حاور
حوارك لا مفر
علي
زبيدات – سخنين
بالنسبة
لكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب
عريقات، الحياة مفاوضات.
أما بالنسبة لكبير
المحاورين من عرب اسرائيل، سكرتير الجبهة
الديمقراطية للسلام والمساواة المحامي
أيمن عودة فالحياة حوار.
بين مفاوضات ذاك
وحوار هذا اختلت البوصلة وضاعت الطريق
ومعها كافة خوارطها.
بشرتنا
لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية
في أحد بياناتها الاخيرة بتشكيل لجنة
جديدة للاعلام والعلاقات العامة من أجل
" الحوار
مع الجمهور اليهودي"
وأوكلت رئاستها
للمحاور الفذ (بجد)
أيمن عودة الذي
شمر عن ساعدية حالا وملأ صفحتة على الفيسبوك
بالترويج للجنة الجديدة التي فصلت على
مقاساته تماما. لم
يترك أيمن عودة أحدا إلا وجنده من أجل
تسويق هذه اللجنة فبدأ بإقتباس لمحمود
درويش الذي قال: "خير
للضحية أن تعلم جلادها من أن تتعلم منه".
ثم انتقل الى المسيح
الذي قال: "لا
يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى".
ثم ألم يحاور عمر
المختار المحتلين الطليان؟ وألم يحاور
نيلسون مانديلا نظام الابرتهايد في بلاده؟
ولكي يغلق كافة الابواب والشبابيك التي
قد يتسرب منها نقد لمنصبه الجديد ابتدع
شعارا جديدا جاعلا منه عنوانا للجنته
الجديدة يقول: "حوار
لا يرافقه نضال لا طائل منه، وكل حوار لا
يعتمد على العدل والكرامة لا يعول عليه".
ومن حيث يدري أو
لا يدري لخص أيمن عودة تصوره لعمل هذه
اللجنة فلا طائل من الحوار عندما يصبح هو
النضال ولا يعول عليه لانه بالضرورة لا
يعتمد على العدل والكرامة.
كلمة
حوار القديمة منذ أيام سقراط وافلاطون
أصبحت في السنوات الاخيرة كلمة سحرية،
مثلها مثل كلمة سحرية أخرى من تلك الايام
الغابرة "الديمقراطية"
التي تحاول امريكا
فرضها على شعوب العالم بكافة الطرق غير
الديمقراطية. هل
هناك انسان عاقل يستطيع أن يعترض على كلمة
حوار؟ فهناك حوار الاديان وحوار الثقافات
والحوار الوطني. إذن
ما المانع وما الضرر من الحوار مع "الآخر"
، مع الجمهور
اليهودي؟
واضح
أن القضية ليست قضية حوار أو لا حوار،
تماما كما هو واضح أن القضية ليست مفاوضات
أو لا مفاوضات. بل
القضية هي هذا الشكل الملموس من الحوار
وهذا الشكل الملموس من المفاوضات.
ولا يستطيع كافة
الانبياء والقديسين والمفكرين والمناضلين
الذين تم تجنيدهم واقتباسهم والذين لم
يتم تجنيدهم واقتباسهم بعد أن يخفي جوهر
القضية. وهو
أن وراء الاكمة ما وراؤها، وأن وراء الحوار
المطروح تكمن اجندة سياسية معروفة جيدا
لجماهير شعبنا. فما
هذاالاستغباء والاستهتار بعقول جماهيرنا؟
وهل من باب الصدفة تم تشكيل مثل هذه اللجنة
في مثل هذا الوقت بالذات واسناد رئاستها
الى سكرتير عام حزب يعرف نفسه بأنه "
الاطار اليهودي
العربي الوحيد في البلاد"
بخلاف كافة الاحزاب
القومية والدينية اليهودية والعربية وان
ضمت في صفوفها يهودا وعربا بنسب متفاوتة
ولكنها لا تعرف نفسها كإطار يهودي عربي.
السؤال الذي يطرح
نفسه هنا: ألا
يأتي هذا الحوار لكي يخدم توجه "الجبهة
الديمقراطية للسلام والمساواة"
السياسي حول
"التعايش
المشترك" والتعاون
مع "القوى
الديمقراطية اليهودية"؟
كان من الاحرى ومن الانفع أن تتبادر لجنة
المتابعة إلى تشكيل لجنة للحوار مع
مركباتها حيث تكاد أن تكون لغة الحوار
فيما بينها معطلة تماما.
أو لجنة للحوار مع
الجمهور العربي التي تدعي اللجنة بأنها
تمثلها.
كما
يقول مثلنا الشعبي: لقد
"طلع
على السنتنا شعر" من
كثرة الحوار. ماذا
فعلنا أصلا من عام النكبة وحتى اليوم غير
الحوار؟ تماما كما أن ارجلنا قد كلت ولم
تعد تحملنا ونحن نركض وراء مفاوضات عبثية.
للأسف الشديد،
الحياة ليست مفاوضات كما انها ليست حوار.
الحياة معاناة
ونضال وتضحية ومقاومة وآمال خائبة واحلام
مصادرة وحقوق مهضومة وألف شي وشيء آخر.
الشعارات حول
الحوار الذي يرافقه نضال، والحوار الذي
يعتمد على العدل والكرامة يفتقد إلى نسبة
كبيرة من المصداقية. طبعا،
من حق أيمن عودة ومن حق غيره أن يحاور من
يشاء متى يشاء وحول أي موضوع يشاء ولكن
في اطار حزبه اليهودي العربي وبتفويض من
هذا الحزب أو من غير تفويض.
ولكن لا أظن أنه
يحق له الحوار باسم الجماهير العربية
التي لم تفوضه بذلك، كما لا أظن أن لجنة
المتابعة بشكلها الحالي تمتلك هذا الحق.
حسب رأيي كان أيمن
عودة مناسبا أكثر في منصبه السابق كرئيس
للجنة مناهضة الخدمة المدنية.
ولكن من أنا لكي
اعترض على التعينات في لجنة المتابعة؟
No comments:
Post a Comment