Wednesday, February 12, 2014

شعب واحد - برلمان واحد


شعب واحد - برلمان واحد
علي زبيدات – سخنين

من حين لآخر يطفو موضوع لجنة المتابعة العليا على السطح. مرة تحت شعار اعادة بنائها أو اصلاحها، ومرات من حيث طريقة تشكيلها أو انتخابها أو من حيث دورها والمهمات الملقاة على عاتقها. في الاونة الاخيرة، أخذ هذا الموضوع بعدا جديدا في اعقاب تصريحات رئيسها محمد زيدان بالاستقالة اذا لم يعاد اختياره التوافقي بالاجماع. حتى الان يبدو انه لن يكون هناك توافق بين كافة المركبات لاعادة اختياره. ويبدو ايضا انه يوجد هناك العديد من المرشحين للمنافسة على هذا المنصب. رئيس مجلس دير الاسد السابق ابراهيم اسدي كان الوحيد الذي ىتجرأ حتى الان واعلن عن ترشيحه. حسب رأي الرئيس الحالي يوجد هناك على الاقل ١٤ مرشحا سوف يقدمهم في الجلسة الاولى عندما يكتمل النصاب ويقدم بها استقالته. واغلب الظن انه لن تكون هناك جلسة من هذا النوع حتى تحسم انتخابات الرئاسة لبلدية الناصرة نهائيا. هذا بالرغم من الفصل بين اللجنتين منذ خمسة اعوام. وهذا بدوره يعني أن رئاسة محمد زيدان سوف تستمر لفترة من الزمن قد تطول وقد تقصر. ولكن هذا لم يمنع العديد من مثقفينا ومفكرينا من أن يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع وقد تناولت وسائل الاعلام المحلية مؤخرا العديد من مقالاتهم وتصريحاتهم ولا ادري إذا كان لدى بعضهم النية في المنافسة على هذا المنصب. لا اريد أن اذكر هؤلاء المثقفين والمفكرين بالاسم وذلك ليس لان القائمة طويلة فحسب بل ايضا لان تحليلاتهم وانتقاداتهم على اهميتها لا تتطرق لوجهة النظر التي تعبر عن رأيي في الموضوع في هذه المقالة.
كعادتي، حاولت أن ابحث في الشبكة العنكبوتية عن المزيد من المعلومات عن هذه اللجنة التي تعتبر أعلى هيئة تمثلية لجماهيرنا. تصوروا انه في عصر الثورة المعلوماتية التي تجتاح عالمنا لم أجد هناك موقعا خاصا لهذه اللجنة، كل ما هناك هو زاوية تعيسة في موقع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية والذي هو بحد ذاته لا يقل تعاسة. ولكني في الوقت نفسه وجدت أن لهذه اللجنة العديد من الاسامي ولا ادري ايها هو الاسم الحقيقي فهي: لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل، وفي اماكن اخرى: لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، أو لجنة المتابعة العليا للاقلية العربية في اسرائيل، أو بإختصار لجنة المتابعة العليا وباختصار اشد: لجنة المتابعة أي بدون عليا.
في كافة هذه الاسماء لم اصادف كلمة فلسطين او احدى مشتقاتها ولو لمرة واحدة. طبعا خارج الاسم لم يبخلوا في استعمال تعابير مثل: الجماهير الفلسطينية المتشبثة بارضها، والشعب الفلسطيني الذي نحن جزء لا يتجزء منه وغيرها من الالفاظ. المهم يحب على الاسم أن يبرز ما يميزنا عن باقي الشعب الفلسطيني. وكما قرأتها في مقالة لاحد الناشطين الحزبيين: "الاسم ينطلق من الواقع والموقع". ألسنا مواطنين اسرائيليين؟ ألا نعيش في دولة اسرائيل؟
لن اتكلم هنا عن فشل هذه اللجنة أو عن نجاحها (يوجد هناك من يتكلم عن نجاح وانجازات مع بعض التقصيرات والانتقادات، من باب لا يوجد شيء كامل، ومن لا يعمل لا يخطئ)، ولا يهمني كثيرا اذا كانت منتخبة أم معينة وكأن الانتخابات عندنا دليل على ديمقراطيتنا. واذا تم اختيار رئيسها بالتوافق كما تريده الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أو منتخبا كما تريده الحركة الاسلامية أو التجمع الوطني أو ابناء البلد. المهم اذا كانت هذه اللجنة هي اعلى هيئة تمثلية فماذا يعني ذلك؟ إذا كنت تعرف نفسك كإسرائيلي فاعلى هيئة تمثلية لك هي الكنيست. وإذا كنت تعرف نفسك كعربي (أو فلسطيني) مواطن في دولة إسرائيل وتطالب بالاضافة للكنيست بهيئة تمثيلية اخرى تسميها برلمان للاقلية العربية،( كما تطالب بعض الاحزاب والحركات القومية) فسوف تتهم بإزدواجية الولاء وسوف تجد نفسك عاريا على الجهتين. اما اذا كنت تعرف نفسك كفلسطيني بدون أية تحفظات فعليك أن تبحث عن أعلى هيئة تمثيلية لك في مكان آخر.
مأساتنا أن اعلى هيئة تمثيلية لنا وهي المجلس الوطني الفلسطيني مشوهة ومعطلة كباقي مؤسساتنا التمثيلية من منظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها المركزي ولجنتها التنفيذية وحتى المجلس التشريعي لسلطة أوسلو أسوة بكافة الهيئات التمثيلية في العالم العربي(البرلمانات) من المحيط الى الخليج التي هي اما معطلة واما مزيفة وفي اغلب الحلات الاثنتين معا.
حتى عندما كانت هيئاتنا التمثيلية تتمتع ببعض المضمون وببعض الحياة كنا نحن، فلسطينيو الاراضي المحتلة عام ١٩٤٨ نتحاشاها خوفا من القانون الاسرائيلي تارة وحفاظا على المصالح الذاتية لبعض الاوساط المتنفذة تارة اخرى. انا اقترح بدلا من هدر طاقات جماهيرنا على اصلاح ما لا يمكن اصلاحه ان تتضافر كافة جهود الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده لخلق المجلس الوطني الفلسطيني كأعلى هيئة تمثيلية للشعب الفلسطيني ككل، وأقول "خلق"استبعادا لاوهام اعادة بناء أو اصلاح ما قد دثر. وفقط بعد اقامة هذا المجلس الوطني ومن داخل إطاره نستطيع أن نعالج الواقع المختلف في المواقع المختلفة التى يتواجد بها الفلسطينيون.



No comments: