الجولة
الاخيرة
علي
زبيدات – سخنين
دخلت
الاحزاب الاسرائيلية (العربية
واليهودية) جولتها
الاخيرة من دعايتها الانتخابية، جولة
الدعاية المرئية والمسموعة.
هل سوف تقنع هذه
الجولة من عجزت اليافطات الضخمة التي
لوثت البلاد بطولها وعرضها والمهرجانات
والاجتماعات والبيانات عن اقناعه؟ لا
ادري. قصدي
أشك في مقدرة هذه الجولة بأن تقنع احدا
من غير المقتنعين أصلا، وزشك ان كان هناك
أصلا من يتابع هذه الجولة ويتنقل من قناة
الى اخرى ومن محطة اذاعية الى اخرى.
كل ما اعلمه ويعلمه
غيري أن هذه الجولة حسب مصادر رسمية تكلف
المواطن دافع الضرائب ٥٠ مليون شيكل.
انا شخصيا اكتفيت
بمشاهدة بعض مقاطع الفيديو التي تطغى على
الشبكات الاجتماعية ويتداول نشطاء الاحزاب
نشرها حتى اصبح من المستحيل لكل متصفح
للشبكة العنكبوتية أن يتحاشاها.
من هذه المقاطع
"العينات"
وبدون الخوض والغوص
بالتفاصيل والتحاليل توصلت الى نتيجة
مفادها انه لا حدود للغباء والاستهبال
المغلف بقناع من الابداع المزيف والإثارة
الرخيصة. وقررت
أن انتظر حتى تنتهي الانتخابات بكل ما
لها وما عليها لكي استطيع أن افكر بشيء
آخر واكتب عن موضوع آخر.
أظن
أن الاحزاب المشاركة قد قالت كل ما تريد
أن تقوله للناخب. وقال
المقاطعون (وأنا
واحد منهم) كل
ما يريدون أن يقولوه أيضا.
تبقى طبعا الفوارق
في امكانيات توصيل ما قيل الى جمهور الهدف.
واضح ان هذه الفوارق
تصب في صالح الاحزاب. ولكن
حسب رأيي لا الاحزاب التي تريد أن تقنع
المواطن بالتصويت لها ولا المقاطعون
الذين يريدون منه الانضمام الى صفوفهم
هما العنصر الحاسم في خيار الناخب.
هناك عناصر عديدة
تلعب دورا في هذا الخيار اهمها مستوى
الوعي والتفكير والبيئة الاجتماعية
والثقافية والسياسية للمواطن.
احدى
"التهم"
التي واجهتني في
هذه الفترة تقول بأن كل كتاباتي وانتقاداتي
اللاذعة موجهة حصرا ضد القوائم العربية
الثلاث المشاركة في الانتخابات وتكاد لا
تتطرق الى الاحزاب الصهيونية.
فبينما تضع القوائم
العربية هذه الاحزاب هدفا لسهامها.
أي أن الاحزاب
العربية تهاجم في دعايتها الانتخابية
الاحزاب الصهيونية المتطرفة بينما يهاجم
المقاطعون الاحزاب العربية.
هذه نظرة مبسطة
وخبيثة تقلب حقائق الامور.
لا يهاجم المقاطعون
الاحزاب العربية لانها تهاجم الاحزاب
الصهيونية بل لانها في نهاية المطاف
تشاركها اللعبة نفسها هذه اللعبة التي
تعود على شعبنا بالضرر والضياع.
لا تكفي الديماغوغية
وقلب الحقائق بهذا الشكل هنا لتشويه موقف
المقاطعة. نحن
نقول بكل بساطة : الكنيست
ليست برلماننا وليست منبرنا وليست ملعبنا.
لا يوجد لدينا ما
نبحث عنه في هذا المكان.
نحن لا نرفض ما
تقوله الاحزاب الصهيونية من "البيت
اليهودي" مرورا
بحزب شاس وحتى حزب الليكود بيتنا والعمل
وباقي الاحزاب الصهيونية فحسب بل نرفض
هذه الاحزاب نفسها. بينما
ترفض الاحزاب العربية ما تقوله الاحزاب
الصهيونية ولكنها تتقبلها كشريك مسيطر
عليها. نعم،
نحن بحاجة الى برلمان يجمعنا ويوحدنا،
ولكن الكنيست لا يمكن أن تكون هذا البرلمان.
فقط برلمان فلسطيني
يستطيع ذلك. ونحن
بحاجة الى منبر نعبر من فوقه عن آمالنا
ونسكب عليه آلامنا. ولكن
هذا المنبر لا يمكن أن يكون في الكنيست
التى قامت من أجل وأد آمالنا وتعميق جروحنا
وآلامنا. ونحن
بحاجة الى ملعب نمارس في باحاته اللعبة
الديمقراطية ولكن الكنيست لا يمكن ان
تكون هذا الملعب التي يمنع اكثر من ٨٠٪
من شعبنا الاقتراب منه.
لا
يوجد نقاش بيننا وبين "البيت
اليهودي" حضاري
أو غير حضاري. من
يريد مناقشة هذا الحزب وغيره من الاحزاب
الصهيونية فليذهب الى الكنيست وليعتلي
منبرها ويقصفه بحمم من الكلمات الملتهبة
والشعارات الرنانة. ومن
ثم ينتهي النقاش فيفوز "البيت
اليهودي" بمستوطنة
جديدة ويفوز المناقش العربي بشهادة تقدير
للمواطنة الصالحة تصدرها الدوائر الرسمية
المدعومة دوليا وعربيا.
ما يوجد بيننا وبين
"البيت
اليهودي" وباقي
الاحزاب الصهيونية هو صراع تناحري وليس
نقاشا من أي نوع كان. نعم
نحن نناقش بشراسة، أي نهاجم الاحزاب
العربية لانها تجر جماهير شعبنا الى
الكنيست وتقدمها، عن قصد او غير قصد، بنية
حسنة او غير حسنة، لقمة سائغة، ضحية على
مذبح الكنيست.
وأخيرا
اوجه سؤالا واحدا للاحزاب العربية وبالاحرى
لجماهيرنا التي وقعت في شباك هذه الاحزاب،
ولا انتظر جوابا وليحتفظ كل واحد منا
بجوابه لنفسه: هل
نحن حقا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني
كما نقول ونتدعي؟ ولماذا لا تطالب الاحزاب
العربية بمنح اهالي القدس والجولان
المحتلين والملحقين حق التصويت للكنيست؟
فقد يؤمن ذلك لها مقعدين أو اكثر في
الكنيست؟ فإذا كان التصويت للكنيست جيد
بالنسبة لنا فلماذا لا يكون جيدا بالنسبة
لاخواننا في القدس والجولان؟ هل نحن شعب
واحد؟
No comments:
Post a Comment