Wednesday, September 17, 2014

يوم الشهيد الفلسطيني



يوم الشهيد الفلسطيني

علي زبيدات – سخنين

بعد أقل من اسبوعين سوف تحل الذكرى الرابعة عشرة للاحداث التي اختلفنا حتى على تسميتها، فمنهم من اطلق عليها اسم "هبة القدس والاقصى" وهو الاسم الذي شاع اكثر من غيره، بينما اختصر آخرون الاسم إلى "يوم القدس والاقصى" واكتفى آخرون ب "احداث اكتوبر ٢٠٠٠". لم يأت تعدد الاسماء ، حسب رأيي، من باب الصدفة بل كان القصد منه فصله عن المصطلح الفلسطيني العام الذي فرض نفسه في ذلك الوقت "انتفاضة القدس والاقصى"، وذلك بحجة الوضع الخاص لفلسطيني المناطق المحتلة عام ١٩٤٨. هذا الفصل جر عمليا فصلا آخرا اشد خطورة وهو الفصل بين الشهداء الثلاثة عشرة الذين سقطوا في هذه المناطق وبين باقي الشهداء الذين سقطوا في الضفة الغربية وقطاع غزة. من هذا المنطلق توجهت "مؤسساتنا القيادية" بطلب اقامة لجنة تحقيق اسرائيلية رسمية للجواب عن سؤال رئيسي واحد: " كيف يمكن لدولة أن تطلق النار على مواطنيها"؟.
جرت العادة أن تجلس لجنة المتابعة بكافة مركباتها لكي تقرر كيفية احياء هذه المناسبة وكانت تقرر تنظيم مسيرة مركزية في احدى القرى التي سقط بها احد الشهداء وعلى المستوى المحلي زيارة اهالي الشهداء ووضع الاكاليل على الاضرحة. مع مرور السنوات أخذت هذه المناسبة بالتآكل والاضمحلال واصبح احياؤها نوعا من اسقاط واجب ثقيل من المفضل ان يتم باسرع واسهل شكل ممكن. وهذا ما سوف نشهده في القريب العاجل: ايام قليلة قبل المناسبة سوف تتخذ "قيادتنا" قرارها التقليدي ولكن هذه المرة بدون نفس.
لذلك اقترح الغاء هذه المناسبة بكافة أشكالها المسرحية التي آلت اليها. وهذا ضروري، على ما أظن، من اجل الحفاظ على كرامة الشهداء وعلى مكانتهم في القضية الوطنية. مما لا شك فيه أن الألم الشخصي للعائلات والاصدقاء لن يتوقف ولن يكون له بديلا، وهو اصلا ليس ولم يكن مرتبطا بشكل احياء هذه المناسبة على الصعيد الرسمي.
واقترح ايضا البدء بالتفكير باختيار يوم يسمى: يوم الشهيد الفلسطيني. على غرار يوم الاسير الفلسطيني. نتفق جميعا بغض النظر عن اتجاهاتنا الفكرية وانتماءاتنا الحزبية أن الشهيد هو في المقام الاول والاسير في المقام الثاني من حيث مككانته في القضية الوطنية. فالاول ضحى بحياته بينما الثاني ضحى بحريته. فلماذا اخترنا يوما أطلقنا عليه يوم الاسير الفلسطيني ولم نفكر في يوم نطلق عليه يوم الشهيد الفلسطيني؟ صحيح انه عند اختيار ١٧ أبريل/نيسان ليكون يوم الاسير الفلسطيني كان لدينا بقايا مجلس وطني فلسطيني يتخذ قرارات مثل هذا القرار واليوم أصبح هذا الجسم عبارة عن جثة هامدة، وصحيح ان يوم الاسير نفسه وخصوصا في المناطق المحتلة عام ١٩٤٨ أصابه التآكل والوهن كلما ازدادت اللجان المختصة بالاسرى. ولكن القرار كان سليما، فقد دخل هذا اليوم الى الوعي الجماعي لشعبنا واصبح من المستحيل محوه، لأن هذا اليوم يوحد الاسرى بغض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية وعن مناطق سكناهم. انه عامل موحد ويشكل احد الاعمدة الاساسية للقضية الفلسطينية.
سيكون ليوم الشهيد الفلسطيني الدور الموحد ذاته إذ سيضم جميع الذين استشهدوا من اجل فلسطيني بغض النظر عن زمان ومكان استشهادهم. سيوحد هذا اليوم الذين استشهدوا عام النكبة وقبل عام النكبة، سيوحد شهداء صبرا وشاتيلا مع شهداء حي الشجاعية وشهداء اكتوبر ٢٠٠٠ الثلاثة عشر. سيوحد جميع الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل فلسطين. تاريخ شعبنا يقدم العديد من الايام التي تصلح لاختيار احدها ليكون يوم الشهيد. لقد آن الاوان لكي نصحح خطأ تاريخيا. كم تبدو هذه الفكرة بديهة؟ حتى اكاد لا اصدق انه لا يوجد هناك حتى الان يوم يوحد قافلة الشهداء. حتى دولة اسرائيل اختارت يوما لتخليد ذكرى الذين فتلوا في حروبها.
سيكون مثل هذا اليوم يوم حداد وحزن ولكنه في الوقت نفسه سيكون ينبوعا لا ينضب من الالهام والمعنويات والفخر. لم يعد لدينا منظمة تحرير فلسطينية او مجلس وطني فلسطيني لاتخاذ مثل هذا القرار ولكن الجماهير الشعبية بتنظيماتها وافرادها قادرة على ذلك.


No comments: