احلى
ارهاب في العالم
علي
زبيدات – سخنين
قبل
١٣ عاما، وفي اعقاب الاحداث التي شهدتها
نيويورك من تدمير لبرجي مركز التجارة
العالمي، اعلنت الادارة الامريكية برئاسة
جورج دبليو بوش وباجماع الكونغرس الامريكي
على حزبيه الديمقراطي والجمهوري الحرب
على الارهاب العالمي. وقد
وصفتها وسائل الاعلام الرئيسية في الولايات
المتحدة بانها الحرب العالمية الرابعة
على اعتبار أن الحرب الباردة هي الحرب
العالمية الثالثة تضاف إلى الحربين
العالميتين الاولى والثانية المتعارف
عليهما. اذا
وافقنا على هذا التعريف فإن ما يميز الحرب
العالمية الرابعة، أي الحرب على الارهاب
العالمي، انها على عكس الحروب العالمية
السابقة التي دار رحاها بين معسكرين أو
حلفين يضم كل منهما عددا من الدول، تدور
بين مجموعة دول وتنظيمات تم تعريفها بانها
تنظيمات ارهابية. وبما
انه لا يوجد هناك تعريف واحد معتمد للتنظيم
الارهابي وكل دولة تحتفظ لنفسها بمعايير
خاصة بها عندما تعرف أي تنظيم معارض بإنه
ارهابي، دخلت هذه الحرب الى بيوت الناس
وشوارعهم واحيائهم.
قبل
١٣ عاما، كان تنظيم القاعدة الذي حمل
مسؤولية تفجيرات نيويورك هو التنظيم
الارهابي الرئيسي، على الاقل في أعين
الولايات المتحدة الامريكية هذا بغض
النظر عن الدور الامريكي في بناء، تدريب
وتسليح هذا التنظيم واستخدامه في آخر
معارك الحرب الباردة في الافغانستان.
بادرت الادارة
الامريكية بتشكيل حلف دولي كانت بدايته
في مجلس الامن التابع للامم المتحدة
وانتقل الى حلف شمال الاطلسي الذي شن حربا
لاحتلال افغانستان بحجة معاقبة القاعدة
وحليفتها حركة طالبان الحاكمة في ذلك
البلد. وقد
ظن هذا التحالف بان الحرب ضد القاعدة
والطالبان لن تستغرق سوى قترة قصيرة
ولكنها بعد ١٣ سنة ما زالت على اشدها، بل
حتى في بدايتها. قفد
تحولت المعركة إلى حرب اهلية ضد الحكومة
العميلة من جهة والى حرب تحرير شعبية ضد
الاحتلال الاجنبي من جهة اخرى، وتخطت
تبعاتها الحدود الجغرافية لافغانستان
لتصل الى الدول المجاورة وخصوصا إلى
باكستان. ولم
يكتف هذا التحالف باحتلال افغانستان ولم
يستوعب دروس تورطه فيها فقام بغزو العراق
واحتلاله بناء على اكاذيب وافتراءات حول
اسلحة الدمار الشامل، ولكنه لم يستطيع
التستر على الاسباب الحقيقية وهي احكام
القبضة على مصادر النفط من جهة والحفاظ
على امن اسرائيل من جهة اخرى.
هنا ايضا حاول هذا
التحالف تطبيق سيناريو افغانستان على
العراق، فبعد الاحتلال أقام حكومة من
العملاء الفاسدين لتأمين مصالحه بعد
مغادرة البلد، وبهذا فتح الطريق لحرب
اهلية من جهة ولحرب تحرير وطني ضد الاحتلال
الامريكي من جهة اخرى.
الحرب التي كان
مخطط لها ان تحسم في أقصر وقت نراها بعد
احد عشر عاما ما زالت في اوجها لا بل في
بداياتها، وهنا ايضا تخطت الحرب الحدود
الجغرافية للعراق وتمتد باشكال مختلفة
الى باقي دول المنطقة.
