علي زبيدات – سخنين
يظن البعض أن إسرائيل هي دولة صناعية فائقة التطور تتمتع بمقدرات تكنولوجية رفيعة وإنجازات علمية في كافة المجالات. وتستخدم تطورها العلمي والتقني في الصناعات المختلفة وخصوصا في الطب والزراعة وباقي الصناعات الدقيقة. قد يحمل هذا الظن بعض الحقيقة، لكن ينسى هؤلاء أن يذكروا بأن الصناعة الأكثر تطورا في إسرائيل هي صناعة الموت لا أكثر ولا اقل.
وأنا لا أقصد بقولي هذا ما اقترفته هذه الدولة وما زالت تقترفه في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية منذ قيامها وحتى اليوم من تشريد ونهب أراضي وحروب مستمرة وحصار الخ. فهذا حسب رأيي مهما بلغت أهميته وقسوته لا يشكل جوهر صناعة الموت الإسرائيلية الأشهر في العالم. ما اقصده هنا هو صناعة الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل وتصديره إلى كافة أرجاء العالم.
طبعا ما هو مخفي في هذا المجال يفوق بما لا يقاس ما هو مكشوف. غير أن ما هو معروف في هذا المجال يكفي لأن يقف العالم بأسرة ليفكر ويتمعن في هذه الحالة الغريبة في عالمنا البشري وبالعواقب الوخيمة التي تحملها في أحشائها.
لأول مرة في التاريخ البشري تقوم دولة صغيرة بكافة المقاييس بإنتاج هذا الكم الهائل من صناعة الموت الذي يشكل خطرا حقيقيا على الحياة في كرتنا الأرضية.
هذه الدولة الصغيرة مدججة بأسلحة الدمار الشامل من أسنانها إلى أخمص قدميها. أحد الأسرار المفضوحة الذي يعرفه القاصي والداني والذي يجبن الجميع تقريبا الحديث عنه هو كون هذه الدولة ترسانة نووية لا تهدد المنطقة فحسب ولا تهدد أمن وسلامة العالم بأسره فحسب، بل أولا وقبل كل شيء تهدد أمن وسلامة المواطنين المحلين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية. ما كشفه مردخاي فعنونو قبل حوالي ربع قرن في هذا المجال لا يتعدى كونه جزءا يسيرا من رأس جبل هائل مخيف. هذه الترسانة النووية لم تصنعها إسرائيل بمفردها بل بمساعد الدول العظمى من الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر لها الحماية والتعاون في كافة المجالات وتزودها بالطائرات القادرة على حمل القنابل النووية، إلى فرنسا التي زودتها بأول مفاعل نووي، إلى ألمانيا ألتي زودتها وتزودها بغواصات نووية. لقد جعلت دولة إسرائيل من نفسها برميلا هائلا من البارود يتهدده الانفجار في كل لحظة.
إسرائيل لا تكتفي بهذا الجانب من صناعة الموت، فهي كدولة صغيرة لا تختص بصناعة الأسلحة الثقيلة مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية والسفن الحربية الكبيرة ولكنها تختص بصناعة الأسلحة الفتاكة مما قل وزنه وزاد ثمنه وتعاظمت قوة دماره. وإذا صحت المعلومات حول التعاون الأمريكي – الإسرائيلي في تطوير ما يسمى ب"الأسلحة المناخية" التي كان زلزال هاييتي نتيجة لإحدى تجاربها، فإن عالمنا مقدم على مصير مجهول.
هذه الدولة الصغيرة هي رابع مصدر للسلاح في العالم. حيث تشكل هذه الصناعة 60% من الصناعة الإسرائيلية وقد بلغت أرباحها في السنة الأخيرة حوالي 7 مليار دولار. هناك 4 شركات إسرائيلية لصناعة الأسلحة تعد من أكبر الشركات في العالم من نوعها وهي: ألبيت، رفائيل، الصناعة العسكرية والصناعة الجوية. أما قائمة منتجاتها في طويلة ومتنوعة تمتد من البنادق والرشاشات إلى مختلف الصواريخ والقنابل المحرمة دولية، ولكن المسموح بها إسرائيليا.
