احتلال وول ستريت: خطوة على طريق التحرير
علي زبيدات – سخنين
"جنرال، دبابتك مركبة جبارة
إنها تحطم غابات وتسحق مائة رجل
ولكن بها عيب واحد
إنها بحاجة إلى سائق
جنرال، قاذفتك جبارة
تطير أسرع من العاصفة وتحمل أكثر مما يحمله فيل
ولكن بها عيب واحد
إنها بحاجة إلى تقني
جنرال، الإنسان مفيد
يستطيع أن يطير وأن يقتل
ولكن به عيب واحد
إنه يستطيع أن يفكر"
(من قصيدة للشاعر الألماني التقدمي برتولد بريخت – ترجمة الكاتب)
كتب شاعرنا هذه القصيدة قبل سنوات عديدة. منذ ذلك الحين أصبحت أمريكا سيدة الجنرالات. وأصبحت تمتلك من الدبابات والقاذفات والقنابل النووية ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. ولكنها فشلت في أن تتخلص من العيب الكامن في جميع هذه الأسلحة وهو إنها بحاجة إلى إنسان وفشلت في أن تجعل هذا الإنسان يكف عن التفكير. هذا الإنسان هو الذي يزعزع الآن أعمدة النظام الرأسمالي.
أصبح وول ستريت، بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي قبل 10 أعوام، يشكل أكبر رمز للنظام الرأسمالي العالمي فهو يضم أكبر مركز للقمار عرفه التاريخ الحديث والذي يحمل الاسم المحترم: بورصة نيويورك كما يضم مراكز لأكبر الشركات المالية العالمية. على عكس برجي مركز التجارة العالمي لم يتعرض وول ستريت لعملية إرهابية قادها تنظيم القاعدة بل يتعرض منذ شهرين للحصار بهدف احتلاله من قبل حركة "احتلوا وول ستريت" وهي حركة من الشباب والطلاب والعمال تمثل 99% من الشعب المسحوق مقابل ال1% من المقامرين المختبئين في أوكار وول ستريت. الدولة التي تصدر ديمقراطيتها إلى العالم بواسطة دباباتها وقاذفاتها ترسل اليوم شرطتها لتفريق المتظاهرين بوسائل عنيفة وتمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التعبير عن أفكارهم. الشرطة هي الشرطة في كل مكان هدفها الأساسي هو المحافظة على مصالح الطبقة الحاكمة بكل ثمن.
لم يعد سرا أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف منذ أكثر من 3 سنوات بالنظام الرأسمالي العالمي في عقر دارها هي في تفاقم مستمر. حسب التقارير الرسمية الأخيرة: 50 مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر. نسبة البطالة وصلت إلى 10%. آلاف الوظائف وأماكن الشغل تغلق أبوابها. العديد من الشركات والمصانع تعلن إفلاسها أو ترحل إلى الدول النامية. هذا بالإضافة إلى غلاء المعيشة وأزمة السكن والقروض. الفوارق في الأجور بين العمال ومدراء الشركات المالية الطفيلية وصلت إلى 300 ضعف وأكثر. بينما تحاول الإدارة الأمريكية إنقاذ البنوك والشركات المالية الفاسدة التي تعود إلى 1% من السكان.
لقد علمنا التاريخ، كما حدث في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي أن النظام الرأسمالي عندما يتعرض إلى ركود وأزمة اقتصادية عميقة يصبح أكثر توحشا وعدوانية مما عرض البشرية إلى الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى موت أكثر من 60 مليون شخص وإلى دمار رهيب ما زالت البشرية تعاني منه إلى يومنا هذا. فليس من باب الصدفة تتعالى اليوم أصوات التهديد الامبريالية لتأجيج الحرب ضد إيران وللتدخلات العسكرية في ليبيا وسوريا وأماكن أخرى من العالم. الحرب ضرورية للنظام الرأسمالي لكي يتعافى ويخرج من أزمته ومن حالة الركود والكساد التي يمر بها. فالحرب طريقته المفضلة للهيمنة على النفط والغاز وثروات الشعوب وعلى الأسواق العالمية وتجارة الأسلحة.
الثورة كانت وما زالت أفضل طريقة لإجهاض الحرب الإمبريالية. حركة "احتلال وول ستريت" هي جزء من التحرك الثوري على الصعيد العالمي، فقد انتشرت إلى أكثر من مائة مدينة أمريكية وفي بعضها وصلت إلى درجة المواجهات العنيفة كما حصل في أوكلاند. كما انتقلت المواجهات إلى حوالي 1500 مدينة في كل أرجاء العالم. وفي بعضها وصلت إلى درجة المواجهات بين المحتجين وبين حراس النظام كما حصل في روما ولندن ولشبونة ومدن أخرى. العولمة ألإمبريالية تخلق حركة مقاومة عالمية، أي إنها تخلق الأداة التي سوف تحفر قبرها وتلقي بها إلى مزبلة التاريخ.
وكما يؤكد قانون الرياضيات والمنطق: سالب ضرب سالب يساوي موجب فإن احتلال ضرب احتلال يساوي تحرير.
