عارنا في في غزة
لم يعد هناك ما يقال لوصف ما يحدث في قطاع غزة من مآسي. لقد قيل كل شيء، حتى استنفذت الكلمات ونضبت الافكار وفقدت الشعارات معانيها. لم ينفع شيء. لا التوسل ولا الاستصراخ ولا المناشدة. كل الحجج التي سيقت لم تكن تساوي جناح بعوضة. الكلام حول قدسية وحرمة الدم الفلسطيني أصبت مقززة ومنفرة. في هذه الحرب القذرة لا يوجد حرمة لشيء. إجترار الكلام حول العودة الى لغة الحوار وبذل المزيد من الجهود لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" أصبح ضحكا على الذقون. وأسوأ من ذلك الكلام حول شماتة الاعداء بنا وتقديم الخدمة للإحتلال وتنفيذ مآربه التي فشل في تنفيذها على مدار سنوات.
كفى كفى مثل هذا الكلام. كفى نفاقا وجبنا. لم أقرأ في كل ما كتب على كثرته كلمة جريئة واحدة تشير بإصبع لا يرتعش الى من هو المسؤول وما هي مسؤوليته. بعضهم عن حسن نية ولكن الاغلبية عن نفاق وجبن كما ذكرت. قد يقولون: لا تزيد الطين بلة ولا تسكب الزيت على النار. وكأنه ما زال هناك أمر يزيد الطين بلة أكثر مما هو مبلول بعد أن وصل الطين الى حلوقنا ومناخرنا وسد علينا منافسنا وها نحن نختنق؟ وهل بقي شيء يزيد النار التهابا؟ لم يبق امامنا سوى معالجة هذا المرض العضال الذي أصابنا إلا عن طريق الصدمة، وحتى ذلك لا يضمن الشفاء.
من هو المسؤول؟
المسؤول الاول:
هو الرئيس محمود عباس (ولا أدري رئيس على ماذا) ومحمد دحلان والطغمة المتواجدة حولهما. هؤلاء الذين يراهنون على الحل الاسرائيلي-الامريكي والمستعدون مقابل الفتات أن يشعلوا فلسطين كلها بنار الفتنة. هؤلاء هم الذين جلبوا المصائب للمنطقة ولشعبنا مع اتفاقيات اوسلو المجحفة. وبالرغم من موت هذه الاتفاقيات وتخلي إسرائيل وامريكا عنها الا انها ما زالت تعشعش في رأس محمود عباس الذي كان أحد مهندسيها. ما زالت هذه الطغمة تلهث وراء أوهام هذه الاتفاقيات التي أصبحت جيفة نتنة. هذه الفئة التي عاثت في البلاد فسادا حتى لفظها شعبنا نهائيا قبل حوالي سنة. الا انها ترفض الرضوخ للأمر الواقع. هذه الفئة الطفيلية تحاول أن تعيش، وككل جسم طفيلي، تحت كل الظروف وبكل ثمن، حتى بإغراق الارض بالدم الفلسطيني بواسطة السلاح الاسرائيلي-الامريكي- العربي الرجعي. إن شعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء منذ عام النكبة الى يومنا هذا يستحق قيادة افضل من هذه القيادة. أن حركة فتح ذات التاريخ الوطني العريق تستحق قيادة افضل من هذه القيادة. إن كل حل جذري لهذه الفتنة لن يتحقق الا بالاطاحة بهذه الطغمة وتكنيسها الى مزبلة التاريخ. تعلمنا نضالات الشعوب التي خاضت الحروب الطويلة والشرسة ضد الامبريالية من أجل حريتها واستقلالها، أن ثمة شرائح معينة من الشعوب المظلومة تتساقط خلال النضال وتربط مصيرها بالقوى الامبريالية. هذا ما شاهدناه في كوبا وفيتنام والجزائر ومصر وغيرها من البلدان.
