ثوار
آخر زمن
على
زبيدات – سخنين
الاتهامات
الخطيرة التي تراشقها مؤخرا وعلى رؤرس
اللاشهاد كل من محمود عباس ومحمد دحلان
يجب أن تضيء ضوءا احمرا امام كل فلسطيني
بغض النظر عن مكان اقامته وعن مركزه أو
عن الفصيل الذي ينتمي اليه.
لا يمكن القول بعد
الآن بأن ما يجري هي صراعات داخل تنظيم
فتح ولا يحق لاحد أن يحشر انفه فيها.
فالقضية تجاوزت
منذ وقت بعيد حدود الفصيل واصبحت تعرض
مجمل القضية الفلسطينية للاندثار والزوال.
لم
تكن حركة فتح، منذ تأسيسها وحتى اليوم،
بمنأى عن الصراعات الداخلية.
هذه الصراعات التي
وصلت في كثير من الحالات الى الاشتباكات
المسلحة والتصفيات الجسدية.
منذ البداية، شكل
تأسيس الحركة ارضا خصبة لمثل هذه الصراعات
حيث جاء جيل المؤسسين من تيارات مختلفة
بل ومتناقضة فمنهم من ترعرع في احضان حركة
الاخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي
ومنهم من كان ينتمي الى احزاب قومية مثل
حزب البعث وحركة القوميين العرب ومنهم
من كان بدون ولاء تنظيمي.
في ذلك الوقت كانت
تداعيات النكبة ومن ثم هزيمة حزيران ١٩٦٧
قد فرضت على جميع التيارات أن تتعايش مع
بعضها البعض. فكانت
دعاية فتح والتي وجدت آذانا صاغية عند
اوساط واسعة من الشعب الفلسطيني انه لا
يمين ولا يسار في الثورة الفلسطينية ولا
تقدمية أو رجعية ولا برجوازية او طبقة
عاملة، فالكيان الصهيوني سلب ارض الجميع
وهجر الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم
الطبقية،الاجتماعية والفكرية.
وتضيف هذه الدعاية
انه يجب تجميد كافة الخلافات والتناقضات
إلى ما بعد التحرير. صمدت
هذ النظرية لفترة من الزمن لا تتعدى
العشرة اعوام وبالتحديد من الانطلاقة
عام ١٩٦٥ وحتى تبني البرنامج المرحلي عام
١٩٧٤ وكانت هذه القترة بمثابة الفترة
الذهبية لحركة فتح حيث استطاعت ليس فقط
الاستحواذ على دعم وتعاطف معظم أبناء
الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بل
استطاعت ايضا أن تدب روح الذعر في الكيان
الصهيوني.انتهت
هذه الفترة مع جنوح الدول العربية، ومعها
قيادة حركة فتح التي هيمنت على منظمة
التحرير، الى طريق التسوية السلمية
ابتداءا بمؤتمر جنيف ومن ثم كامب ديفيد
وحتى أوسلو. وكان
الانشقاق الاول في حركة فتح من قبل ابو
نضال الذي شكل فتح – المجلس الثوري وشرع
بتصفية قيادات فتح الذين اتهمهم بالانحراف
وتقديم التنازلات للعدو الصهيوني.
هذا لا ينفي وجود
انظمة عربية استغلت تنظيم ابو نضال لتمرير
مآربها الخاصة. جاء
الانشقاق الثاني الاشد خطورة في صفوف فتح
بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام
١٩٨٢ والذي اسفر عن اقامة تنظيم فتح
الانتفاضة الذي خاض وما زال يخوض صراعا
مريرا مع القيادة التقليدية التاريخية
لحركة فتح.
ولكن
هذه الانشقاقات وغيرها من صراعات كانت
على الاقل تعتمد على مواقف سياسية وخلفية
نظرية. اما
الصراع الاخير بين عباس ودحلان فعلى ماذا
يعتمد؟ فقد كانا حليفين ملتصقين.
اولا، في مواجهة
ياسر عرفات واليوم كل واحد يتهم الاخر
بدس السم له. وثانيا،
في اعقاب انتخابات المجلس الثوري لحركة
فتح عام ٢٠٠٩ حيث ضم الطرفين تحالف وثيق.
الان لا تقتصر
التهم على لغز اغتيال عرفات بل تشمل ايضا
سلسلة من الاغتيالات طالت قيادات من فتح
ومن حماس من ضمنهم صلاح شحادة الذي اغتالته
اسرائيل وهذا يعني التخابر المباشر مع
اجهزة الامن الاسرائيلية وهذا بدوره يعني
الخيانة العظمى. اما
عن الفساد بكافة اشكاله فحدث ولا حرج.
كيف يمكن أن نستوعب
كل هذه الاتهامات التي يستصعب الفلسطيني
العادي تصديقها؟ فاذا كانت صحيحة ولو
بشكل جزئي تبقى مصيبة.
واذا كانت غير
صحيحة وهي مجرد تبادل شتائم في ساعة غضب
يقوم بعدها الاشقاء العرب (من
السيسي وحتى امير الامارات)
بمساع حميدة
للمصالحة تكون المصيبة اكبر.
هل
عرفتم الان لماذا تنحدر القضية الفلسطينية
برمتها وبخطوات سريعة الى الحضيض وعلى
كافة المستويات؟ اذا عرف السبب بطل العجب:
بسبب مثل هذه
القيادات المهترئة. على
الكوادر الفتحاوية الشريفة التي لم تفسدها
السلطة بعد بدولارات النفط والدول المانحة
أن تبادر وتكنس مثل هذه الزعامة المتعفنة
الى مزبلة التاريخ.
No comments:
Post a Comment