الاولى انتصر العرب والمسلمون وفي معركة
اليرموك الثانية انتصر العرب والمسلمون.
الفرق انهم في
المعركة الاولى انتصروا على امبراطورية
استعمارية اما في المعركة الثانية فقد
انتصروا على مخيم. وليذهب
خالد بن الوليد الى جهنم فاليوم يوجد
لدينا قادة متدينون يضعون الخلفاء الراشدين
في جيوبهم الصغيرة كما يوجد لدينا رئيس
قومي جدا بل آخر رئيس قومي ينحدر مباشرة
من صلب الرسول لكي يحافظ على دولته القومية.
أشد
ما يغظني ذلك النقاش الغبي والعقيم حول
من هو المسؤول عن نكبة مخيم اليرموك.
ابواق النظام
"القومية"
تتهم الارهابيين،
التكفيريين، الوهابيين، المرتزقة، ثوار
الناتو الخونة، بينما ابواق المعارضة
الاسلامية الورعة تتهم النظام العلوي،
النصيري، الكافر، الفاسد.
ومن لم يمت بقذيفة
قومية يتم نحره بسيف اسلامي.
لم يسقط الاسلام
السياسي أمام عجزه في مواجهة التحديات
التي يفرضها عليه عالم الكفار ولم يسقط
فرسان القومية العربية بسبب هزائمهم
المشينة المتكررة امام إسرائيل والامبريالية
الغربية التي تدعمها، بل يسقط الطرفان
الان على اعتاب مخيم اليرموك.
لا اريد أن اسمع
المزيد من التبريرات فجميع الاطراف تملك
كم لا يحصى منها. اذا
كنتم غير قادرين على حسم معركتكم وغير
قادرين على وقف القتل المتبادل فعلى الاقل
تستطيعون ممارسة القتل الجماعي والعشوائي
خارج المخيم. وهل
تعرفون ماذا أيضا؟ يستطيع النظام السوري
أن يأخذ معه القيادة العامة وفتح الانتفاضة
وتستطيع المعارضة أن تأخذ معها حماس
وارحلوا. ولكن
رجاء اتركوا الاطفال والنساء والشيوخ
وباقي المدنيين الذين لا ناقة ولا جمل
لهم في هذا الصراع. لم
يكف انكم استعرتم دموع التماسيح بل استعرتم
جلودها ايضا. لا
احد يملك ميزانا لوزن مسؤولية كل طرف،
وكما يقول اليهود: حكم
القرش كحكم المائة قرش.
واذا كان الامر
يسهل عليكم فلستم وحدكم من يتحمل المسؤولية
فهناك ايضا المجتمع الدولي والامم المتحدة
وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر
الاسلامي ومجموعة عدم الانحياز ومنظمة
التحرير الفلسطينية وسلطة أوسلو ومنظمات
حقوق الانسان. هل
هذا يكفي؟ هل نسيت أحدا؟ كلا، هذا لا يكفي
وقد نسيت الكثيرين. نسيت
أنفسنا، ابناء الشعب الفلسطيني في جميع
اماكن تواجده، الذين نشاهد ما يجرى وكأننا
نشاهد شريطا سينمائيا ولا نحرك ساكنا،
نتحمل قدرا كبيرا من مسؤولية ما يجرى في
مخيم اليرموك. ليزداد
الحراك الشعبي زخما لرفع الحصار.
ليخرج الجميع الى
الشوارع والى الميادين.
وبمناسبة وفاة
السفاح شارون يجب الا نسمح بتكرار نكبة
صبرا وشاتيلا جديدة. يجب
على جميع القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية
أن تصرخ صرخة واحدة: كلنا
مخيم اليرموك.
No comments:
Post a Comment