المسؤول الثاني:
هو خالد مشعل واسماعيل هنية وباقي القياديين في حركة حماس: هذه الحركة التي اكتسبت ثقة واحترام الجماهير الفلسطينية من خلال نضالها العنيد المقاوم للإحتلال والفساد، من خلال تقديمها آلاف الشهداء والجرحى والاسرى، تخوض اليوم معركة للحفاظ على كراسي سلطة وهمية فاسدة. من يكون ضد اتفاقيات اوسلو وضد ما تمخضت عنها من تنازل عن الثوابت الوطنية وتفريط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يتكالب على سلطة جاءت نتيجة لهذه الاتفاقيات. الحرب في شوارع غزة اليوم ليست ضد الاحتلال وليست مقاومة بل هي حرب قذرة من اجل إمتيازات وهمية يقدمها الاحتلال. لقد اصبح نضال حماس ضد سياسة التفريط مشكوكا فيه، خصوصا على ضوء تصريحات مشعل وهنية حول واقعية دولة اسرائيل والهدنة طويلة الامد مقابل دويلة مشوهة في الضفة والقطاع. وما تصريحات قادة حماس بعدم الاعتراف بدولة اسرائيل سوى خداع وذر الغبار في العيون. إذا ارادت حركة حماس العودة الى طريق المقاومة والنضال عليها ترمي عظمة السلطة من فمها وأن تصرح بشكل لا يقبل التأويل بأن هذه السلطة (التي تسمى زورا وبهتانا: سلطة وطنية) غير شرعية، تماما كما ان دولة اسرائيل غير شرعية. اللاشرعي لا يمكن أن يمنح الشرعية لغيره.
المسؤول الثالث:
هو الانظمة العربية الرجعية (وجميع الانظمة رجعية من غير استثناء) التي ربطت مصيرها منذ زمن طويل بعجلة اسرائيل وامريكا والتي ساهمت بتدمير العراق ولبنان وفلسطين والتي تذرف اليوم دموع التماسيح في مكة والقاهرة ودمشق وغيرها من العواصم. هذه الانظمة التي تثير الفتن بواسطة دولاراتها القذرة وتوهم الشعب بانها حريصة على مساعدته وعلى مصالحه. يجب قطع ايدي هذه الانظمة الممتدة لتعكير الجو بتسليح هذا وتمويل ذاك. عليها انت تعرف ان مصيرها هي على كف عفريت ولن تصمد امام اول هبة لشعوبها. فمن الافضل لها أن تتوقف حالا عن سياستها الاجرامية في تحريض طرف ضد آخر واضرام نار الفتنة.
المسؤوول الرابع:
هو باقي تنظيمات الشعب الفلسطيني وحركاته واحزابه وحمعياته التي لا تحصى ولا تعد وأخص بالذكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، جبهة التحرير العربية، جبهة التحرير الفلسطينة، جبهة النضال الشعبي، حزب الشعب وحزب فدا. وبعضها لايحمل سوى اسمه الكبير المخيف ولكنها غير موجودة على أرض الواقع وتكتفي باصدار بيانات الاستنكار والشجب ودعوة الفرقاء المتقاتلين الى وقف القتال، وكذلك الحركات الطلابية في جامعة بير زيت والنجاح والقدس وبيت لحم وغيرها من المؤسسات التعليمية التي من المفترض أن تكون ضمير هذا الشعب الحي، ولكنها تصمت صمت أهل القبور، كذلك لا أنسى الاحزاب العربية الاسرائيلية التعيسة ولجنة المتابعة الاشد تعاسة والتي هي الاخرى تكتفي بنداءات هزيلة لوقف القتال وتعجز حتى عن تنظيم مظاهرة صغيرة تعبر عن السخط الشعبي. على الجماهير الشعبية أن تنزل للشوارع في جميع المدن، ان تفرض الحصار على المقاطعة في رام الله حتى إرغام محمود عباس على حزم امتعته والرحيل، على الجماهير أن تنزل الى الشوارع في القدس والناصرة وسخنين وام الفحم وتل أبيب، وتبعث رسالة واضحة لحكام اسرائيل أن الدم الذي يسفك في غزة هو دمنا.
