Wednesday, February 13, 2013

عبء الدولة الثقيل

Version:1.0 StartHTML:0000000167 EndHTML:0000009701 StartFragment:0000000454 EndFragment:0000009685
عبء الدولة الثقيل
علي زبيدات -سخنين
يطفو على سطح السياسة الاسرائيلية بعد الانتخابات للكنيست مصطلح قديم – حديث يسمى "المساواة في تحمل العبء". المقصود بهذا المصطلح باختصار شديد هو أن العرب واليهود المتدينين (الحريديم) يتمتعون بكافة الحقوق التي تقدمها الدولة لهم بالاضافة إلى العديد من الامتيازات. بالمقابل لا يحملون عبء الدفاع عن الدولة عن طريق الخدمة العسكرية أو بدائلها مما يسمى بالخدمة المدنية. لست هنا بصدد الدفاع عن اليهود المتدينين فهم ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم إذ يقومون بالدفاع عن انفسهم وعن مصالحهم بافضل ما يكون. والدولة بكل تياراتها ومؤسساتها تعمل لهم الف حساب وبالتالي ترضخ لمطالبهم مرغمة. الامر يختلف بالنسبة للعرب في هذه البلاد. عندما تأتي الاحزاب العربية، لجنة المتابعة، مؤسسات المجتمع المدني واعضاء الكنيست في للدفاع عن حقوقهم تخرج من افواههم تأتأة مفادهامن تكرار الجملة الممجوجة التي تقول: أن الحقوق غير مرتبطة بالواجبات . وأن الواجبات نسبية بينما الحقوق مطلقة. وبالتالي فإن تأتأتهم هذه تكاد لا تصل الى آذان من يريدون أن يسمعوها. على عكس ما هو متعارف عليه وما هو مسلم به أنا أظن العكس: الحقوق مرتبطة بالواجبات، والحقوق نسبية كما أن الواجبات نسبية وكلاهما قد يكون مطلقا في ظل ظروف تاريخية معينة. حسب رأيي المشكلة تكمن في مكان آخر تحبذ الاغلبية عدم الاقتراب اليه وعدم وضع الاصبع على الجرح الحقيقي. السؤال هنا: عن أي عبء يتكلمون ؟ وأي "مساواة في تحمل العبء" يقصدون؟. الجماهير الفلسطينية وخلال ٦٥ سنة وحتى اليوم ، هي التي تتحمل العبء الثقيل، عبء الدولة: فقد قدمت أكثر من ٩٠ ٪ من اراضيها لاقامة مئات المدن والقرى والكيبوتسات والمستوطنات الاسرائيلية وكلفها ذلك ثمن تهجير أكثر من نصف شعبها. ولعل هذا لم يكن كافيا، فلم تقدم الارض فحسب بل هي التي بنت العمارات الشاهقة والمصانع والمنشآت وقدمتها هدية للدولة الجديدة ولسكانها الجدد. وهي التي حرثت وزرعت وحصدت حقولها السابقة وقدمت غلتها للاقطاعيين الجدد. وقطفت بياراتها السابقة المسلوبة وقدمت ثمارها لمغتصبيها. وقامت بشق الطرق الحديثة لتربط المستوطنات مع بعضها البعض وبقيت هي محرومة في كثير من الاحيان حتى من الطرق الترابية. وقامت وما تزال بتنظيف الشوارع وصيانتها والاعتناء بالحدائق العامة والتي يمنع أطفالها من اللعب في معظمها وهي التي تطبخ الطعام وتنظف الصحون في مطاعمهم وتنظف الغرف وترتب الاسرة في فنادقهم لكي ينعموا بالراحة والرخاء. كل ذلك وتبلغ وقاحة السياسيين الاسرائيليين من اليسار الى اليمين للقول: الجماهير العربية لا تتحمل العبء بما فيه الكفاية . فهي مطالبة بالانضمام الى الجيش الاسرائيلي من أجل قصف غزة ولبنان وقت الضرورة وحماية المستوطنين عندما يشنون اعتداءاتهم على اهالينا في الضفة. والانضمام الى الشرطة لتفريق المتظاهرين العنف والقوة واطلاق الرصاص الحي عليهم وحماية الجرفات عندما تأتي لهدم بيوتها والانضمام الى حرس الحدود لملاحقة اهلنا في النقب او الى جهاز المخابرات للتحسس على شعبنا لزج المشاغبين من افراده في السجون.
يصرح رئيس حكومة اسرائيل السابق - الحالي بلا خجل: "اذا شطبنا العرب (والحريديم) من قياسات الفقر والفوارق الاجتماعية لكنا في وضع ممتاز". وهو من حيث لا يدري يقول الحقيقة: أن وضعه الممتاز، كممثل للطبقة الرأسمالية الاستعمارية، جاء نتيجة لشطبه العرب والحرديم. ولكن في الوقت نفسه غابت عنه حقيقة اخرى وهي أن وضع العرب والحرديم سيكون ممتازا عندما يقومون بشطبه.
ان كان على الجماهير العربية الانضمام للخدمة العسكرية او المدنية من باب المساواة في تحمل العبء الامني فمن الاحرى بها أن تنضم الى حماس أو حزب الله وليس الى الجيش الاسرائيلي وباقي اجهزة الدولة الامنية. أو عليها أن تخلق احهزتها الامنية للدفاع عن نفسها.
الدولة هي العبء الثقيل الذي ينبغي التخلص منه.

No comments: