الانحطاط
الكبير
علي
زبيدات – سخنين
على
الرغم من وفرة التحليلات والنظريات التي
تملأ الصحف والمواقع الاخبارية وتفيض
بها الفضائيات، لم أستطع حتى اليوم أن
أفهم أو أتفهم أو أهضم كيف يمكن لمرشح
رئاسة أغني وأقوى دولة في العالم أن يصل
الى هذا الحضيض الاخلاقي الذي وصله مرشح
الحزب الجمهوري خلال زيارته لإسرائيل
والتي بدأها في بريطانيا وأنهاها في
بولندا حيث كان أينما حل يخلف وراءه كم
هائل من السخافات والقاذورات.
عنوان هذه الجولة
كان واضحا وقد صرح به دون أدنى خجل:
اللهث وراء أموال
اللوبي الصهيوني وأصوات اليهود الامريكيين.
ومن أجل الفوز
بهذين الهدفين فكل شيء مسموح.
الملياردير اليهودي
شلدون ادلسون وعد بالتبرع ب١٠٠ مليون
دولار لحملته الانتخابية، وادلسون هذا
من اشد انصار رئيس الحكومة الاسرائيلية
نتنياهو وباقي اقطاب اليمين المتطرف
وغلاة المستوطنين. وفي
الحفلة الخاصة التي أقامها في القدس
المحتلة لجمع التبرعات حضرها بالاضافة
لاصحاب الملايين اليهود الين قدموا خصيصا
لهذه المناسبة وتبرع كل واحد منهم ب٥٠
ألف دولار، رئيس بلدية القدس نير بركات
وعدد من زعماء المستوطنين.
وهكذا في وجبة عشاء
واحدة جمع السيد رومني ما يزيد على مليون
دولار. لذلك
استحق الحضور مديحا خاصا عندما قال هذا
المرشح الحقير والشحاذ:
أن تفوق اسرائيل
الاقتصادي يعود الى تفوق الثقافة اليهودية
على الفلسطينيين. واخشى
ان اتهم باللاسامية اذا قلت أن هذه الثقافة
التي اعجبتك هي ثقافة الجشع واللهث وراء
الربح من استغلال الآخرين كما يفعل صديقك
ادلسون الذي جمع ثروته من القمار ومن
مصادر قذرة اخرى.
الانحطاط
الاخلاقي لا يقتصر على المرشح رومني بل
يشمل أيضا الرئيس القابع في البيت الابيض
الذي حاول قطع الطريق على رومني يوما قبل
وصوله عندما وقع على اتفاقية لزيادة
التعاون الامني مع اسرائيل.
حتى بدأت اتساءل:
من الذي ينتخب رئيس
أكبر دولة "ديموقراطية
في العالم: الشعب
الامريكي أم اسرائيل واللوبي الصهيوني
وامواله المشبوهة؟ الا يوجد هناك رئيس
أو مرشح رئاسة واحد محترم لا يشترى؟ هل
هذه هي قيم الحرية والديموقراطية التي
تودون تصديرها للعالم؟
ولكن
ما لا أستطيع أن افهمه أو اتفهمه ايضا هو
ذلك الموقف العربي المخزي الذي ما زال
يبحث عن الحجج الواهية لتسويق السياسة
الامريكية في المنطقة.
وهنا لا اتكلم عن
دول الخليج والسعودية وباقي الانظمة
العربية المهترئة التي بلغت من حيث
الانحطاط ما يفوق المستوى الامريكي –
الاسرائيلي، اتكلم هنا عن السلطة التي
ليس فقط انها تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني
بل أيضا ثورته ونضاله من اجل تقرير مصيرة.
في اليوم التالي
من تصريحات رومني القذرة كان هذا الاخير
على موعد مع رئيس الحكومة الفلسطينية وفي
الفندق الذي اطلق منه تصريحاته العنصرية
حيث خشي رومني اذا ما زار رام الله والتقى
برئيسها هناك أن يخسر بعض الدولارات.
وبما ان الجماهير
الفلسطينية لم تستطع استقبال المرشح
الجمهوري بالاحذية كان من الاحرى أن
تستقبل رئيس حكومتها العائد من عنده
بالأحذية. أما
باقي اركان السلطة فقد اكتفوا بإدانة
لفظية لتصريحات رومني وخصوصا بالنسبة
لنقل السفارة الامريكية الى القدس والتغاضي
عن باقي التصريحات وارجاعها الى قلة
معلوماته عن الاوضاع في المنطقة.
حتى أن أحد زعماء
الفصائل اليسارية على ضوء تنافس المرشحين
لكسب رضى اسرائيل واللوبي الصهيوني قد
صرح: "أن
أمريكا قد تفقد مصداقيتها كراعية للعملية
السلمية"،
وصرح آخر: "أن
هذه المزايدات تتكرر كل أربع سنوات قبيل
كل انتخابات رئاسية ولكن بعد الانتخابات
تبقى السياسة الامريكية ثابتة".
ويتابع تأكيدا على
كلامه: أن
بوش وكلنتون من قبل قد وعدا في حملتهما
الانتخابية بنقل السفارة الامريكية الى
القدس ولكن بعد انتخابهما لم يفعلا ذلك.
واضح
أن الانحطاط الكبير يوحد الامبريالية
الامريكية واسرائيل والرجعية العربية
في نظام رأسمالي عالمي واحد وعلى الشعب
الفلسطيني وباقي الشعوب العربية أن تبقى
خارج هذا النظام.
1 comment:
شكرا ع الموضوع
Post a Comment