المسؤول الخامس والاخير:
هو أسرائيل وامريكا ودول الاتحاد الاوروبي المتآمرة، التي تفرض الحصار التجويعي على شعبنا وتسومه اسوأ انواع العذاب منذ سنوات. ولا أريد الخوض مسهبا في دور هذه القوى بما يحصل اليوم في غزة والضفة الغربية وكل أرجاء العالم العربي. حتى الضرير يرى ما تفعله هذه الدول والاصم يسمع ما تقوله والمطبق غباء يفهم سياستها. قد يصرخ البعض ويقول: هذه القوى هي المسؤول الاول وليس الاخير. وانا أقول لا، في هذه الازمة بالذات فإن ترتيب المسؤولية على النحو المذكور أعلاه. ماذا تتوقعون من إسرائيل وأمريكا؟ أن توزع علينا الحلوى والشكولاطة؟ هل ما زال أحد (ما عدا عباس ودحلان) يتوهم بإن هذه القوى تهتم وتقلق على مصالحنا؟
لقد قلت في مقال سابق أن ما يحدث في غزة ليس حربا أهلية، فالحرب الاهلية لها سمات ومميزات أخرى ليس هنا المجال في خوضها. فالحرب الاهلية قد تكون مقدمة لثورة سياسية واجتماعية تقدمية اذا كانت حربا طبقية تخوضها الجماهير المسحوقة بقيادة ثورية تقدمية. ما يجري في غزة هو حرب عصابات بالمفهوم السلبي لكلمة عصابات. حرب يخططها وينفذها ذووا المصالح الخاصة ويزجون في اتونها بجماهير لا ناقة ولا جمل لها بها. وبعملهم هذا يضرون اولا وقبل كل شيء بانفسهم ، أي يحرقون انفسهم على الصعيد الوطني والسياسي.
العمل الجماهيري الواعي والهادف هو الضمان الوحيد القادر على القاء هؤلاء الى المكان الوحيد الذي يستحقونه، الى مزبلة التاريخ. وهذا العمل الجماهيري هو القادر على دفع المسيرة الى الامام حتى تحقيق اهدافها بالحرية والاستقلال.
لم يعد هناك ما يقال لوصف ما يحدث في قطاع غزة من مآسي. لقد قيل كل شيء، حتى استنفذت الكلمات ونضبت الافكار وفقدت الشعارات معانيها. لم ينفع شيء. لا التوسل ولا الاستصراخ ولا المناشدة. كل الحجج التي سيقت لم تكن تساوي جناح بعوضة. الكلام حول قدسية وحرمة الدم الفلسطيني أصبت مقززة ومنفرة. في هذه الحرب القذرة لا يوجد حرمة لشيء. إجترار الكلام حول العودة الى لغة الحوار وبذل المزيد من الجهود لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" أصبح ضحكا على الذقون. وأسوأ من ذلك الكلام حول شماتة الاعداء بنا وتقديم الخدمة للإحتلال وتنفيذ مآربه التي فشل في تنفيذها على مدار سنوات.
كفى كفى مثل هذا الكلام. كفى نفاقا وجبنا. لم أقرأ في كل ما كتب على كثرته كلمة جريئة واحدة تشير بإصبع لا يرتعش الى من هو المسؤول وما هي مسؤوليته. بعضهم عن حسن نية ولكن الاغلبية عن نفاق وجبن كما ذكرت. قد يقولون: لا تزيد الطين بلة ولا تسكب الزيت على النار. وكأنه ما زال هناك أمر يزيد الطين بلة أكثر مما هو مبلول بعد أن وصل الطين الى حلوقنا ومناخرنا وسد علينا منافسنا وها نحن نختنق؟ وهل بقي شيء يزيد النار التهابا؟ لم يبق امامنا سوى معالجة هذا المرض العضال الذي أصابنا إلا عن طريق الصدمة، وحتى ذلك لا يضمن الشفاء.
