المؤسسات
الوطنية أولا
علي
زبيدات – سخنين
تناقلت الصحف والمواقع
الاخبارية العربية الاسبوع الماضي خبر
وقوع شرخ بين لجنة المتابعة أو بالاحرى
بعض مركباتها الاساسية وبين اللجنة
القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية
على خلفية توصيات لجنة بلسنر بخصوص الخدمة
المدنية للشباب العرب وعلى خلفية البيان
الصادر عن اللجنة القطرية بهذا الخصوص
والبيانات المضادة من قبل عدة أطراف تستظل
تحت مظلة المتابعة.
ومع اختلاط
الحابل بالنابل في هذه المسألة نسي كافة
الاطراف المثل الشعبي القائل:
كلنا بالهوا
سوا.
أولا يجب التأكيد على
الحقيقة التالية:
أن فشل السياسة
الحكومية في فرض الخدمة المدنية بكافة
أشكالها وتسمياتها يعود من حيث الاساس
الى شعور الشباب العرب بالنفور والاشمئزاز
الطبيعي والعفوي ليس فقط للخدمة المدنية
بل أيضا وبالأساس للدولة التي تقف وراءها.
من الناحية
النفسية والعاطفية والاخلاقية لا يستطيع
الشاب العربي الطبيعي أن يتماهى مع مثل
هذه المشاريع الاسرائيلية التي تذكره في
كل لحظة بالنكبة وعواقبها التي تلاحقة
حتى اليوم.
اذن، ليست لجنة المتابعة
ولا اللجنة القطرية ولا لجنة مناهضة
الخدمة المدنية ولا الاحزاب السياسية أو
ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني من
الجمعيات الممولة اسرائيليا أو غربيا هي
التي أفشلت مخططات الخدمة المدنية.
ولكن في الوقت
نفسه لا يمكن الاجحاف بحق ودور الافراد
والمؤسسات المناهضة لهذه الخدمة.
قلت في السابق وأكررها
هنا أن الذي يعترف بدولة اسرائيل وينصهر
بمؤسساتها حتى النخاع وفي الوقت نفسه
يدعو الى مناهضة الخدمة المدنية لا بد
انه يعيش في تناقض وصراع داخلي، هذا في
أحسن الحالات ولكنه قد يكون محترفا للنفاق
والرقص في عرسين واللعب على أوتار السلطة
وأوتار الوطنية في وقت واحد.
مثلا، النائب مسعود
غنايم يصرح وكأنه اكتشف أمريكا من جديد:
“ليس الهدف
من الخدمة المدنية المساواة انما ضمان
الولاء للدولة".
اليست الخدمة
في الكنيست الاسرائيلي مشروطة بالولاء
للدولة؟ ولماذا مسموح لك ولباقي اعضاء
الكنيست العرب "الوطنيين"
أن يقسموا يمين
الولاء للدولة ويحرم ذلك على المواطن
العادي؟ ألستم قدوة لهذا المواطن؟وأليست
مصداقيتكم على المحك؟
بيان اللجنة القطرية
يصر على رفض الخدمة المدنية أسوة بباقي
المؤسسات، ولكن لماذا لا نسميها خدمة
أهلية أو مجتمعية؟ ولماذا تكون تحت مظلة
وزارة الأمن الداخلي ولا تنتقل الى وزارة
الصحة أو وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية
أو وزارة المعارف؟ ولماذا لا يتم تعميمها
ومأسستها من خلال السلطات المحلية؟ وكأن
الوزارات المذكورة ليست جزء من الحكومة
أو وزراء هذه الوزارات أقل عنصرية من
الوزراء الآخرين، وكأنه لا تربط السلطات
المحلية العربية أيه صلة بالسلطة المركزية.
حقا انها فوضى
خلاقة.
وكعادته سارع الدكتور
أسعد غانم للتنطير لهذه الفوضى الخلاقة
في مقال نشرته صحيفة كل العرب بعنوان:”نعم
للخدمة المجتمعية الالزامية ولا لتهريج
المنصات والاذاعات".
وبعد أن ينفي
عن نفسه مسبقا أن يكون مؤيدا للخدمة
المدنية بعد أن استبدلها بالخدمة المجتمعية
طالب بجعلها مشروعا وطنيا ينفذ من خلال
السلطات المحلية، ولضمان الإلزام فلا
مانع من سن قانون عام.
خلاصة التنظير
هو تحويل الخدمة المدنية من مشروع حكومي
هدفه طمس الهوية الفلسطينية الوطنية عند
الشباب العرب إلى مشروع وطني لخدمة المجتمع
العربي. قد
يكون هذا كلاما جميلا لو كان لدينا مؤسسات
وطنية حقيقية مستقلة تماما عن الدولة.
الخلاصة هي أن القضية
ليست خدمة مدنية أو مجتمعية، ليست وزارة
الامن الداخلي أو الرفاه الاجتماعي، ليست
السلطة المركزية أو السلطة المحلية، بل
القضية : هل
هي مؤسسات وطنية مستقلة أم مؤسسات حكومية.
ومن هنا تنبع
وتتفرع كافة المسائل.
من أجل خدمة المجتمع
الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الاسرائيلي
لا بديل عن بناء مؤسساتنا الوطنية المستقلة
في كافة المجالات.
1 comment:
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
Post a Comment