اخدم
بلدك لا تخدم عدوك
علي
زبيدات – سخنين
سوف
يعقد في مدينة سخنين في الاسبوع القادم
ما يسمى ب" المؤتمر
الوطني العام ضد كافة اشكال التجنيد".
ومن أجل الاعداد
لهذا المؤتمر أقيمت لجنة خاصة منبثقة عن
لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة
بدورها عن لجنة المتابعة العليا أطلقت
على نفسها "اللجنة
التحضيرية" عقدت
عدة اجتماعات كان آخرها اجتماع في الناصرة
قبل اسبوع سيطر عليه التراشق الكلامي
الحاد بين بعض مركبات هذه اللجنة (جبهة
– تجمع).
قبل
حوالي سنة وبالتحديد في ٨/٦/٢٠١٣
عقد في الناصرة مؤتمر آخر تحت عنوان:
" المؤتمر الوطني
لمناهضة الخدمة المدنية والعسكرية وكافة
اشكال التجنيد". في
اعقاب ذلك المؤتمر، كتبت مقالا راودتني
فكرة إعادة نشره كاملا بدون زيادة كلمة
واحدة للاجابة على السؤال:
ما الجديد الذي
يحمله المؤتمر الحالي في هذا الموضوع؟
وكان سؤالي حينذاك والذي لم انتظر عليه
جوابا: لماذا
كلما علا صراخنا ضد الخدمة المدنية وكلما
اصبحت خطاباتنا أشد التهابا كلما ازداد
عدد شبابنا وفتياتنا المنخرطين في الخدمة
المدنية؟ تقول التقارير (ومن
لديه تقارير اخرى فليبرزها):
قبل عشر سنوات كان
عدد المنخرطين في الخدمة المدنية لا
يتجاوز المائة، وقبل ٨ سنوات اصبح عددهم
٢٤٠ وقبل ثلاث سنوات وصل العدد الى ١٢٥٦
خادما، ومع انبثاق لجنة مناهضة الخدمة
المدنية عن لجنة المتابعة العليا ارتفع
العدد خلال سنة واحدة ليصل عشية انعقاد
المؤتمر العام في الناصرة قبل سنة إلى٢٧١١
خادما وها هو اليوم على اعتاب مؤتمر سخنين
يتجاوز عددهم ٣٥٠٠ مع نية المؤسسات
الحكومية الوصول حتى نهاية السنة إلى
٦٠٠٠ خادما مدنيا. ألم
يكن من الافضل لو أغلق "ممثلوننا"
أفواههم؟
الذين
أعدوا وحضروا مؤتمر الناصرة قبل عام هم
انفسهم الذين يحضرون مؤتمر سخنين اليوم،
ربما بتعديلات طفيفة بالاشخاص وليس
بالنهج. وهم
انفسهم الذين سيلقون بخطاباتهم الملتهبة
حول تفكيك هوية المجتمع الفلسطيني وتحويله
الى طوائف متناحرة وضرورة التصدي للمخططات
الحكومية من خلال وضع خطة عمل تشارك بها
الاحزاب والسلطات المحلية، الخ.
الخ..
هل سيقوم احدهم
بتقييم ما فعلوه على الاقل في السنتين
الاخيرتين؟ هل سيعترف أحدهم بالفشل؟ لا
أظن هذا اذا لم يحولوه إلى نجاح باهر.
كان
مؤتمر الناصرة في السنة الماضية بالاساس
ردا على قانون "المساواة
بتقاسم العبء" الذي
قدمته الحكومة وصادقت عليه الكنيست.
وقد فشل المؤتمر
في مواجهة القانون حيث تضاعف تقريبا عدد
المنخرطين بالخدمة المدنية.
وجاء مؤتمر سخنين
اليوم للرد على قانون خدمة الشباب المسيحيين
حيث وصل عدد الشبان المسيحيين الذين
تقدموا للخدمة في الجيش إلى ٣٠٠ خادم،
وللخدمة الوطنية في مؤسسات اخرى الى ٤٢٩
خادم.
ينبع
الفشل الاول من ان كل تحركاتنا تبقى محكومة
بالفعل ورد الفعل. بل
اكثر من ذلك: مواجهة
فعل مخطط ومدروس برد فعل عفوي وعابر.
لا يمكن مواجهة
السياسة الحكومية بالخطابات، ليس على
منبر الكنيست وليس في المؤتمرات.
هل تستطيع زعاماتنا
الراهنة أن تخترق هذه الدائرة المغلقة؟
بكل تأكيد لا. الخدمة
المدنية تتم تحت يصر وسمع رؤساء البلديات
ولمجالس المحلية، في المدارس والمؤسسات
الاخرى التابعة لها. الخدمة
المدنية الكبرى التي يقدمها اعضاء الكنيست
العرب للدولة تفقدهم المصداقية في مناهضة
الخدمة المدنية الصغرى.
الشرط
الاول لنجاح أي حراك مناهض للخدمة المدنية
هو رفع وصاية رؤساء السلطات المحلية
واعضاء الكنيست عنه. يجب
الكف عن عقد المؤتمرات التي تدعو لها
لجنة المتابعة العليا ولجنة مناهضة الخدمة
المدنية المنبثقة عنها والتي ترش عليها
بعض البهارات بالحديث عن التعاون مع
"الحملة
الاهلية لمناهضة الخدمة المدنية".
الحملة الاهلية
أصلا لا يمكن أن تكون أهلية حقا إلا اذا
هي بادرت بعقد هذه المؤتمرات، وبعدها
تستطيع أن تقول بحذر شديد:"بالتعاون
مع لجنة المتابعة ولجنة السلطات المحلية".
الضريبة الكلامية
حول دور الشباب بصفتهم الشريحة المستهدفة
لا تكفي.
من
أجل تقديم البديل لمخططات الخدمة المدنية
الحكومية ينبغي القيام بدراسات عميقة
حول احتياجات وميول الشباب، مثلا:
لماذا معظم الملتحقين
بالخدمة المدنية من الفتيات؟ ماذا نعرف
عن ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية؟
ولماذا نتركهن فريسة للمؤسسات الحكومية؟
قبل أن يقوم احد أعضاء الكنيست الاشاوس
في أحد المؤتمرات ويقول:
"يجب فرض حرمان
الزواج على الفتيات اللاتي يقمن بالخدمة
المدنية". لو
قامت كل بلدية بخصم ١٠٪ من معاشات كبار
موظفيها وخصصت المبلغ لدعم الفتيات لما
احتجن للخدمة المدنية ولكان بالامكان
توفير فرصة ومكان لخدمة مجتمعهن وبلدهن.
هل يوجد هناك ولو
سلطة محلية عربية واحدة تقدم منحة دراسية
لطالبة محتاجة؟.
ايجاد
بديل للخدمة المدنية الحكومية ليس مستحيلا،
بل وليس على تلك الدرجة من الصعوبة.
كل ما هو مطلوب أن
يتنازل المؤتمرون عن بعض خطاباتهم
وشعاراتهم فقط ويبدلوها بدراسات هادفة
وبعض الخطوات العملية .
لنبدأ بتغيير شعار
المؤتمر الجامد والسلبي:
"ارفض، لست
خادما" الى
شعار حي وايجابي: "اخدم
بلدك، لا تخدم عدوك".