من هو المسؤول؟
المسؤول الاول:
هو الرئيس محمود عباس (ولا أدري رئيس على ماذا) ومحمد دحلان والطغمة المتواجدة حولهما. هؤلاء الذين يراهنون على الحل الاسرائيلي-الامريكي والمستعدون مقابل الفتات أن يشعلوا فلسطين كلها بنار الفتنة. هؤلاء هم الذين جلبوا المصائب للمنطقة ولشعبنا مع اتفاقيات اوسلو المجحفة. وبالرغم من موت هذه الاتفاقيات وتخلي إسرائيل وامريكا عنها الا انها ما زالت تعشعش في رأس محمود عباس الذي كان أحد مهندسيها. ما زالت هذه الطغمة تلهث وراء أوهام هذه الاتفاقيات التي أصبحت جيفة نتنة. هذه الفئة التي عاثت في البلاد فسادا حتى لفظها شعبنا نهائيا قبل حوالي سنة. الا انها ترفض الرضوخ للأمر الواقع. هذه الفئة الطفيلية تحاول أن تعيش، وككل جسم طفيلي، تحت كل الظروف وبكل ثمن، حتى بإغراق الارض بالدم الفلسطيني بواسطة السلاح الاسرائيلي-الامريكي- العربي الرجعي. إن شعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء منذ عام النكبة الى يومنا هذا يستحق قيادة افضل من هذه القيادة. أن حركة فتح ذات التاريخ الوطني العريق تستحق قيادة افضل من هذه القيادة. إن كل حل جذري لهذه الفتنة لن يتحقق الا بالاطاحة بهذه الطغمة وتكنيسها الى مزبلة التاريخ. تعلمنا نضالات الشعوب التي خاضت الحروب الطويلة والشرسة ضد الامبريالية من أجل حريتها واستقلالها، أن ثمة شرائح معينة من الشعوب المظلومة تتساقط خلال النضال وتربط مصيرها بالقوى الامبريالية. هذا ما شاهدناه في كوبا وفيتنام والجزائر ومصر وغيرها من البلدان.
المسؤول الثاني:
هو خالد مشعل واسماعيل هنية وباقي القياديين في حركة حماس: هذه الحركة التي اكتسبت ثقة واحترام الجماهير الفلسطينية من خلال نضالها العنيد المقاوم للإحتلال والفساد، من خلال تقديمها آلاف الشهداء والجرحى والاسرى، تخوض اليوم معركة للحفاظ على كراسي سلطة وهمية فاسدة. من يكون ضد اتفاقيات اوسلو وضد ما تمخضت عنها من تنازل عن الثوابت الوطنية وتفريط بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يتكالب على سلطة جاءت نتيجة لهذه الاتفاقيات. الحرب في شوارع غزة اليوم ليست ضد الاحتلال وليست مقاومة بل هي حرب قذرة من اجل إمتيازات وهمية يقدمها الاحتلال. لقد اصبح نضال حماس ضد سياسة التفريط مشكوكا فيه، خصوصا على ضوء تصريحات مشعل وهنية حول واقعية دولة اسرائيل والهدنة طويلة الامد مقابل دويلة مشوهة في الضفة والقطاع. وما تصريحات قادة حماس بعدم الاعتراف بدولة اسرائيل سوى خداع وذر الغبار في العيون. إذا ارادت حركة حماس العودة الى طريق المقاومة والنضال عليها ترمي عظمة السلطة من فمها وأن تصرح بشكل لا يقبل التأويل بأن هذه السلطة (التي تسمى زورا وبهتانا: سلطة وطنية) غير شرعية، تماما كما ان دولة اسرائيل غير شرعية. اللاشرعي لا يمكن أن يمنح الشرعية لغيره.
المسؤول الثالث:
هو الانظمة العربية الرجعية (وجميع الانظمة رجعية من غير استثناء) التي ربطت مصيرها منذ زمن طويل بعجلة اسرائيل وامريكا والتي ساهمت بتدمير العراق ولبنان وفلسطين والتي تذرف اليوم دموع التماسيح في مكة والقاهرة ودمشق وغيرها من العواصم. هذه الانظمة التي تثير الفتن بواسطة دولاراتها القذرة وتوهم الشعب بانها حريصة على مساعدته وعلى مصالحه. يجب قطع ايدي هذه الانظمة الممتدة لتعكير الجو بتسليح هذا وتمويل ذاك. عليها انت تعرف ان مصيرها هي على كف عفريت ولن تصمد امام اول هبة لشعوبها. فمن الافضل لها أن تتوقف حالا عن سياستها الاجرامية في تحريض طرف ضد آخر واضرام نار الفتنة.
