Wednesday, January 02, 2013

كاسك يا كنيست - طيرتلنا السكرة يا تجمع

Version:1.0 StartHTML:0000000167 EndHTML:0000009442 StartFragment:0000000454 EndFragment:0000009426
كاسك يا كنيست - طيرتلنا السكرة يا تجمع
علي زبيدات – سخنين
كتبت في الاسبوع الماضي وفي الاسبوع الذي سبقه أن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" سعيد في قرارة نفسه من قرار لجنة الانتخابات بشطب النائبة حنين الزعبي لأنه يعرف كما نعرف جميعنا وهذا ما حصل بالفعل أن المحكمة العليا سوف تعيدها معززة مكرمة الى "المعركة" الانتخابية. وقلت أيضا أن قرار الشطب وشطب الشطب قدم للتجمع دعاية مجانية تفوق من حيث قيمتها الانتخابية مترجمة إلى أصوات جميع المهرجانات والبيانات والنشاطات التي قام بها التجمع والتي سيقوم بها حتى موعد الانتخابات. وقد قوبل هذا الكلام بالتأييد من البعض والرفض والاستنكار من البعض الآخر الذي اعتبره مجرد تجني وتطاول ومزايدة. على كل حال لكل واحد رأيه وهو حر بهذا الرأي. اليوم وبعد اسدال الستار على المشهد الاول من مسرحية الشطب وشطب الشطب (على وزن قانون الديالتيك: النفي ونفي النفي) تبين لي أن موقفي السابق كان ناقصا وأحادي الجانب. فقد تكلمت عن الدعاية المجانية التي منحتها المؤسسة الاسرائيلية للتجمع وقد غاب عن ذهني أن أذكر المقابل: الدعاية المجانية التي قدمها التجمع بدوره للمؤسسة الاسرائيلية. إذ هل يعقل أن تقدم دولة اسرائيل مساعدة هكذا بالمجان؟لوجه الله أو من أجل عيون حنين؟ طبعا لا. نحن نعلم أن جميع خطوات الدولة مدروسة جيدا ومخططة باتقان ولا تبقى للصدفة أي دور. أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا أدعي أن الامر تم بالتعاون وبالتنسيق المسبق بين الطرفين ولكن موضوعيا النتيجة واحدة: التجمع الوطني الديمقراطي رد الجميل للمؤسسة الاسرائيلية أضعافا مضاعفة.
قبل الشطب كنا متفقين أن العنصرية تنخر في هذا الكيان من رأسه وحتى أخمص قدميه وهية صفة طبيعية ملازمة له. وكنا نقول ونحاول أن نقنع العالم أجمع أن الديمقراطية الاسرائيلية هي ديمقراطية مزيفة ومشوهة وتكفي الجرائم التي ارتكبتها مؤخرا لوضعها في مصاف اعتى الانظمة همجية وطغيانا. ولكن بعد عملية شطب الشطب سحب هذا البساط من تحت أقدامنا. أصبح الكلام اليوم: صحيح، يوجد هناك عنصرية وعنصريون في دولة إسرائيل وهذا في حد ذاته أمر طبيعي فهل يوجد في العالم أجمع دولة أو مجتمع يخلو من العنصرية ومن العنصريين؟ وأن دولة إسرائيل بالرغم من ممارساتها غير الديمقراطية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وحصار غزة واعمال القتل والدمار والعقاب الجماعي فإنها تبقى الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط والدليل علي ذلك ليس وجود برلمان وانتخابات، فهناك العديد من الدول لديها برلمانات وتجري بها انتخابات ولكنها لا تصنف ديمقراطية حسب المعايير الغربية، بل بسب قرار مثل الذي اتخذته المحكة العليا بالغاء الشطب بالرغم من إننا نعلم جميعا أن قضاة هذه المحكمة التسعة الذين اتخذوا القرار لا يقلون من حيث العنصرية عن أعضاء لجنة الانتخابات المركزية. لم يعد بالامكان التوجه الى الرأي العام العالمي والطعن بديمقراطية دولة اسرائيل. لا أريد هنا أن اتهم الاحزاب العربية انها بمجرد مشاركتها في انتخابات الكنيست الصهيونية تمنح الشرعية لهذا الكيان ، الذي حصل على شرعيته الدولية منذ عام ١٩٤٧ وعلى شرعيته فلسطينيا بعد اتفاقيات أوسلو وعربيا مع ما يسمى بمبادرة السلام العربية ولكني أتهم الاحزاب العربية المشاركة في الانتخابات بأنها تزود دولة إسرائيل يوميا "بالدلائل" و"البراهين" على ديمقراطيتها وهذه بدورها تستغلها في سياستها الخارجية.
على كل حال، لتنعم الاحزاب العربية بالديمقراطية الاسرائيلية المجبولة بدم شعبنا على مر الاجيال. وليرفع فرسان الكنيست كأس هذه الديمقراطية وليشربوا نخبها في أروقة الكنيست وفي الاستراحات بين جلسة وأخرى وبين سن قانون عنصري وآخر. وليسكروا حتى الثمالة وليثرثروا كما يطيب لهم حول تحصيل الحقوق ومحاربة العنصرية. بالنسبة لي طارت السكرة وضاعت الفكرة. لا تهمني بعد اليوم اذا كانت اسرائيل دولة ديمقراطية أو ثيوقراطية واذا كانت الصهيونية حركة عنصرية أم حركة تحرر وطني. كل ما أعرفة انه حتى لو كانت هذه الدولة جنة الله على الارض لكفرت بها.

No comments: