قضايانا
ما بين الداخل والخارج
علي
زبيدات – سخنين
عاتبني
بعض الاصدقاء بأن معظم مقالاتي تتناول
مواضيع بعيدة عن واقعنا المحلي وحياتنا
اليومية، تتناول عادة مواضيع سياسية علي
الصعيد الوطني العام او العربي أو حتى
العالمي. وحتى
اذا كتبت عن السياسة المحلية اخوض بها من
حيث علاقتها بالسياسة الوطنية العامة
مثل ذكرى يوم الارض، ذكرى النكبة، وقضايا
التطبيع وغيرها. ويتابع
المعاتبون عتابهم بان ذلك يأتي على حساب
القضايا اليومية التي تواجها جماهيرنا
وإن مقالاتي نوع من الهروب الى الامام
جاءت لتغطي على غيابي عن الساحة المحلية.
وقد ذكرتني احدى
الصديقات بمقالة كتبتها قبل فترة حول
النظافة في سخنين (وفي
معظم القرى والمدن العربية)
وقد اعجبها وصفي
للوضع بأن مدينة سخنين قبل أن تكون محاصرة
بمستوطنات المجلس الاقليمي مسغاف هي
محاصرة باكوام الزبالة التي صنعناها نحن.
اعترف
جزئيا بهذا العتاب ولا اجد حرجا من القول
بهذه التهمة. طبعا
لدي مبررات كثيرة ولكني لن اسردها جميعها
هنا واكتفي بتبريرين:
الاول، هو العلاقة
المتينة والمتبادلة بين ما هو محلي وما
هووطني (والعالمي)
واولوية الوطني
على الاقل في تقديري.
والثاني، وهو الاهم
أن الانتخابات المحلية قد افرزت ادارات
جديدة ترحب بمن يتحالف معها ويكيل لها
المدائح وتقصي كل من يتجرأ بانتقادها
وخصوصا عندما يكون الانتقاد موجعا.
قضية
النظافة قضية مهمة جدا واعود واكرر ما
قلته سابقا: مشكلة
النظافة في قرانا ومدننا هي قضية تربوية
وثقافية قبل أن تكون قضية ميزانيات.
وقضايا التربية
والتقافة لا تتغير بين يوم وليلة.
فإذا قال بن غوريون
كما تروي الحكاية: سيكون
أمن اسرائيل في خطر عندما ترى العرب يقفون
بالدور قبل دخول الحافلة، اقول:
سوف تصبح مدننا
وقرانا نظيفة عندما يكف السائقون عن القاء
محارم الورق وقناني البلاستك من شبابيك
السيارات.
طبعا
قضية النظافة ليست القضية الوحيدة التي
تعاني منها مدننا وقرانا.
اذا اخذنا مدينة
سخنين كمثل ، وكل مواطن عربي يستطيع أن
يقيس على هذا المثل، هل يستطيع أحد أن
يقدم سببا مقنعا لماذا على العمل في مدخل
البلد وعلى طول الشازع الرئيسي أن يستمر
سنوات طويلة؟ هل هي مجرد ميزانية وتمييز؟
ام يوجد هناك اهمال وسوء ادارة ولامبالاة؟
مما لا شك فيه ان التمييز في الميزانيات
هو سبب هام ووجيه، ولكنه لا يكفي إلا لكي
يكون جدارا للاختباء خلفه.
هذا الوضع بدوره
له علاقة وثيقة بحوادث الطرق التي ما زلنا
نتكلم عنها كقضاء وقدر.
قضية
اخري تطفو على السطح من حين لآخر وتعود
لكي يطويها النسيان هي قضية الهوائيات
ومخاطرها على المواطنين.
حتى الان لم اسمع
بأية بلدية (ائتلاف
ومعارضة) او
احزاب سياسية أو ما يسمى بمنظمات مجتمع
مدني وخصوصا تلك التي تهتم بالبيئة قامت
بمعالجة هذه القضية بشكل جدي.
كنت اتوقع ان تقوم
جمعية الجليل التي تطلق على نفسها مركز
الحقوق الصحية والعدل البيئي للجماهير
العربية بتتبنى هذه القضية وعدم تركها
في أيدي "اتحاد
مدن جودة البيئة" شبه
الحكومي.
هناك
مواضيع محلية اخرى على درجة عالية من
الاهمية والخطورة تعاني منها قرانا ومدننا
بدون استثناء وكل موضوع بحاجة ليس فقط
لمقالة صحفية بل لدراسات عميقة وموسعة
اذكر بعضها بدون الخوض في تقاصيلها:
١)
قضية "دفع
الثمن". أي
الاعتداءات التي يقوم بها أوباش الصهيونية
بتواطؤ من الاجهزة الامنية.
الاجتماع الذي شمل
رجال الدين (من
المسلمين والمسيحين)
ومسؤول مشروع مدينة
بلا عنف وغيرهم ليس سوى مهزلة.
يجب أن تبحث هذه
القضية على مستوى لجنة المتابعة والاحزاب
السياسية، وحتى هذه اشك في مقدرتها على
الرد الحاسم على هذه الاعتداءات.
٢)
قضية توسيع مناطق
النفوذ: الاساليب
المتبعة: استجداء
المجالس الاقليمية أو وزير الداخلية او
تعيين لجان حدود، كلها اساليب اكل الدهر
عليها وشرب وعقيمة. متى
سوف تتحول هذه القضية الى قضية وطنية
تماما كقضية الارض والعودة؟
٣)
قضايا التهجير:
عكا، رمية، النقب
، مصادرة الاراضي وهدم البيوت:
تستحف جميع هذه
القضايا الارتقاء بها الى اعلى المستويات.
وأخيرا،
لكي لا اتهم ثانية بالهروب الى الامام
اقترح العودة الى قضية النظافة ونبدأ
بحملة شعبية تشمل جميع القرى والمدن
العربية لتنظيف الحيز العام بأن يقوم كل
واحد منا بالتقاط شيء من القاذورات من
الشارع والالقاء بها في صندوق القمامة.
No comments:
Post a Comment