لكي يبقى سوق الأسلحة رائجا فلا بد من استمرار النزاعات المسلحة في شتى أرجاء العالم. تقوم إسرائيل بدور فعال ونشيط في هذا المجال. في زيارته الأخيرة لأفريقيا أصطحب وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان مجموعة كبيرة من تجار الأسلحة. ضباط كبار متقاعدون منتشرون في معظم بلدان العالم في كافة القارات منهم من يخدم الأنظمة الفاسدة ومنهم من يعمل كمرتزقة عند الحركات الانفصالية وكارتيلات الإجرام العالمية. في كثير من الأحيان تقوم إسرائيل بتزويد طرفي النزاع بالأسلحة. غير مهم من يقتل من ولماذا طالما يوجد طلب متزايد للأسلحة الإسرائيلية. أليس غريبا أن نرى في معظم الدول الأفريقية التي تنخرها النزاعات العرقية والسياسية حيث لقمة الخبز غير متوفرة تفيض بالأسلحة؟
دولة إسرائيل، تلك الدولة الديمقراطية، الحديثة المتطورة صناعيا وتكنولوجيا لا تصنع الموت للاستهلاك الداخلي فقط بل للتصدير إلى الخارج أيضا وخصوصا إلى الدول النامية. لا يوجد نزاع في العالم لا يوجد لهذه الدولة أصبع وأحيانا يد كاملة. يكفي أن نذكر هنا بعض الأمثلة التي أصبحت تفاصيلها في متناول الجميع: قامت جورجيا بشن هجوم بالأسلحة الإسرائيلية على إقليم اوسيتيا الروسي مما أشعل الحرب بين روسيا وجورجيا الأمر الذي زاد التوتر وخطر توسع الحرب. التدخل العسكري الإسرائيلي في كردستان العراق قديم جدا ويزداد في هذه الأيام وانتقل إلى العلنية. تقوم إسرائيل بدور شديد الخطورة في شبه القارة الهندية حيث تؤجج النزاع بين الهند وباكستان الأمر الذي يعود عليها بأرباح فاحشة من خلال بيع الأسلحة. في أفريقيا، الحروب المستمرة في الصومال والسودان وارتريا والكونغو ورواندا وغيرها، السلاح الإسرائيلي هو الأكثر رواجا في أيدي الأطراف المتحاربة.
إذن ليس من باب الصدفة أن تشكل إسرائيل حسب استفتاء جرى في الدول أوروبية أكبر خطر على السلام العالمي.
عندما نشير بأصبع الاتهام إلى إسرائيل بأنها تصنع وتصدر الموت فإننا لا نبرئ الدول الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وكافة الدول التي تصنع الموت وتصدره.
العالم سوف يكون أكثر أمانا إذا تخلص من صناع وتجار الموت هؤلاء.
يظن البعض أن إسرائيل هي دولة صناعية فائقة التطور تتمتع بمقدرات تكنولوجية رفيعة وإنجازات علمية في كافة المجالات. وتستخدم تطورها العلمي والتقني في الصناعات المختلفة وخصوصا في الطب والزراعة وباقي الصناعات الدقيقة. قد يحمل هذا الظن بعض الحقيقة، لكن ينسى هؤلاء أن يذكروا بأن الصناعة الأكثر تطورا في إسرائيل هي صناعة الموت لا أكثر ولا اقل.
وأنا لا أقصد بقولي هذا ما اقترفته هذه الدولة وما زالت تقترفه في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية منذ قيامها وحتى اليوم من تشريد ونهب أراضي وحروب مستمرة وحصار الخ. فهذا حسب رأيي مهما بلغت أهميته وقسوته لا يشكل جوهر صناعة الموت الإسرائيلية الأشهر في العالم. ما اقصده هنا هو صناعة الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل وتصديره إلى كافة أرجاء العالم.
طبعا ما هو مخفي في هذا المجال يفوق بما لا يقاس ما هو مكشوف. غير أن ما هو معروف في هذا المجال يكفي لأن يقف العالم بأسرة ليفكر ويتمعن في هذه الحالة الغريبة في عالمنا البشري وبالعواقب الوخيمة التي تحملها في أحشائها.
لأول مرة في التاريخ البشري تقوم دولة صغيرة بكافة المقاييس بإنتاج هذا الكم الهائل من صناعة الموت الذي يشكل خطرا حقيقيا على الحياة في كرتنا الأرضية.
هذه الدولة الصغيرة مدججة بأسلحة الدمار الشامل من أسنانها إلى أخمص قدميها. أحد الأسرار المفضوحة الذي يعرفه القاصي والداني والذي يجبن الجميع تقريبا الحديث عنه هو كون هذه الدولة ترسانة نووية لا تهدد المنطقة فحسب ولا تهدد أمن وسلامة العالم بأسره فحسب، بل أولا وقبل كل شيء تهدد أمن وسلامة المواطنين المحلين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية. ما كشفه مردخاي فعنونو قبل حوالي ربع قرن في هذا المجال لا يتعدى كونه جزءا يسيرا من رأس جبل هائل مخيف. هذه الترسانة النووية لم تصنعها إسرائيل بمفردها بل بمساعد الدول العظمى من الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر لها الحماية والتعاون في كافة المجالات وتزودها بالطائرات القادرة على حمل القنابل النووية، إلى فرنسا التي زودتها بأول مفاعل نووي، إلى ألمانيا ألتي زودتها وتزودها بغواصات نووية. لقد جعلت دولة إسرائيل من نفسها برميلا هائلا من البارود يتهدده الانفجار في كل لحظة.
