Wednesday, March 20, 2013

ما هي علاقة يوم الارض بالارض؟

Version:1.0 StartHTML:0000000167 EndHTML:0000014552 StartFragment:0000000454 EndFragment:0000014536
ما هي علاقة يوم الارض بالارض؟
علي زبيدات – سخنين
تجتمع في مثل هذه الايام من كل سنة لجنة المتابعة، وباسمها الكامل لمن نسي ذلك: "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل"، لكي تقرر كيفية احياء ذكرى يوم الارض. في هذه السنة وعلى ضوء اعادة ترتيب اوراق هذه اللجنة، ولا اريد ان اقول اعادة بنائها، الذي اجتمع واتخذ القرارات هو المجلس المركزي المنبثق عن هذه اللجنة وهو الهيئة المسؤولة عن اقرار السياسة الاستراتيجية العامة للجماهير العربية. من هم اعضاء هذا المجلس بالضبط ومن الذي عينهم او انتخبهم؟ أنا لا ادري وهذا الامر ليس من اختصاصي اصلا.
المهم، اجتمع هذا المجلس واتخذ قراراته بالاجماع (واشدد على كلمة اجماع). اي ان تفاصيل النقاش الذي دار قبل اتخاذ القرار ليست ذات اهمية حاسمة: مثلا من اقترح اضرابا عاما ومن عارض ذلك، من اقترح هذا المكان للمسيرة المركزية ومن اقترح ذاك المكان وهل ترفع به الاعلام الحزبية أم الاعلام الفلسطينية فقط، الخ. المهم انهم اتفقوا على احياء هذه الذكرى كمناسبة "نضالية كفاحية". غني عن القول ان قرارات لجنة المتابعة، من وجهة نظرها على الاقل، هي كل سنة قرارت نضالية كفاحية، لذلك لا يوجد هناك أي مجال للتغيير او التجديد: تنظيم المسيرة المركزية القطرية في مدينة سخنين، تنظيم نشاط مركزي قطري في منطقة النقب، تنظيم فعالية مركزية قطرية قبيل يوم الارض في مدينة الطيبة. لاحظوا التلاعب بالكلمات: مسيرة مركزية قطرية، نشاط مركزي قطري وفعالية مركزية قطرية.
من المفروض، بصفتي من سكان سخنين أن اكون مسرورا بوجود المسيرة المركزية في المدينة. ولكني في الحقيقة لست كذلك. ولعلي لا افضح سرا اذا قلت ان اختيار مدينة سخنين لم يأت بسبب انجازات البلدية في الدفاع عن الارض، او لأن قضية الارض ما زالت قضية محورية تستحوذ على اهتمام المسئولين هنا، بل لانه توجد فكرة عند متخذي القرار في لجنة المتابعة أن المسيرة في سخنين سوف تكون ناجحة في كافة الاحوال نظرا لان مشاركة الاهالي مرتفعة بالمقارنة مع المدن الاخرى، وهذا هو المطلوب: الكم لا الكيف. في هذه الايام، لا يربط سخنين بيوم الارض سوى تلك العلاقة التاريخية العاطفية منذ سنوات طويلة خلت. العلاقات مع المجلس الاقليمي مسجاف الذي يحاصر سخنين ويستولي على معظم اراضيها جيدة، بالنسبة لمناطق النفوذ كل سنة يتم تجديد المكتوب المرسل لوزير الداخلية مطالبا بتوسيعها، الخارطة الهيكلية أكل الدهر عليها وشرب.
قرارات لجنة المتابعة الروتينية على الاقل في الثلاثين سنة الاخيرة اغتالت "الروح النضالية والكفاحية" التي ما زالت موجودة لكن على الورق فقط. اقترحت منذ سنوات، ومن اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من يوم الارض ابعاد المسيرة المركزية من محيط مثلث يوم الارض (سخنين، عرابة، دير حنا) ونقلها إلى حيث تكون الارض قضية ملتهبة، الى النقب مثلا. وليس الاكتفاء ب"نشاط قطري مركزي" الذي لا يصله سوى بعض الناشطين الممولين حزبيا. تصوروا لو تم تجنيد مائة حافلة فقط من كافة المدن والقرى العربية وارسالها الى النقب حتى ولو تسبب ذلك في اغلاق الشارع الرئيسي المؤدي الى بئر السبع. فقط بهذه الطريقة نؤكد أن النقب لا يقف وحده وأن الارض في النقب والجليل هي أرض واحدة يسكنها ابناء شعب واحد. أو أن توحه المسيرة المركزية صوب القدس حيث تتعرض اراضيها للغزو المنظم من قبل المستوطنين المدعومين حكوميا. قد يقول البعض: النقب!! ممكن، أما القدس فهذه مزاودة فارغة لا بل خيال مريض. طبعا، أن يأتي المستوطنون من امريكا وكندا فهذا أمر معقول جدا أما أن نأتي من المثلث والجليل لندافع عن وطننا ونقف الى جانب ابناء شعبنا فهذا غير معقول.
اشد ما اغاظني هذا الاسبوع العناوين التي اجتاحت الصحف والمواقع الاخبارية العربية المحلية:"احياء ذكرى يوم الارض". هذه الكلمات الاربعة التي تحمل معاني عادية في حد ذاتها تتمخض عن مأساة اذا ما اجتمعت في جملة مفيدة. إحياء: يعني محاولة بعث الحياة من جديد في جسد ميت او على وشك الموت وهذه المحاولة كثيرا ما تنتهي بالفشل. ذكرى: شيء حدث في الماضي وانتهى ويعود الينا إما كحلم او كابوس او مجرد ذكرى تمر علينا مرور الكرام. يوم: تلك الفترة القصيرة من الزمن التي تكاد لا تكفي لان يلتقط الشخص انفاسه. الارض: الحاضرة في عقولنا الغائبة عن اعمالنا الحية في قلوبنا الميتة في تصرفاتنا.
هل يوم الارض ما زال حقا يوما للارض ام هو يوم للذين خذلوها وخيبوا آمالها؟

No comments: