لماذا
تركتم محمد القيق وحيدا؟
علي
زبيدات – سخنين
بعد
٩٢ يوما من الاضراب عن الطعام تم تنظيم
تظاهرتين لانقاذ حياة المعتقل محمد القيق
بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل خطير
وللمطالبة باطلاق سراحه فورا من الاعتقال
الاداري الظالم حسب كافة المعايير
القانونية الدولية والانسانية.
كانت التظاهرة
الاولى بمبادرة لجنة الحريات المنبثقة
عن لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير
العربية امام مستشفى العفولة، والتظاهرة
الثانية في حيفا بمبادرة من حراك حيفا.
في كلتا التظاهرتين
تجمع بضع عشرات من المتظاهرين الذين هتقوا
الشعارات المعهودة المتضامنة مع الاسير
القيق والمطالبة باطلاق سراحه الفوري
وشعارات تدين سياسة الحكومة الاسرائيلية
العنصرية.
شاركت
في التظاهرة الاولى على اعتبار، أو على
أمل أن تكون التظاهرة المركزية، بادرت
اليها ونظمتها لجنة منبثقة عن أعلى لجنة
تمثل الجماهير العربية وتشمل كافة الاحزاب
السياسية والمجالس المحلية والبلديات
العربية ومعظم المؤسسات المدنية.
وقد تفاجأت، مثلي
مثل الكثيرين غيري ممن وقفت إلى جانبهم
من غير سابق معرفة، من ضحالة الحضور ومن
كون معظمهم ذو لون سياسي واحد يتبع الحركة
التي ينتمي اليها رئيس لجنة الحريات.
سألني احد الصحفيين
الذي يقوم بتغطية التظاهرة والتقاط الصور
لجريدته ولموقعه الالكتروني:
ما رأيك في التظاهرة
بعد ٩٢ يوما من الاضراب عن الطعام وبعد
الاخبار عن التدهور الخطير في صحته الى
درجة وصف حالته بالاحتضار؟ فأجبت باختصار
وبكل مرارة: بالرغم
من كل ما ذكرت يبدو أن صحة محمد القيق
المدد عى سرير المستشفى ما زالت افضل من
صحتنا نحن الواقفين هنا والقابعين في
بيوتهم، ألسنا في حالة احتضار سياسية طال
امدها؟
عادة،
في مثل هذه المواقف تدور نقاشات جانبية
هادئة احيانا ومحتدة احيانا اخرى.
وقد لفت نظري تعليق
احد المشاركين الذي كما يبدو ينتمي لاحد
الاحزاب السياسية بما معناه:
كفى جلدا للذات
والمزاودة على الاخرين الذين يعملون،
فقيادتنا تبذل كل جهدها وتعمل كل ما
تستطيعه من اجل تحرير محمد القيق وتحرير
باقي الاسرى. فأجبت:
لنبدأ من النهاية،
قد يكون كلامك صحيح بأن القيادة تبذل كل
جهدها وتعمل كل ما تستطيعه، ولكن انظر
حولك، اذا كان ما نراه هو نتيجة لبذل بعض
الحهد وبعض ما تستطيعه "القيادة"
فقد توافقني الرأي
بأن هذه مصيبة ولكن اذا كان ذلك نتيجة
لبذل كل الجهد وكل ما تستطيعه القيادة
كما تقول فالمصيبة اكبر.
واضفت منهيا النقاش
من ناحيتي: ومن
قال لك أن كلامي موجها "للقيادة"
أصلا؟ فلو كانت
المشكلة تكمن في القيادة لوحدهالهانت
ولكن حسب رأيي المشكلة اعمق من ذلك بكثير
فهي تمس الجماهير التي افرزت مثل هذه
القيادة.
انا
شخصيا، لم أر في هذه لتظاهرة أي رئيس سلطة
محلية عربية واحد. واذا
صدف وكان هناك احدهم لم اشاهده فله كل
الاحترام. والله
يعطيه العافية. بعض
الاحزاب السياسية التي تعد من اركان
القائمة المشتركة وتدعي تزعم التيار
الوطني كانت ممثلة بشخص او شخصين.
تصوروا أن مدينة
كسخنين تعد ٣٠ ألف مواطن شارك منها اقل
من اصابع اليد الواحدة.
وكم شخص قدم من
مدينة الناصرة التي تعتبر وبحق عاصمة
جماهيرنا والتي لا تبعد سوى بضع كيلومترات
عن العفولة؟ وأصلا لماذا هذه الدعوة
الخجولة للتظاهرة من قبل لجنة الحريات؟
وهل وصلت إلى معظم جماهير شعبنا أم انها
كانت مصممة مسبقا لتصل إلى لون معين من
الناس؟
لا
ادري ماذا ستكون نهاية محمد القيق بعد ٩٢
يوما من الاضراب عن الطعام في ظل التعنت
الاسرائيلي والعجز الفلسطيني والتخاذل
العربي والتواطؤ العالمي.
ولا استطيع انا او
اي احد غيري أن يدعي بأنه يشعر بما يشعر
به محمد القيق. هو
وحده من يشعر بنوبات الالم، بالتشنجات،
بتعطل اعضائه الداخلية الواحد تلو الآخر،
ولكن في جميع الحالات، حتى وان تم انقاذ
حياته في اللحظة الاخيرة واطلاق سراحه،
لن تكون هناك نهاية سعيدة على طريقة افلام
هوليوود بل نهاية مأساوية تليق بشعب
منكوب. متشائم؟
واقعي؟ لا يهم، ولكن هذه المأساة مهما
كانت نهايتهاستكون نبراسا يضيء الطريق
دامس الظلام نحو الحرية.
No comments:
Post a Comment