المسؤوول الرابع:
هو باقي تنظيمات الشعب الفلسطيني وحركاته واحزابه وحمعياته التي لا تحصى ولا تعد وأخص بالذكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، جبهة التحرير العربية، جبهة التحرير الفلسطينة، جبهة النضال الشعبي، حزب الشعب وحزب فدا. وبعضها لايحمل سوى اسمه الكبير المخيف ولكنها غير موجودة على أرض الواقع وتكتفي باصدار بيانات الاستنكار والشجب ودعوة الفرقاء المتقاتلين الى وقف القتال، وكذلك الحركات الطلابية في جامعة بير زيت والنجاح والقدس وبيت لحم وغيرها من المؤسسات التعليمية التي من المفترض أن تكون ضمير هذا الشعب الحي، ولكنها تصمت صمت أهل القبور، كذلك لا أنسى الاحزاب العربية الاسرائيلية التعيسة ولجنة المتابعة الاشد تعاسة والتي هي الاخرى تكتفي بنداءات هزيلة لوقف القتال وتعجز حتى عن تنظيم مظاهرة صغيرة تعبر عن السخط الشعبي. على الجماهير الشعبية أن تنزل للشوارع في جميع المدن، ان تفرض الحصار على المقاطعة في رام الله حتى إرغام محمود عباس على حزم امتعته والرحيل، على الجماهير أن تنزل الى الشوارع في القدس والناصرة وسخنين وام الفحم وتل أبيب، وتبعث رسالة واضحة لحكام اسرائيل أن الدم الذي يسفك في غزة هو دمنا.
المسؤول الخامس والاخير:
هو أسرائيل وامريكا ودول الاتحاد الاوروبي المتآمرة، التي تفرض الحصار التجويعي على شعبنا وتسومه اسوأ انواع العذاب منذ سنوات. ولا أريد الخوض مسهبا في دور هذه القوى بما يحصل اليوم في غزة والضفة الغربية وكل أرجاء العالم العربي. حتى الضرير يرى ما تفعله هذه الدول والاصم يسمع ما تقوله والمطبق غباء يفهم سياستها. قد يصرخ البعض ويقول: هذه القوى هي المسؤول الاول وليس الاخير. وانا أقول لا، في هذه الازمة بالذات فإن ترتيب المسؤولية على النحو المذكور أعلاه. ماذا تتوقعون من إسرائيل وأمريكا؟ أن توزع علينا الحلوى والشكولاطة؟ هل ما زال أحد (ما عدا عباس ودحلان) يتوهم بإن هذه القوى تهتم وتقلق على مصالحنا؟
لقد قلت في مقال سابق أن ما يحدث في غزة ليس حربا أهلية، فالحرب الاهلية لها سمات ومميزات أخرى ليس هنا المجال في خوضها. فالحرب الاهلية قد تكون مقدمة لثورة سياسية واجتماعية تقدمية اذا كانت حربا طبقية تخوضها الجماهير المسحوقة بقيادة ثورية تقدمية. ما يجري في غزة هو حرب عصابات بالمفهوم السلبي لكلمة عصابات. حرب يخططها وينفذها ذووا المصالح الخاصة ويزجون في اتونها بجماهير لا ناقة ولا جمل لها بها. وبعملهم هذا يضرون اولا وقبل كل شيء بانفسهم ، أي يحرقون انفسهم على الصعيد الوطني والسياسي.
العمل الجماهيري الواعي والهادف هو الضمان الوحيد القادر على القاء هؤلاء الى المكان الوحيد الذي يستحقونه، الى مزبلة التاريخ. وهذا العمل الجماهيري هو القادر على دفع المسيرة الى الامام حتى تحقيق اهدافها بالحرية والاستقلال.
No comments:
Post a Comment