Wednesday, May 13, 2015

احياء ذكرى مجزرة الطنطورة - على المجرم أن ينال عقابه مهما طال الزمن



احياء ذكرى مجزرة الطنطورة
على المجرم أن ينال عقابه مهما طال الزمن

علي زبيدات – سخنين

اعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بالتعاون مع اوساط شعبية، في خطوة ايجابية وغير مسبوقة، بيانا لاحياء ذكرى مجزرة الطنطورة في يوم الجمعة، الثاني والعشرين من شهر ايار وذلك على ارض الطنطورة المهجرة أي على الارض التي شهدت الجريمة قبل ٦٧ سنة. وقد ناشد البيان اهالي الطنطورة ممن ما زالوا يعيشون في البلاد وباستطاعتهم الوصول الى قريتهم المهجرة أن يتغلبوا على مخاوفهم مهما كان مصدرها وأن ينفضوا عن ذاكرتهم غبار النسيان واللامبالاة ويشاركوا في هذه الذكرى. كما تضمن البيان دعوة كافة ابناء شعبنا للمشاركة في هذه الذكرى الاليمة.
لقد اقترفت دولة إسرائيل، قبل وخلال وبعد قيامها، العشرات من المجازر الرهيبة. منها ما تم الكشف عنه بعد ارتكابها مباشرة ونالت قسطها من الاعلام ومن ثم من احياء ذكراها مثل مجزرة دير ياسين، كفر قاسم، صبرا وشاتيلا، قانا، مخيم جنين ومنها ما كشف الستار عنه في مرحلة متأخرة ولم تنل ما تستحقه من اهتمام وذكرى ومنها عشرات المجازر التي تم نسيانها أو تناسيها ولم توثق بالشكل الكافي وتنتظر ان تظهر للعالم لكي تساهم في الكشف عن الوجه البشع لدولة اسرائيل.
تعتبر مجزرة الطنطورة التي يتم احياء ذكراها اليوم للمرة الاولى من اشرس وابشع المجازر التي اقترفتها العصابات الصهيونية في عام النكبة. كانت الطنطورة قرية وادعة مسالمة لا تملك جيشا منظما مدججا بالسلاح كما كان حال العصابات الصهيونية التي شنت العدوان عليها لمحوها تماما عن وجه الارض، وصل عدد سكانها إلى ما يزيد عن ١٥٠٠ نسمة يعيشون على صيد الاسماك وزراعة الحمضيات والحبوب. لم تكن مجزرة الطنطورة نتيجة لحرب متكافئة بين طرفين بل كانت جزءا من خطة متكاملة هدفها تطهير الفلسطينيين تطهيرا كاملا من منطقة الساحل ما بين تل ابيب وحيفا وجاءت بناء على قرار مخطط ومدروس اتخذته القيادة الصهيونية، حيث ان الكتيبة ٣٣ التابعة للواء الكسندروني التي هاجمت القرية كانت تابعة للجيش الرسمي الذي شكلته الدولة الوليدة.
يظن البعض أن الستار عن هذه المجزرة لم يزل الا بعد أن قدم المؤرخ تيدي كاتس رسالته لجامعة حيفا للحصول على درجة الماجستير في نهاية سنوات التسعين وبداية سنوات الالفين حيث تعرض المؤرخ لهجوم شرس من قبل المؤسسة الاسرائيلية وصلت الى المحاكم مما اضطرته للتراجع مؤقتا عما توصل اليه في ابحاثه واضطرت جامعة حيفا لسحب الدرجة التي منحتها له. ولكن حقيقة المجزرة كانت معروفة لاهالي القرية الذين نجوا منها ولسكان القرى المجاورة. الا ان شهاداتهم في ذلك الوقت لم تؤخذ بمأخذ الجد ولم يتم توثيقها بشكل جدي مدروس. رسالة المؤرخ تيدي كاتس اكدت شهادات الناجين ممن قدموا شهاداتهم مدعومة هذه المرة باعترافات بعض من شاركوا في هذه المجزرة بالرغم من تراجعهم عن اقوالهم في مرحلة لاحقة. نحن نقدر عاليا دور وجهود المؤرخين اليهود الجدد في اظهار الحقائق ليس بالنسبة لمجزرة الطنطورة فحسب بل في فضح الكثير من الاكاذيب والافتراءات التي روجتها ابواق الدعاية الصهيونية. لسنوات طويلة ادعت هذه الابواق بأن اللاجئين تركوا قراهم ومدنهم بمحض ارادتهم وتلبية لنداءت الزعماء العرب بالنزوح من اجل العودة بعد ان تحرر جيوشهم فلسطين. هذه الافتراءات تم دحضها منذ اليوم الاول لانتشارها من قبل الفلسطينيين الذين هجروا قسرا، ولم تكن دراسات المؤرخين الجدد اللاحقة سوى تأكيدا للرواية الفلسطينية.
في هذه المناسبة ادعو كافة المؤسسات الوطنية وعلى رأسها جمعية الدفاع عن المهجرين الا تكتفي برصد اخبار القرى الفلسطينية التي دمرت وهجرت عام النكبة بل برصد وتوثيق عشرات المجازر التي اقترفها الكيان الصهيوني والعمل على احياء ذكراها على المستوى المحلي بمشاركة من بقي من اهلها وعلى المستوى القطري في مخيمات وبلدان اللجوء. احياء ذكرى المجازر يجب أن يكون مقدمة لملاحقة المجرمين في كافة المحافل الدولية حتى ينالوا عقابهم مهما طال الزمن.

No comments: