لا
شيئ يعمل في فلسطين غير الاجهزة الامنية
علي
زبيدات – سخنين
في
خضم النقاش مع اعضاء ومؤيدي الاحزاب
العربية المشاركة في الانتخابات للكنيست
الصهيوني كنت دائما اواجه بالسؤال المفحم
من وجهة نظرهم: ولكن
ما هو البديل للنضال البرلماني؟ وعندما
كنت اجيب: النضال
الجماهيري خارج البرلمان، كان الجواب
جاهزا: ومن
يقول ان النضال البرلماني جاء بديلا
للنضال الجماهيري؟. وهل
هناك من ينكر ان الاحزاب العربية التي
تقود النضال البرلماني داخل الكنيست هي
نفسها التي تقود النضال الشعبي خارجه؟.
هذان الشكلان
للنضال يكمل بعضهما الآخر ولا يوجد هناك
اى تناقض. وكنت
اجيب على هذه التبريرات "المفحمة”:
نعم، صحيح، يكمل
احدهما الآخر: لذلك
فإن بؤس النضال البرلماني قد جعل من النضال
الشعبي أشد بؤسا. وإلا
فمن المسؤول عن افراغ يوم الارض من مضمونه
المقاوم لسياسة اغتصاب المزيد من الارض
العربية؟ ومن المسؤول عما آلت اليه باقي
مناسباتنا الوطنية كذكرى النكبة وانتفاضة
القدس والاقصى؟
بالمقابل
لمست أن قوة جاذبية الانتخابات البرلمانية
قوية عند قطاعات واسعة من جماهير شعبنا.
وهي لا تقتصر على
كوادر واعضاء الاحزاب العربية بل تتعداها
الي قطاعات واسعة وخصوصا بين الشباب.
وقلت في حينه اذا
كان لا بد من النضال البرلماني فلماذا لا
نصب جل جهودنا من أجل خلق بديل لانتخابات
الكنيست من خلال انتخاب البرلمان الفلسطيني؟
وهو موجود على الورق على الاقل باسم:
المجلس الوطني
الفلسطيني. فنحن
نكرر صباح مساء، بمناسبة وبغير مناسبة
أن الشعب الفلسطيني واحد في كافة اماكن
تواجده بالرغم من حالات التمزق والتشرد
الذي فرضت عليه، فلماذا لا نخوض نضالنا
البرلماني الخاص من اجل انتخاب مجلس وطني
فلسطيني يمثل كافة افراد هذا الشعب؟ ولو
بذلت الاحزاب العربية (الوطنية،
وكلها تسمي نفسها وطنية)
المشاركة في
انتخابات الكنيست الصهيوني ربع جهودها
بل اقل من ذلك في الاعداد والمشاركة في
انتخابات البرلمان الفلسطيني لتغيير
الواقع الراهن بشكل جذري.
في
الحقيقة لا ينقص الشعب الفلسطيني مؤسسات
تمثيلية، العكس هو الصحيح.
هناك تخمة وفائض
في عدد مثل هذه المؤسسات.
رسميا عدد اعضاء
المجلس الوطني الفلسطيني يزيد على ٧٣٠
عضو، أي انه ينافس برلمان الصين الشعبية
من حيث العدد. ولكنه
معطل تماما، جثة هامدة، لا احد يعرف على
وجه التحديد من هم اعضاؤه، من توفي منهم
ومن تقاعد وكيف تم انتخاباهم.
وأي برلمان هذا
ولم يجتمع بشكل رسمي منذ اكثر من ربع قرن؟.
يوجد لديه مقر دائم
في احدى الدول العربية وبعض المكاتب هنا
وهناك ولكن لا احد يعرف على وجه التحديد
ماذا تفعل وكيف. له
رئيس لا يعرف احد من وعلى أي اساس تم
انتخابه وما هي صلاحياته بالضبط.
في
النظام الاساسي لمنظمة التحرير الذي صودق
عليه عام ١٩٦٤ يوجد مادة واضحة تقول:"ينتخب
اعضاء المجلس الوطني عن طريق الاقتراع
المباشر من قبل الشعب الفلسطيني بموجب
نظام تضعه اللجنة التنفيذية لهذه الغاية".
حتى اليوم ما زلنا
ننتظر هذا النظام من لجنة تنفيذية معطله
منبثقة عن منظمة تحرير معطلة هي الاخرى.
كل شيء معطل في
فلسطين: منظمة
التحرير، المجلس الوطني، المجلس المركزي،
المجلس التشريعي، الميثاق الوطني.
وبالتالي نستغرب
كيف ولماذا اصبح وضعنا تعيسا الى هذه
الدرجة؟ يبدو أن الشيء الوحيد غير المعطل
هو الاجهزة الامنية لسلطة اوسلو التي
تنشط بالتنسيق الامني مع قوات الاحتلال
وفي قمع كل مقاومة مسلحة (وغير
مسلحة) ضد
هذا الاحتلال. سئمنا
من الكلام حول المصالحة وحول الاصلاح في
منظمة التحرير. حسب
رأيي لن يكون هناك مصالحة ولا اصلاح ما
دام هناك مستفيدين من الوضع القائم يهيمنون
على مواقع صنع القرار.
بدأت
منذ عدة سنوات تحركات شبابية، من حيث
الاساس، تعمل على تسجيل الفلسطينيين في
كافة اماكن تواجدهم في سجل انتخابي واحد
بهدف التوصل لانتخاب مجلس وطني يمثل كافة
مركبات الشعب الفلسطيني.
وهذا اقل ما يمكن
ان نطلبه من شعب يناضل من اجل عودته وانتزاع
حقوقه الطبيعية المشروعة.
في هذا الاتجاه
يجب ان تصب كافة جهود الشباب الوطني وليس
في نشاط عقيم لزيادة التمثيل العربي في
الكنيست الصهيوني بعضو أو عضوين.
اذا اردتم نضالا
برلمانيا فالمجال مفتوح امامكم على
مصراعية، فلنوحد نشاطنا من اجل انتخاب
مجلس وطني فلسطيني على اسس وطنية تقدمية
يكون درعا لحماية الثوابت الوطنية ورافعة
لمواصلة النضال حتى تحقيقها كاملة.