علي زبيدات – سخنين
"جنرال، دبابتك مركبة جبارة
إنها تحطم غابات وتسحق مائة رجل
ولكن بها عيب واحد
إنها بحاجة إلى سائق
جنرال، قاذفتك جبارة
تطير أسرع من العاصفة وتحمل أكثر مما يحمله فيل
ولكن بها عيب واحد
إنها بحاجة إلى تقني
جنرال، الإنسان مفيد
يستطيع أن يطير وأن يقتل
ولكن به عيب واحد
إنه يستطيع أن يفكر"
(من قصيدة للشاعر الألماني التقدمي برتولد بريخت – ترجمة الكاتب)
كتب شاعرنا هذه القصيدة قبل سنوات عديدة. منذ ذلك الحين أصبحت أمريكا سيدة الجنرالات. وأصبحت تمتلك من الدبابات والقاذفات والقنابل النووية ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات. ولكنها فشلت في أن تتخلص من العيب الكامن في جميع هذه الأسلحة وهو إنها بحاجة إلى إنسان وفشلت في أن تجعل هذا الإنسان يكف عن التفكير. هذا الإنسان هو الذي يزعزع الآن أعمدة النظام الرأسمالي.
أصبح وول ستريت، بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي قبل 10 أعوام، يشكل أكبر رمز للنظام الرأسمالي العالمي فهو يضم أكبر مركز للقمار عرفه التاريخ الحديث والذي يحمل الاسم المحترم: بورصة نيويورك كما يضم مراكز لأكبر الشركات المالية العالمية. على عكس برجي مركز التجارة العالمي لم يتعرض وول ستريت لعملية إرهابية قادها تنظيم القاعدة بل يتعرض منذ شهرين للحصار بهدف احتلاله من قبل حركة "احتلوا وول ستريت" وهي حركة من الشباب والطلاب والعمال تمثل 99% من الشعب المسحوق مقابل ال1% من المقامرين المختبئين في أوكار وول ستريت. الدولة التي تصدر ديمقراطيتها إلى العالم بواسطة دباباتها وقاذفاتها ترسل اليوم شرطتها لتفريق المتظاهرين بوسائل عنيفة وتمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي في التعبير عن أفكارهم. الشرطة هي الشرطة في كل مكان هدفها الأساسي هو المحافظة على مصالح الطبقة الحاكمة بكل ثمن.
لم يعد سرا أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف منذ أكثر من 3 سنوات بالنظام الرأسمالي العالمي في عقر دارها هي في تفاقم مستمر. حسب التقارير الرسمية الأخيرة: 50 مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر. نسبة البطالة وصلت إلى 10%. آلاف الوظائف وأماكن الشغل تغلق أبوابها. العديد من الشركات والمصانع تعلن إفلاسها أو ترحل إلى الدول النامية. هذا بالإضافة إلى غلاء المعيشة وأزمة السكن والقروض. الفوارق في الأجور بين العمال ومدراء الشركات المالية الطفيلية وصلت إلى 300 ضعف وأكثر. بينما تحاول الإدارة الأمريكية إنقاذ البنوك والشركات المالية الفاسدة التي تعود إلى 1% من السكان.
لقد علمنا التاريخ، كما حدث في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي أن النظام الرأسمالي عندما يتعرض إلى ركود وأزمة اقتصادية عميقة يصبح أكثر توحشا وعدوانية مما عرض البشرية إلى الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى موت أكثر من 60 مليون شخص وإلى دمار رهيب ما زالت البشرية تعاني منه إلى يومنا هذا. فليس من باب الصدفة تتعالى اليوم أصوات التهديد الامبريالية لتأجيج الحرب ضد إيران وللتدخلات العسكرية في ليبيا وسوريا وأماكن أخرى من العالم. الحرب ضرورية للنظام الرأسمالي لكي يتعافى ويخرج من أزمته ومن حالة الركود والكساد التي يمر بها. فالحرب طريقته المفضلة للهيمنة على النفط والغاز وثروات الشعوب وعلى الأسواق العالمية وتجارة الأسلحة.
الثورة كانت وما زالت أفضل طريقة لإجهاض الحرب الإمبريالية. حركة "احتلال وول ستريت" هي جزء من التحرك الثوري على الصعيد العالمي، فقد انتشرت إلى أكثر من مائة مدينة أمريكية وفي بعضها وصلت إلى درجة المواجهات العنيفة كما حصل في أوكلاند. كما انتقلت المواجهات إلى حوالي 1500 مدينة في كل أرجاء العالم. وفي بعضها وصلت إلى درجة المواجهات بين المحتجين وبين حراس النظام كما حصل في روما ولندن ولشبونة ومدن أخرى. العولمة ألإمبريالية تخلق حركة مقاومة عالمية، أي إنها تخلق الأداة التي سوف تحفر قبرها وتلقي بها إلى مزبلة التاريخ.
وكما يؤكد قانون الرياضيات والمنطق: سالب ضرب سالب يساوي موجب فإن احتلال ضرب احتلال يساوي تحرير.
No comments:
Post a Comment