داخل
الاطار -خارج
الاطار
كيري
يعيد اكتشاف مبادرة السلام العربية
علي
زبيدات – سخنين
لا
يوجد هناك مؤامرة. اطار
السلام الشامل مع اسرائيل حسب مبادرة
السلام العربية التي قدمها الملك السعودي
عبدالله في مؤتمر القمة المنعقد في بيروت
عام ٢٠٠٢ معروف للجميع منذ ذلك الوقت.
"اتفاق الاطار"
الذي يعمل عليه
جون كيري هو ايضا معروف حتى قبل أن يعلن
عنه رسميا. وكان
آخر من تناول تفاصيله صحيفة نيويورك تايمز
بفلم كبير محلليها السياسيين توماس
فريدمان. الخطوط
العريضة وكثير من التفاصيل معروفة لكل
من يريد أن يعرف وهي على بعد كبسة أو كبستين
على لوحة المفاتيح للحاسوب.
كلا الاطارين يعتمد
على وينطلق من مصطلح الاراضي المحتلة عام
١٩٦٧. طبعا،
وهل اردتم ان يعتمد على فلسطين التاريخية؟
انسوا! ولتلافي
العودة الى النقاش البيزنطي حول قرار ٢٤٢
هل المقصود الاراضي المحتلة ام أراض
محتلة، قام الوصي على المبادرة العربية
(جامعة
الدول العربية برئاسة السعودية)
بطرح مبدأ التبادل
الذي تلقفه صاحب الاطار الثاني:
كيري ويبدو انه
ينال موافقة مبدئية من كافة الاطراف.
فاذا تم الاتفاق
على المبدأ فيمكن التغلب على العراقيل
التي تعترض التوصل للاتفاق على التفاصيل.
يتفق
الاطاران العربي والامريكي على ضرورة
التوصل لحل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين.
وبما أن العودة من
وجهة نظر اسرائيلية هي ليست حلا عادلا
وهي لن توافق عليه اصلا بأي حال من الاحوال،
فيجب البحث عن حل "عادل
آخر". ويبدوا
أن جميع الاطراف قد وجدت مثل هذا الحل:
"يعود"بعض
الفلسطينيين الى الدولة الفلسطينية ويتم
توطين البعض في اماكن اخرى وإن لم يكن في
دول عربية فمن الممكن تجنيد كندا واستراليا
مثلا لهذا الغرض والبعض الآخر سوف يكتفي
بالتعويضات. ماذا
يوجد ايضا داخل اتفاق الاطار (أو
بالاحرى الاطارين)؟
تريدون عاصمة في القدس؟ ما المشكلة؟ ابو
ديس تصبح هي القدس الشرقية وهي في الوقت
نفسه خارج الجدار. واذا
كانت ابو ديس لا تكفي فمن الممكن اخراج
حي آخر خارج الجدار وضمه للعاصمة.
اما بالنسبة
للمستوطنات فهي ليست مشكلة على الاطلاق،
فالكتل الكبيرة سوف يتم ضمها إلى إسرائيل
مع تبادل أو بدونه أما بالنسبة للمستوطنات
المبعثرة هنا وهناك فيمكن بسهولة التوصل
إلى حل خلاق مثلا استئجارها لفترة طويلة
ولنقل ل٩٩ سنة، أو اخلائها تدريجيا حسب
تطور الامور، أو ابقائها تحت السلطة
الفلسطينية.
ليس
من باب الصدفة أن عرج كيري بعد زيارته
الاخيرة على الاردن والسعودية.
فقد صرح ابو مازن
بما معناه: انا
موافق على كل ما يتفق عليه الاخوة العرب.
ليتحملوا هم
المسؤولية.
اتفاق
الاطار حسب المعلومات المسربة والمتداولة
ليس فقط انه جاهز بل يحظى بموافقة الجميع.
ولكن من باب
المناورات أوعز ابو مازن لكبير المفاوضين
عريقات وللمالكي بأن يعترضا بشكل معقول
ومعتدل، و يكررا للاستهلاك المحلي الشعار
الذي وصل الى درجة الابتذال حول التمسك
بالثوابت الوطنية. كما
أوعز نتنياهو بالطرف الاخر الى ياعلون
وبانط بالتعبير عن تحفظهم من هذا الاتفاق.
وترك ليبرمان ليعبر
عن الموقف الاسرائيلي الحقيقي عندما صرح:
"أن اقتراح كيري
هو افضل اقتراح يمكن أن نقبله ويجب علينا
أن نقبله".
بينما
يصرح عريقات بأن الجانب الفلسطيني لن
يمدد المفاوضات حتى بيوم واحد بعد انتهاء
الاشهر التسعة المخطط لها، يقول أبو مازن
بأننا سوف نقبل بفترة ثلاث سنوات حتى تكمل
اسرئيل تنفيذ انسحابها ويرى من الضروري
تواجد جنود من حلف الناتو لحفظ السلام.
في النهاية يتفق
الجميع: ابو
مازن وكبير مفاوضيه ووزير خارجيته مع
نتنياهو ووزرائه عن يمينه وشماله بإن
"اتفاق
الاطار" الذي
يحمله كيري ولا يخفي مرجعيته للمبادرة
العربية سوف يفرض على المنطقة بقوة المال
السعودي والخليجي والغربي والذي تسميه
اسرائيل بالسلام الاقتصادي.
ما
تم نسيانه من قبل جميع الفرقاء أن إطارهم
هذا ضيق جدا يضع داخله صورة مشوهة ومهزوزة
للواقع. وان
كافة القوى الحاسمة موجودة خارج هذا
الاطار. وعلى
هذا القوى أن تبدأ فورا في تحطيم إطار
كيري وعبدالله وتصنع صورة مشرقة للمنطقة
بأسرها.