إسرائيل لا تكتفي بهذا الجانب من صناعة الموت، فهي كدولة صغيرة لا تختص بصناعة الأسلحة الثقيلة مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية والسفن الحربية الكبيرة ولكنها تختص بصناعة الأسلحة الفتاكة مما قل وزنه وزاد ثمنه وتعاظمت قوة دماره. وإذا صحت المعلومات حول التعاون الأمريكي – الإسرائيلي في تطوير ما يسمى ب"الأسلحة المناخية" التي كان زلزال هاييتي نتيجة لإحدى تجاربها، فإن عالمنا مقدم على مصير مجهول.
هذه الدولة الصغيرة هي رابع مصدر للسلاح في العالم. حيث تشكل هذه الصناعة 60% من الصناعة الإسرائيلية وقد بلغت أرباحها في السنة الأخيرة حوالي 7 مليار دولار. هناك 4 شركات إسرائيلية لصناعة الأسلحة تعد من أكبر الشركات في العالم من نوعها وهي: ألبيت، رفائيل، الصناعة العسكرية والصناعة الجوية. أما قائمة منتجاتها في طويلة ومتنوعة تمتد من البنادق والرشاشات إلى مختلف الصواريخ والقنابل المحرمة دولية، ولكن المسموح بها إسرائيليا.
لكي يبقى سوق الأسلحة رائجا فلا بد من استمرار النزاعات المسلحة في شتى أرجاء العالم. تقوم إسرائيل بدور فعال ونشيط في هذا المجال. في زيارته الأخيرة لأفريقيا أصطحب وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان مجموعة كبيرة من تجار الأسلحة. ضباط كبار متقاعدون منتشرون في معظم بلدان العالم في كافة القارات منهم من يخدم الأنظمة الفاسدة ومنهم من يعمل كمرتزقة عند الحركات الانفصالية وكارتيلات الإجرام العالمية. في كثير من الأحيان تقوم إسرائيل بتزويد طرفي النزاع بالأسلحة. غير مهم من يقتل من ولماذا طالما يوجد طلب متزايد للأسلحة الإسرائيلية. أليس غريبا أن نرى في معظم الدول الأفريقية التي تنخرها النزاعات العرقية والسياسية حيث لقمة الخبز غير متوفرة تفيض بالأسلحة؟
دولة إسرائيل، تلك الدولة الديمقراطية، الحديثة المتطورة صناعيا وتكنولوجيا لا تصنع الموت للاستهلاك الداخلي فقط بل للتصدير إلى الخارج أيضا وخصوصا إلى الدول النامية. لا يوجد نزاع في العالم لا يوجد لهذه الدولة أصبع وأحيانا يد كاملة. يكفي أن نذكر هنا بعض الأمثلة التي أصبحت تفاصيلها في متناول الجميع: قامت جورجيا بشن هجوم بالأسلحة الإسرائيلية على إقليم اوسيتيا الروسي مما أشعل الحرب بين روسيا وجورجيا الأمر الذي زاد التوتر وخطر توسع الحرب. التدخل العسكري الإسرائيلي في كردستان العراق قديم جدا ويزداد في هذه الأيام وانتقل إلى العلنية. تقوم إسرائيل بدور شديد الخطورة في شبه القارة الهندية حيث تؤجج النزاع بين الهند وباكستان الأمر الذي يعود عليها بأرباح فاحشة من خلال بيع الأسلحة. في أفريقيا، الحروب المستمرة في الصومال والسودان وارتريا والكونغو ورواندا وغيرها، السلاح الإسرائيلي هو الأكثر رواجا في أيدي الأطراف المتحاربة.
إذن ليس من باب الصدفة أن تشكل إسرائيل حسب استفتاء جرى في الدول أوروبية أكبر خطر على السلام العالمي.
عندما نشير بأصبع الاتهام إلى إسرائيل بأنها تصنع وتصدر الموت فإننا لا نبرئ الدول الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وكافة الدول التي تصنع الموت وتصدره.
العالم سوف يكون أكثر أمانا إذا تخلص من صناع وتجار الموت هؤلاء.