هل هذا هو التضامن مع الاسرى؟
علي
زبيدات – سخنين
تلقيت،
يوم السبت الماضي، دعوة عبر الفيسبوك
للمشاركة في تظاهرة تضامنية في القدس
(العيساوي)ة
مع الاسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام
منذ أكثر من نصف سنة ومن خلاله مع باقي
الاسرى المضربين عن الطعام ومع الحركة
الاسيرة بشكل عام. كان
المشاركون من عرب الداخل في هذه التظاهرة
يعدون على اصابع اليد وقد خلت منهم الاحزاب
السياسية والجمعيات "الوطنية".
المشاركة المحلية
لم تكن افضل بكثير. علمت
أن الجهة التي نظمت ودعت لهذه التظاهرة
هي مجموعة شباببية. إن
دل هذا على شيئ فإنه يدل على القطيعة شبه
التامة بين جيل الشباب والاجيال الاخرى،
وبين الجماهير وقياداتها السياسية.
بعد يومين (يوم
الاثنين) كانت
دعوة اخرى لمظاهرة تضامنية اخرى امام سجن
الرملة. لم
تكن افضل من سابقتها: عشرات
الشبيبة انضم اليهم بعض اهالي واصدقاء
الاسرى من القدس. مرة
اخرى خلت هذه المظاهرة أيضا من ممثلي
الاحزاب السياسية والجمعيات "الوطنية".
بعد ذلك تتالت
وتسارعت الدعوات فها هو التجمع الوطني
الديمقراطي والرابطة العربية للاسرى
تدعوان اليوم (الاربعاء)
لتظاهرة في المكان
نفسه (أمام
سجن الرملة) ومجوعة
اخرى تدعو الى التظاهر غدا في حيفا ودعوات
اخرى للتظاهر في اماكن مختلفة.
من يظن للوهلة
الاولى أن هذه الظاهرة تعبير عن مد في
منسوب النضال لنصرة الاسرى في نضالهم فهو
مخطىء. بل
هي تعبير متكرر لظاهرة التشرذم المزمنة
التي تعاني منها جماهيرنا.
المسؤول الرئيسي
عن هذه الظاهرة، حسب رأيي، هي الاحزاب
والجمعيات التي تدعي بأن قضية الاسرى هي
قضية مركزية ومبدئية في نشاظها السياسي.
وإلا ما هو المبرر
لقيام مجموعة بالتظاهر امام سجن الرملة
يوم الاثنين وقيام مجموعة اخرى في المكان
نفسه بالتظاهر بعد يومين؟ من ظن ان الخلاف
بين الاحزاب العربية هو بسبب انتخابات
الكنيست وقد انتهت بانتهائها فهو مخطىء
مرة اخرى. والامر
نفسه ينطبق على الجمعيات التي تدعي نصرة
وتمثيل الحركة الاسيرة.
هل
تذكرون الدعاية الانتخابية للاحزاب
العربية التي استغلت قضية الاسرى لابتزاز
المزيد من الاصوات؟ ومنها على سبيل المثال
لا الحصر: زيارة
نائب قيادي لعائلة أحد الاسرى وبعد تقبيل
جبين الأم وعد بالعمل بدون كلل أو ملل
لاطلاق سراح جميع الاسرى؟ فكيف يفسر غيابه
هو وحزبه عن الساحة؟ وذلك الحزب الذي
استغل احد الاسرى المحررين في دعايتة
الحزبية لكي يعطي الانطباع بأنه الحزب
الوحيد المهتم بقضية الاسرى؟
بالامس
أقسم اعضاء الكنيست العرب يمين الولاء
للدولة بعد أن رددوا بالحرف الواحد:"
أنا التزم بالاخلاص
لدولة اسرائيل وأن أؤدي رسالتي باخلاص
في الكنيست". خروجهم
من القاعة قبل النشيد الوطني الاسرائيلي
"هتيكفا"
لن يغير من هذه
الحقيقة شيئا: الدولة
التي اقسموا بالاخلاص لها هي التي وضعت
سامر العيساوي وآلاف الاسرى الفلسطينين
وراء القضبان الحديدية.
والحالة هذه كيف
بمقدرتهم الوفاء بالوعود التي قطعوها
لذوي الاسرى؟
تعمل
الاحزاب السياسية والجمعيات المختصة
بالاسرى بعقلية التجار الصغار، بعقلية
اصحاب الحوانيت: كل
طرف يريد المحافظة على مصلحته.
وهذا يعني مقاطعة
الاطراف الاخرى. وعند
الضرورة لا بأس بقيام نشاط محدود من باب
اسقاط الواجب. لقد
آن الاوان اغلاق هذه الحوانيت الخاصة
واسقاط عقلية التجار الصغار.
قضية
الاسرى هي القضية الاخيرة التي ما زالت
تشعرنا بأننا أصحاب قضية أصلا.
قياداتنا السياسية،
بكافة امكانها وبكافة رتبها وحسب مواقعها
وامكانياتها قد أفسدت القضية الوطنية
إفسادا يهدد بزوالها.
المقاومة كلامية
لا تتجاوز بيانات الاستنكار والادانة،
وحتى هذه في طريقها الى الزوال.
الكلام عن العودة
والتحرير اصبح محذورا.
نضال الامعاء
الخاوية هو البصيص الوحيد في نهاية النفق
المظلم، فهل ندعه ينطفىء؟
لا
أحد يملك اجوبة نهائية.
ولكن في الوقت نفسه
يجب عدم قبول بأي شيء مسلم به.
على هذا الواقع أن
يتغير بشكل جذري وبأسرع وقت ممكن.
يستحق الاسرى
وخصوصا الذين يواجهون جلاديهم بامعائهم
الخاوية منا وقفة افضل، وافضل بما لا
يقاس. فهل
نستطيع أن نتفوق على انفسنا قبل فوات
الاوان؟
No comments:
Post a Comment