Monday, July 24, 2006

الانسان وليست آلة الحرب

الانسان وليست آلة الحرب

في نهاية المطاف، الانسان هو العنصر الحاسم في الحرب وليس السلاح. هذا ما قاله منذ وقت طويل ماو تسي تونغ في خضم نضاله الثوري ضد الاستعمار ومن اجل حرية وأستقلال الصين. وقد أثبتت جميع الثورات هذا المبدأ. الآلة الحربية مهما بلغت شراستها ومهما استعملته من اسلحة متطورة تستطيع أن تقتل وتدمر البنى التحتية وتحرق الارض ولكنها لا تستطيع لوحدها أن تحسم المعركة نهائيا، لأن هذا الحسم هو قرار إنساني. تستطيع الآلة الحربية أن تقتل المناضلين ولكنها لا تستطيع أن تفرض عليه الاستسلام. لكي يستسلم يجب على المناضل أن يتخذ قراره. ومن هنا تنبع أهمية وضرورة وجود مناضلين لا يساومون ولا يستسلمون وعندها وفي نهاية المطاف هم اللذين سيحسمون المعركة لصالحهم ولصالح قضيتهم أما الآلة الحربية فسيكون مصيرها أن تصبح خردة وترمى الى مزبلة التاريخ.
تحاول الآلة الحربية الاسرائيلية التي يكاد أن لا يكون لها مثيل في تاريخ البشرية بكل جبروتها أن تحسم معركة الصراع المصيري والوجودي بين الكيان الصهيوني وبين شعوب المنطقة وكانت في كل معاركها تستعمل اشرس أنواع الهدم والقتل والتدمير بواسطة كافة انواع الاسلحة الاكثر تطورا. فقد هدمت ودمرت وقتلت وحققت الانتصارات على مدى اكثر من نصف قرن، وفرضت الاستسلام على العديد من الانظمة ومن التنظيمات ومن القيادات ولكنها عجزت أن تخمد لهيب المقاومة المقدس الذي كان ينبعث دوما من تحت الانقاض والرماد ويتابع المسيرة في احلك الظروف و ,اصعبها وينتقل بالمعركة الى جولة أخرى. هذا النوع من المقاومة لا يموت أبدا إلا بعد أن يحقق النصر الاخير.
الحرب الاخيرة التي شنتها وما زالت تشنها اسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني مقترفة ابشع الجرائم في حق الانسانية سوف تفشل مرة اخرى في حسم المعركة لصالحها، وهذا ما يدفعها الى حالة من الجنون فترد بمزيد من الجرائم والتدمير. المقاومة الفلسطينية واللبنانية ما دامت متمسكة بحقها وما دام ايمانها بعدالة قضيها راسخ لا يتزعزع هي التي سوف تحسم المعركة في نهاية المطاف لصالحها وتحقق النصر.

2 comments:

Anonymous said...

Here are some links that I believe will be interested

Anonymous said...

Really amazing! Useful information. All the best.
»