المنظمات
الصهيونية تزرع والكيان الصهيوني يحصد
علي
زبيدات – سخنين
في
نقاش صاخب جمعني مع بعض الاصدقاء صدمت من
حماسة البعض في الدفاع عن المنظمات
الصهيونية، وخصوصا عن منظمة الجوينت التي
تجتاح البلد منذ عدة سنوات.
وكان دفاعهم يعتمد
على ان هذه المنظمات تقدم الدعم الانساني
خصوصا للاوساط الضعيفة والمهمشة مثل
النساء، المسنين والشباب في ضائقة وكل
ذلك بدون مقابل. ويتابع
هذا البعض دفاعه زاعما:
أن كل من يعارض
نشاطات هذه المنظمات فهو مصاب بالانعزالية
والانغلاق والمواقف العدمية.
والاحرى بنا
كمؤسسات وكأفراد وخصوصا المثقفين الترحيب
بهذه المنظمات "الانسانية
وفتح الابواب على مصراعيها أمامها.
حقا،
ان الجوينت تطلق على نفسها منظمة "انسانية"
بل هي اكبر منظمة
يهودية "انسانية"
في العالم اذ تنشط
فيما لا يقل عن ٧٠ دولة.
(كافة المعلومات
من موقعها الرسمي). وتدعي
بأنها منظمة غير سياسية وغير ربحية قامت
من أجل: "مساعدة
الجاليات اليهودية في العالم وفي ارض
اسرائيل خصوصا في حالات الطوارىء والازمات".
ومهمتها الاساسية
في البلاد مساعدة الدولة لاقامة مجتمع
قوي، ولكي يكون المجتمع قويا يجب العمل
على تقليص الفجوات الاجتماعية.
اذن،
لمنظمة الجوينت يوجد هدف وهي لا تخفي
هدفها هذا وبالتالي لا تقدم مساعداتها
مجانا لوجه الله. منظمة
اخرى ناشطة في وسطنا العربي هي صندوق
ابراهام الذي يدعي بانه يقدم مساعداته
بدون تفرقة على اساس الدين، العرق أو
الجنس. لكنه
يختبىء وراء شعار المساواة في الحقوق
ويفضح نواياه بنفسه عندما يقول ان هدفه
"ترسيخ
المواطنة الكاملة لتكون البيت القومي
للشعب اليهودي وبيت مواطنيها العرب".
لذلك ليس من باب
الصدفة ان يقدم هذا الصندوق مساعداته
للتنظيمات التي ترفع راية التعايش المشترك
المزيف.
لم
يعد بالامكان حصر عدد المنظمات الصهيونية
والمؤيدة للصهيونية التي تغزو مجتمعنا
من مدارس وجمعيات ونوادي ومؤسسات اهلية
. اذكر
هنا بعضها: الصندوق
الجديد لاسرائيل، مؤسسة فورد، صندوق
فريدريخ ايبرت، صندوق كونارد ادينوار،
هاينريخ بيل والاتحاد الاوروبي.
وقد وصل الامر قبل
سنوات الى قيام ٧٥ منظمة صهيونية من
الولايات المتحدة وكندا والدول الاوروبية
بعقد أحد أكبر مؤتمراتها في مبنى بلدية
سخنين.
لا
تعاني هذه المنظمات من نقص بالموارد
والاموال. وهي
مستعدة أن تتبرع بمبالغ زهيدة او حتى سخية
لكي تحقق اهدافها المعلنة والمخفية.
على فكرة، حسب
رأيي، معظم هذه المبالغ لا تصرف أصلا
للصالح العام ولكنها تجد طريقها الى جيوب
اصحاب الدكاكين (مدراء
الجمعيات وكبار الموظفين).
يمكن هنا الاشارة
الى ثلاثة اهداف اساسية لهذه المنظمات:
اولا:
تجميل وجه دولة
اسرائيل في العالم. فبينما
ترتكب الدولة يوميا الجرائم في حق الشعب
الفلسطيني بالحصار والقتل وسلب الاراضي
وبناء المستوطنات واقامة جدار الفصل
العنصري والحواجز والاعتقالات، تقوم هذه
المنظمات بتسويق الوجه "الانساني"
"الديمقراطي"
لهذا الكيان في
العالم.
ثانيا:
تساهم هذه المنظمات
بجعل الاحتلال ونظام التمييز العنصري
أقل تكلفة. فمن
واجب الدولة حتى ولو كانت دولة محتلة أن
تلبي الحاجات الضرورية للمواطنين في
مجالات التعليم والصحة والضمانات
الاجتماعية. جاءت
هذه المنظمات لتخفف العبء عن الدولة لكي
تتفرغ لاحكام قبضتها الحديدية على الارض
الفلسطينية المغتصبة وقمع نضال الشعب
الفلسطيني.
ثالثا،
وربما كان الهدف الاخطر، هو تربية جيل
خانع يرضى بالامر الواقع، في البداية من
خلال تكوين شريحة طفيلية فاسدة منتفعة
مباشرة من اموال المنظمات الصهيونية.
يبدؤون بالدفاع
عن تغلغلها في كافة مرافق حياتنا ومن ثم
تصبح الطريق لترويج الخدمة والوطنية
والخدمة في الجيش والشرطة قصيرة.
المنظمات الصهيونية
تزرع بذور الاتكالية والطفيلية والفساد
في ربوعنا والدولة سوف تحصد الخنوع والولاء
مستقبلا.
على
مؤسساتنا الوطنية أن تكنس هذه المنظمات
من مدارسنا وشوارعنا، من مدننا وقرانا
قبل فوات الاوان.