النكبة
من خبيزة الى القدس
علي
زبيدات – سخنين
بعد
قليل سوف ننطلق الى القدس لاحياء الذكرى
ال٦٥ للنكبة وذلك للمرة الثانية خلال
شهر. المرة
الاولى كانت مسيرة العودة الى قرية خبيزة
المهجرة من تنظيم لجنة الدفاع عن حقوق
المهجرين وتحت رعاية لجنة المتابعة العليا
وبمشاركة معظم الاحزاب السياسية العربية.
غير ان غالبية
الجمهور كان من جيل الشباب المؤطر وغير
المؤطر الذي نقش على رايته شعار:
لن ننسى.
من
ضمن ما قلته في حينه، من وجهة نظر نقدية،
عن مسيرة العودة انها اصبحت مسيرة روتينية
ذات افق محدود تحمل البرنامج نفسه بكل
تفاصيله سنة بعد سنة.
والشيء الوحيد
المتغير هو المكان: كل
سنة قرية مهجرة جديدة، والشيء الاخر الذي
قلته انه لا جدوى على المدى البعيد من حصر
ذكرى النكبة في اطار رد الفعل، أي الرد
على الاسرائيليين تحت شعار:
"يوم استقلالهم
هو يوم نكبتنا". ولكن
الشيء الذي يشفع لمسيرة العودة هو الالتفاف
الجماهيري وخصوصا الشبابي حولها وانجاحها
في جميع الاحوال وابقاء الذاكرة الجماعية
حية. واقترحت
من جملة ما اقترحته أن يكون النشاط المركزي
لذكرى النكبة في الخامس عشر من شهر
أيار/مايو
وهو التاريخ الدولي الرسمي لنكبة فلسطين
ولقيام الكيان الصهيوني على ارضها، ليس
كبديل عن مسيرة العودة بل بالاضافة اليها.
واقترحت أيضا أن
تكون الفترة ما بين التاريخ العبري
والتاريخ الميلادي المتعارف عليه بكاملها
فترة احياء للنكبة بأشكال مختلفة وعلى
كافة الاصعدة.
من
هذا المنطلق جاءت الدعوة التى اخذ زمام
مبادرتها مجموعة من الشباب للتوجة في يوم
النكبة الى القدس خطوة ايجابية جبارة في
الاتجاه الصحيح. فمع
كل الاحترام لقرية خبيزة ولباقي قرانا
المهجرة: هل
يوجد مكان آخر أكثر من القدس يستحق أن
يكون محور ومركز نشاطات احياء ذكرى النكبة؟
ما تتعرض له الفدس من تطهير عرقي وتهويد
وتغيير تاريخها وطبيعتها جعل منها أكثر
مكان يسستحق أن يحتضن العمل المركزي لذكرى
النكبة ليس فقط في هذه السنة بل وفي كل
سنة حتى يتم تحريرها. الرد
الوحيد على السياسة الاسرائيلية لتهويد
القدس وخصوصا من خلال احتفالاتها ب"تحرير
القدس" و"توحيد
القدس" و"
يوم القدس"
هو أن نجعل يوم
الخامس عشر من أيار من كل سنة يوم القدس
الفلسطيني والعربي والعالمي.
وعلى كل فلسطيني
يستطيع الى ذلك سبيلا أن يتوجه في هذا
اليوم صوب القدس للوقوف الى جانب اهلها
في محنتهم وللدفاع عن معالمها واماكنها
المقدسة.
كل
بداية قد تكون في غاية الصعوبة خصوصا في
ظل غياب جهة رسمية منظمة.
ولكن هذه الحالة
بالذات قد تكون في بعض الاحيان نقطة قوة
وحالة صحية في واقع ترهل لجنة المتابعة
كجسم قيادي وعجز الاحزاب السياسية.
سوف يثبت هذا اليوم
أنه يمكن تنظيم يوم نضالي مميز من غير
مبادرة هذه المؤسسات. نقطة
اخرى يجب الحذر منها هي تلك المناكفات
المعروفة بين الاحزاب العربية الاسرائيلية.
وقد بدأت هذه
المناكفات بالفعل منذ اللحظة التى اعلن
فيها عن هذا الحراك. نعم،
يجب توجيه النقد لموقف الحزب الشيوعي
الاسرائيلي وجبهته الديمقراطية للسلام
والمساواة المقاطع ولكن في الوقت نفسه
يجب الحذر من الاحزاب الاخرى المشاركة
والتي كان بعضها مقاطعا في مناسبات اخرى
لا تقل اهمية، والتي تحاول منذ البداية
تجيير هذه المناسبة لمصالحها الحزبية
الضيقة. هذه
الاحزاب هي الاخرى تحمل معها رؤيتها
المحدودة والمتزمتة الى حيث تذهب.
ومما يثير الدهشة
في البيان المشترك الذي اصدرته هذه الاحزاب
دعوة الجماهير الفلسطينية "لزيارة"
القدس وكأنه يوم
كيف واستجمام وليس يوما نضاليا للمسيرات
والتظاهرات الاحتجاجية.
في بعض الاحيان قد
يكون افضل برنامج هو عدم وجود أي برنامج
محدد مسبقا ومعروفة كافة تفاصيله.
الاشكال العفوية
للنضال مطلوبة وضرورية وتحمل في طياتها
روحا ابداعية منعشة وحيوية خصوصا عندما
تكون الاشكال المنظمة غارقة في الركود
وتهيمن عليها روح المحافظة والروتين.
للننطلق
اليوم الى القدس من كل حدب وصوب.
لأن محو اثار النكبة
الفلسطينية يبدأ في القدس وينتهي في
القدس.
No comments:
Post a Comment