ماذا
جرى ليوم الاسير الفلسطيني؟
علي
زبيدات – سخنين
كتبت
هذه السطور صباح يوم الاربعاء ١٧ نيسان
وهو، كما أعلم وكما يعلمه مثلي الكثيرون
، يوافق يوم الاسير الفلسطيني الذي طالما
أحييناه بالمهرجانات والنشاطات الهادفة
الاخرى وأقل ما يمكن اصدار بيان في هذه
المناسبة يحيي ويتضامن مع الحركة الاسيرة
في السجون الاسرائيلية.
قبل أن امسك بالقلم
واشرع بالكتابة ابحرت في الشبكة العنكبوتية
طولا وعرضا، توقفت عند معظم المواقع
الاخبارية المحلية ووضعت في خانة البحث
كافة اللجان التي تعني بشوون الاسرى لعلي
اجد خبرا عن مسيرة او اعتصام او مهرجان
او حتى بيان في هذه المناسبة فلم أجد شيئا.
النشاطات الوحيدة
التي قرأت عنها عبارة عن بعض الاعتصامات
والمسيرات في بعض الاماكن في الضفة الغربية
معظمها تحت رعاية وزارة الاسرى وهي حسب
رأيي اقل بكثير من المطلوب في هذه المناسبة
وفي هذه السنة بالذات. في
ظل الاضرابات الاسطورية التي خضاها الاسرى
في السنة الاخيرة والتي ما زال بعضها
مستمرا حتى اليوم وعلى رأسها الاضراب
الذي يخوضة سامر العيساوي منذ تسعة اشهر،
وفي ظل استشهاد عرفات جرادات وميسرة ابو
حمدية مؤخرا بسبب التعذيب والاهمال الطبي
وفي ظل تدهور اوضاع الاسرى في كافة المجالات
وعلى جميع الاصعدة وفي ظل العنجهية
الاسرائيلية وضربها كافة القيم الانسانية
بعرض الحائط كنت اتوقع أن تكون هذه السنة
سنة الاسير الفلسطيني بامتياز والتي تتوج
في هذا اليوم بالذات، يوم الاسير الفلسطيني
بهبة جماهيرية ورسمية تخترق التعنت
الاسرائيلي والتواطؤ العالمي والصمت
العربي. ولكن
وللأسف الشديد شيئ من هذا لم يحدث وفي
أغلب الظن لن يحدث في المستقبل المنظور.
الاسرى
بعد الشهداء هم الذين يحملون شعلة القضية
الفلسطينية ويبقونها حية.
تصوروا انه لا يوجد
هناك اسرى فلسطينيون بالآلاف من شيوخ
وشباب واطفال ونساء يملؤون السجون
الاسرائيلية فمن كان يدري انه ثمة هناك
قضية شعب مشرد يناضل من اجل حريته واستقلاله؟
هل المفاوضات العبثية في شكلها الاخير
المستمرة مع بعض التفطع منذ عشرين سنة؟
ام قرارت جامعة الدول العربية التطبيعية
في جوهرها ومع ذلك تبقى حبرا على ورق؟ ام
القرارات الدولية من الامم المتحدة
والاتحاد الاوروبي وحتى كافة اللجان التي
تتغنى بحقوق الانسان ولكنها تصمت صمت اهل
القبور عندما تصطدم بدولة اسرائيل وتبدأ
بالتأتأة عندما تتكلم عن حقوق الاسير
الفلسطيني؟
يضحي
الاسرى بأغلى سنوات حياتهم خلف القضبان.
يتعرضون يوميا
للاهمال الطبي والتفتيش المذل والعزل
الانفرادي والاعتقال الاداري ومنع زيارات
الاهل ومنع التعليم الجامعي واشكال اخرى
لا تعد ولا تحصي من المضايقات.
وبالمقابل تقوم
مؤسساتنا الرسمية من أعلى سلطة الى اصغرها
في احسن الحالات بالاستنكار والادانة
والتضامن الكلامي الذي لا يجدي فتيلا
ولكنها في معظم الاحيان تلوذ بالصمت
واللامبالاة. اين
وصلت الادعاءات بجعل قضية الاسرى قضية
عالمية وايصالها الى كافة المؤسسات
الدولية ومن ضمنها المحكمة الجنائية
الدولية؟ بل اين وصلت الادعاءات بجعل
قضية الاسرى قضية مركزية على الصعيد
المحلي والعربي؟ لا يضيركم بشيء أن تتعلموا
من دولة اسرائيل كيف جعلت لسنوات من قضية
جندي واحد أسير هو جلعاد شاليط ليس فقط
قضية اسرائيلية من الدرجة الاولى بل وقضية
عالمية مركزية ايضا. في
الاونة الاخيرة كثرت الفتاوي الصادرة عن
بعض من يسمون انفسهم بعلماء المسلمين
والتي تتيح وتشرع قتل مسلمين آخرين الا
يوجد في جعبتكم مكان لفتوى واحدة تنصر
الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون
الاسرائيلية؟
لقد
جاء يوم الاسير الفلسطيني الاول في اعقاب
تحرير الاسير الفلسطيني الاول عام ١٩٧٤
في أول عملية تبادل للأسرى.
ومنذ ذلك الوقت
وحتى اليوم كانت عمليات تبادل الاسرى هي
الطريق الوحيدة للحرية.
وسوف تبقى كذلك
مستقبلا وما دام الصراع مستمرا.
No comments:
Post a Comment