انتخابات
الكنيست أقصر طربق للاسرلة
علي
زبيدات – سخنين
سعت
دولة اسرائيل منذ قيامها وبعد أن تخلصت
من غالبية الشعب الفلسطيني إلى أسرلة من
تبقى منه متشبثابارضه وبيته.
ألاسرلة لا تعني
بأي حال من الاحوال جعل هؤلاء الفلسطينيين
اسرائيليين كما يظن البعض، أي منحهم
المواطنة الكاملة في الدولة الوليدة.
بل تعني منحهم
مواطنة شكلية، مشروطة ومشوهة (درجة
ثانية أو ثالثة) بحكم
تواجودهم الفيزيائي لا أكثر.
بينما اقتصرت
المواطنة الحقيقية على اليهود من المستوطنين
القدامي والجدد ولليهود في شتى ارجاء
العالم ممن يحتمل مجيئهم مستقبلا.
اذن لا بد من التمييز
بين ان تكون متأسرلا وبين أن تكون إسرائيليا،
فبينما تبذل الحكومة كل جهدها لاسرلة
الفلسطينيين فهي ترفض جعلهم اسرائيليين
لان ذلك يتناقض مع طبيعة الدولة العنصرية.
وهذا ينطبق على
كبار المتأسرلين الحائزين على منسوب عال
من الاسرلة ويتوهمون بانهم اصبحوا بذلك
اسرائيليين (كشريم)
حتى يقفوا امام
اول اختبار. أسرلة
الجماهير العربية من وجهة نظر اسرائيلية
تعني أن تتخلى هذه الجماهير عن هويتها
الوطنية الفلسطينية أو على الاقل إفراغها
من مضمونها الوطني التحرري، تشويهها
وحشوها بمفاهيم الخنوع والولاء.
طالت
سياسة الاسرلة هذه كافة نواحي حياة
الجماهير العربية السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والثقافية.
حيث مارست الحكومة
سياسة فرق تسد وتعاملت معها على اساس
طائفي: اسلام،
مسيحيين ودروز، وعلى اساس قبلي:
بدو وقرى ومدن،
وجغرافي: جليل
مثلث نقب مدن مختلطة. المهم
في هذه السياسة هو تفتيت الهوية الوطنية
الجامعة بأي ثمن. ومن
اجل تحقيق هذا الهدف شنت الدولة حملة
ممنهجة لمحو الذاكرة التاريخية الوطنية
لهذه الجماهير وتشويه وعيها الوطني
والقومي. الهدف
النهائي لهذه السياسة هو اخضاع وتدجين
الجماهير الفلسطينية وجعلها افرادا
ومجموعات مقطعة الاوصال تعلن ولائها
للدولة مقابل الاستمرار في الحياة.
واجهت
جماهيرنا سياسة الاسرلة هذه من خلال
تمسكها بهويتها الوطنية ومن خلال دفاعها
عن ذاكرتها الجمعية وعن وعيها الوطني
الامر الذي اخرج المؤسسة الاسرائيلية عن
طورها وقامت بتكثيف جهودها لاسراع عملية
الاسرلة. فقد
شهدت السنوات الاخيرة العديد من القوانين
العنصرية التي تهدف حصرا الى ضرب الهوية
الفلسطينية وتقوية مفهوم يهودية الدولة.
في خضم هذا الصراع
المستمر حققت الدولة بعض الانجازات
والمكاسب التي يجب لا نتهاون بها ونتهادن
معها. فسياسة
فرق تسد سببت شرخا لا يمكن نكرانه بين
مركبات جماهيرنا وآخرها كان محاولة سلخ
الشباب المسيحيين عن طريق تجنيدهم والاحداث
الطائفية المتراكمة التي انفجرت في ابو
سنان. غير
أن الخوف الاكبر ليس من سياسة الحكومة
التي اصبحت مفضوحة امام معظم قطاعات شعبنا
بل من المفاهيم الخاطئة التي ما زالت
سائدة في اوساط واسعة من جاهيرنا واخطرها
هو الفصل بين الكنيست والخدمة داخلها
وبين سياسة الاسرلة.
استغرب
أن ترى معظم الجماهير وقواها الفاعلة
وخصوصا شريحة الشباب الخطر الكامن في
الخدمة المدنية وفي الخدمة في سلك الشرطة
والجيش ولا ترى الخطر الكامن في الخدمة
في الكنيست وفي التصويت لها.
عندما يقف عضو
الكنيست امام الكاميرات في جلسة الكنيست
الاولى ويتلى امامه يمين الولاء وهذا
نصه: "انا
التزم بالولاء لدولة اسرائيل واداء واجبي
في الكنيست بأمانة"
ويجيب مرددا:
"انا التزم"،
لا أظن أن الخادم في الخدمة المدنية مجبر
على قول ذلك. ولاء
عضو الكنيست لدولة اسرائيل "اليهودية
الديمقراطية" وسوف
يصبح قريبا ولاء "لدولة
اليهود القومية". فأين
المنطق في ان نعتبر الخدمة المدنية في
مدرسة او مستشفى او حتى في الشرطة أو
الجيش أسرلة بينما الخدمة في الكنيست لا
تمت للاسرلة بصلة بل على العكس، تصبح
واجبا وطنيا. تذكرني
هذه المفارقة العبثية بمقال لاحد المثقفين
المعتبرين الذي ينظر ويمهد الطريق امام
اعضاء الكنيست العرب، حيث يقسم الأسرلة
إلى قسمين: ١)
أسرلة صهيونية
تشترط التخلي عن الهوية الوطنية.
٢)
أسرلة وطنية تتمسك
بالهوية الوطنية هدفها اسماع صوتنا
والدفاع عن حقوقنا. ويدعو
إلى الانخراط في هذه "الأسرلة
الوطنية". بالنسبة
للاحزاب وللنواب العرب الكنيست هي منبر
للاسماع صوتنا والدفاع عن حقوقنا وهذا
هو الشيء الوحيد المهم.
أما كونها السلطة
التشريعية لكيان كولونيالي سنت القوانين
العنصرية وسوف تسن المزيد منها، وتنتخب
رئيس الدولة وتكلف أحد اعضائها لتشكيل
الحكومة فهذا كما يبدو أمر عادي.
الانتخابات للكنيست
الصهيوني ليست فقط اقصر الطرق للأسرلة
بل هو اخطرها و اكثرها فعالية.
من أجل احباط سياسة
الأسرلة ومن أجل الحفاظ على هويتنا الوطنية
يجب مقاطعة انتخابات الكنيست.
نحن شعب فلسطين
والكنيست لا تمثلنا.