في
الذكرى الثالثة عشر لاحداث نيويورك، يعود
باراك اوباما الذي وعد المواطن الامريكي
بانهاء ما يسمى بالحرب على الارهاب وخصوصا
في افغانستان والعراق والتركيز على معالجة
القضايا الداخلية، الى مجلس الامن الذي
ما زال اداة في يد امريكا لاستصدار قرار
يخوله ضرب "الارهاب"
ومعاقبة كل من
يموله ويزوده بالسلاح.
بناء على هذا القرار
كان من الاحرى ومن المنطقي أن يبدأ اوباما
بضرب ومعاقبة نفسه لانه اكثر من مول
الارهاب وزوده بالسلاح.
من ثم توجه الى
الحلف الاطلسي الذي ابدى عشرة من اعضائه
الانضمام بشكل فعال لحلف جديد لمحاربة
الارهاب بما فيه ارسال الجنود، واصبح هذا
الحلف يضم ٤٠ دولة. وسينضم
اليه المزيد من الدول وخصوصا من الدول
العربية بعد لقاء الفمة المزمع عقده في
هذه الاثناء في جدة والذي يضم الى جانب
جون كيري قادة السعودية ودول الخليج ومصر
وتركيا. ومن
المؤكد ان ينضم اليه المزيد من الدول بشكل
سري. المهمة
الطافية على السطح لهذا الحلف هو ضرب
تنظيم داعش الارهابي الذي يهدد الاستقرار
في المنطقة والسلام العالمي، ولكن مهمته
الحقيقية لا تختلف عن مهام التحالفات
السابقة: احكام
القبضة الغربية على ثروات المنطقة النفطية
وتوفير الامن للدولة العبرية.
قد
يلافي حلف اوباما الجديد نجاحا ملحوظا
في المنطقة خصوصا وان لكل نظام "داعشه"
الخاص.
فالسيسي يحارب
ارهاب الاخوان المسلمين في مصر، اسرائيل
تحارب ارهاب حماس والجهاد في غزة، العراق
يحارب ارهاب الدولة الاسلامية والنظام
السوري يحارب داعش والنصرة وغيرها من
التنطيمات الارهابية.
يبقى هناك بعض
العقبات البسيطة التي يأمل املتحالفون
التغلب عليها بسهولة وبسرعة مثل تحديد
الادوار وتغيير اماكن بعض الفرقاء.
فالنظام السوري
الذي اتهم امريكا بتزعم حرب كونية ضده
يستجدي الان من أجل قبوله عضوا في هذا
الحلف. السعودية
ودول الخليج التي دعمت بشكل او بآخر
التنظيمات الارهابية تبحث عن وسيلة للتنصل
منها مقابل تأمين نظام حكمها.
ايجاد صيغة لقبول
ايران داخل الحلف وفي الوقت نقسه ابقائها
في الخارج. نوري
المالكي قبل سقوطه بأيام (مع
استمرار نظامه) يدعو
الى شن حرب عالمية على الارهاب يقودها
النظام العراقي.
الحرب
سوف تستمر وتصبح اكثر شراسة إذا لم يطرأ
تغيير جذري على تعريف الارهاب بحيث يبدأ
بتعريف الدولة الارهابية قبل تعريف
التنظيم الارهابي. امريكا
في سياستها الخارجية أشد ارهابا من القاعدة
ومن كافة التنظيمات التي صنفتها ارهابية.
ارهاب حكم العسكر
بقيادة السيسي في مصر يقوف بدرجات ارهاب
الاخوان المسلمين. اسرائيل
هي الارهاب بحذافيره مجسدا في دولة، وهكذا
في باقي الدول.
الشعوب
التي تناضل من اجل حريتها واستقلالها هي
وحدها القادرة على تحويل الارهاب إلى
ثورة.
No comments:
Post a Comment