طريق
عابر فلسطين: سخنين
– ام الفحم -بئر
السبع
علي
زبيدات – سخنين
ربما
للمرة الاولى منذ النكبة تشق جماهير شعبنا
طريقا سريعة تربط شمال فلسطين بجنوبها
مخترقة مركزها بخط مستقيم دون لف أو دوران.
حتى الاونة الاخيرة
كانت هذه الطريق شاقة، مليئة بالحفر
والمطبات ولا يسلكها إلا بعض المقتدرين
من النخب السياسية. اما
اليوم فقد اصبحت شريان حياة لا استغناء
عنه اذا ما صمم الشعب الفلسطيني الصمود
والبقاء والحياة. لم
يكن شق هذا الطريق بالامر السهل.
فقد جاء متأخرا
ومتلعثما. ولم
يكن علينا أن ننتظر قانون برافر العنصري
بل كان من الواجب أن نمد هذا الطريق قبل
هذا القانون وبغض النظر عن تداعياته.
من أجل شق هذه
الطريق كان لا بد من اغلاق الشوارع
الاسرائيلية التي تعترضها ومواجهة الشرطة
وحرس الحدود والاشتباك معها.
لا يوجد هناك طريقة
اخرى لمواجهة سياسة التهويد العنصرية.
المسرحيات التراجي
-كوميدية
في الكنيست الاسرئيلي التي يتخللها خطابات
نارية وتمزيق اوراق لا تجدي فتيلا في
مواجهة سياسة التطهير العرقي التي تستمر
الحكومة الاسرائيلية في تنفيذها منذ عام
النكبة وحتى اليوم.
المظاهرات الشعبية
والاضرابات العامة التي تتوج بالعصيان
المدني تسطيع ذلك. وهي
قادرة ليس فقط على مواجهة المخطط بل
والانتصار عليه ايضا.
المظاهرات لنصرة
اهلنا في النقب كانت جيدة ولكننا نطمح
بأن تصبح ممتازة وتجرف أضعاف الجماهير
التي شاركت حتى الآن.
الاضراب هو شكل
راق للتعبير عن الاحتجاج والمقاومة مع
أنه هذه المرة لم يكن شاملا لعدة اسباب
منها: شريحة
واسعة من التجار ما زالت تفضل مصالحها
الخاصة الضيقة على المصالح الوطنية
العامة. والطبقة
العاملة لم تنضم بجحافلها للاضراب نظرا
لعدم تنظيمها وخوفا من فقدان اماكن عملها
في غياب النقابات التي من المفروض ان
تدافع عن حقها بالاضراب، والهستدروت هي
آخر من يقدم المساعدة للعامل العربي
المضرب. وسبب
آخر هو تقاعس الاحزاب السياسية التي اضطرت
القبول بالاضراب تحت الضغط الجماهيري
ولكنها كادت الا تحرك ساكنا من أجل حشد
الجماهير واقناعهم بتبني موقف ايجابي
فعال إزاء الاضراب وربما كان ذلك نابعا
من عدم اقتناعها هي بالاضراب.
على
أي حال، ليس هنا المكان والزمان الملائمين
للخوض باسهاب في دور المؤسسات القيادية
من لجنة متابعة ولجنة توجيه واحزاب سياسية.
يكفي الاشارة هنا
إلى أن طبيعتها المزدوجة:
الرضوخ لمطالب
الجماهير من جهة والتجاوب مع الضغوطات
الحكومية من جهة أخرى، تجعلها عاجزة عن
أخذ دورها القيادي الوطني.
لذلك كانت المواجهات
بين المتظاهرين والشرطة حتى الآن بالرغم
من هذه القيادات وليس بفضلها.
وبالرغم من تجييرها
للحدث بعد وقوعه وبراعتها في جني ثماره
السياسية. أكاد
أن اجزم انه في معظم المواجهات الاخيرة
كان الالتزام الحزبي يتراجع امام الالتزام
الوطني.
سوف
يدخل الخامس عشر من تموز/
يوليو من عام ٢٠١٣
التاريخ الى جانب يوم الارض ويوم النكبة
وانتفاضة الاقصى ليس كيوم للنقب فحسب بل
كيوم لفلسطين، كل فلسطين.
كان يوم غضب بحق.
ولكن كما يبدو لم
يبلغ هذا الغضب ذروته بعد.
ولم يتفجر حمما في
وجه الغاصب المحتل. ولكن
مع هذه الحكومة العنصرية فاننا نسير
بخطوات حثيثة نحو هذا الانفجار.
السمة
البارزة التي ميزت المواجهات الاخيرة هي
الدور المميز للشباب ومقدرتهم على رفض
الوصاية مما يؤهلهم مستقبلا تصحيح المسيرة
وإجراء التغييرات اللازمة والمضي قدما،
بعد تخطي الحدود الوهمية التي تمزق الشعب،
حتى انجاز المشروع الوطني الفلسطيني
بكافة جوانبه وابعاده
واخيرا
وليس آخرا: الحذار
ثم الحذار من عزل هذا اليوم عن الامس وعن
الغد والاستكانة الى الرضى الذاتي وكأننا
قمنا بالواجب وحان وقت العودة للتريث
والهدوء ومنح الفرصة لما يسمى بالحلول
الدبلوماسية. ما
جرى مؤخرا أقرب الى البداية منه إلى
النهاية. واهمية
النضالات تقاس بعواقبها على المدى البعيد.
المهم في هذه
المرحلة أن نبقي الطريق السريعة التي
وحدت فلسطين من اقصاها الى اقصاها مفتوحة
ومزدحمة بحركة الجماهير في الاتجاهيين.
No comments:
Post a Comment